نيويورك - رويترز

 يترقب المستثمرون في مطلع هذا الأسبوع أي علامات على احتمال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، وهو صراع قد يزيد من اضطراب الأسواق التي تتوقع بالفعل أسبوعا مزدحما يصدر فيه بيان من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن السياسة النقدية ونتائج شركة أبل.

وكثفت القوات البرية وسلاح الجو في إسرائيل أمس الجمعة العمليات في قطاع غزة بعد نحو ثلاثة أسابيع من شن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما على جنوب إسرائيل.

وتزايدت مخاوف المستثمرين من اتساع رقعة الصراع في الأيام القليلة الماضية بعد أن أرسلت الولايات المتحدة مزيدا من العتاد العسكري إلى الشرق الأوسط في الوقت نفسه الذي تهاجم فيه إسرائيل أهدافا في غزة وأنصار حماس في لبنان وسوريا.

وقال راندي فريدريك المدير الإداري لقسم التداول والمشتقات لدى شركة تشارلز شواب "الموقف في إسرائيل... يسبب الكثير من القلق".

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.9 بالمئة إلى 90.48 دولار أمس الجمعة عند التسوية بفضل مخاوف من تعطيل الصراع إمدادات النفط الخام. وقفز الذهب، الذي يعد ملاذا آمنا للمستثمرين القلقين، في المعاملات الفورية إلى أكثر من ألفي دولار لأول مرة منذ منتصف مايو .

وقال محللون لدى كابيتال إيكونوميكس في مذكرة أمس الجمعة إن استجابة سوق النفط للصراع "ضعيفة" حتى الآن.

وكتبوا "ومع ذلك، فإن أي إشارة إلى أن الدول الأخرى في المنطقة ستصبح أكثر انخراطا في الصراع ستتسبب في ارتفاع أسعار النفط ارتفاعا حادا".

وقال بيتر كارديلو كبير اقتصاديي السوق لدى سبارتان كابيتال للأوراق المالية إنه إذا تسبب تصعيد الصراع في زيادة إنفاق الولايات المتحدة المرتبط بالحرب والذي يوسّع العجز، فستتخطى عوائد سندات الخزانة أعلى مستوياتها منذ 16 عاما التي سجلتها بالفعل.

ويتوقع بعض المستثمرين أيضا أن يتسبب اتساع رقعة الصراع في شراء سندات الخزانة لتكون ملاذا آمنا. وقد يؤدي هذا لكبح الارتفاع في عوائد السندات، التي تتحرك في الاتجاه المعاكس للأسعار، وقد يخفف هذا بدوره الضغوط على الأسهم والأصول الأخرى.

وهبط المؤشر ستاندرد اند بورز 500 أكثر من عشرة بالمئة منذ أواخر يوليو حينما سجل أعلى مستوياته في 2023، لكن المؤشر مرتفع أكثر من سبعة بالمئة منذ بداية العام.

وقالت يو.بي.إس لإدارة الثروات العالمية في مذكرة أمس الجمعة "حتى الآن، لم تؤد سندات الحكومة الأمريكية وظيفتها المعتادة كملاذ آمن". وأضافت "لكن تصعيد الصراع سيحول الانتباه على الأرجح بعيدا عن مخاوف السياسة النقدية ويعزز الطلب على سندات الخزانة بوصفها ملاذا آمنا".

ومن المقرر أن يصدر البنك المركزي الأمريكي أحدث بيان له حول السياسة النقدية يوم الأربعاء، بينما من المنتظر أن تسلط نتائج أبل الفصلية الضوء على أسبوع مزدحم آخر من تقارير الشركات.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: أمس الجمعة الصراع فی

إقرأ أيضاً:

الصين القطب الاقتصادي والسياسي الصاعد

على الرغم من الاهتمام الكبير لإدارة ترامب بملف الشرق الأوسط واعتبار إسرائيل ثكنه عسكرية متقدمة لأمريكا في المنطقة، إلا أن العيون الأمريكية شاخصة على الدوام باتجاه الصين وتطورها المتسارع على المستوين الاقتصادي والعسكري؛ لتصبح قطبا في نظام دولي بدأ بالتشكل.

استثمار العوائد من أمريكا

ترتبط الصين وأمريكا بعلاقات اقتصادية متشعبة، وثمة فوائد مالية كبيرة تجنيها بكين؛ حيث اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين باستخدام المكاسب المالية من تجارتها مع الولايات المتحدة في بناء وتطوير قدراتها العسكرية حيث قال خلال مشاركته في مؤتمر ماكدونالدز في العاصمة الأمريكية واشنطن: "لقد بنوا قواتهم المسلحة بالأموال التي قدمناها لهم على مر السنين"، في إشارة إلى الفائض التجاري الضخم الذي حققته بكين على حساب واشنطن.

وبالأرقام، أشار ترامب إلى أن الصين حصلت على نحو 722 مليار دولار من الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، مبينا أن هذه الأموال ساعدت في تمويل برنامجها العسكري المتسارع، ما يشكل تهديدا لموازين القوة الإقليمية والعالمية. ولهذا تقوم أمريكا وحلفائها بمناورات عسكرية في مناطق قريبة من الصين للحد من تمدد النفوذ الصيني؛من خلال الدبلوماسية الناعمة؛ حيث تستخدم بكين نفوذها الاقتصادي في أفريقيا والشرق الأوسط وغيرهما لتعزيز مصالحها السياسية والأمنية في ذات الوقت.

ومن نافلة القول أن تصريحات ترامب وتخوفاته أتت بعد فترة قصيرة من لقاء جمعه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في قاعدة جيمهاي الجوية في بوسان بكوريا الجنوبية، في 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث تم التوصل إلى اتفاقية تجارية لمدة عام، تضمنت خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية من 57 في المائة إلى 47 في المائة؛ في مقابل موافقة الصين على شراء منتجات زراعية أمريكية واستمرار توريد المعادن الأرضية النادرة بشكل حر. ويعتبر ذلك صراعا ناعما على القطبية في العالم.

الصراع على القطبية

في تسارع مع الزمن، تسعى إدارة ترامب الى اللحاق بالصين في إنتاج الدرونات (وهي طائرات يتم التحكم بها عن بعد دون طيار)، بل العمل على تجاوزها في أقرب وقت ممكن، في مؤشر على السباق المستمر بين القوتين في المجالات الاستراتيجية العسكرية والصناعية.

ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الصين هي قطب اقتصادي عالمي ضخم وثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد أمريكا، تعتمد على قوة صناعية هائلة وصادرات سلعية ضخمة، وتستثمر في التكنولوجيا والبنية التحتية ضمن استراتيجيات طويلة الأجل مثل "مبادرة الحزام والطريق" التي تهدف لتوسيع نفوذها سياسيا، وتسعى لتغيير النظام الدولي نحو تعددية الأقطاب بدعم من الأمم المتحدة، مع التركيز على مبادئ التعايش السلمي وعدم التدخل العسكري المباشر، بينما تستخدم نفوذها الاقتصادي لتعزيز دورها الإقليمي والعالمي وتأمين مصادر الطاقة، متجنبة المواجهة المباشرة مع القوى التقليدية في أي نزاع دولي، في وقت تعتبر فيه الصين أكبر مصدر للسلع في العالم، بحصة كبيرة من الصادرات العالمية، كما اتضح خلال عام 2023 في تقارير دولية؛ جنبا الى جنب مع استثمارات صينية ضخمة في التكنولوجيا المتقدمة، مثل الرقائق الإلكترونية ومشاريع البنية التحتية الضخمة.

اللافت أن نشاط الصين وادائها في إطار العلاقات الدولية وخاصة مع أمريكا؛ إنما هدفه الاستراتيجي خلق نظام دولي متعدد الأقطاب وليس حكرا على أمريكا فقط.

ولهذا تعتبر إدارة ترامب ملف العلاقات مع الصين أولوية أمريكية من العيار الثقيل؛ رغم اهتمامها بملف الشرق الأوسط ودعم عصابة إسرائيل بغرض استمرارها كخنجر لأمريكا في الشرق الأوسط على حساب الشعب الفلسطيني ووطنه الوحيد فلسطين.

مقالات مشابهة

  • عاجل | الشرق الأوسط للتأمين يوقف تأمين المركبات لهذا السبب
  • الكويت… دبلوماسية الحكمة في زمن الأزمات
  • هند الضاوي: واشنطن دعمت تدمير غزة وتبحث إعادة إعمارها الآن .. إسرائيل صناعة أمريكية
  • نتنياهو: إسرائيل هي القوة الأقوى في الشرق الأوسط
  • بين صور وصور
  • سيغريد كاغ المبعوثة الأممية الخاصة في الشرق الأوسط
  • الفاو: مصر دعمت جهودنا في منطقة الشرق الأوسط
  • مخاطر استدعاء شبه القارة الهندية للصراع في الشرق الأوسط
  • هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط
  • الصين القطب الاقتصادي والسياسي الصاعد