جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-05@04:54:49 GMT

حل الدولتين يدعم محور المقاومة

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

حل الدولتين يدعم محور المقاومة

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

لا صوت يعلو اليوم على صوت "طوفان الأقصى"، هذا الطوفان الذي خلط الكثير من الأوراق السياسية في المنطقة، وخلط الكثير من قواعد الاشتباك مع العدو الصهيوني كذلك.

لا شك عندي أن جُهد معركة طوفان الأقصى يدور رحاه في أقبية المؤسسات العسكرية والمخابرات وبين جُدر مكاتب مغلقة في الشرق والغرب، وأن ما نراه ونقرأه ونسمعه على وسائل الإعلام اليوم ومن خلالها من تغطيات لطوفان الأقصى ليس سوى رأس جبل الجليد.

في المعارك والحروب المفصلية تُخاض حروب ومعارك أخرى غير مرئية ولا مُعلنة، يتحقق من خلالها انتصارات وهزائم بلا حرب بفعل المفاوضات والمقايضات لمنع هزائم كُبرى أو انتصارات كبرى كذلك، وهذا ما يدور بالتفصيل في تفاصيل ومفاصل طوفان الأقصى اليوم؛ فالزيارات المكوكية للمسؤولين الغربيين لبعضهم وللمنطقة، والاتصالات المُعلنة وغير المُعلنة، والمؤتمرات، تهدف في غالبيتها إلى تحمل هزائم وانتصارات لهذا الطرف أو ذاك ولكنها دون ضجيج وبعيدة عن صخب المعارك المسلحة، ولكنها تحمل في المقابل ما يوازي ويعادل المواجهات المسلحة على أرض المعركة.

اعتدنا من الغرب بعد كل مواجهة مع العدو الصهيوني أو بعد كل واقعة تاريخية مفصلية على ملهاة سياسية على شاكلة مؤتمر مدريد أو أوسلو والتي يُراد منها امتصاص غضب الشارع العربي، وإلهاء النظام الرسمي المُشتت في ملهاة سياسية ظاهرها رحمة وباطنها عذاب، لهذا نأت فصائل المقاومة بنفسها عن النظام الرسمي العربي- دون مواجهة معه- وبالنتيجة نأت بنفسها عن الملاهي السياسية وجوائز الترضية من الغرب منذ زمن بعيد، وتيقنت بأن الغرب لا يفهم إلا لغة القوة ولا يحترم ولا يُذعن إلا للأقوياء وأن ما أخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة.

"طوفان الأقصى" اليوم اسم على مسمى بالفعل والتفاصيل والأثر، وبالنتيجة سيُعيد إنتاج وفرز مواقف ومعطيات جديدة على الصراع الوجودي العربي الغربي عبر الكيان الصهيوني القاعدة المتقدمة للغرب واستثماره السياسي الاستراتيجي في قلب الأمة، لهذا أضم صوتي إلى أصوات من يعتقدون بأن جملة من الملفات العالقة في المنطقة لابُد أن تعرف الحل النهائي دون تسويف أو مُماطلة كالسابق، وسنتحدث هنا عن ملف حل الدولتين للخروج من الطوفان بنصف هزيمة للغرب والعدو الصهيوني، وتسويق النظام الرسمي العربي كشريك جاد للغرب في الحل، ومنح فصائل المقاومة نصف نصر، وترميم وجبر ضرر الكيان الصهيوني ومده بعمر افتراضي جديد.

حل الدولتين لمن لا يعلم هو تعريف هلامي شبيه بتعريف الأمن القومي الصهيوني والذي لا يعلم الكيان ولا الغرب ولا العرب تعريف مانع جامع له، كما إن تحجيم الكيان وتقزيمه واقتطاع جغرافية منه يتناقض مع استراتيجية الغرب واستثماره بهذا الكيان السرطاني التوسعي؛ فالكيان الصهيوني هو الكيان الوحيد في العالم والتاريخ الذي ليس له حدود معروفة!! وهذا لم يعد لغزًا أو سرًا.

حل الدولتين رفضه مؤخرًا وقبيل الطوفان تحديدًا، الصهيوني نتنياهو للأسباب أعلاه وإن لم يُصرح بذلك، فقد اعتمد على الأثر الرجعي في صلفه وعربدته والدعم السخي له من الغرب والتخاذل السخي في المقابل من النظام الرسمي العربي.

سيخضع الكيان اليوم ويقبل صاغرًا بحل الدولتين كنصف هزيمة، وفي المقابل ستقبل فصائل المقاومة بهذا الحل ولكن على شروطها، فشروط الدولة منزوعة السلاح وقبول التهجير وأن تكون دولة حامية لأمن الكيان كحال السُلطة في رام الله، ستكون من الشروط المرفوضة من قِبل فصائل المقاومة وقبل طرحها أو إقرارها على الورق؛ لأن المقاومة ستقبل بهذا الحل لتعزيز استراتيجيتها في الصراع وليس لتصفية القضية وتصفية المقاومة وتمدد الكيان وعربدته مجددًا.

ستتعامل فصائل المقاومة مع حل الدولتين من منطلق رؤيتها للقضية والصراع مع العدو، وبما يصون قوتها ومنجزاتها بتوازن الردع والوجع مع العدو أما قطوف الطوفان الأخرى فلها مساحات مقالات أخرى قادمة بإذن الله تعالى.

قبل اللقاء.. مشكلة الكيان الصهيوني أنه يقاتل الأرض، بينما فصائل المقاومة تُقاتل مع الأرض، وشتان ما بين يُقاتل الأرض ومن يُقاتل معها.

وبالشكر تدوم النعم..

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بتواطؤ أمريكي ودولي .. العدو الصهيوني يهدد مقدسات الأمة ومستقبلها وهذا ما كشفه السيد القائد

أطلق السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه اليوم، سلسلة تحذيرات قوية تجاه التواطؤ الدولي والصمت الإقليمي حيال الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي وغربي مباشر،  وتناول الخطاب قضايا محورية تمس الوجدان الإسلامي والعربي، بدءاً من الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، ومروراً بالتدمير الممنهج لقطاع غزة، وصولاً إلى الترويج للمخدرات داخل المساعدات الإنسانية 

يمانيون / تحليل / خاص

 

 الجرائم الإسرائيلية الأمريكية وغياب الرد الدولي

وصف السيد القائد يحفظه الله صمت الأنظمة والدول والمؤسسات الدولية بأنه “عار”، مؤكداً أن هذا الصمت يشجع الاحتلال على التمادي في جرائمه،  وأشار إلى أن الجرائم باتت تصل إلى مستويات ’’فضائح كبرى’’ مثل دس المخدرات في أكياس الطحين المُرسلة كمساعدات،  وهو ما يكشف عن مستوى الانحطاط الأخلاقي الذي بلغه العدو الصهيوني وشريكه في  الجريمة الولايات المتحدة الأمريكية ، ويرى السيد القائد أن عدم اتخاذ موقف عملي من قبل الأنظمة والمؤسسات الدولية ولو بمستوى الحد الأدنى،  يجعل من الصعب وقف الجرائم، بل ويدفع العدو إلى تصعيدها.

تدمير البنية التحتية الطبية واستهداف الشعب الفلسطيني

أكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي، بدعم أمريكي مباشر، قد أفرغ شمال قطاع غزة من المستشفيات، إمّا بالتدمير الكلي أو بالحصار الخانق، هذا السلوك يندرج ضمن سياسة “الإبادة البطيئة” للسكان، ويدلل على وحشية المشروع الصهيوني. وأشار السيد القائد إلى أن شحنات القنابل الأمريكية لا تزال تتدفق نحو “إسرائيل” لتغذية هذا الإجرام، مؤكداً ضلوع بريطانيا وألمانيا وفرنسا في هذا الدعم أيضاً، ليس فقط بالسلاح، بل حتى بـ”الكلاب المدربة على نهش لحوم البشر”.

الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى وخطر هدمه 

خصص السيد القائد جزءاً كبيراً من خطابه للتحذير من الخطر الداهم على المسجد الأقصى، مؤكداً أن الاقتحامات الصهيونية شبه اليومية تصب في اتجاه واضح هو تنفيذ المخطط الصهيوني لهدم الأقصى وبناء “الهيكل المزعوم”، أشار إلى أن هذه التحركات لم تعد مجرد نوايا بل تحوّلت إلى تهديدات علنية تُطلق من داخل ساحات المسجد نفسه.

وهنا يربط السيد القائد هذه التحركات الصهيونية بمخطط أكبر يستهدف جميع المقدسات الإسلامية، بما فيها المسجد الحرام والكعبة المشرفة، مؤكداً أن نجاح العدو في الأقصى سيغريه باستهداف ما تبقى من مقدسات الأمة.

التحذير من تطبيع اللامبالاة في وعي الأمة

يحذر السيد القائد حفظه الله من أن أخطر ما قد يصيب الأمة ليس فقط العدوان الخارجي، بل اللامبالاة الداخلية ،  فإن وصلت الأمة إلى حالة لا تتفاعل فيها مع المساس بمقدساتها، فإنها ستفقد حتماً رعاية الله وتأييده،  هذا التحذير يحمل بعداً روحياً واستراتيجياً في آن واحد، لأنه يُحمّل الأمة مسؤولية رد الفعل، ويعتبر التخاذل سبباً في تمادي الأعداء وتكالبهم على ما تبقى من كرامة الشعوب الإسلامية.

الأبعاد الأخلاقية والروحية للخطاب 

لم يكن الخطاب موجهاً فقط نحو الجانب السياسي أو العسكري، بل حمل طابعاً وجدانياً وأخلاقياً واضحاً، حيث ركّز على أهمية أن تظل الأمة الإسلامية حيّة الضمير، حامية لمقدساتها، ويقظة تجاه مخططات العدو،  هذه النظرة تتجاوز الأزمات اللحظية لتضع الأمة أمام سؤال مصيري: هل لا تزال قادرة على أن تغضب لما هو مقدّس؟

خاتمة 

جاء خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمثابة صرخة تحذير استراتيجية موجهة إلى الشعوب الإسلامية قبل أن تكون موجهة إلى الأنظمة.،  خطاب يحمّل الجميع مسؤولية المرحلة، ويؤكد أن التخاذل أمام الجرائم الصهيونية الأمريكية، وخصوصاً تجاه المسجد الأقصى، سيقود إلى مرحلة من الانحدار التاريخي الذي لا عودة منه،  وفي مقابل ذلك، يدعو السيد القائد  إلى موقف عملي وشامل، يستعيد للأمة كرامتها ويعيد ضبط بوصلة العداء تجاه الخطر الصهيوني-الأمريكي.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية: الخزي والعار على الكيان الصهيوني وحماته بسبب عدوانه على المدنيين الايرانيين
  • “شهداء الأقصى” تعلن قصف تجمعاً لجنود وآليات العدو الصهيوني شمال خان يونس
  • “العاصفة” تقصف خط إمداد وتموضع لجنود العدو الصهيوني شرق محور نتساريم
  • حرب الإعلام الخليجي على محور المقاومة: تضليل ممنهج أم صناعة وهمية للانتصار؟
  • حدث أمني واشتباكات عنيفة جنوبي قطاع غزة
  • قيادي بفتح: اقتراب الإعلان عن هدنة محتملة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي
  • على صفيح ساخن .. تطورات العدوان الصهيوني على غزة واستهداف محور المقاومة
  • بتواطؤ أمريكي ودولي .. العدو الصهيوني يهدد مقدسات الأمة ومستقبلها وهذا ما كشفه السيد القائد
  • “الأورومتوسطي”: الكيان الصهيوني حوّل غالبية مناطق غزة إلى أراضٍ مدمّرة غير قابلة للحياة
  • إحصائيا: هل انهيار الكيان الصهيوني مسألة وقت؟