ملتقى الجامع الأزهر: تقبيل الحجر والطواف شعائر توحيد لا وثنية كما يزعم البعض
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان "شبهات وأباطيل حول الحج" وذلك بحضور كل من؛ أ.د/ عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأ.د أحمد على محمود ربيع، أستاذ أصول اللغة بجامعة القاهرة، وأدار اللقاء الدكتور علاء العرابي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
. داوم عليه من مغرب اليوم
في بداية الملتقى أوضح الدكتور العواري أن الشبهات والمغالطات التي تثار عن الحج، إما أن تكون متعمدة من قبل بعض المشككين بهدف التشكيك في الدين، أو ناتجة عن سوء فهم لمقاصد الحج السامية، ومناسكه، وأبعاده الروحية، والتاريخية، مشيرًا إلى أن البيت الحرام بيت عتيق ضارب في جذور التاريخ، وأن الإسلام قد جدد العهد به بفريضة الحج، ليثبت أركان الحق والعدل ويقضي على الظلم والجور، ويرسخ عقيدة التوحيد، ويزيل مساوئ الأخلاق، والتعاليم الإسلامية تؤكد أن الحج عبادة خالصة لله سبحانه وتعالى، وأن جميع مناسكه تمثل امتثالًا لأوامر الحق سبحانه وتعالى، وليست عبادة وثنية كما يدعي المشككون من خلال ربطها بأشياء مادية كتقبيل الحجر والسعي بين الصفا والمروة والطواف بالبيت، دون النظر إلى المعنى الحقيقي وهو التسليم والامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى.
وردًا على الزعم بأن شعائر الحج مجرد طقوس جسدية قال العواري، يُخطئ من يرى أن الشعائر التي تؤدى خلال الحج هي مجرد طقوس جسدية لا تحمل أي قيمة روحية، فالحج هو في جوهره رحلة روحية عميقة تتجاوز الأفعال الظاهرية لتلامس أعماق النفس، والحج كله توحيد خالص وشعائره كلها دين خالص لله رب العالمين، والمسلمون متوجهون إلى الله أثناء أداء هذه الشعائر، وهو ما علمهم إياه الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن بناء البيت الحرام كان على يد الملائكة "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ"، وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أول المساجد قال: "المسجد الحرام"، وهو دليل على أن الحج شعيرة قديمة.
من جانبه، أكد فضيلة الدكتور أحمد ربيع، أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر، أن فريضة الحج تتوق إليها نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهي فريضة فرضت على كل الأمم السابقة منذ سيدنا آدم عليه السلام، مبينًا أن شعائر الحج التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي الحق والصواب المطلق، لأنها من عند الله تعالى، ولا يمكن للمشككين أن يزعزعوا ثوابتنا عنها، مشيرًا إلى أن هناك من يحملون حقدًا على المسلمين، ويسعون لتشكيكهم في ثوابتهم الدينية. واستشهد بقول الحق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: " وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
وشدد أستاذ اللغويات على ضرورة أن يطمئن المسلمون إلى الشعائر التي يؤدونها، ولا ينبغي لهم الالتفات إلى أقوال المشككين لأنها أقوال نابعة من حقد وحسد لهذه الأمة، ولأن شعائر الحج هي أركان ثابتة من عند الله سبحانه وتعالى جاءت بأمر إلهي ووحي من السماء، وشرحها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله، فكل خطوة يخطوها الحاج، وكل ركن يؤديه، له أصل في كتاب الله وسنة رسوله. هذا الارتباط الوثيق بالنص الشرعي يجعلها فوق أي تشكيك أو تأويل خاطئ، ويُبرز عمقها الروحي ومعناها السامي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر شعائر الحج صلى الله علیه وسلم سبحانه وتعالى شعائر الحج
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: العبد سيسأل يوم القيامة عن عمره عامة وشبابه خاصة.. فيديو
قال الدكتور ربيع الغفير أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، إن العبد سيحاسب على الوقت يوم القيامة حسابا دقيقا ليس حسابا إجماليا بل تفصيلا.
واستشهد ربيع الغفير، في خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر، بحديث النبي (لن تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه) والشباب جزء من العمر، وهذا لون بلاغي يسمى ذكر الخاص بعد العام، فالعبد سيسأل عن عمره عامة وسيسأل خاصة عن مرحلة الشباب، وهذا لأهمية الخاص المذكور بعد العام.
وأشار إلى أن النبي قال في الحديث الشريف "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ" وأخبرنا القرآن أن الإنسان سيندم ندما شديدا على تفريطه في عمره وتضييعه لزمانه، فهاذ من أمارات الغضب الإلهي إهدار العمر والشباب.
وأوضح أن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول "ما ندمت على شئ من ندمي على يوم غربت شمسه نقص به أجلي ولم يزدد به عملي".
وأضاف أن الإنسان هو مجموعة من الأيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعض الإنسان.