يستغل مستوطنون الانشغال بحرب غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) لطرد الفلسطينيين من قراهم في الضفة الغربية، بالتزامن مع تصعيد تشهده مدن عدة في الضفة.

في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، غادر مئتان من البدو في خربة وادي السيق شرق مدينة رام الله أراضيهم ولجأوا إلى قرية الطيبة القريبة، بعد أن أمهلهم الجيش الإسرائيلي ساعة واحدة لتركها.

ترك الرعاة البدو منازلهم وغادروها سيراً على الأقدام مع الماشية، بعد أن وصل عشرات المستوطنين يرافقهم شرطيون وجنود إسرائيليون إلى القرية.

ويقول ممثلون عن الخربة إن الجيش لم يستجب لعدة طلبات قدمت لتأجيل الإخلاء.

منشور إسرائيلي يهدد سكان #الضفة_الغربية: "انتظروا النكبة الكبرى" https://t.co/zBKuQZgMxL

— 24.ae (@20fourMedia) October 28, 2023

ويؤكد أبو بشار، الذي لجأ مع عشرات العائلات إلى الطيبة وسط الضفة الغربية "ندفع ثمن ما يحدث في بلدهم"، في إشارة إلى الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بين إسرائيل وحركة حماس.

وشنّت حركة حماس هجوماً برياً وجوياً وبحرياً مباغتاً على البلدات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة، أسفر عن مقتل 1400 شخص معظمهم مدنيون سقطوا في اليوم الأول من الهجوم، حسب السلطات التي أفادت أن مقاتلي حماس احتجزوا أيضا حوالي 230 شخصاً رهائن.

وردت إسرائيل بقصف مكثف على غزة، وقتلت منذ ذلك الحين أكثر من ثمانية آلاف شخص في القطاع نصفهم من الأطفال، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في حكومة حماس، السبت.

وتشهد الضفة الغربية أيضاً تصاعداً في وتيرة العنف، إذ قتل في مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي ومستوطنين أكثر من مئة شخص منذ بداية الحرب.

ويعيش في الضفة الغربية أكثر من 490 ألف مستوطن في مستوطنات تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي.

وتسجل يومياً ثمانية حوادث عنف ضد الفلسطينيين من بينها الترهيب والسرقة والاعتداء، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

أما علياء مليحات التي تسكن قرية المعرجات البدوية بين رام الله وأريحا فتؤكد "لم نعد ننام، هذا كابوس"، وتخشى مليحات على سكان قريتها من التهجير.. وتقول: "منذ بداية الحرب أصبحنا نرى المستوطنين يحملون المزيد من الأسلحة الأمر صعب جداً".

وتضيف "نسأل أنفسنا ماذا سيحدث نعيش نكبة ثانية بسبب المستوطنين والجيش"، في إشارة إلى النكبة الفلسطينية في 1948.

وتتحدر مليحات من صحراء النقب التي هجروا منها أو تركوها في 1948 إلى الضفة الغربية.

وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، نزح منذ بدء الحرب الحالية 7607 أشخاص أكثر من نصفهم من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

#فلسطين: #إسرائيل اعتقلت 750 شخصاً في #الضفة_الغربية https://t.co/9YgGAMyGoG

— 24.ae (@20fourMedia) October 18, 2023

كما اضطر نحو 1100 شخص إلى مغادرة أراضيهم خلال العام ونصف العام الماضيين.

بالنسبة لأبو بشار الذي لا يريد سوى العودة إلى بيته "ليس لدي مكان آخر أذهب إليه كل أغراضنا هناك، المونة التي نشتريها بكميات كبيرة والجرارات والألواح الشمسية".

بعد أسبوع على طردهم، سمح الجيش للسكان بالعودة لجمع أمتعتهم، لكن عند وصولهم وجدوا كل شيء مدمراً، ويقول أبو بشار: "دمروا كل شيء أكياس علف الحيوانات مرمية على الأرض".

ورصدت وكالة فرانس برس منازل منهوبة وخزائن ملابس فارغة وأسرة أطفال محطمة وستائر ممزقة وأوراق وأحذية وألعاب متناثرة على الأرض، وأشار طاقمها إلى وجود سيارات مدنية في الخربة وحولها وقد رفع العلم الإسرائيلي على عدد منها.

ويؤكد أبو بشار أن كل ما يريده هو أن يتركوه يعيش بسلام إذ أنه لم يعد يحتمل، ويضيف "هناك خطة طويلة الأمد لطردنا والاستيلاء على أرضنا، انتهزوا هذه الفرصة للقيام بذلك بينما كان الجميع يراقب ما يحدث في غزة".

يوضح الناشط الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان غاي هيرشفيلد أن المستوطنين يكثفون جهودهم لطرد الفلسطينيين من أراضيهم منذ بداية الحرب، ويضيف "يستغل المستوطنون الحرب لإنهاء تطهير المنطقة (ج) من غير اليهود" في إشارة إلى الأراضي المصنفة (ج) أو (سي)، وفق اتفاقية أوسلو الموقعة في 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إذ تشكل تلك الأراضي 61% من أراضي الضفة الغربية.

ويشير هيرشفيلد إلى إفراغ ما مساحته 150 كيلومتراً مربعاً في الضفة الغربية من السكان بالفعل، ويضيف "هنا قاموا بتطهير 150 ألف دونم من غير اليهود" معتبراً ذلك "تطهيراً عرقياً لهذه المنطقة".

ويحظى المستوطنون بدعم قوي من الائتلاف الحكومي اليميني المتشدد الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في حين لا يتمتعون بدعم شعبي مماثل.

تقول رئيسة تحالف حماية الضفة الغربية أليغرا باتشيكو إن الجيش الإسرائيلي الذي ينتشر بأعداد كبيرة في الضفة الغربية، "لا يتدخل دائماً في عنف المستوطنين".

وتضيف رئيسة التحالف وهو مجموعة من المنظمات غير الحكومية تنسق المساعدات الإنسانية، إن "وجود المستوطنين عادة ما يؤدي إلى تصاعد العنف".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الضفة الغربية فی الضفة الغربیة الفلسطینیین من أکثر من

إقرأ أيضاً:

مستوطنون يعتدون على فلسطيني وزوجته جنوب الخليل.. والاحتلال يعتقل 15 مواطنًا بالضفة

صراحة نيوز ـ أصيب مواطن فلسطيني وزوجته، اليوم الثلاثاء، بجروح ورضوض إثر اعتداء نفذته مجموعة من المستوطنين المتطرفين في منطقة مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.

وأفاد الناشط الإعلامي أسامة مخامرة بأن المستوطنين اقتحموا منزل المواطن أكرم ساري أبو صبحة في خربة الفخيت، واعتدوا عليه وعلى زوجته بالضرب، ما أدى إلى إصابتهما برضوض وكدمات. كما أقدم المستوطنون، تحت حماية جنود الاحتلال، على تحطيم مركبة العائلة، واقتحموا مدرسة الفخيت، حيث عبثوا بمحتوياتها وحطموا الكاميرات، ما تسبب بحالة من الذعر بين الطلاب.

وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء 15 مواطنًا فلسطينيًا من مناطق متفرقة في الضفة الغربية.

وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له أن قوات الاحتلال اقتحمت مدن بيت لحم ورام الله والبيرة وطولكرم والخليل، وسط إطلاق كثيف للنيران، واعتقلت المواطنين بزعم أنهم “مطلوبون” لدى سلطات الاحتلال.

تأتي هذه الاعتداءات في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، وسط صمت دولي متواصل.

مقالات مشابهة

  • “الأورومتوسطي”: العدو الإسرائيلي يهندس التجويع والتهجير لطرد أهالي غزة جماعيًا
  • مئات المستوطنين يقتحمون مقام يوسف
  • أوروبا تحذر إسرائيل من تجويع الفلسطينيين بعد 20 شهرا من الحرب
  • طلقات تحذيرية من الجيش الإسرائيلي باتجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية
  • ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟
  • أولمرت: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة والضفة
  • الاحتلال الإسرائيلي يهجّر 8 تجمعات سكنية في الضفة الغربية
  • عقوبات بريطانية ضد دانييلا فايس وشبكة العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • جمعيات استيطانية متورّطة بإرهاب الفلسطينيين تحصل على تبرعات بالملايين
  • مستوطنون يعتدون على فلسطيني وزوجته جنوب الخليل.. والاحتلال يعتقل 15 مواطنًا بالضفة