أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أن مواجهة تحديات العمل المناخي والتنموي في الدول العربية يتطلب تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري، ووضع السياسات والتشريعات والترتيبات المؤسسية المحفزة لتنفيذ مشروعات المناخ والتنمية.

جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الثالث لمنتدى البحوث الاقتصادية تحت عنوان "اقتصادات مجلس التعاون الخليجي في عصر التحول في قطاع الطاقة" الذي ينظمه مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية بالعاصمة السعودية الرياض، وذلك في جلسة شارك فيها الدكتور إبراهيم البدوي، مدير عام منتدى البحوث الاقتصادية، وعدد من خبراء الاقتصاد والأكاديميين وممثلي الحكومات والشركات من دول مجلس التعاون الخليجي.

محمود محي الدين: الاستدامة وارتباطها بالتحول الرقمي من أولوياتنا ضمن رؤية مصر 2023

وقال محيي الدين إن الوضع الاقتصادي للدول العربية تأثر بالأزمات العالمية والإقليمية المتلاحقة، فضلًا عن تحديات التغيرات الديموغرافية والتحول الحضري وتغير المناخ وتقلبات الاقتصاد العالمي والتطور التكنولوجي المتسارع، إلى جانب الاضطرابات الجيوسياسية وآخرها الأحداث المؤسفة التي يشهدها قطاع غزة والتي تمثل تهديدًا مستمرًا للاستقرار والتنمية في المنطقة.

وأفاد محيي الدين بأن المجتمع الدولي بشكل عام، بما في ذلك المنطقة العربية، في حاجة لتعزيز الجهود لإعادة أهداف التنمية المستدامة لمساراتها الصحيحة، وهو ما يستلزم مزيدًا من الاستثمار في رأس المال البشري، ودعم خدمات الصحة والتعليم والتوظيف، وتنفيذ خطط التنوع الاقتصادي والإصلاحات المالية، مؤكدًا أن تحقيق التنمية هو تحقيق للاستقرار في مختلف المجتمعات والدول ومناطق العالم.

ونوه محيي الدين عن التأثير السلبي لتغير المناخ على المنطقة العربية على وجه الخصوص، والتي تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة يتجاوز متوسطه متوسط الاحترار على مستوى العالم، موضحًا أن تغير المناخ يؤثر بالسلب على الاقتصاد والقطاع المالي كما يزيد من المخاطر التي تؤثر على الناتج المحلي الإجمالي للدول.

وأوضح محيي الدين أن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ أكد أن العمل التنموي والعمل المناخي كل لا يتجزأ، وأن تمويل مشروعات المناخ هو تمويل للتنمية، كما تناول المؤتمر ملف تمويل العمل المناخي بصورة شاملة مؤكدًا على ضرورة حشد التمويل من مصادره العامة والخاصة والمحلية والخارجية، كما شدد على أن علاج أزمة تمويل العمل المناخي والتنموي لا يجب أن يفاقم أزمة الديون في الدول النامية والاقتصادات الناشئة.

وقال رائد المناخ إن مصر نجحت خلال المؤتمر في إعادة التوازن للعمل المناخي المنصوص عليه في اتفاق باريس من خلال تدشين صندوق الخسائر والأضرار، ووضع ملف التكيف مع تغير المناخ على خريطة العمل المناخي العالمي من خلال إطلاق أجندة شرم الشيخ للتكيف التي تشمل مجالات عمل رئيسية تحقق أهداف المناخ والتنمية وهي الغذاء والزراعة، والمياه والطبيعة، والسواحل والمحيطات، والمستوطنات البشرية، والبنى التحتية، مشيرًا في هذا السياق إلى الأهمية الكبيرة لأجندة شرم الشيخ للتكيف بالنسبة للدول والمجتمعات العربية.

وأضاف أن مؤتمر شرم الشيخ ركز على تعزيز البعدين الإقليمي والمحلي للعمل المناخي من خلال إطلاق مبادرتين رائدتين هما مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة، التي أطلقتها الرئاسة المصرية للمؤتمر بالتعاون مع اللجان الاقتصادية الإقليمية التابعة للأمم المتحدة ورواد المناخ، والتي استهدفت إيجاد مشروعات مناخية وتنموية قابلة للاستثمار والتمويل والتنفيذ.

أما المبادرة الثانية، بحسب محيي الدين،  فهي المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية التي أطلقتها الحكومة المصرية وتحظى برعاية مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتم تنفيذها وفق إطار تنظيمي وضعه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، موضحًا أن المبادرة نجحت في زيادة الوعي بقضايا المناخ والتنمية، وساهمت في رسم خارطة استثمار في جميع المحافظات من خلال عدد كبير من المشروعات التي تعتمد على الاستدامة والتكنولوجيا.

وأكد محيي الدين أن تنفيذ العمل المناخي يستلزم حشد تمويل قدره ٢,٤ تريليون دولار سنويًا، منها ١,٤ تريليون دولار يجب جمعها من مصادر التمويل المحلية، موضحًا أن سد فجوة تمويل العمل المناخي تستلزم تنفيذ آليات التمويل المبتكر، ومبادلة الديون بالاستثمار في الطبيعة والمناخ، وإنشاء أسواق الكربون في الدول النامية على غرار مبادرة أسواق الكربون الأفريقية التي تم إطلاقها خلال مؤتمر شرم الشيخ، فضلًا عن ضرورة إصلاح مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف بما يعزز من رؤوس أموالها، وتبنيها سياسات أكثر فاعلية للتمويل الميسر.

وأفاد محيي الدين بأن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين سيعمل على تعزيز جهود خفض الانبعاثات الكربونية من خلال تسريع عملية التحول العادل في قطاع الطاقة التي تشمل التخارج من الوقود الأحفوري والاستثمار في الطاقة المتجددة مع مراعاة الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذا التحول، كما سيعمل المؤتمر على وضع الطبيعة في قلب العمل المناخي، وحشد المزيد من الأطراف للعمل المناخي بحيث يكون أكثر شمولًا، فضلاً عن عرض نتائج عملية تقييم العالمية لتنفيذ اتفاق باريس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور محمود محي الدين اخبار مصر الأمم المتحدة العمل المناخي العمل المناخی محیی الدین شرم الشیخ من خلال

إقرأ أيضاً:

"جهاز الرقابة" يحصد إنجازًا دوليًا مع إدراج نافذة الشكاوى ضمن التجارب العربية المتميزة في التحول الرقمي

مسقط- الرؤية

 

أعلنت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، إدراج نافذة الشكاوى والبلاغات والتي يتيحها جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة ضمن أفضل التجارب العربية المتميزة في مشروع ENACT التابع للجنة الأممية.

ويسعى هذا المشروع إلى تسريع الاستفادة من التكنولوجيا والابتكار لرفع مستوى العمليات في المؤسسات العامة العربية من خلال جمع دراسات ناجحة ومتميزة من مختلف الدول العربية بشأن التقنيات المبتكرة والمبادرات المعمول بها لتطوير وتحسين الخدمات الحكومية. وجرى إدراج النافذة من بين 60 مبادرة متميزة من 12 دولة عربية؛ وذلك ضمن مجموعة المبادرات في "البوابة العربية للحكومة المفتوحة والابتكار" الخاصة بلجنة الإسكوا.

وفي إطار سعي جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة لمواكبة عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي لتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040" وتحقيق الهدف الـ16 من خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والذي يدعو إلى السلام والعدل والمؤسسات القوية؛ فقد حرص الجهاز في تطوير الخدمة التي يقدمها من خلال النافذة وتحسينها عبر الموقع الالكتروني للجهاز والهواتف الذكية باللغتين العربية والانجليزية لتحقيق التواصل الفعال مع المجتمع، وتعزيز مبدأ الشراكة في حماية المال العام وضمان جودة الأداء بما يواكب متطلبات التحول الرقمي والتكنولوجيا.

وتساهم النافذة في تعزيز التواصل المجتمعي وتلقي مختلف الشكاوى والبلاغات المرتبطة بالمخالفات الإدارية والمالية والتجاوزات التي قد تقع على المال العام وعلى إثرها يتعامل الجهاز بمهنية عالية مع كل ما يرد اليه من خلال النافذة.

يُشار إلى أن النافذة قد حازت على جائزة الأمم المتحدة للخدمات العامة في فئة منع ومكافحة الفساد في عام 2013؛ وهو ما يعكس الجهود المبذولة للجهاز في حماية المال العام، إضافة إلى أن النافذة جرى تطويرها مؤخرا حيث تم فصل تقديم الشكاوى عن تقديم البلاغات؛ مما يمنح مرونة وسرية اكبر للمبلغين، وإضافة ميزة OTP والرقم المرجعي الخاص بالشكوى، ويعمل الجهاز باستمرار على تحسين وتطوير النافذة لإضافة خاصية (روبوت الدردشة CHATBOT"؛ لتعزيز جسور التواصل مع المجتمع.

مقالات مشابهة

  • "جهاز الرقابة" يحصد إنجازًا دوليًا مع إدراج نافذة الشكاوى ضمن التجارب العربية المتميزة في التحول الرقمي
  • «الوزراء»: عدد المهاجرين بسبب المناخ سيصل 40 مليون في جنوب آسيا بحلول 2050
  • «طه»: الاستثمار في العنصر البشري والتعاون الدولي ركيزتان لمواجهة الأزمات الصحية بفعالية
  • إدراجُ نافذة الشكاوى والبلاغات بجهاز الرقابة ضمن أفضل التجارب العربية بـ «الإسكوا»
  • تعاون استراتيجي بين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ومجموعة g7+ ومعهد التنمية الخارجية البريطاني
  • وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الأول للجنة تسيير مشروع تحويل الأنظمة المالية
  • بنك مسقط.. مسيرة من النجاح والريادة وداعم أساسي لتطوير وتنمية الموارد البشريّة
  • وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الأول للجنة تسيير مشروع تحويل الأنظمة المالية المتعلقة بالمناخ
  • العور: الاستثمار في الإنسان أهم وأسمى الاستثمارات بالإمارات
  • بنك مسقط .. مسيرة من النجاح والريادة وداعم أساسي في تطوير وتنمية الموارد البشريّة