الزوجة الجاحدة أمام محكمة الأسرة.. خلعته ومنعته من رؤية أطفاله
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
تقدم الشاب الثلاثينى إلى سلمى ليخطبها، أحس في تصرفاتها وحركاتها أنها تريد أن يعاملها بطريقة معينة، وأن يُشعرها دائمًا أنها الأفضل وأنها مشكورة جدًا لأنها قبلت الخطوبة والزواج منه، وأحست أسرة «علي» الموظف الحكومي أنها تتعالى وتتكبر عليهم، ولكنهم تغاضوا عن هذا الأمر أملًا منهم في استكمال سعادة ابنهم..
. محاكمة المتهم بتزوير المحررات الرسمية والأختام الحكومية
بعد أيام قليلة من الزواج تمادت الزوجة الشابة في طلباتها وتعاليها ومنعت زوجها من زيارة أهله وطلبت منه أن يقطع علاقته بهم، بحجة أنها يريدون أن يعيشوا في جو من السلام والراحة النفسية بعيدًا عن مشكلات الأهل وطلباتهم رغم أنها منحت الحق لأسرتها بزيارتهم ولم تقطع حبل الوداد بينهم..
كان الزوج المسكين يود أهله سرًا بعيدًا عن معرفتها ودون علمها وندما يطلبون منه أن يزوره كان يتعلل لهم دائمًا بانشغالهم في تربية طفلهمإ إلى أن جاء يوم المواجهة عندما مرض طفله وقررت أم الزوج أن تذهب للاطمئنان على حفيدها، ولكنها قبل أن تذهب اتصلت تليفونيًا بزوجة ابنها لتخبرها بمجيئها..
جاء رد الزوجة بتعالي واستهزاء على حماتها وأن الولد أصبح بحالة جيدة ولا داعي لا أن تأتي، صممت الجدة أن تذهب لرؤية حفيدها، وعندما وصلت اصطدمت بزوجة الابن الذي لم يكن موجودًا بالمنزل حينها وطالبت منها رؤية حفيدها فادعت أنه ذهب إلى الحضانة مطالبة بمنها بعرجة ألا تأتي لزيارتهم مرة أخرى..
خرجت الجدة من منزل نجلها والدموع تنهمر من على خديها وكأنها جاءت لتشحت الحب أو العطف منهم، وأثناء نزولها من على السلالم كانت عودة ابنها من العمل فاستقلها متعجبًا من نزولها دون أن يصل واستشاط غضبًا عندما رأى دموعها على خديها وطالبها بالدخول إلى منزله ولكنها رفضت لتأخرها على بيتها وعدم رغبتها في أن تحدث مشكلة بينها وبين زوجته..
فتح الزوج باب الشقة مناديًا بقوة على زوجته التي أسرعت إليه مطالبها أن تحترم والدته وأسرتها ومؤنبًا لها على فعلتها الشنعاء وأنه لولا والدته ما وصل إلى ما وصل إليه من وظيفة مرموقة وما كان تقدم لخطبتها، واشتد الخلاف بينهما عندما وقفت أمامها مُحذرًا ومتوعدًا لها لأول مرة، وطالبته بالطلاق مدعية أنه يظلمها..
رفض الزوج طلب زوجته بالطلاق حفاظًا على مستقبل أولاده، ولكنها صممت وتقدمت إلى محكمة الأسرة مطالبة بخلعها لاستحالة العشرة بينهما، لأنه أخذ موقفا ضدها عندما خيرته بينها وبين والدتته ولكنه رفض لأن أمه كل حياته، وقضت المحكمة بخلعه، وهددته خلال نظر الدعوى بعدم تمكينه من رؤية طفلى كونها تعلم مدى ارتباطه الشديد به..
نفذت الزوجة تهديدها بعدما قضت المحكمة بخلعها منه ومنعته من رؤية طفله، فأقام «علي» دعوى أمام محكمة الأسرة، ضد طليقته يطلب فيها إسقاط حضانة نجله عنها طبقا للقانون، واتهمها بحرمانه من رؤية صغيره، ونتج عن ذلك سوء حالته النفسية، وأنها تتقاعس عن تنفيذ الحكم الصادر من محكمة الأسرة بتمكينه من الرؤية مرة أسبوعيا بأحد مراكز الشباب.
وقدم محامى المدعى للمحكمة شهادة من مركز الشباب الذى سبق أن أصدرت المحكمة حكما برؤية طفله فيه، تفيد بأن المدعى عليها تتقاعس عن الحضور فى المواعيد المقررة، وبعد سماع المحكمة الشهود وتقديم محام المدعى شهادة من مركز الشباب المخصص لرؤية الأب طفله، قررت تأجيل الدعوى لدور نوفمبر المقبل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الخطوبة الزواج موظف محكمة محكمة الاسرة زواج خطوبة خلع النیابة الإداریة محکمة الأسرة من رؤیة
إقرأ أيضاً:
«ضريبة الغياب»
تسرقنا انشغالاتنا التي لا تنتهي، أو ربما لا نريد لها أن تنتهي، من أنفسنا ومن هم تحت مسؤوليتنا، فنصحو متأخرين وقد خلّفت فيهم خرابًا هائلًا لا سبيل لإصلاحه، ولن تكفي السنوات المتبقية من أعمارنا لترميمه.
تأخذنا الأعمال واللُّهاث الذي لا يهدأ وراء الحياة من أبنائنا في أعمارٍ هم فيها بحاجة ماسة إلى وجودنا، حتى نفيق ذات يوم على حالة من العجز والشلل لا يمكن وصفها إزاء ما يمكن فِعله لابن ضل الطريق، أو ابنة سقطت نفسيًا، أو لنشوب إشكال عائلي بالغ التعقيد.
انعدام وجود علاقة «صحية» مع الأبناء لا يمكن تبريره في ظل عالم مُشَرَّعة أبواب التواصل فيه مع العالم الخارجي دون أدنى رقابة؛ فما يمكن أن يوفره جهاز صغير كالهاتف النقال من مساحة غير محدودة للانفتاح، كفيل بتدمير أي منظومة أخلاقية جرى الاشتغال عليها من قِبل مؤسسات تربوية كالأسرة والمدرسة والمجتمع، فكيف إذا كان دور الأسرة بالذات مفقودًا ولا وجود له؟
تمرّ علينا مواقف كثيرة، ونسمع عن حكايات عجيبة تشهد أحداثها انحراف ابن أو ابنة كانا موضع ثقة، ليس بسبب افتقار الأسرة للإمكانات المادية وما يدور في فلكها، إنما لغياب دور الأب الغارق حتى أذنيه في مؤسسته وأعماله واهتماماته، أو لانحسار دور الأم المأخوذة بريادة الأنشطة الاجتماعية وهوس الظهور، أو الجري وراء صرعات الملابس والحقائب والأحذية و.....
قد نستغرب أن شابًا نعدّه مُتزنًا ينتمي لأسرة محافظة ينزلق إلى مستنقع إدمان المخدرات أو الكحول، أو أن شابة تتورط في علاقة منحرفة، لكن هذه الدهشة ستتبدد عندما نكتشف الهوّة التي أوجدها انصراف أحد الوالدين عن واجبه الحقيقي.
نفقد قيمة مهمة عندما لا نصل إلى مرحلة يعتبرُ فيها الوالدُ ابنَه صديقًا، ولا تعدّ الوالدةُ ابنتَها أختًا مُقرّبة.. عندما لا نكترث لتأسيس أرضية صلبة من الحوار، تقوم على الثقة المتبادلة، بعيدًا عن أجواء التهيّب وانتظار ردة الفعل.
رائعة هي العلاقة الودية التي يُؤسسها الوالدان مع أبنائهما، كونها تسمح بالحديث الشفاف، والتعبير بلا خوف عن ما اعتاد المجتمع السكوت عنه، وتقف سدًّا منيعًا دون دخول أي غريب إلى المناطق المحظور عليه دخولها، ولذلك فلا تقاليد أو أعراف أو حياء تبرر لهما الغياب عن عوالمهم.
لا حُجج تمنع الوالدين من فتح أبواب النقاش الحر، لا مبررات -مهما تكن- لأن يغرقوا في لُجّة عالم تسود فيه فوضى الأخلاق.
النقطة الأخيرة..
اعتبار الأبناء بمثابة الأصدقاء، جدير بهزيمة أي مشكلة قد تعترض طريقهم مستقبلًا، إنها وسيلة مُجربة لصناعة محاربين أشداء، لا يُخشى عليهم الانكسار عند أول هبّة ريح عابرة، أو النكوص عند أي مواجهة حاسمة أو معضلة حياتية.
عُمر العبري كاتب عُماني