قررت كنيسة سانت إلياس الأرثوذكسية في أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، التبرع بعائد حفلها السنوي لتقديم المساعدات الإنسانية لضحايا الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في الشرق الأوسط.

وأقامت الكنيسة، السبت، مهرجانها السنوي الخامس والأربعين للشرق الأوسط، حيث اجتمع عشرات الأشخاص من أميركيين وشرق أوسطيين من الساعة 11 صباحا وحتى الساعة 11 ليلا في شارع بونس دي ليون، حيث استمتعوا بالمأكولات والأغاني والتراث والتقاليد الشرق أوسطية.

وقال مراسل "الحرة" إن الكنيسة فتحت لرعاياها باب التبرع عن طريق تطبيق خاص بالكنيسة، حيث سترسل التبرعات إلى المؤسسة الدولية للجمعيات الخيرية للكنائس الأرثوذكسية لإيصالها إلى سكان غزة.  

وأعلنت الكنيسة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأرباح المحققة من المبيعات ستذهب 100 في المئة إلى المساعدات الإنسانية لضحايا الحرب بين إسرائيل وحماس.

وخلفت الحرب القائمة بين الطرفين منذ أكثر من أسبوعين ظروفا مأساوية، والتي اندلعت إثر هجوم عنيف ومفاجئ شنته حركة حماس، المصنفة إرهابية.

وقتل 4385 شخصا في قطاع غزة منهم 1756 طفلا و967 امرأة، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول للهجوم وفق السلطات الإسرائيلية.

ونشر موقع "11alive" المحلي في أتلانتا تقريرا حول المبادرة التي نظمتها كنيسة سانت إلياس في أتلانتا، حيث أشار الموقع إلى أن العديد من الذين يحضرون قداس كنيسة القديس إلياس الأنطاكية الأرثوذكسية، لديهم أفراد عائلات في الشرق الأوسط ويريدون مساعدة المتضررين من الحرب بين إسرائيل وحماس، لذلك قاموا بتحويل حدث سنوي إلى حملة لجمع التبرعات.

وأجرى الموقع مقابلة مع الأب غبريال طنوس، الذي عبر عن ألمه وحزنه بسبب الحرب القائمة، معتبرا أن "ما يحدث مخز. هذا خطأ. ينفطر قلبك لرؤية الناس يموتون يمينا ويسارا".

وتحدث طنوس عما تقدمه الكنيسة في مهرجانها من أطعمة شرق أوسطية وقهوة عربية ومعجنات، فيما أكدت رئيسة المجلس المحلي، تاتيانا ماثيوز، إن 100 في المئة من عائدات المهرجان ستذهب لمساعدة المحتاجين.

المتبرعون ذكروا أن الرسالة وراء الحملة التي أعلنتها الكنيسة تتجاوز بكثير جدران مكان عبادتهم

وأضافت "نحن نعلم أن تمويلنا سيغطي تكاليف الغذاء والماء والراحة العامة للأشخاص الذين يعانون في تلك المنطقة".

وقال بعض مرتادي الكنيسة إن الرسالة وراء حملة جمع التبرعات تتجاوز بكثير جدران مكان عبادتهم.

ماثيوز وصفت هذه الأوقات بـ"الحزينة للغاية في العالم، ونحن كمسيحيين أرثوذكس مدعوون إلى الحب".

وختم طنوس بالتعبير عن أمله ودعواته لله "ألا نضطر أبدًا لرؤية هذه الصور مرة أخرى وأن يعم السلام في الشرق الأوسط".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

هل تكتب المنطقة مصيرها أم تبقى تقرأ من دفاتر الآخرين؟!

لا يبدو أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران هو نهاية للحرب وبداية لسلام طويل في منطقة الشرق الأوسط؛ فالتصريحات الإسرائيلية تثير الريبة أكثر بكثير مما تشعر بالاطمئنان لعودة الهدوء. وما يغذي الريبة أن منطقة الشرق الأوسط كانت على الدوام مشبعة بالشكوك ومثقلة بميراث من الانفجارات المؤجلة؛ الأمر الذي يصبح معه وقف إطلاق النار مجرد فاصلة مؤقتة على خط زمني من صراع لا ينتهي.

ومعلوم لدى الجميع الآن أن هدف إسرائيل لا يتلخص في مجرد تعطيل المشروع النووي الإيراني، ولكن في إحداث تغيير استراتيجي عميق في المنطقة تتغير معه كل موازين القوى التي بقيت سائدة لعقود طويلة. وهذا التغيير هو أساسي لاكتمال مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي يتحدث عنه نتنياهو وزمرته اليمينية الحاكمة. وهذا «الشرق الأوسط الجديد» الذي يحلم به نتنياهو ليل نهار لا علاقة له بمشروع شيمون بيريز ـ رغم سوء وخطر المشروعين ـ المبني على أسس براجماتية علمانية اقتصادية في مرحلة ما بعد «سلام» أوسلو؛ فهو -أي مشروع نتنياهو- مبني على أساطير تنسب زورا إلى التوراة؛ حيث تسيطر «إسرائيل التوراتية» على المنطقة بأكملها. رغم ذلك فإن نتنياهو يحاول استخدام واجهة مشروع بيريز سواء من حيث الاسم أو من حيث الطرح الاقتصادي؛ ليمرر مشروعه التوسعي الذي يتغذى على ضعف العرب لا على بناء شراكة حقيقية معهم وفق ما كان يطرح بيريز. بل إن الأمر يتجاوز المشروع النووي إلى محاولة كسر إيران، وإعادة إدماجها في النظام الإقليمي وفق الشروط الغربية بعد إضعافها.

وأمام هذا الطرح أو المشروع الذي كسبت فيه إسرائيل بعض الجولات عربيا وخسرت إيرانيا؛ لا بد من مشروع مضاد لا يُبقي المنطقة في مربعاتها الراكدة والمتخمة بالصراعات، بل يواجه جوهر الرؤية الإسرائيلية التي تختزل الشرق الأوسط في معادلة أمنية تكنولوجية، ويضع العرب بين خيارين: إمّا التطبيع، وإما العزلة الدولية والإقليمية!

ويبدأ تفكيك التصور الإسرائيلي من كشف بنيته بالاعتراف أنه تجاوز الرؤية اليمينية الدينية إلى ما يمكن أن نسميه خليطا هجينا من الأسطورة التوراتية، والواقعية الأمنية، والمراوغة الاقتصادية. ما تطرحه إسرائيل -خصوصا في مرحلة ما بعد «اتفاقات إبراهام»- ليس سلاما بالمعنى الأخلاقي أو القانوني، بل اندماج اقتصادي مشروط بتشريع تفوقها الإقليمي، ونزع الطابع السيادي عن الجوار العربي.

وهذا المشروع يفترض تجويف المنطقة من أي بديل معرفي أو اقتصادي أو حضاري، وجرّها إلى أن تصبح سوقا واسعة بلا صوت أو سيادة، و«جوارا» بلا مركز. إنه بعبارة أخرى أكثر وضوحا مشروع «تطبيع التفوق» لا «تطبيع السلام»، وهو ما يجب كشفه فكريا وسياسيا وإعلاميا.

ولكن ما المطلوب من الدول العربية في هذه اللحظة المفصلية في تاريخها؟

لم يعد ممكنا الركون إلى خطاب قومي تقليدي، أو شعارات الممانعة المجردة في وقت تخوض فيه إسرائيل معركتها بأدوات مركبة واستراتيجية؛ ولذلك فإن المنطقة بحاجة إلى صياغة مشروع عربي إقليمي جديد يقوم على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بصفتها بوابة العدالة والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن أي مشروع لا يعترف بالحقوق الفلسطينية التاريخية، ولا يعالج جوهر المأساة، سيبقى هشا وعرضة للانفجار في أي لحظة، وأمام أي عقبة.

كما يقوم المشروع على تحرير فكرة التعاون الإقليمي من الهيمنة الإسرائيلية عبر تكامل إقليمي يكون ندا لإسرائيل، ويشمل مشاريع مشتركة في الطاقة، والأمن الغذائي، والمياه، وتديره أطراف متعددة.

لكن قبل ذلك وخلاله وبعده؛ لا بد أن يتضمن المشروع الإقليمي مسارا معرفيا وإعلاميا يتحدى السردية الإسرائيلية، ويبني سردية حقيقية للتاريخ واليوم والمستقبل؛ فلا يمكن مواجهة مشروع يقوم على «إعادة تعريف الشرق الأوسط» من دون مساحات فكرية مستقلة تعيد تعريف الذات، والموقع، والدور. وهذا يتطلب جهدا مؤسسيا ضخما ينطلق من وعي جديد وحر في المنطقة.

كما أن تأسيس مشروع عربي جديد يتطلب أكثر من موقف سياسي، بل يحتاج إلى حقل معرفي قادر على إنتاج الأفكار، وتأسيس مراكز أبحاث، ومنصات إعلامية مستقلة تعيد رسم سردية المنطقة بلغتها الخاصة، وتستعيد تعريف القيم مثل السيادة، والعدالة، والتحرر بعيدا عن قوالب الاستيراد.

وإذا كانت إسرائيل تحاول تثبيت مشروعها بقوة السلاح والدعاية؛ فإن المنطقة مطالبة ببناء مشروعها وتثبيته بقوة المعرفة، والسيادة، والعدل. فثمة فرصة نادرة الآن في ظل السقوط الأخلاقي للسردية الإسرائيلية، والمأزق الغربي المتواطئ. السؤال الآن: ليس هل يمكن، بل: هل نريد أن نبدأ من جديد؟ وهل نملك شجاعة أن نكتب بدل أن نظل نقرأ من دفاتر الآخرين؟

مقالات مشابهة

  • الأحادية القطبية وسلام الشرق الأوسط
  • اليونيسف: كل 15 دقيقة.. طفل قتيل أو مُصاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • «جمارك دبي» تبحث تعزيز الشراكة مع الهند في التجارة والخدمات اللوجستية
  • كل 15 دقيقة.. طفل قتيل أو مُصاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • من هو سيد الشرق الأوسط القادم؟
  • الولايات المتحدة تخصص 130 مليون دولار لدعم ٌقسد بمواجهة تنظيم الدولة
  • هل تكتب المنطقة مصيرها أم تبقى تقرأ من دفاتر الآخرين؟!
  • لعنة "الشرق الأوسط الجديد"
  • إيكونوميست: لماذا لم تغير الحرب الإسرائيلية- الإيرانية الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط يترقب قرار “أبو صهيب” .. من هو؟