ينبغي على المسلم أن يكون عمله كله سره وعلانيته لله تعالى وحده لا يمازجه شيء مما يقرب إلى الرياء، فمن يفرح بان الله تعالى وفقه لعباده معينة كالصوم أو الصدقة أو قيام الليل وجهر بها وحكى للناس عنها فمن الأكيد أنه لن يفعلها مرة أخرى، لأنه جهر بها وربما يكون حسد نفسه وهو لا يدري.

الرياء من الصفات المذمومة التي أمرنا الشرع أن نبتعد عنها، وكلمة رياء أتت في اللغة العربية مشتقة من الرؤية "أريد أن يراني الناس وأنا أفعل خصلة من خصال الخير، حتى يستوجب هذا مدحهم، ورضاهم"، والرياء يكون العمل فيه ليس لله، لم يخلص صاحبه نيته لله، بل يلتفت إلى الناس، والدافع من ذلك الشهرة، والمجد، العظمة، الكبر، ولذلك قال النبي ﷺ : «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء» يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم: «اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء».

هل التباهي بالطاعات يضيع أجرها ؟

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التباهي بالطاعات لا ينقص من أجرها شئً بل يذهب بأجرها تمامًا .

وأضاف "ممدوح" عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، على موقع «يوتيوب» أثناء إجابته على سؤال، جاء فيه " هل التباهي بالطاعات يذهب من أجرها؟"، أن من يتباهي بطاعاته بهدف أن يقولون الأخرون عليه أنه يصلى أو يقرأ القرأن أو يتصدق كثيرًا فهذا يُعد رياء والرياء محبط للأعمال، فيجب على الإنسان بقدر الإمكان أن يستتر على طاعاته بينه وبين المولى عز وجل وأن يجعل نيه لا يلاحظها أحدًا إلا الله سبحانه وتعالى.

حكم الجهر بالعبادة والطاعات 

دار الإفتاء المصرية، أجابت عن سؤال ورد اليها عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، مضمونة:" ما حكم التحدث مع الآخرين عما يقوم به الفرض من طاعات وصيام وقيام؟، لترد قائلة:" أن الإسرار بالأعمال أفضل من الجهر بها إلا في حالات معينة".

أما إظهار الأعمال الصالحة فلا يعتبر رياء إذا أراد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر من تصنع لمخلوق، أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبة مدح من الخلق، أو شيء سوى التقرب إلى الله تعالى.

هل الفرح بعمل الخير يعد من الرياء؟

قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أن الفرح بعمل الخير لا يعد من باب الرياء؛ لقوله – تعالى- «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ»، (سورة يونس: الآية 58).

وأضاف «عثمان» في إجابته عن سؤال: هل الفرح بعمل الخير يعد من الرياء؟»، عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء بـ «يوتيوب» أنه إذا فعل الإنسان خيرًا لوجه الله – تعالى- وليس في نيته أن يتحدث الناس عنه؛ فلا يكترث بهم ويجعل فرحه مع خالقه فقط.

وتابع أن من فعل عملًا يقصد منه تحدث الناس عنه بالفضل؛ فالله – سبحانه وتعالى- يقول في الحديث الذي رواه أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: قال اللّه تبارك وتعالى: «أنا أغْنَى الشُّركاء عن الشِّرك، مَن عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه»، رواه مسلم، وفي رواية ابن ماجه: "فأنا منه بريء وهو للّذي أشرك".

ونوه إلى ضرورة أن يكون عمل الخير إخلاصًا للمولى – عز وجل-، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الناس بعد فعلهم للخير يتوقفون عنه؛ لأن الشيطان يوسوس لهم بأن الغرض منه الرياء.

واختتم أمين الفتوى: "دائمًا أفعل الخير ولا تنتبه إلى الناس؛ لأن ذلك قد يكون سبيلًا لتوقفك عنه وخسراتك لهذا الثواب العظيم".

حكم تأخير الصلاة لمن يخجل من أدائها أمام الناس خوفا من الرياء

أجاب الدكتور عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليه يقول صاحبه: "أُذن للصلاة وأنا كنت في زيارة أقاربي فانتظرت لحين العودة للبيت ورفضت الصلاة هناك لأني أخاف من الرياء، فهل ما فعلته صحيح؟".

وقال الدكتور عويضة عثمان: "الرياء يكون بقصد الشخص وليس من خوفه أن يفهم عنه ذلك، فكل الفروض يجب أن تؤدى فور النداء لها، وإذا أذن للصلاة فقم وصل وخل الوساوس جانبًا".

وأضاف أمين الفتوى، خلال إجابته على السؤال الوارد إليه من أحد متابعي البث المباشر لدار الإفتاء المصرية عبر الصفحة الرسمية لها على "فيسبوك" أن الفروض يجب أن تؤدى على الفور، وإنما إذا خفت الرياء فلك أن تخفي صلاة قيام الليل، أو كأن تخفي أنك تصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع أو أنك تخرج صدقة لشخص ما، وإنما تلبية نداء الله يجب أن يكون على الفور ولا تخش أى شيء حتى لا يتحول هذا الشعور بداخلك إلى وسواس قهري يجب معه الذهاب إلى الطبيب.

حكم ترك عمل الخير خوفا من الوقوع في الرياء

إنه فيما ورد بالكتاب والسُنة النبوية الشريفة، أنه يجوز للإنسان أن يفعل الخير سرًا وجهرًا، ولا حرج في ذلك.

 قال الله تعالى: "إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ"، منوهًا بأن الله عز وجل أخبر بأن إظهار الصدقة من نعم وأفضل الأعمال.

فلا تجعل للشيطان عليك سبيلا ؛ بأن يمنعك من الخير مخافة الرياء، بل اجتهد واعمل الخير ولو كان أمام الناس؛ حتى تتغلب على الشيطان الذي يسول لك ويوقعك في وَهم أنت في بعد عنه، بل إن ترك عمل الصالحات خشية الوقوع في الرياء هو الخطأ ذاته؛ بل الواجب العمل والإخلاص، ومن كلام الفضيل: "ترك العمل من أجل الناس: رياء، وقال أبو سليمان الداراني: إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء".

هل يترك الإنسان العبادة مخافة الرياء ؟

قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الإنسان الذي ينوي فعل الخيرات ويوسوس له الشيطان بأشياء أخرى كحب رؤية الناس له، لا تفسد أعماله وأعماله صحيحة، مشيرًا إلى أن ترك العبادة مخافة الرياء، رياء.

وأضاف شلبي في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: هل يترك العبد العمل مخافة الرياء؟ أنه ليس للإنسان أن يترك العمل والعبادة مخافة أن يقول عنه الناس إنه يفعل كذا وكذا، مشيرة إلى أنها وسوسة من الشيطان؛ من أجل أن يترك العبادة.

وأوضح أمين الفتوى أن الإنسان الذي يحصل معه هذا الأمر ينبغي أن يجاهد نفسه ويدفع عنه وساوس الشيطان، لافتًا إلى أن الشيطان سوف يتركه وييأس منه بعد مجاهدته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء المصریة لدار الإفتاء بدار الإفتاء أمین الفتوى الله تعالى عمل الخیر عز وجل إلى أن

إقرأ أيضاً:

للتصدي لارتفاع الأسعار.. مبادرة لإعادة تدوير الملابس القديمة لحقائب قماش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ارتفاع الأسعار خلال السنوات الماضية جعل الكثير من الناس على عاتقهم مسئولية توفير حلول للخروج من تلك الأزمة سواء كان لمساعدة المحتاجين والفقراء أو من أجل التعريف ببعض الأشياء الغائبة عن الناس وهي أمور صديقة للبيئة تلجأ لها حتى الدول التي لا تعاني من مشكلات اقتصادية وهي تدوير الأشياء القديمة، ومن بين تدوير الأشياء هي الملابس القديمة التي تنتشر في كل مكان وتمثل عبئا كبيرا على البيئة في حين أن استغلالها قد يحل أزمة اقتصادية.

وهو بالفعل ما قامت به ماريانا ماهر، التي بدأت بإعادة تدوير الملابس منذ سنوات وحولت كل قطعة ملابس قديمة لحقيبة مدرسية رائعة لا يمكن ان يتوقع احد انها عبارة عن بنطلون او قميص جرى تحويله لحقيبة، ومع الوقت لقت الفكرة ترحيبا وانتشارا، تقول "ماريانا" انها بدأت الفكرة في عام ٢٠١٩ لأول مرة لابنتها ونالت الحقيقة اعجاب الجميع فقررت ان تنشئ مشروعا خاصا بها يعتمد على تلك الفكرة بتحويل جميع الملابس القديمة لحقائب مدرسية وحقائب سفر بأسعار تناسب كل مم يبحث عن الحقائب بسعر مناسب بعيد عن ارتفاع الأسعار.

وتحكي عن رفض زوجها فكرتها في البداية نظرا لصغر سن أطفالها ولكن استطاعت اقناعه وبدأت فيه بعد ان تعلمت الخياطة بنفسها من خلال مشاهدة فيدوهات عبر الانترنت، ثم اصبحت فكرة المشروع نتيجة اهميتها متداولة في عدة محافظات على مستوى الجمهورية وأصبحت فكرة لها هوية داخل مصر لم يكن ينتبه لها الكثير من الناس ولاهميتها ولكن اصبح مشروعا ناجحا ضمن أفكار إعادة التدوير التي تسعى الدولة والمهتمون بشئون البيئة لنشرها مثل تدوير الزجاج والبلاستيك والزيوت المستعملة.

وانشأت غرفة داخل منزلها قامت بتخصيصها للمشروع الصغير تحتوى على ماكينة خياطة وادوات خياطة واصبحت الفكرة عملا منزليا لها تعمل فيه فقط على اعادة تدوير الملابس القديمة والمستعملة والمركونة التي لا يستخدمها احد وتنتج منها شنط متينة ومميزة ويمكن تنظيفها بسهولة ويتم تنفيذ الحجم والشكل على رغبة كل شخص كما ساعد الامر في تخفيف إزدحام الدواليب لدى الكثير من الناس ومساعدتهم في استغلال الملابس القديمة والتي لا يحتاجون لها أفضل استغلال بجانب مساعدتهم بشكل مناسب لكل من يحتاج توفير حقائب مدرسية وظروفه المادية لا تسمح.

مقالات مشابهة

  • سبب عدم صيام الحجاج يوم عرفة.. عالم أزهري يوضح (فيديو)
  • أمين الفتوى: ليس من حق الوالدين إجبار الأبناء على التنازل عن حقوقهم (فيديو)
  • هل الأضحية بكبش تكون عن شخص واحد أم أسرة؟.. الإفتاء توضح
  • أمين الفتوى يرد على شبهات «ذبح الأضاحي وحقوق الحيوان»: هناك قواعد وآداب
  • "عيد الأضحى عبارة عن تعذيب للحيوانات".. أمين الفتوى يفحم المشككين (فيديو)
  • هل تجوز صلاة العيد خلف التليفزيون؟.. عضو الفتوى الإلكترونية ترد
  • كل ما تريد معرفته عن السعي بين الصفا والمروة
  • تكبيرات عيد الأضحى المبارك 2024.. صيغتها ووقتها
  • للتصدي لارتفاع الأسعار.. مبادرة لإعادة تدوير الملابس القديمة لحقائب قماش
  • دار الإفتاء توضح صيغ تكبيرات يوم عرفات 2024