معهد واشنطن يذكر الأمريكيين بـتفجير المارينز 1983: لا استهانة برد المقاومة
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
شفق نيوز / حذر "معهد واشنطن" الأمريكي، من تجاهل التهديدات التي تطلقها جماعات مدعومة من إيران، بما في ذلك في العراق، ضد إسرائيل والولايات المتحدة، أو الاستخفاف بها، في ظل التداعيات المحتملة للحرب الجارية بين اسرائيل وحركة حماس، مستعيدا في هذا السياق، تجربة تفجير مقري القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت التي أوقعت مئات القتلى قبل 40 سنة تماماً.
وذكّر تقرير أمريكي، نشره المعهد، وترجمته وكالة شفق نيوز، بما جرى في 23 تشرين الاول/أكتوبر عام 1983، عندما استهدف حزب الله اللبناني القوات المتعددة الجنسيات لحفظ السلام في لبنان عن طريق قيادة شاحنة مفخخة انتحارية إلى داخل ثكنة المارينز الامريكية في بيروت ومنشأة عسكرية فرنسية قريبة، مضيفاً أن المعلومات الاستخبارية التي رفعت عنها السرية تظهر أن التفجيرات نُفذت بأوامر إيرانية.
وبعد مرور أربعة عقود، يتردد صدى هذه الهجمات عالياً في التهديدات الجديدة الصادرة عن حزب الله، وأعضاء آخرين في شبكة وكلاء إيران، حذر كبار المسؤولين وشخصيات بارزة أخرى من أن القوات الأمريكية ستُستهدف إذا حاولت إسرائيل طرد حماس من غزة، أو إذا حاولت أي جهة منع الميليشيات في المنطقة من فتح جبهات أخرى في الحرب الإسرائيلية الجارية، وفقاً للتقرير.
وبحسب التقرير الأمريكي، لا ينبغي الاستخفاف بهذه التحذيرات بما أن وكلاء إيران قد استهدفوا بالفعل المنشآت الأمريكية في العراق وسوريا ومناطق أخرى، بعد أسبوعين فقط من بدء النزاع في غزة.
ونقل التقرير عن المعلق التابع لحزب الله الشيخ صادق النابلسي، قوله: "إذا استهدفت الولايات المتحدة ما يسمى (محور المقاومة)، فقد تستهدف هذه الجماعات بدورها السفن البحرية الأمريكية في المنطقة.
وقال النابلسي: "إذا أردتم أن تستخدموا القوة النارية مع المقاومة اللبنانية أو مع محور المقاومة، ستفتحون أبواب الجحيم ونوافذ الجحيم عليكم.. أيها الأمريكيون تذكروا تماماً ماذا حلّ بكم في لبنان، وهرولتم منسحبين".
سابقة قاتلة
واوضح التقرير الامريكي، أن هجوم العام 1983 جرى من جانب (حركة الجهاد الإسلامي)، وهي وحدة العمليات الإرهابية التابعة لحزب الله، التي استهدف عناصرها قوات حفظ السلام الأمريكية والفرنسية التابعة "للقوة المتعددة الجنسيات في لبنان"، حيث أسفر التفجيران عن مقتل 241 من المارينز وغيرهم من الأفراد الأمريكيين، و58 جندياً فرنسياً، و6 مدنيين.
وكان الهجوم، واحد من ثلاث عمليات دراماتيكية استهدفت المصالح الأمريكية في لبنان خلال 18 شهرا، بما في ذلك تفجير السفارة الأمريكية في نيسان/إبريل 1983 وملحق السفارة في أيلول/سبتمبر 1984، بحسب التقرير.
وتابع التقرير أن الحرس الثوري الايراني وحزب الله، دخلا في حالة تأهب في تشرين الثاني/نوفمبر 1984، خوفاً من رد القوات الأمريكية بضرب "ثكنة الشيخ عبد الله" المشتركة بينهما في سهل البقاع في لبنان، إلا ان الولايات المتحدة لم ترد حينها.
ونقل التقرير، عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قولها في العام 1987 أن "العديد من القادة الإيرانيين يستخدمون هذه السابقة كدليل على أن الإرهاب يمكن أن يكسر عزيمة الولايات المتحدة"، واصفةً كيف أصبحت طهران تنظر إلى "التخريب والإرهاب كخيار مهم في مواجهتها مع الولايات المتحدة في الخليج العربي". وتابع التقرير انه في وقت لاحق، أشار زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلى الانسحاب من بيروت كدليل على نجاح مثل هذه الهجمات.
تصعيد أفقي
وفي هذا الصدد، رأى التقرير أن حزب الله سرع في الأيام الأخيرة، من وتيرة هجماته عبر الحدود، مطلقاً صواريخ وقذائف مضادة للدروع وقذائف هاون وطائرات مسيرة على إسرائيل، بينما حذر نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، إسرائيل من أنها ستدفع ثمناً باهظاً مقابل أي هجوم بري في غزة، مضيفاً أن "حزب الله" أصبح أساساً "في قلب" المعركة، وحذر أيضاً من التصعيد على نطاق أوسع، متسائلاً: "هل تتوقعون أن تستفردوا بالمقاومة الفلسطينية ولا يتحرك المقاومون في المنطقة؟".
وتابع التقرير انه من اجل ردع وكلاء إيران من فتح جبهات إضافية، قامت الولايات المتحدة بإرسال مجموعتين ضاربتين من حاملات الطائرات إلى المنطقة، وانه وفقاً لأحد كبار مسؤولي الدفاع الأمريكيين، يهدف التغيير الواضح للغاية في الموقف العسكري إلى تقديم "دليل لا لبس فيه بالفعل وليس بالقول فحسب على دعم الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل"، بالإضافة إلى "إشارة رادعة" لإيران ووكلائها، مشيرا إلى أنه "يجب على هؤلاء الخصوم أن يفكروا مرتين" قبل الانخراط، مذكرا بتحذير الرئيس جو بايدن القائل: "إياكم".
وبرغم ذلك، نوه التقرير الأمريكي، إلى أن "هؤلاء الوكلاء يختبرون بالفعل عزيمة واشنطن، كما أن احتمالات التصعيد الأفقي، أي ضرب المصالح الأمريكية، وليس الإسرائيلية فقط، مرتفعة بشكل خطير حيث أطلقت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران صواريخ وطائرات انتحارية مسيرة على القوات الأمريكية في سوريا والعراق وهي جماعات تعمل حالياً تحت اسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، الا انه مجرد مصطلح شامل لوكلاء طهران المحليين.
كما ذكر التقرير بتصريحات زعيم منظمة بدر هادي العامري الذي هدد القوات الأمريكية، قائلاً: "موقفنا واضح، على الأمريكان أن يفهموا بوضوح إذا تدخلوا (في المعركة مع حماس) فسوف نتدخل... إذا تدخلت أمريكا في هذه المعركة، فكل الأهداف الأمريكية سنعتبرها حلالا".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية امرت في 22 تشرين الأول/أكتوبر بمغادرة موظفي الحكومة الأمريكية غير الأساسيين وأفراد أسرهم المؤهلين من سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل، مشيرةً إلى تهديدات الميليشيات المتزايدة ضد الموظفين الأمريكيين والمواطنين الأمريكيين الآخرين والشركات الدولية في جميع أنحاء العراق، بينما حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من تصعيد كبير محتمل ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
كما لفت التقرير الى تهديدات جماعة الحوثيين في اليمن التي أطلقت ثلاثة صواريخ "كروز" وعدة طائرات مسيرة في اتجاه إسرائيل والتي تم اعتراضها من قبل السفينة الأمريكية "يو إس إس كارني".
مؤامرات ملهمة
واعتبر التقرير ان إيران و وكلاءها قد يستفيدون بطريقة أخرى من أزمة غزة، وهي مضاعفة جهودهم لإلهام المتطرفين الشيعة العنيفين المحليين بتنفيذ الهجمات، مضيفا انه وفقا لنشرة استخباراتية تم توزيعها على سلطات تطبيق القانون الأمريكية، فقد دعا حزب الله وغيره من الجماعات الإرهابية مؤيديهم بالفعل إلى استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في سياق حرب حماس.
ولفت التقرير الى ان السلطات قلقة من تطور مماثل منذ عدة سنوات، حيث وصف تقرير صادر عن "المركز الوطني لمكافحة الإرهاب" العام 2018، المتطرفين العنيفين المحليين بأنهم "أفراد يستلهمون أو يتأثرون بدول مثل إيران، أو منظمات إرهابية أجنبية مثل حزب الله، أو جماعات شيعية مسلحة، ولكنهم لا ينتمون إلى هذه الجماعات ولا يتلقون توجيهات منها".
الخلاصة
وخلص تقرير "معهد واشنطن" الأمريكي، إلى القول: "خلال السنوات الـ40 التي تلت استهداف حزب الله للقوات الأمريكية بناءً على طلب طهران، فان النهج الدولي الفاتر وغير المتسق في كثير من الأحيان تجاه الجماعات الإرهابية التي ترعاها إيران، لم يؤد سوى إلى تشجيعها".
وبرغم أن "هذه الجماعات والمتطرفين العنيفين المحليين الذين تلهمهم قد لا ينفذون تهديداتهم أو لا يستخدمون جميع قدراتهم عندما ينفذون هجوماً"، إلا أنه من الضروري أن تؤخذ تحذيراتهم على محمل الجد، وفقاً للتقرير الأمريكي.
وختم التقرير بالقول إن "من الصعب دحض الخلاصة التي توصل إليها الإرهابيون من كافة المشارب من تفجيرات بيروت العام 1983، إذ يعتبرون أن الضربات القوية والمدمرة نفسياً يمكن أن تُفقد الولايات المتحدة شجاعتها وتدفعها إلى الانسحاب".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق إسرائيل تقرير امريكي فصائل المقاومة معهد واشنطن القوات الأمریکیة الولایات المتحدة الأمریکیة فی فی المنطقة فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
محللون: الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة قد يتواصل لأسابيع
واشنطن"أ.ف.ب": يحذّر محللون من أن المواقف المتصلّبة التي أدت إلى الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة تجعل التوصل إلى تسوية أمرا بعيد المنال وتهدد بتحويل الخلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين إلى أزمة طويلة الأمد.
ومع دخول الشلل في الوكالات الفدرالية أسبوعه الثاني، أفاد عدد من الخبراء الاستراتيجيين الذين ما زالوا يتذكرون خلافات سابقة، وكالة فرانس برس بأن أحدث خلاف بين الرئيس دونالد ترامب وخصومه الديموقراطيين سيطول.
وقال أندرو كونيستشوسكي، الناطق السابق باسم السناتور تشاك شومر، وهو الزعيم الديموقراطي الذي يعد في صلب الخلاف، "يمكن لهذا الإغلاق أن يتواصل لأسابيع وليس لأيام فقط".
وأضاف بأن "الطرفين متشبثين حاليا بمواقفهما والحديث عن تسوية محدود للغاية".
ومن بين أبرز أسباب الإغلاق مطالبة الديموقراطيين بتمديد حزم الدعم للرعاية الصحية التي تنقضي مهلتها قريبا، ما يعني زيادة كبيرة في التكاليف بالنسبة لملايين الأمريكيين من أصحاب الدخل المنخفض.
وحمّل ترامب الأحد الأقلية الديموقراطية في الكونجرس مسؤولية عرقلة قراره بشأن التمويل الذي يتطلب تمريره عددا من أصواتهم.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "إنهم يتسببون بالأمر. نحن على استعداد للعودة"، في تصريحات تشي بأنه متصالح مع فكرة تواصل الإغلاق.
كما أفاد ترامب الصحافيين امس بأن إدارته بدأت بالفعل إقالة الموظفين الفدراليين، وليس تسريحهم مؤقتا فقط، محمّلا خصومه مسؤولية "التسبب بخسارة الكثير من الوظائف".
وفي مارس، عندما واجهت الحكومة خطر الإغلاق آخر مرة، بادر الديموقراطيون للتراجع عن موقفهم وصوتوا لصالح قرار مدته ستة أشهر يتجنّب الشلل الفدرالي رغم المخاوف السياسية.
لكن شومر، رئيس كتلة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ، واجه انتقادات شديدة من قاعدة الحزب، وسيتردد في الخضوع هذه المرة لمطالب الجمهوريين خصوصا وأنه يواجه تحديات كبيرة من اليسار.
ويعتمد الجمهوريون في مجلس الشيوخ حاليا على إمكانية تراجع معارضيهم الديموقراطيين ويصرّون مرارا على التصويت.
وقال المسؤول الرفيع السابق في كاليفورنيا جيف لي الذي تفاوض مع إدارة ترامب الأولى "يمكنني رؤية اتفاق مؤقت من الحزبين بحلول أواخر أكتوبر".
وأضاف أن إطالة أمد الإغلاق لأكثر من شهرين "سيوقف عمليات الحكومة بشكل جدي ومن شأنه أن يؤثر على اعتبارات الأمن القومي والوطني ويؤدي بالتالي إلى تحميل الحزبين المسؤولية".
وأفاد محللون بأنه من شأن أي تحوّل في الاستراتيجية أن يعتمد على ملاحظة أي الطرفين تغيّر الرأي العام ليصبح ضدّهما.
وتباينت استطلاعات الرأي حتى الآن، رغم أن الانتقادات تطال الجمهوريين أكثر من الديمقراطيين بشكل عام.
وشهدت الحكومة أطول فترة إغلاق في تاريخها في ولاية ترامب الأولى بين العامين 2018 و2019 عندما توقفت الوكالات الفدرالية عن العمل لمدة خمسة أسابيع.
ويكثّف الرئيس هذه المرة الضغط عبر تهديد أولويات الليبراليين والتوعد بعمليات تسريح كبيرة لموظفي القطاع العام.
يرى أستاذ السياسات لدى "جامعة روتشستر" جيمس دراكمان بأن تعنّت ترامب يدفعه للاعتقاد بأن الخلاف هذه المرة سيؤدي إلى إغلاق أطول من ذاك الذي تم في 2019.
وقال لفرانس برس إن "إدارة ترامب ترى بأن لديها تفويض غير محدود وبالتالي فإنها لا تتنازل بالمجمل".
وأضاف بأن "الديموقراطيين واجهوا انتقادات لأنهم لم يواجهوا بالقوة الكافية ولم يفض آخر تنازل إلى أي نتيجة إيجابية بالنسبة للديموقراطيين. لذا، فإنهم يميلون سياسيا للتمسّك بموقفهم".
كلّف إغلاق 2018-2019 الاقتصاد 11 مليار دولار في الأمد القصير، بحسب مكتب الكونجرس للموازنة. ولم يتم استرداد مبلغ قدره ثلاثة مليارات دولار.
وحذّر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت من أن الإغلاق الأخير قد يؤثر بشكل كبير على نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وبالنسبة للمحلل المالي مايكل آشلي شولمان الذي يتّخذ من كاليفورنيا مقرا، فإن الواقع الاقتصادي للإغلاق قد يجبر الطرفين على التوصل إلى تسوية.
وقال "إذا انتاب الفزع وول ستريت وارتفعت عوائد سندات الخزانة، فسيكتشف حتى أكثرهم تشددا فكريا فجأة التزاما عميقا بالحلول التي يمكن أن ترضي الحزبين".
ولا يشعر جميع المحللين بالتشاؤم حيال إمكانية التوصل إلى حل سريع.
ويرى رئيس قسم الرقابة والتحقيقات في الكونغرس لدى شركة المحاماة العالمية "هوغان لوفيلز" آرون كاتلر الذي كان موظفا في مجلس النواب، بأن الإغلاق سيدوم 12 يوما كحد أقصى.
وقال إن "الديموقراطيين في مجلس الشيوخ سيتراجعون أولا.. مع تواصل الإغلاق، لم تكون هناك أي جلسات استماع في الكونجرس وسيتم إيقاف الكثير من العمل في الوكالات" الفدرالية.
وأضاف "هذا انتصار بالنسبة للكثير من الديموقراطيين في الكونغرس لكنهم لا يريدون بأن يتم تحميلهم مسؤوليته".