النازحون الإسرائيليون.. مشهد موجع لنتنياهو وكلفة باهظة تضاف لفاتورة الحرب
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
تسجل إسرائيل، لأول مرة في تاريخها، عددا قياسيا من النازحين وصل إلى نحو نصف مليون نازح، حسب تصريحات الجيش الإسرائيلي، وهو رقم سيفاقم المشاكل والأعباء الاقتصادية والمعنوية على حكومة الاحتلال.
وتجنبا للضربات الصاروخية من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لجأت الحكومة الإسرائيلية لإجلاء آلاف الإسرائيليين من منازلهم، وتكفلت بمصاريف إقامة هؤلاء خلال فترة نزوحهم، حيث استأجرت لهم غرفا فندقية وبيوت ضيافة، كما لجأت لإقامة خيام لإيوائهم، في مشهد لم يعد يقتصر على الفلسطينيين وحدهم.
وحسب صحف إسرائيلية، بلغ عدد النازحين من مستوطنات غلاف غزة ومن الحدود مع لبنان 120 ألف نازح، لكن العدد يرتفع لنصف مليون نازح، حسب ما أعلنه سابقا الجيش الإسرائيلي، مضيفا للقائمة عددا آخر من مدن خارج غلاف غزة طالتها صواريخ المقاومة.
ولأن هؤلاء النازحين بحاجة لخدمات كثيرة، في مقدمتها السكن والطعام والعلاج، تجد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسها أمام أعباء جديدة تضاف إلى أعباء العجز المالي المتفاقم.
وكشف اتحاد الفنادق الإسرائيلية عن أن أكثر من نصف غرف الفنادق الإسرائيلية باتت تستخدم لإيواء العائلات التي تم إجلاؤها من مستوطنات غلاف غزة، فمن بين 56 ألف غرفة فندقية لدى إسرائيل، تم تخصيص 28 ألف غرفة للأشخاص الذين تم إجلاؤهم.
ووفق تقرير بثته قناة الجزيرة، ستتحمل الحكومة الإسرائيلية هذه المصاريف، مع تخصيص نحو 50 دولارا للفرد الواحد يوميا، للذين لم يحصلوا على غرف فندقية.
وطرحت حكومة الاحتلال مشروعا لإقامة مدينة خيام في "إيلات" لاستيعاب مزيد من النازحين، وهي المدينة التي استقبلت 60 ألف نازح إسرائيلي، أي أكثر من عدد سكانها.
وتتعرض هذه الحكومة لانتقادات بخصوص حجم وآلية تعويض النازحين الإسرائيليين، التي يراها كثيرون أنها ليست كافية ولا عادلة.
تداعيات النزوح الإسرائيليوكما جاء في تقرير الجزيرة، فهناك تداعيات أخرى للنزوح الإسرائيلي، فمستوطنات غلاف غزة ستتضرر اقتصاديا بفقدانها الأيدي العاملة، وهي منطقة تقول الإحصاءات الرسمية عنها إنها توفر 75% من الخضراوات المستهلكة في إسرائيل، إضافة إلى 20% من الفاكهة، وأكثر من 6% من الحليب.
وللنزوح الإسرائيلي دلالات كثيرة في المخيال الإسرائيلي، حيث إن صور المغادرين نهائيا من إسرائيل تعمق المشهد، وتؤكد أن عملية "طوفان الأقصى" بقدر ما كسرت صورة الردع العسكري، فإنها كذلك دفعت كثيرا من الإسرائيليين إلى هجرة معاكسة، مع فقدانهم حلم البقاء في ما يسمونها "أرض الميعاد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غلاف غزة
إقرأ أيضاً:
النازحون بغزة يواجهون "بيرون" بلا مآوٍ
غزة - خاص صفا
بين ركام المنازل المدمّرة، وفي خيام لا تقاوم الرياح، يواجه نازحو قطاع غزة كارثة إنسانية متجددة مع اجتياح العاصفة بيرون للمنطقة، لتضيف إلى نكبتهم فصولًا جديدة من الألم والمعاناة.
وسجلت الليلة الماضية مشاهد مأساوية لخيام اقتلعتها الرياح، وأخرى أغرقتها الأمطار.
فالعائلات النازحة هرعت لتثبيت الخيام بأيديها، لكنها لم تصمد.
"فقدنا خيمتنا كما فقدنا بيتنا، غرقت بطانيتنا وفراشنا وبقينا بالشارع دون غطاء أو ستر"، تقول أم لؤي قرقز، نازحة من جباليا لمناطق غرب غزة.
فلا طعام كافٍ، ولا ملابس تقي الصغار من البرد، ولا وقود لتشغيل مدافئ صغيرة. الخبز بات رفاهية، والبطانية كنز، فالطين يُغرق برماله المتحركة الأطفال، والمياه تتسرب إلى الخيام، والهواء البارد يتسلل إلى صدور الرضع وكبار السن. ومراكز الإيواء عاجزة، والعيادات تفتقر لأبسط العلاجات، بينما الحالات التنفسية في تصاعد.
وتضيف قرقز: "لم ننم طوال الليل ونحن نحاول تثبيت الخيمة في وجه الريح والسيول، ولكن كل المحاولات باتت بلا جدوى، فأقمشتها تأكلت مع شتاءٍ ثالث تقاوم فيه أحوال الطقس كما نقاوم البرد والمطر".
تتابع في حديثها لوكالة "صفا"، "ما يحدث يفوق حد التصور، غرقنا بالطين ولم تصمد الخيام مع أول نسمة بالعاصفة فكيف حينما تدخل العاصفة ذروتها وتششتد قوة الأمطار والرياح؟".
وتردف حديثها، "الجميع يرى مأساتنا دون أن يحرك ساكناً، يأخذون دور المتفرج على غرقنا بالمطر كما حدث من قبل وغرقنا بدمنا دون أن تهتز مشاعرهم لما يحدث لنا".
وتتساءل قرقز، "إلى متى سيبقى حالنا هكذا؟، ألن يضغط الوسطاء على الاحتلال لإدخال الكرفانات ومواد الإغاثة للنجاة بحياة صغارنا؟، هل بات ما يحدث لنا مسلسل درامي ينتظرون حلقاته للتفريغ عن أنفسهم؟".
في طرف القطاع الآخر وبأقصى جنوبه حيث مواصي المدينة الأكثر اكتظاظا بالنازحين يركض الجميع يبحث عن منطقة لم تغرق بعد بالوحل والفيضانات ولكن دون جدوى فهشاشة التربة وانعدام الصرف الصحي وتهالك البنية التحتية جعل من تسرب مياه الأمطار إلى خيام النازحين أمرٌ حتمي عدا عن ارتفاع منسوب مياه البحر والتي تهدد بالاطباق على أنفاس قاطني مواصي خانيونس واغراقهم مع وصول العاصفة "بايرن"، ذروتها خلال الساعات القادمة.
"ما إن سمعنا عن دخول منخفض جوي حتى أخذنا بالاستعداد لتفادي الغرق ولكن دون جدوى، فالمنطقة مفتوحة أمام حركة السيول والفيضانات والخيام مهترئة لم تصمد أمام هبات الرياح ومياه الأمطار"، يقول محمد قرموط.
يضيف قرموط في حديثه لوكالة "صفا"، "الجميع يحذر من خطر المنخفض والعاصفة القادمة ويدعو لأخذ الحيطة ماذا يمكن لنا كقاطني خيام أن نفعل لتجنب العرق واقتلاع خيامنا؟ ما دور أولئك الذين ينادون بالثبات خلف الشاشات؟، هل أصبح التضامن مع الغارقين في غزة شعارات فقط؟".
ويتابع، "لا ندري ما سيحدث بعد كل ما حدث ويقولون بأن العاصفة لم تدخل مرحلة الذروة، بهذا الحال بقينا وصغارنا في الشارع ننتظر الموت بردا وغرقا، بعدما نجونا من الموت برصاص الاحتلال".
ويناشد قرموط بضرورة التدخل الفوري للضغط على الاحتلال وإدخال الكرفانات ومواد الإغاثة من شوادر وخيام صالحة للعيش لمنع حدوث كوارث أخرى في المنخفضات القادمة.
وبالرغم من حجم الكارثة المدوي، لا تزال الاستجابة الدولية خجولة، صرخات الإغاثة تعلو ولا مجيب، والسكان يسألون: "هل كُتب علينا أن نُحاصر في الحرب، وفي الشتاء، وفي العراء؟".