حرب تلد حربا أكبر – #ماهر_أبوطير
المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات، والذي يعتقد ان كل شيء قابل للسيطرة، يتمنى ذلك أكثر من كونه واقع حال، ودعونا نتأمل تفاصيل كثيرة لندرك أن الاحتمالات متعددة.
قصف متبادل على الحدود الفلسطينية اللبنانية، وقصف أميركي لمخازن سلاح إيرانية في شرق سورية، ومناورات عسركية إيرانية واسعة، واقتحامات إسرائيلية في الضفة الغربية وشهداء يرتقون فيها، وتهديدات من المستوطنين بالذبح ومطالبات بالرحيل إلى الأردن مع تسليح عشرات آلاف المستوطنين، وإغلاقات ومضايقات في القدس، واقتحامات متواصلة للمسجد الاقصى وخنق اقتصادي وأمني في المدينة وإغلاقات في طرقها، واعتقالات للمقدسيين حتى على مستوى من ينشر صورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقصف حوثي ضد سفن أميركية، وعمليات قصف ضد قواعد أميركية في العراق وسورية، وحوادث عسكرية تصل إلى مصر، وتهددها بشكل علني، وحشود عراقية تتظاهر قرب الحدود الأردنية العراقية، ومحاولات لمنع تدفق النفط، وتهديدات إسرائيلية بإعادة التهجير الى مصر والأردن، وما ينتظر فلسطيني 1948.
هذه عمليات باتت شبه يومية، تقول اننا أمام مشهد يعد استثنائيا وهو مشهد قابل للتوسع والانفجار الاقليمي والدولي، برغم محاولات إطفاء الحريق الذي يتوسع، حتى على صعيد ردود الفعل الدولية المؤيدة لإسرائيل وتلك التي تهاجم إسرائيل على عداونها على غزة واهلها الابرياء، لان القضية في الأساس، ليست غزة وحيدة، بل قضية تراكمات الاحتلال طوال عقود.
هذه مؤشرات خطيرة جدا، حتى لو كان بعضها لمجرد تسجيل المواقف، أو رفع العتب، من جانب قوى عربية واقليمية، أمام المعركة الجارية في غزة والتي يدفع ثمنها الفلسطينيون الأبرياء أولا، وهي معركة دمرت غزة واقتصادها، وتسببت بأضرار كبيرة جدا على صعيد الشهداء والجرحى، وهدم البيوت والبنى التحتية، ونزوح الفلسطينيين داخل بلدهم مجددا، فوق اضرار التعليم والخدمات، وقطع الكهرباء والغذاء والوقود والإنترنت، وما تعرضت له المستشفيات، والمساجد، والكنائس، فنحن أمام قطاع بحاجة اليوم إلى عشرات المليارات لإعادة الإعمار، هذا غير الأضرار التي لحقت بالأطفال والأمهات أمام هذه الأهوال، وبسبب الجرائم الإسرائيلية التي لا تعد جديدة، إذ أن تاريخها منذ نشأتها قائم على عشرات المذابح بحق الأبرياء العزل.
استمرار العمليات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتصاعد الخط العربي الاقليمي، في التوقيت ذاته، مع التدخل الدولي، على الصعيدين السياسي والعسكري، لا يمكن إلا أن يؤدي إلى حرب أوسع، حتى لو كانت أطراف عدة لا تريدها في هذا التوقيت، الذي تشتد فيه برقيات التهديد والرسائل المتبادلة حول قوة كل طرف، فنحن أمام مشهد قد تخرج فيه كل الحسابات عن مساراتها الدقيقة وتقود كل المنطقة الى حرب اقليمية-دولية، برغم معرفتنا أن لبنان مثلا لايريد أن يتورط في الحرب، لهشاشته البنيوية الحالية ولكون المعركة ليست معركته المباشرة، ولكون إيران أيضا تحاول تجنب هذه الحرب حاليا، لاعتباراتها، وتفضل التذكير الضمني بمساحاتها ونفوذها وقدراتها، واهمية مفاوضتها واسترضاءها بتسوية دولية، مثلما إن إسرائيل لا تريد حاليا فتح جبهة واسعة، وتكتفي بادارة الاخطار مؤقتا، للتعامل معها بشكل منفرد لاحقا إذا تمكنت.
غزة تقود المنطقة إلى سيناريو أوسع، سواء توقفت العمليات العسكرية أو استمرت، إذ في الحالتين تقول خلاصات الحرب ان المنطقة لا تحتمل صراع الهويات، ولا محاولات توطين الاحتلال في فلسطين، باعتباره شرعيا، وفي كل الاحوال فإن غزة بمساحتها الصغيرة خلخلت المعادلات الدولية، وليس ادل على ذلك من حجم التدخل الدولي في #الحرب، من جانب الأميركيين ومن معهم من أوروبيين، ومن جانب الروس والصين، ودول اقليمية ايضا.
حكومة #الاحتلال لا تعرف كيف تخرج من الجحيم الذي تورطت فيه، وبأي صيغة، وتحت اي شروط، وأي نهاية، وأي صفقة، ولا تجد مسربا أمامها الا الاستمرار في حرق القطاع، بما يعني أن غزة سوف تتسبب بزلازل سياسية على مستوى حكومة الاحتلال ومؤسساته الأمنية والعسكرية، حتى لو أعلنت إسرائيل نهاية الحرب، دون ان ننسى هنا احتمال انفجار الوضع أصلا داخل فلسطين التاريخية، وهو استحقاق لكل ما يجري داخل قطاع غزة.
حرب تلد حرباً أكبر، هذا هو السيناريو الذي تؤكده كل المؤشرات حتى الآن، وحديث مسؤولي الاحتلال عن حرب تدوم لأشهر طويلة، يعني بكل بساطة ان الحرب لن تبقى داخل غزة.
الغد
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعتقل نحو 100 فلسطيني في شمال الضفة الغربية
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، 10 ديسمبر 2025 ، حملة مداهمات واسعة في مدن وبلدات متفرقة بالضفة الغربية، شملت نابلس وسلفيت شمالًا، والعيزرية وأبو ديس شرق القدس ، وسلواد ودير جرير شرق رام الله ، إضافة إلى مدينة أريحا، ما أسفر عن اعتقال أكثر من 100 فلسطيني.
وخلال الاقتحامات، داهمت القوات عشرات المنازل وعبثت بمحتوياتها وأتلفت ممتلكاتها، فيما أخضعت سكانها لتحقيقات ميدانية استمرت لساعات.
وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال حوالي 30 فلسطينيًا، معظمهم أسرى محررون، أُفرج عن بعضهم لاحقًا. كما اعتُقل نحو 24 مواطنًا من بلدتي سلواد ودير جرير، وقرابة 14 من مدينة أريحا. وفي العيزرية وأبو ديس، بلغ عدد المعتقلين نحو 20 فلسطينيًا، حيث حوّل جيش الاحتلال نادي شباب أبو ديس إلى مركز تحقيق بعد تخريب محتوياته.
أما في سلفيت، فقد نفّذت القوات حملة مداهمات واسعة اعتقلت خلالها ما لا يقل عن 10 فلسطينيين، بينهم رئيس بلدية سلفيت عبد الكريم فتاش.
وتشهد مناطق الضفة الغربية حملات اقتحام يومية تتخللها اعتقالات واسعة، ما رفع عدد المعتقلين منذ بدء الحرب إلى أكثر من 21 ألف فلسطيني، فيما يتجاوز عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال 9 آلاف أسير.
وبحسب معطيات رسمية، أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال المتواصلة على الفلسطينيين وممتلكاتهم عن استشهاد 1092 شخصًا وإصابة نحو 11 ألف آخرين منذ بداية الحرب.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بالفيديو: منخفض "بيرون" يغرق خيام النازحين في غزة ويهدد بكارثة إنسانية واسعة المحكمة العليا الشرعية تصدر تعميماً حول اثبات وفاة المفقود إيطاليا تعلن وصول 232 طفلا من قطاع غزة الأكثر قراءة تهجير الفلسطينيين: سباق إسرائيلي مع الزمن الصحة بغزة: أوضاع صادمة لآلاف مبتوري الأطراف محدث: مصر تنفي فتح معبر رفح قريبًا مصطفى: اعتماد زيادة الحد الأدنى لتمثيل المرأة في الهيئات المحلية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025