بوابة الوفد:
2025-12-13@03:46:59 GMT

حاجتنا إلى ابن رشد

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

قيل: إن أحد تلامذة ابن رشد أخذ فى البكاء عندما كانوا يحرقون كتب معلمه، فالتفت له المعلم ابن رشد وقال: إذا كنت تبكى حال المسلمين فاعلم أن بحار العالم لن تكفيك دموعاً، أما إذا كنت تبكى الكتب المحروقة فاعلم أن للأفكار أجنحة وهى تطير لأصحابها». فما أحوج العالم العربى إلى أفكار ابن رشد، فقد أصيب العقل العربى بنومة حسبناها غفوة لكنها استمرت قرونا طوالا، فمتى يُبعث العقل من غفوته.

ومن يقرأ مقولة ابن رشد «الحسن ما حسّنه العقل والقبيح ما قبّحه العقل» يدرك أننا فى أمس الحاجة للتنوير، وإذا كانت المجتمعات الأوروبية التى يموت شبابنا غرقا للجوء إليها قد استندت إلى ابن رشد فى عصر التنوير فصارت كما نرى وصرنا كما لا نرى؛ ها نحن ننادى بالتنوير الذى يدعو فى أبسط صوره إلى إعمال العقل، والإسلام يدعو من قبل لإعمال العقل، فالعرب اليوم فى حاجة إلى عقل ثقافى يقود المواجهة ولا يتخلف عن الركب، ليعود المثقف رافعًا راية المواجهة الفكرية ضد التخلف والمتاجرة بالأديان، وحتى يجيب المثقفون عن السؤال: من أين جاء هؤلاء الدواعش والقواعد ومن على شاكلتهم؟ 

إن المتأمل فى الخطاب الثقافى الحالى يجد أن دعاة العلمانية يكررون أقوال الروّاد التى مضى عليها ما يقرب من قرن وفى حاجة إلى تجدد، وصار الخطاب المضاد للعلمانية أكثر تقبلًا من جمهور عريض لم يستسغ المصطلح لشدة ما أصابه من ضربات قاتلة من دعاة تغييب العقل الذين وجدوا فى الأمية الأبجدية والثقافية ضالتهم فوظفوا هاتين الأميتيْن لمصلحتهم فرأينا منذ النصف الأول من القرن الماضى تطويع النصوص المقدسة فى تفسيرات تجافى حقيقة الأديان السماوية التى تدعو إلى التسامح والوسطية، فأفقدوا النص جوهر رسالته ووجدوا فى الشباب وقود أفكارهم فى ظل ضعف المؤسسات الثقافية والتعليمية وبُعدها عن أداء دورها المنتظَر، ومن هنا ظهر التطرّف والتشدد والتكفير. لقد صور البعض هيمنة أبوحامد الغزالى على الجموع العربية فى مقابل غيبة العقل الرشدى سببا للتغييب والغزالى براء مما يتقوّلون؛ حبذا لو جمعنا بينهما غذاء للروح والعقل؛ مرحبا بابن رشد فى ديار العرب ومرحى بعودة العقل المنتظر حتى يقول لنا: «إن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له» فمتى تحط أفكاره بأجنحتها فى عقول العرب؟

مختتم الكلام

قال ابن رشد: «لو سكتَ مَن لا يعرف لقل الخلاف».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البكاء الدواعش ابن رشد

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد يعلن فوز عالم مصري بجائزة نوابغ العرب

الإمارات العربية – أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، فوز العالم المصري عباس الجمل بجائزة نوابغ العرب عن فئة الهندسة والتكنولوجيا لعام 2025.

وقال بن راشد على حسابه بمنصة إكس، إن “البروفيسور عباس الجمل من مصر، أستاذ هيتاشي في كلية الهندسة بجامعة ستانفورد، قدّم إسهامات علمية رائدة في نظرية معلومات الشبكات التي وضعت الأساس للعديد من الشبكات الرقمية الحديثة حول العالم”.

وأضاف بن راشد أن “البروفيسور عباس الجمل ساهم في تطوير مصفوفات البوابات القابلة للبرمجة (FPGA) ومستشعرات الصور CMOS المستخدمة في الهواتف الذكية، وأسهمت أعماله في تطوير التقنيات الداعمة لأنظمة الاستشعار الرقمية والحوسبة والاتصالات”.

وأشار إلى نشر الجمل أكثر من 230 بحثا علميا، كما أن “كتابه نظرية معلومات الشبكات يُعد مرجعا عالميا لطلبة الهندسة والتكنولوجيا، وتستفيد من أبحاثه كبرى الشركات التقنية حول العالم”.

وهنأ بن راشد العالم المصري، قائلا: “نبارك للبروفيسور عباس الجمل فوزه، ونبارك لمصر وللعالم العربي هذا النبوغ الذي يثبت للعالم أن أمتنا لا تستهلك التقنيات فقط، بل تملك العقول القادرة على صناعتها وقيادة مستقبلها العلمي، عقول تنتظر من يحتفي بها، ويمنحها المنصة التي تستحق”.

وعباس الجمل مواطن مصري ولد في القاهرة عام 1950 وحصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة عام 1972، كما درس بجامعة ستانفورد وحصل على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية عام 1975 ثم درجة الماجستير في الإحصاء عام 1977 ودرجة الدكتوراه عام 1978.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • «فخ» كأس العرب
  • علاء مبارك يوجه رسالة لمنتخب مصر بعد خيبة كأس العرب
  • رحلة العمر
  • «فخر العرب».. أيقونة لا تغيب شمسها!!
  • يعني إيه انتهى الأمر؟.. علاء مبارك يعلق على تصريحات منسوبة لوزير الرياضة عن بطولة كأس العرب
  • تفوق كاسح يطمئن المنتخب السعودي قبل مواجهة فلسطين في كأس العرب
  • محمد بن راشد يعلن فوز عالم مصري بجائزة نوابغ العرب
  • مونديال العرب وغصة الملحق!
  • المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
  • من الناشئين للعرب .. منتخبات مصر لم ينجح أحد