مهرجان الميماس الأدبي يختتم فعالياته بندوة عن ملامح الحداثة في القصة القصيرة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
حمص-سانا
القصة العربية القصيرة أحد الأجناس الأدبية التي فرضت نفسها بقوة خلال العقود الأخيرة بين الفنون الأدبية، غير أنها رفضت أن تستكين في قالبها القديم، وأخذت بعداً حداثياً ظهر في شكلها ومضمونها، هذا ما أضاءته الندوة الأدبية التي أقيمت في ختام مهرجان الميماس الأدبي الأول الذي نظمه اتحاد كتاب حمص على مدى ثلاثة أيام.
وأوضحت الأستاذة في قسم اللغة العربية بجامعة البعث الدكتورة رشا العلي في الندوة التي جاءت بعنوان (ملامح الحداثة في القصة العربية القصيرة) أن القصة القصيرة خرجت عن مسارها المألوف من حيث السرد الرأسي والاعتماد على الشخصيات المهمشة واستخدام بعض التقنيات البصرية، مشيرة إلى أنها من خلال قراءتها لكثير من المجموعات القصصية التي تنتمي إلى بيئات عربية متعددة توصلت إلى ابتعاد القصة القصيرة عن مسارها التقليدي المعتاد لتعزز انفتاحها على ما يدعم حداثتها في التقنيات السردية والبصرية.
ورأت الدكتورة العلي أن هذا التطور في بنية القصة القصيرة يعود إلى طموح بعض الكتاب في التفرد والتميز بحثاً عن الإبداع والاستثمار في الميزة الأساسية التي تميز القصة القصيرة عن باقي أجناس القول، وهي المرونة والانفتاح على غيرها من الفنون لتواكب الواقع وتطوراته في مختلف الاتجاهات.
ولفتت العلي إلى أنها وجدت بعض القصص القصيرة اتجهت إلى ترك بابها مفتوحاً لاستقبال كل التحولات الجديدة، فمنها ما دخل في سياق اليوميات أو المذكرات وأخرى اتخذت شكل الرواية القصيرة وبعضها جاء على شكل خطابات أو رسائل، أو كتب بعضها بلغة أقرب للشعر.
وخلصت العلي إلى أن القصة القصيرة من الفنون المظلومة نقديا، فعلى الرغم من غزارة كتابها لم يسلط الضوء عليها.
وعرضت خلال الندوة الاستاذة في قسم اللغة العربية بجامعة البعث سلوى شاهين بحثاً أدبياً عن التجربة القصصية عند الكاتبة قمر كيلاني التي شغلت المرأة حيزاً مهماً في مجال الكتابة الإبداعية لديها، وخاصة في مجال القصة القصيرة وأسهمت في صنع المشهد القصصي، معبرة من خلالها عن ذاتها وعن تحرر المرأة لتحقق مشاركة فعالة في بناء الشخصية العربية الواعية.
ورأت شاهين أن كيلاني أحكمت اللغة القصصية، حين تصدت لقضايا الإنسان والمجتمع مستفيدة من الأساليب الفنية والتقنيات الحداثية بغية إحداث التأثير المطلوب في المتلقي.
حنان سويد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: القصة القصیرة
إقرأ أيضاً:
لا ملامح لهم.. أقرباء يروون تفاصيل استشهاد أطفال الطبيبة آلاء النجار
#سواليف
يتساءل علي شقيق الطبيب حمدي النجار الذي استشهد 9 من أبنائه في غارة إسرائيلية على بيت العائلة بخان يونس جنوب قطاع غزة ظهر يوم الجمعة الماضي “ماذا سأقول لأخي عندما يستيقظ؟ هل أستطيع أن أبلغك بأن أطفالك استشهدوا؟ لا أعلم كيف أقول له ذلك”.
لم ينج من الغارة الجوية سوى حمدي وابنه آدم، في حين كانت زوجته آلاء -وهي أيضا طبيبة- تمارس عملها في مستشفى ناصر بالمدينة.
وفي خيمة العزاء، قال علي النجار أمس الأحد “ظهر الجمعة تم استهداف منزل أخي دون سابق إنذار في خان يونس، أسرعت للمكان مهرولا ووجدت البيت مثل البسكويت، كومة ركام وكان أخي وأطفاله تحت الركام”.
مقالات ذات صلة ألف “أكاديمي إسرائيلي” يطلقون نداءً عاجلًا لوقف الحرب على غزة ويتهمون الحكومة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية 2025/05/26ويضيف “وصل الدفاع المدني لإطفاء الحريق نتيجة استهداف المنزل فوجدوا جثث الأطفال متفحمة وكانت متطايرة بالخارج”، ويتابع وهو يرتجف “وجدت أخي حمدي ملقى على الأرض ورأسه ينزف ويده مبتورة ومغطى بالركام، حاولت البحث عن الأطفال”.
ويشرح الرجل “وجدت آدم وقد كان محروقا، أخذته بسيارتي وتوجهت به إلى المستشفى، والدفاع المدني انتشل أخي حمدي وتوجه به للمستشفى وكانت إصابته خطيرة جدا”.
وأفاد أطباء بأن عمليات جراحية عدة أجريت لحمدي في المستشفى الأردني الميداني، حيث تم استئصال جزء من الرئة اليمنى بنسبة 60% وتزويده بـ17 وحدة دم.
إعلان
أما الطفل آدم البالغ 10 سنوات -بحسب مصدر طبي- فقد بترت يده ويعاني حروقا في أنحاء جسمه.
ويرقد الأب والابن في قسم العناية المكثفة بمستشفى ناصر الذي يفتقر إلى أبسط مقومات العلاج، بحسب المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش.
لا ملامح لهم
كانت الأم آلاء تتابع أطفالا مصابين وصلوا للتو إلى مستشفى ناصر حين إنهال عليها نبأ تعرض منزلها لقصف إسرائيلي، فهرعت إليه على غير هدى وصدمت بانتشال جثث أطفالها المتفحمة من تحت الركام.
وتروي سهر النجار لوكالة الصحافة الفرنسية أن شقيقتها آلاء بعد أن عملت بالقصف “ذهبت ركضا إلى المنزل فوجدت المنزل دمّر بالكامل فوق رؤوس أطفالها وزوجها، المنزل تحول لكومة أحجار”.
ويقول علي “وصلت زوجة أخي الدكتورة آلاء النجار ركضا، إذ تكن هناك مواصلات، وتم استخراج الأطفال متفحمين، عندما رأت آلاء هذا المنظر أخذت بالصراخ والبكاء”.
ويضيف أنها تعرفت إلى جثة ابنتها نيبال المتفحمة، وأخذت تصرخ باسمها.
الموت أرحم من هذا العذاب
في خيمة ازدحمت بالمعزّين جلست آلاء طبيبة الأطفال المعروفة في مدينتها وهي لا تزال تحت تأثير الصدمة الهائلة وتحيط بها نساء بدا عليهن الحزن الشديد، في حين تُسمع أصوات انفجارات ناتجة عن القصف الإسرائيلي المتواصل.
وتقول سهر -التي ارتدت عباءة سوداء- وهي تبكي “9 من الأولاد كانوا متفحمين محروقين، والطفل العاشر ووالده في حالة حرجة”.
وتتابع واصفة هول المشهد “لم أستطع أن أرى أطفال أختي في أكفان، صدمة كبيرة، لم أتعرف على أي أحد فيهم، لا ملامح لهم من شدة الحروق، مأساة كبيرة”.
ويؤكد محمد -وهو من أقرباء آلاء- أن “المصاب جلل، آلاء تعاني صدمة كبيرة، لها الله”.
ويتساءل علي “ماذا سأقول لأخي عندما يستيقظ؟ هل أستطيع أن أبلغك أن أطفالك استشهدوا؟ لا أعلم كيف أقول له ذلك، أنا دفنتهم في قبرين”.
إعلان
ويضيف “لا يوجد مكان آمن بغزة، الموت أرحم من هذا العذاب”.