شبكة اخبار العراق:
2025-12-13@06:16:00 GMT

حماس التي أعادت الثقة بنتنياهو

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

حماس التي أعادت الثقة بنتنياهو

آخر تحديث: 28 أكتوبر 2023 - 10:17 صبقلم:فاروق يوسف ينبغي أن لا يأخذنا التفاؤل بما فعلته حماس يوم 7 أكتوبر 2023 بعيدا عن تداعياته التي يقف في مقدمتها الرد الإسرائيلي المتوقع. ذلك أمر هو نوع من البداهة لا يحتاج إلى عميق تفكير. فمن المعروف أن دولة هشة وخائفة ولا تملك جذورا في الأرض التي تحكمها مثل إسرائيل إذا ضُربت برصاصة فإنها سترد بصاروخ.

ذلك ما صار معروفا من خلال حروب إسرائيل السابقة التي اتخذت بالنسبة إلى الغرب طابع الدفاع عن النفس فيما كان الطرف الآخر سواء كان حزب الله أو حركة حماس ضعيفا إلى درجة أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه حتى وإن كان على حق. والحق هنا نسبي إذا ما تعلق الأمر بإسرائيل. فلا حق لأحد في الدفاع عن نفسه في مواجهتها. لذلك فإن الاصطفاف الغربي وراء إسرائيل كان جزءا من الوصفة الجاهزة التي لم يكن زعماء حماس يجهلونها في ظل قتل واختطاف مدنيين صاروا هذه المرة واجهة للصراع. لا تستطيع حركة حماس أن تعترف بأنها قد أخطأت فذلك الاعتراف ينزع عنها بطولة زائفة صارت بفعل تأثيرها العاطفي محاولة لإبعاد الأنظار عن ميزان القوى في المنطقة وعن الحقائق السياسية العالمية الداعمة لذلك الميزان الذي لا يمكن تغيير معادلاته بالعنف. لا أحد يجرؤ في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على أهل غزة أن يقول بصراحة إن حماس من خلال مغامرتها إنما تحاول ابتزاز الآخرين، فلسطينيين كانوا أم عربا أم أطرافا دولية متعاطفة مع القضية الفلسطينية. لقد اكتفى الكثيرون بالقول خجلا إن حماس لا تمثل شعب غزة الذي يتعرض لعقاب بسبب ذنب لم يرتكبه. وإذا ما كان البعض يرى في ذلك القول نوعا من التجني على القضية الفلسطينية فإنه يتناسى عن عمد حقيقة أن حماس حين اختطفت غزة فإنها فصلتها عن فلسطين وهي منذ ذلك اليوم صارت تحارب بغزة وليس من أجلها. غزة أصلا رهينة. وكلما قامت حماس بواحدة من مغامراتها دفعت الرهينة الثمن. ذلك ليس عدلا. ما كان للغرب أن يقف وراء آلة الحرب الإسرائيلية المدفوعة بالانتقام وهي تقتل المدنيين من أهل غزة رغبة منها في استعادة كرامتها المضاعة. ما كان الغرب في حاجة إليه أن يدرك حقيقة أن غزة كانت ولا تزال ضحية وأنه من غير العدل أن يُظلم أهلها مرتين. مرة حين اختطفتهم حماس ومرة أخرى حين صبت إسرائيل نار ثأرها عليهم. أعرف أن البعض سيعتبرون كل ما ورد سلفا نوعا من تثبيط الهمم وتخييب الآمال. هذا في حالة النوايا السليمة أما في حالة النوايا السيئة فهو نوع من الخيانة للقضية الفلسطينية. ولكن لا ذكر للقضية في كل ما فعلته حماس. فـ“طوفان الأقصى” كان هو عنوان المغامرة الجديدة. وهو ما يعني اختصار القضية بـ“إشكالية جامع” فيما هي في حقيقتها أكبر وأكثر سعة من ذلك. القضية الفلسطينية ليست صراعا بين مسلمين ويهود لكي يكون الأقصى محورها. الكثير من قادة الفصائل المسلحة الفلسطينية يوم كان هناك نضال وطني فلسطيني حقيقي من أجل التحرير كانوا مسيحيين. جورج حبش، وديع حداد، نايف حواتمة والقائمة تطول. ولقد قاتل يابانيون إلى جانب الفلسطينيين. أما أن يجري التأكيد على الطابع الإسلامي ففي ذلك خيانة للقضية التي محورها أن هناك شعبا طُرد من أرضه التي احتلتها عصابات قادمة من مختلف أنحاء الأرض. ليست حماس على حق حين استبدلت الأرض بالدين. لا لشيء إلا لأن فلسطين هي وطن الديانات التوحيدية الثلاث. كل ذلك الكلام لا ينفع في ظل العدوانية الإسرائيلية التي صارت عنوانا للصراع بعد أن انتهت حركة حماس من تنفيذ مغامرتها. لقد انتهى الحلم ومعه انتهى الوهم وها نحن أمام الواقع. حكومة بنيامين نتنياهو مهددة بالسقوط إن لم يصل انتقامها إلى آخر الشر. ليس لأن صبرها قد نفد، ولكن لأنها وقعت في كماشة، إما أن تخرج منها عن طريق القتل أو تستسلم لهزيمتها. ولأن نتنياهو رجل حرب فقد وجد في الدعم الغربي له مناسبة لإنجاز مختلف أنواع المجازر. لقد قرر أن يحرق الغابة لا بحثا عن الأرنب الذي يختبئ فيها بل لأنه ليس مستعدا لهزيمة، يكون الفلسطينيون سببها. لقد أخطأت حماس حين صنعت سببا غير متوقع يستعيد من خلاله نتانياهو مكانته لدى الإسرائيليين.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: ما کان

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية

برز الذكاء الاصطناعي، منذ ظهوره، كأداة فعّالة لتحليل الصور الطبية. وبفضل التطورات في مجال الحوسبة ومجموعات البيانات الطبية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي التعلّم منها، فقد أثبت جدواه في قراءة وتحليل الأنماط في صور الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، لا سيما في علاج وتشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان. في بعض الحالات، تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه مزايا تفوق حتى نظيراتها البشرية.

يقول أونور أسان، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والذي يركز بحثه على التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الرعاية الصحية "تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة آلاف الصور بسرعة وتقديم تنبؤات أسرع بكثير من المُراجعين البشريين. وعلى عكس البشر، لا يتعب الذكاء الاصطناعي ولا يفقد تركيزه بمرور الوقت".

مع ذلك، ينظر العديد من الأطباء إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من عدم الثقة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم معرفتهم بكيفية وصوله إلى قراراته، وهي مشكلة تُعرف باسم "مشكلة الصندوق الأسود".

يقول أسان "عندما لا يعرف الأطباء كيف تُولّد أنظمة الذكاء الاصطناعي تنبؤاتها، تقلّ ثقتهم بها. لذا، أردنا معرفة ما إذا كان تقديم شروحات إضافية يُفيد الأطباء، وكيف تؤثر درجات التفسير المختلفة للذكاء الاصطناعي على دقة التشخيص، وكذلك على الثقة في النظام".

بالتعاون مع طالبة الدكتوراه أوليا رضائيان والأستاذ المساعد ألب أرسلان إمراه بايراك في جامعة ليهاي في ولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى أسان دراسة شملت 28 طبيبًا متخصصًا في الأورام والأشعة، استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور سرطان الثدي. كما زُوّد الأطباء بمستويات مختلفة من الشروح لتقييمات أداة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، أجاب المشاركون على سلسلة من الأسئلة المصممة لقياس ثقتهم في التقييم الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة المهمة.

وجد الفريق أن الذكاء الاصطناعي حسّن دقة التشخيص لدى الأطباء مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات المهمة.
اقرأ أيضا... مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات

كشفت الدراسة أن تقديم شروحات أكثر تفصيلًا لا يُؤدي بالضرورة إلى زيادة الثقة.

أخبار ذات صلة "أوبن إيه آي" تطلق نموذج ذكاء اصطناعي جديدا الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة

يقول أسان "وجدنا أن زيادة التفسير لا تعني بالضرورة زيادة الثقة". ذلك لأن وضع تفسيرات إضافية أو أكثر تعقيدًا يتطلب من الأطباء معالجة معلومات إضافية، مما يستنزف وقتهم وتركيزهم بعيدًا عن تحليل الصور. وعندما تكون التفسيرات أكثر تفصيلًا، يستغرق الأطباء وقتًا أطول لاتخاذ القرارات، مما يقلل من أدائهم العام.

يوضح أسان "معالجة المزيد من المعلومات تزيد من العبء المعرفي على الأطباء، وتزيد أيضًا من احتمال ارتكابهم للأخطاء، وربما إلحاق الضرر بالمريض. لا نريد زيادة العبء المعرفي على المستخدمين بإضافة المزيد من المهام".

كما وجدت أبحاث أسان أنه في بعض الحالات، يثق الأطباء بالذكاء الاصطناعي ثقةً مفرطة، مما قد يؤدي إلى إغفال معلومات حيوية في الصور، وبالتالي إلحاق الضرر بالمريض.

ويضيف أسان "إذا لم يُصمم نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا، وارتكب بعض الأخطاء بينما يثق به المستخدمون ثقةً كبيرة، فقد يطور بعض الأطباء ثقةً عمياء، معتقدين أن كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي صحيح، ولا يدققون في النتائج بما فيه الكفاية".
قدّم الفريق نتائجه في دراستين حديثتين: الأولى بعنوان "تأثير تفسيرات الذكاء الاصطناعي على ثقة الأطباء ودقة التشخيص في سرطان الثدي"، والثانية بعنوان "قابلية التفسير وثقة الذكاء الاصطناعي في أنظمة دعم القرار السريري: تأثيراتها على الثقة والأداء التشخيصي والعبء المعرفي في رعاية سرطان الثدي".

يعتقد أسان أن الذكاء الاصطناعي سيظل مساعدًا قيّمًا للأطباء في تفسير الصور الطبية، ولكن يجب تصميم هذه الأنظمة بعناية.
ويقول "تشير نتائجنا إلى ضرورة توخي المصممين الحذر عند دمج التفسيرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يصبح استخدامها معقدا. ويضيف أن التدريب المناسب سيكون ضروريًا للمستخدمين، إذ ستظل الرقابة البشرية لازمة.
وأكد "ينبغي أن يتلقى الأطباء، الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، تدريبًا يركز على تفسير مخرجات الذكاء الاصطناعي وليس مجرد الوثوق بها".

ويشير أسان إلى أنه في نهاية المطاف، يجب تحقيق توازن جيد بين سهولة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفائدتها.

ويؤكد الباحث "يُشير البحث إلى وجود معيارين أساسيين لاستخدام أي شكل من أشكال التكنولوجيا، وهما: الفائدة المتوقعة وسهولة الاستخدام المتوقعة. فإذا اعتقد الأطباء أن هذه الأداة مفيدة في أداء عملهم، وسهلة الاستخدام، فسوف يستخدمونها".
مصطفى أوفى (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
  • "الخريجي" يؤكد أهمية الثقة والحوار والتنمية في صنع السلام
  • سرقة الأسورة الأثرية تهز المتحف المصري وجلسة 14 ديسمبر للفصل في القضية
  • كيف أعادت الهواتف القابلة للطي تشكيل علاقة المستخدم مع الشاشة؟
  • مذكرة نيابية لحجب الثقة بحكومة جعفر حسان
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • إسلام عوض: إعادة الانتخابات أعادت الثقة للمواطن وأثبتت حرص الدولة على حقوقه
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • من إسلام آباد.. الرئيس الإندونيسي يجدد التزام بلاده بدعم القضية الفلسطينية
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى