قائد الجيش الثانى: مرابطون لحماية أمن مصر القومي في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
ألقى اللواء أركان حرب محمد ربيع، قائد الجيش الثاني الميداني، كلمة خلال لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشيوخ وعواقل سيناء، أثناء زيارته الموسعة اليوم لمحافظة شمال سيناء، بحضور عدد من الوزراء، ووفد من أعضاء مجلس النواب، ورؤساء الأحزاب السياسية، وعدد كبير من القيادات الإعلامية البارزة.
واستهل قائد الجيش الثاني الميداني كلمته، بالترحيب برئيس مجلس الوزراء، والوزراء، وقال: باسم الجيش الثاني الميداني أرحب بكم في إحدى قلاع العسكرية المصرية، جيش النصر أو الشهادة، جيش التضحية والفداء.
وقال اللواء محمد ربيع: لقد تربى الجيش الثاني الميداني كسائر رجال القوات المسلحة على مبادئ الوطنية والبطولة وقيم الكرامة والعزة، وضحوا بأنفسهم من أجل الوطن، عاقدين العزم على حماية أرضه ومقدرات شعبه، وتسلحوا بالإيمان والعلم والوطنية، ولا يدخر جهدا للحفاظ على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لتنفيذ أي مهام توكل إليهم لحماية أمن مصر القومي في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقيّ.
ووجه قائد الجيش الثاني الميداني حديثه لرئيس الوزراء قائلا: خلال السنوات العشر الماضية، كان الجيش الثاني الميداني مدعوما من القيادة العامة للقوات المسلحة وأفرعها الرئيسية، والقوات الخاصة، وبمشاركة العديد من أهالي سيناء ورجال الشرطة المدنية البواسل، متدرعين بالإيمان، ورابطي الجأش، وجميعهم على قلب رجل واحد، قاتلنا الإرهاب الأسود بكل قوة وشجاعة وبأس، حتى تغلبنا عليه، وتم تطهير سيناء من دنسه وبراثنه.
وأضاف اللواء محمد ربيع: وأثناء تنفيذ هؤلاء الأبطال لمهامهم القتالية تم تكليفنا بتأمين الشركات المدنية المنفذة للعديد من المشروعات التنموية ومشروعات البنية التحتية بسيناء، إضافة إلى أعمال القتال المخططة، واليوم وخلال تشريف سيادتكم لنا يستمر هؤلاء المقاتلون في تنفيذ أعمال التطهير للأرض من بقايا العبوات الناسفة التي سبق وضعها بواسطة العناصر التكفيرية؛ حتى نتمكن من حماية أرواح المواطنين وتحركاتهم وممتلكاتهم، وكذا الاستعداد لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتنمية سيناء والمصدق على تنفيذها من القيادة السياسية، والتي نحن بصدد إطلاق إشارة البدء لها اليوم.
وخلال كلمته، تقدم قائد الجيش الثاني الميداني بالتحية والتقدير لأرواح شهدائنا الأبطال والمصابين، وكل من شارك في هذه الملحمة وهذه المهمة من رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية وأبناء سيناء الشرفاء على ما قدموه من بطولات وتضحيات وفداء، والتي لولاها ما كنا هنا اليوم.
وأضاف اللواء محمد ربيع: نطمئن سيادتكم والحضور الكريم أننا مرابطون لحماية أمن مصر القومي في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي، كما أمر القائد الأعلى للقوات المسلحة وتعليمات القيادة العامة للقوات المسلحة، داعيا الله عز وجل أن يحفظ مصر، وأن يديم عليها أمنها واستقرارها، وأن تظل القوات المسلحة الدرع والسيف والحصن المنيع لمصرنا الغالية تحت قيادة السيد الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وتحيا مصر عزيزة أبيّة سالمة مرفوعة الرأس والهامة، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قائد الجيش الثاني الارهاب امن مصر رئيس الوزراء قائد الجیش الثانی المیدانی للقوات المسلحة محمد ربیع
إقرأ أيضاً:
اللواء محمد عبد القادر لـ«الأسبوع»: شعبنا وفر لقواته المسلحة أسباب النصر
يُمثل مسار اللواء محمد عبد القادر (أحد أبطال سلاح المدفعية خلال حرب السادس من أكتوبر 1973)، نموذجًا لتجربة الضابط المقاتل، المثقف التنويري في توقيت واحد، جمع بين الدور العسكري في حربي: الاستنزاف وأكتوبر، وبين الدور التوثيقي والفكري فيما بعد، بحكم مشاركته الفاعلة، بدءًا من رصد تحركات العدو، ورسم خرائط مهمة لمواقعه، وصولًا إلى عبور القناة وتدمير بطاريات المدفعية الإسرائيلية في قلب سيناء.
يجسد عبر شهادته لـ«الأسبوع»، تداخل البُعد العسكري بالبُعد الوطني والثقافي، موضحًا كيف ساهمت «روح أكتوبر» في تشكيل وعي جمعي يتجاوز حدود الجبهة إلى عمق المجتمع المصري، تجربته الثرية، التي تُزاوج بين التضحية العملية والتأمل الفكري، تجعل من سيرته سجلًا حيًا لفهم الحرب ليس كحدث عسكري بل كملحمة مصرية، ووطنية ممتدة.
منذ اللحظة الأولى لعدوان 5 يونيو 1967، كان واضحًا أن الجيش المصري لا يملك رفاهية التوقف. شرع القادة في وضع خطط متكاملة للعودة، ارتكزت على تدريبات قاسية وغير مسبوقة، بهدف بناء جيل جديد من الضباط والجنود مؤهلين علميًا وفنيًا، قادرين على التعامل مع أسلحة أكثر حداثة، والاستعداد للمعركة الفاصلة، وفق تأكيدات اللواء، محمد عبد القادر.
استمرت مرحلة الإعداد ست سنوات، شهدت مناورات مستمرة وتدريبات شديدة، رفعت الكفاءة القتالية ودمجت عناصر بشرية ومهارات حديثة. أصبح التكوين العلمي والعملي للجنود والضباط منهجيًا، حيث وفرت هذه السنوات الطويلة الأساس لروح أكتوبر والانتصار الذي جاء ثمرة جهد ميداني وشعبي متواصل.
يشدد على أن «الشعب المصري كان حجر الزاوية في هذا الاستعداد «وفر لقواته المسلحة أسباب النصر».. 6 سنوات كاملة تحمل فيها المصريون أقسى الظروف، ليمنحوا جيشهم القدرة على القتال»، خلال تلك الفترة، كان الشباب يهرع إلى الكليات العسكرية، يرفض الحياة المريحة ليحمل بندقية.. «عبد القادر»، نفسه حصل على الثانوية العامة عام 1967، لكنه اختار الكلية الحربية رغم قبوله في كلية مدنية مرموقة.
إقبال آلاف الطلاب على دفعة واحدة بالكلية الحربية عام 1967 كشف عن الروح الوطنية المتأججة بعد العدوان الإسرائيلي.. بلغ عدد المتقدمين للكلية، حينها، أكثر من 22 ألفًا.. تخرج، عبد القادر، في يوليو 1969، برتبة «ملازم»، لم يبلغ العشرين، محققًا حلمًا ظل يطارده.. ومنذ لحظة تخرجه، وجد نفسه في قلب التشكيل العسكري الأثقل بالمدفعية (عيار 155 مم)، ليبدأ تطبيق ما تعلمه.. تم إرساله إلى معهد المدفعية للحصول على تدريب مكثف، ثم عاد إلى وحدته التي كانت تستعد للتحرك نحو الجبهة بالإسماعيلية.
التقيت «أبو غزالة»في حرب الاستنزاف، لعب عبد القادر دورًا محوريًا. كان وقتها نقيبًا يقود مركز مراقبة مرتفعًا فوق مبنى الإرشاد بالإسماعيلية، يطل مباشرة على بحيرة التمساح والضفة الشرقية. رصد بدقة تفاصيل نقطة حصينة قيد الإنشاء، ورسم مخططًا هندسيًا كاملًا لها. صادف مرور قائد مدفعية الجيش الثاني آنذاك، العميد محمد عبد الحليم أبوغزالة، فاطلع على الرسم ووزعه على الجيش الثاني، ليصبح أساسًا لقصف النقطة وغيرها في حرب أكتوبر.
«أبو غزالة»، قاد مدفعية الجيش الثاني الميداني خلال حرب الاستنزاف (الإشراف على إدارة النيران الثقيلة على طول قناة السويس، مراقبة توزيع الضربات بدقة لضرب قدرة العدو تدريجيًا، تحديد احتياجات الذخيرة وحساب كثافة النيران اللازمة لتدمير النقاط الحصينة، متابعة مراكز المراقبة والاستطلاع عن قرب، تنظيم التدريب ورفع جاهزية الضباط والجنود للمهام المعقدة).
يوضح، عبد القادر، أن فترة وقف إطلاق النار، لم تكن تعني التوقف عن العمل والجاهزية القتالية، بل كانت كل دقيقة تسجل، كل حركة للعدو توثق، ثم تحلل على مستويات القيادة.. إحدى الدوريات الإسرائيلية كانت تمر يوميًا بذات التوقيت والمسار، ومع المتابعة الدقيقة تمكن من رسم خط سيرها على الخرائط، وهو ما استُخدم لاحقًا في إدارة النيران.
الاسترخاء الخادعيقول اللواء محمد عبد القادر: قبل السادس من أكتوبر 1973 بيوم واحد، كانت الأوامر تقضي بالاسترخاء، لكن الاسترخاء لم يكن إلا خدعة ضرورية.. استغل الضباط الوقت في مراجعة الخرائط، وخطط الإخلاء، وتجهيز الأسلحة والذخيرة، والتأكد من تفاصيل العبور.. لم يعرف أحد ساعة الصفر، لكن الجميع كان مدربًا على موقعه المحدد.تلك الليلة أخيرًا نام عبد القادر، بعد أرق طويل.
في ظهيرة يوم السادس من أكتوبر، يقول عبد القادر، وصلتني ورقة صغيرة كُتب عليها: «سعت س 1405».. أي أن عبور قناة السويس سيبدأ عند الثانية وخمس دقائق.. مع أول قذيفة مدفعية دوى صوت يفوق الرعد، ثم امتلأت السماء بالطائرات المصرية من كل الطرازات القتالية والقاذفة المتاحة.. كان على، عبد القادر، أن يقود جنوده إلى الموقع المحدد لهم (جنوب كوبري الفردان).. قطعوا كيلومترين بحمولة ثقيلة، من أجهزة لاسلكية إلى أدوات ملاحظة وذخيرة، قبل أن يصلوا.
بدأت موجة المهندسين العسكريين أولًا لإزالة الموانع، تلاها عبور الموجة الثانية، حيث كان، عبد القادر، مع جنوده.. وصلت القوارب إلى الضفة الشرقية في خمس دقائق، بدلًا من سبع كما في التدريبات.. هناك قفز عبد القادر قبل أن يرسو القارب، ليفي بقسمه أن يكون أول من يضع قدمه على أرض سيناء.. يقول: «دموعي انهمرت، وأنا أستعيد سنوات التعب وزملاء استشهدوا».
الإرادة «السر»يحكي، عبد القادر، أن الجنود حملوا أوزانًا مرهقة، جندي الإشارة وحده كان يحمل جهازًا يزن 18 كيلوجرامًا وأربع بطاريات وسلاحًا شخصيًا.. رجال المدفعية حملوا قواعد يتجاوز وزنها 30 كيلوجرامًا، ومع ذلك اجتازوا الساتر الترابي وصعدوا «السر لم يكن في المعدات بل في الإرادة، التي حولت التدريب الشاق إلى إنجاز ميداني في لحظة العبور»، على حد وصفه.
في الليلة الأولى تمكن عبد القادر من تدمير بطارية مدفعية إسرائيلية باستخدام حسابات ميدانية اعتمدت على البوصلة وسرعة الصوت. بعد أيام، في 12 أكتوبر، خاض قتالًا متلاحمًا بالسلاح الأبيض ضد دورية معادية فقتل ضابطًا إسرائيليًا، وفي 16 أكتوبر تعامل مع وحدته في نطاق موقع «تبة الشجرة»، موجّهًا النيران نحو تجمع مدرعات معادٍ كان يعطل تقدم قوات مشاة مصرية.
حين صدر قرار وقف إطلاق النار في 24 أكتوبر، واصل، عبد القادر، ومن معه، تمركزهم في مواقعهم حتى نهاية الشهر.. كانوا يعيدون تنظيم الدفاعات، يحسنون التجهيزات الهندسية، يكملون الذخائر والإمدادات، وعندما جاء عيد الفطر، ومعه أصوات الأغاني الوطنية التي سجلها الفنانون في وقت قياسي، كانت كلماتهم تلتحم بالجنود، فترفع الروح المعنوية إلى الذروة، وفق تأكيداته لـ«الأسبوع».
يقول، عبد القادر، إن «عبور القناة عائدًا إلى الغرب كان لحظة مختلفة.. فوق جسور المهندسين شعر بمزيج من الفخر والنشوة، بثمار الجهد المشترك بين الشعب والجيش.. كانت «روح أكتوبر» تتجسد في كل تفصيلة، من التضحيات اليومية التي قدمها المصريون، إلى الأغاني التي غناها عبد الحليم وأم كلثوم دعمًا للمعركة. إنها ملحمة وطنية تجاوزت الميدان إلى المجتمع بأسره.
رسائل الأديبيوجه، عبد القادر، رسالته لشباب مصر «الوطن باقٍ، والأعمار زائلة»، يذكّرهم أنه كان في الرابعة والعشرين، مسئولًا عن مدافع وذخيرة وأرواح 114 مقاتلا مصريا.. يدعوهم لنبذ الشائعات والخلافات، ولتحمل مسئولية البناء بجد واجتهاد.. يحذرهم من الانسياق وراء شعارات فارغة، ويحثهم على أن تكون مصر هدفهم الأول والأخير، فهي لا يحميها إلا أبناؤها.
يفرق بين «أدب الحرب» و«أدب المقاومة»، الأول يعكس التجربة الإنسانية العامة في الحروب، بما تحمله من صراع وضياع وأمل، بينما الثاني يرتبط مباشرة بالتحرر الوطني ومواجهة الاحتلال.. أدب المقاومة رسالة أخلاقية وسياسية، يحشد الإرادة الشعبية ويصون الهوية. أكتوبر كان نموذجًا حيًا، إذ تلاحمت الجبهة العسكرية مع الجبهة الثقافية والفنية.
يستشهد عبد القادر بروح أكتوبر التي خففت من الجريمة ورفعت التماسك الاجتماعي. في الذكرى الـ52 للانتصار العظيم، يبعث، عبد القادر، بتحية إلى القيادة والشعب.. يدعو الله أن يوفق الرئيس عبد الفتاح السيسي في قيادة الوطن نحو تنمية أوسع وخير يعم الجميع.. ويؤكد أن مصر ستبقى محروسة بإرادة الله وعزيمة أبنائها، تمامًا كما كانت في أكتوبر، حين حولت الهزيمة إلى نصر خالد في وجدان الأمة.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري يكشف تفاصيل احتفالية الشعب المصري بالذكرى 51 لنصر اكتوبر
49 عاما على نصر اكتوبر 1973.. رئيس استطلاع المدفعية: القوات المصرية استطاعت تدمير الحاجز الترابي والتحصيات التي خلفه
المركز الدولي للكتاب يحتفل بذكرى نصر اكتوبر