تراجع الشيكل وانهيار البورصة.. خسائر بالجملة تضرب الاحتلال بسبب عملية «طوفان الأقصى»
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
تتصاعد خسائر الاحتلال الإسرائيلي، منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» التي وقعت فجر السبت في السابع من أكتوبر من الشهر الجاري، لتطول مختلف الأنشطة الاقتصادية، حيث كانت تسعى الحكومة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية لاستقطاب استثمارات أجنبية.
ويذهب الكثير من المحللين إلى تأكيد الخسائر الاقتصادية الكبيرة للكيان الصهيوني من جراء عملية «طوفان الأقصى»، وإن كان من المبكر تقدير حجم الخسائر.
وتعد الخسائر البشرية التي أوقعتها المقاومة في صفوف الاحتلال فادحة بالنسبة للكيان الصهيوني الذي لا يتحمل مقتل هذا العدد الكبير سواء من جنوده أو من سكانه.
كما أن عملية طوفان الأقصى، أجبرت حكومة الاحتلال على نقل حوالي أكثر من نصف مليون من سكان المغتصبات إلى داخل الكيان، وبدأ شتات اليهود في فلسطين في الاحتماء بجنسياتهم الأصلية، ورغبتهم في العودة إلى الدول التي جاؤوا منها.
وكشف مدير صندوق التعويضات في الكيان المحتل، أمير دهان، أن إجمالي الخسائر التي لحقت بالممتلكات منذ بداية الحرب على غزة، يبلغ 1.5 مليار شيكل «نحو 373 مليار دولار أمريكي»، ما يضاهي خسائر تل أبيب في الحرب الكاملة التي شنتها على لبنان عام 2006.
ونقلت صحيفة Calcalist الإسرائيلية يوم الأربعاء الموافق 18 أكتوبر 2023، عن دهان قوله: «تلقينا 15 ألف طلب تعويض، ونتوقع أن يصل هذا العدد إلى 45 ألفا في نهاية الحرب، أي ضعف ما دفعناه في حرب لبنان 2006 التي استمرت 34 يومًا».
ويواجه صندوق التعويضات الإسرائيلي التابع لهيئة الضرائب، أزمة في مواكبة المطالبات التي تنهال عليه في الأيام الأخيرة، حيث أشار الدهان في تصريح للصحيفة الإسرائيلية، إلى أن الصندوق تلقى بالفعل نحو 15 ألف مطالبة، وهذا على الرغم من أن موظفي الهيئة لا يستطيعون دخول مستوطنات النقب الغربي حتى الآن لأسباب أمنية.
كما زعم أن «الكيان المحتل تعرض للقصف بنحو 240 صاروخًا في المتوسط خلال اليوم الواحد من أيام حرب لبنان الثانية، أما الآن فإننا نتحدث عن 25 ألف صاروخ يوم السبت 7 أكتوبر فقط»، على حد قوله.
وأضاف دهان أن الحكومة «دفعت 1.5 مليار شيكل "نحو 373 مليار دولار" من التعويضات عن الأضرار المباشرة في حرب لبنان الثانية بأكملها، إلا أننا وصلنا اليوم إلى المبلغ ذاته تقريبًا ونحن لم ننهِ الحرب بعد».
وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات تقتضي ذهاب أفراد صندوق التعويضات إلى المنطقة المتضررة، مع المثمنين والمهندسين في أسرع وقت ممكن بعد الحادث، ويفحص الفريق المباني المتضررة لينتهي إلى تقدير أوَّلي للأضرار، ولا يجوز لشاغلي المباني المساس بالمباني والممتلكات أو إصلاح الأضرار دون معاينة المثمن.
لكن بحسب دهان، فإن الوضع في الحرب الحالية يختلف عما كان عليه في الأحداث الماضية، وقال في هذا الصدد: «كنا غالبًا ما نصل إلى مواقع الأضرار خلال بضع ساعات. أما الآن، فيستغرق الوصول 3 أيام، وتتعرض عسقلان لزخات كثيفة من الصواريخ، لذا لا نستطيع الذهاب بفرقِ المعاينة إلى هناك».
وأكد أن «هناك مستوطنات تضررت مرافقها ولا يمكن العودة إليها حالياً، مثل باري، وكفار عزة، ونير عوز، وهناك مستوطنات تمكنت وحدات احتياط الجيش من حمايتها، وإن كانت لا تزال تتعرض للقصف الصاروخي».
إلى جانب أضرار الممتلكات، لحق الكيان المحتل خسائر اقتصادية فادحة تمثلت في تراجع قيمة الشيكل إلى مستويات غير مسبوقة منذ العام 2015، كما خسرت البورصة جراء استمرار الحرب والتصعيد أيضاً في الجبهة الشمالية مع لبنان.
وتراجعت قيمة الشيكل بشكل كبير ولمستويات بداية عام 2016، وأعلن البنك المركزي الإسرائيلي ضخ 45 مليار دولار من احتياطاته الأجنبية لوقف نزف الشيكل، وتلبية الاحتياجات المتزايدة على النقد الأجنبي.
وقال بنك إسرائيل إن من السابق لأوانه تقييم الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الصراع، لكنه أشار إلى الحرب التي استمرت 50 يومًا مع مقاتلي حماس في غزة عام 2014، والتي تسببت في خسائر قدرها 3.5 مليارات شيكل، أو 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتراجعت أسعار الأسهم والسندات الإسرائيلية، وأغلقت العديد من الشركات أبوابها في إسرائيل الأحد.أغلق مؤشر أسهم تل أبيب الرئيسي منخفضاً بنحو 7% مع تراجع أسهم البنوك بنسبة 9% مع مبيعات بلغت 2.2 مليار شيكل (573 مليون دولار)، وانخفضت أسعار السندات الحكومية بنسبة 3% في رد الفعل الأولي للسوق على «طوفان الأقصى».
واستدعى جيش الاحتلال ما يزيد على 360 ألف جندي للاحتياط، مما يعني تركهم وظائفهم وشركاتهم من أجل التعبئة للخدمة العسكرية، وهذا أدى إلى توقف أجزاء من الاقتصاد.
الجدير بالذكر، أن الأداء الاقتصادي لكيان الاحتلال كان يمر بمرحلة صعبة قبل عملية طوفان الأقصى، إذ انخفض بنسبة 60% في الاستثمار الأجنبي بالإضافة إلى تدهور قيمة الشيكل الإسرائيلي خصوصاً في سوق الأسهم وارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع التضخم وتزايد توقعات تباطؤ نمو الاقتصاد، فأتت هذه الحرب لتضربه بمقتل وتهريب مليارات الدولارات من أسواقه وذلك إلى جانب التحشيدات العسكرية التي تستنزفه استنزافًا دائمًا وكبيرًا.
وأعلنت هيئة الرقابة على المصارف الإسرائيلية أن الجهاز المصرفي سيعمل بشكل محدود في ما يتعلق باستقبال الزبائن، وهبوط «مؤشر بورصة تل أبيب 35» بنسبة وصلت إلى 6.65% خلال التعاملات، قبل أن يغلق هابطاً 8.04%.
وتكبد قطاع السياحة والسفر خسائر فادحة، مع إلغاء مئات الرحلات وتعطل معظم المطارات الإسرائيلية وإلغاء حجوزات فندقية لعشرات الآلاف من السياح، حيث أبلغت الفنادق عن كثرة المكالمات إلى مراكز الخدمة، وإلغاء الحجوزات المستقبلية من قبل السياح.
ونصحت عدة دول مواطنيها بعدم السفر إلى الكيان المحتل والمناطق الفلسطينية المحتلة، كما قامت أخرى بإعادة سياحها من هناك.
وأعلنت شركات الطيران إلغاء رحلاتها إلى الكيان المحتل، عقب تنفيذ عملية «طوفان الأقصى»، حيث توقفت حركة الطيران في مطار بن غوريون.
فوضى في دولة الاحتلال الإسرائيليلم تتوقف الفوضى في المستوطنات الإسرائيلية عند هذا الحد، حيث انقطع التيار الكهربائي في عدد من المستوطنات جنوبي الكيان المحتل «بالقرب من قطاع غزة»، كما انقطعت الطرق بين عدد منها، فضلاً عن انقطاع خدمة الإنترنت، وإلغاء الدوام المدرسي في وسط وجنوب الكيان المحتل، ما يعني أن حوالي مليون طفل سيبقون في منازلهم، وإغلاق الشركات التي تفتح عادة أيام السبت، بما في ذلك محال البقالة والمقاهي والصيدليات، في جميع أنحاء الكيان المحتل.
وقف إنتاج الغاز من قِبل الكيان الصهيونيواعلنت شركة شيفرون الأمريكية، المشغلة لحقل تمار الإسرائيلي بالبحر المتوسط، أنها علّقت عمليات إنتاج الغاز الطبيعي من الحقل حتى إشعار آخر، وأكدت الشركة أنها لا تزال تمارس عملها بشكل طبيعي من حقل ليفياثان، عبر تزويد عملائها في إسرائيل والمنطقة.
ويُنتج حقل تمار نحو 7.1 ملايين إلى 8.5 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي، بحسب موقع شيفرون عبر الإنترنت، وأوردت تفاصيله وكالة «بلومبيرغ».
اقرأ أيضاًارتفاع عدد ضحايا «الأونروا» في فلسطين إلى 35 شهيدًا منذ بداية عملية طوفان الأقصى
المرصد الحقوقي للجرائم الإسرائيلية: الكيان المحتل يرتكب جرائم حرب منذ انطلاق طوفان الأقصى
«طوفان الأقصى».. رئيس الاستخبارات الإسرائيلية: فشلنا وأتحمل المسؤولية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأقصى الاحتلال قوات الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي خسائر الجيش الإسرائيلي جيش الاحتلال القصف الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي رئيس الوزراء الإسرائيلي المسجد الأقصى قوات الاحتلال الإسرائيلي القوات الإسرائيلية جرائم الاحتلال جيش الاحتلال الإسرائيلي القوات الجوية الإسرائيلية الإسرائيلي الجيش الاسرائيلي جيش الاحتلال في مخيم جنين الطيران الإسرائيلي الاقصى القوات الاسرائيلية عملية طوفان الأقصى طوفان الأقصى طوفان الاقصى طوفان الأقصي طوفان الاقصى الان طوفان الاقصى اليوم طوفان القدس عملية طوفان الاقصى طوفان الأقصى اليوم طوفان الاقصى مباشر الطائرات الإسرائيلية معركة طوفان الأقصى منذ بدء عملية طوفان الأقصى الاقتصاد الإسرائيلي الشرطة الاسرائيلية الجندي الإسرائيلي خسائر الاحتلال الإسرائیلی الکیان المحتل طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
عينُ المحتل الثالثة
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ).. هذه الآية الكريمة كانت أول ما قفز إلى رأسي عندما سمعت بخبر قتل العميل ياسر أبو شباب على يد أبناء عشيرته، فبقتله شفا الله صدور الفلسطينيين، خاصة من فقدوا أحباء على يديه وأيدي أعوانه وعلى رأسهم الصحفي صالح الجعفراوي، فموته نهاية لمسار غدره، لكنه ليس نهاية لظاهرة الجواسيس والعملاء في فلسطين، والتي تعد أحد أخطر أسلحة الاحتلال في استهداف القيادات الوطنية والعسكرية، وزرع الفتن داخل المجتمع، فموت ياسر أبو شباب فتح الباب أمام أسئلة عن الأسباب وراء سقوط البعض في وحل الخيانة؟، وعن الطريقة التي يدخل من خلالها المحتل لتجنيد عملاء له؟.
فتاريخ الجاسوسية في فلسطين يعود إلى فترة الانتداب البريطاني، حين استخدمت شبكات سرية لمراقبة النشاط الوطني ورصد الشخصيات البارزة في الحركة الفلسطينية، ومع قيام دولة إسرائيل عام 1948، اتخذت هذه الممارسة بعدا منهجيا من خلال شبكة عملاء، تهدف إلى تأجيج الخلافات والفتن بين العائلات الفلسطينية، وتشويه صورة الثوار، إلى جانب عملهم كسماسرة لتسهيل تسريب الأراضي الفلسطينية للبريطانيين واليهود وقت ذاك، فضلا عن كشف مواقع المقاومة واستهداف القيادات الوطنية وإضعاف التضامن الاجتماعي والسياسي.
خلال الانتفاضات الفلسطينية، برزت هذه الظاهرة بشكل واضح، إذ ساعدت المعلومات التي قدمها العملاء للاحتلال على اغتيال قادة بارزين مثل المهندس الشهيد يحيى عياش من أبرز قيادات كتائب عز الدين القسام، وأحمد الجعبري القائد الأعلى لكتائب عز الدين القسام، إلى جانب آخرين من قيادات المقاومة الذين شكلوا العمود الفقري للمواجهة المسلحة والسياسية ضد الاحتلال، ما يؤكد أن الجاسوسية أداة من أدوات المحتل الفعالة المزروعة داخل المجتمع الفلسطيني.
ولكن ما الأسباب التي تقف وراء هذا السقوط -معلوم النهاية- في يد المحتل ؟، حيث ذكر كتاب بعنوان «العملاء والجواسيس الفلسطينيون: عين إسرائيل الثالثة» يسقط بعض الفلسطينيين في بئر الخيانة نتيجة تراكم عوامل متداخلة تراها أجهزة الشاباك الثغرة التي من خلالها تستطيع الدخول منها لإسقاط بعض ضعاف النفوس في وحل الخيانة منها الفقر والحاجة الاقتصادية التي تجعل البعض عرضة للإغراءات المالية، فيظنون أن المال سيحميهم من ضغوط الحياة، بينما يكتشفون لاحقًا أن الثمن أخلاقي ووطنِي كبير، كما أن ضعف الانتماء الوطني أو شعور الفرد بالانعزال عن مجتمعه يجعله أكثر قابلية للانخراط في شبكات التجسس، هناك أيضًا تأثير الضغط النفسي والابتزاز، إذ يستخدم الاحتلال ملفات شخصية أو أخطاء صغيرة للضغط على الأفراد وإجبارهم على التعاون، إضافة إلى ذلك، انعدام الوازع الأخلاقي أو الديني لدى البعض مما يسهل عليهم تجاوز حدود الخيانة، فتغدو الخيانة خيارا ممكنا أسهل من المقاومة الداخلية.
وفي حالة ياسر أبو شباب يضاف إليه دافعا آخر كالحقد والانتقام الشخصي من المجتمع سيما وأنه قبل الحرب كان مسجونا على إثر تجارته للمخدرات والسرقة، وهذا النوع من أخطر أنواع الجواسيس وأكثرهم عمقاً وعنفاً، ويتم تجنيدهم بسهولة، أو لربما يكونون المبادرين بطلب التعامل مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية، مما جعله وأمثاله أداة فعالة ضمن شبكة الجواسيس.
وفي هذا السياق علينا الإشارة إلى أنَّ جهاز الشاباك عادة ما يقوم بكشف هُوية العميل بعد الانتهاء من مهمته، فحسب الباحث أحمد البيتاوي فعند انكشاف الجاسوس، فغالباً ما يتم التعامل معه بإهمال، وقد يتعمد الاحتلال «حرق ورقته» أو تسهيل كشفه بطريقة غير مباشرة، وخصوصاً إذا لم تكن له أهمية كبيرة، ومن يُسمح له بالانتقال للعيش داخل الأراضي المحتلة سنة 1948، فإنه يواجه إكمال باقي حياته منبوذاً حتى لو حصل على الجنسية الإسرائيلية، إلا أنه يواجه بالرفض من قبل المجتمع الإسرائيلي، ومن قبل فلسطينيي 1948.
كما أنَّ التاريخ الفلسطيني والعالمي يوضح أن مصير الخونة مأساوي لا محالة، فلا يترك الاحتلال العملاء أحياء بعد انتهاء فائدتهم، والمجتمع يرفض الخيانة ويحاسبها اجتماعيا وأمنيا رغم أنه قبل ذلك يفتح للعملاء باب التوبة كما قامت حركة المقاومة الإسلامية حماس بفتح باب التوبة للعملاء وأعوان ياسر أبو شباب قبل أن تتخذ أي إجراء ضدهم بسبب خيانتهم وعمالتهم مع إسرائيل، وعبر التاريخ، أعدم العديد من العملاء الذين تعاونوا مع المحتلين مثل ماري لافو في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية أو العملاء الذين أعدموا في أوروبا الشرقية بعد الحرب، هذه الوقائع تثبت أن الخيانة جريمة وطنية تحمل آثارا طويلة المدى على الفرد والمجتمع.
ختاما...
من المهم التأكيد أنَّ استقطاب العملاء في فلسطين ليس بالأمر السهل فبالاستناد إلى رئيس الشاباك الأسبق يعقوب بيري أكد أن الوازع الديني لدى الشباب الفلسطيني أحد أبرز العقبات التي تحول دون تجنيد العملاء، ورغم حديثنا عن هذه الظاهرة إلا أنها تبقى ظاهرة شاذة في المجتمع الفلسطيني، ويواجه العملاء وأسرهم بالإقصاء من المجتمع الفلسطيني، لذا أغلب الأسر الفلسطينية التي تكتشف أن أحد أفرادها يعمل جاسوسا لصالح الاحتلال تعلن تبرؤها منه فوراً كما حدث مع عائلة ياسر أبو شباب التي أعلنت تبرؤها منه قبل قتله.
الشرق القطرية