أمة عربية نائمة.. ومجتمع دولى متآمر
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
حتى كتابة هذه السطور، ومازال المجتمع الدولى يقف متفرجًا على ما يحدث من إبادة جماعية للشعب الفلسطينى، والتى تشمل مذابح ومجازر للمدنيين وحتى المستشفيات التى تحولت إلى مقابر جماعية لهذا الشعب الأعزل الذى يواجه كوارث لم تشهدها البشرية من ذى قبل وتعدت مذابح المغول والتتار ومن على شاكلتهم.
والغريب فى الأمر أن المجتمع الدولى بحكامه يصرون على تدمير فلسطين بهذا الشكل المزرى، فى حين أن كل الشعوب العالمية ترفض ذلك، ولم يرضخ الحكام لمطالب الشعوب فى ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية.
مجلس الأمن يفشل فى اتخاذ قرار وقف الحرب، والمجتمع الدولى ودن من عجين وأخرى من طين، ويخطئ من يتصور أن هذه التصرفات البشعة من الممكن أن يكون لها تأثير على الشعب الفلسطينى، فهذا الشعب المناضل الصبور لا يمكن أبدًا أن يتخلى عن قضيته وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس. المتابع للأحداث يعلم أن المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة لا يتخاذل فقط بالنسبة لفلسطين، وإنما حكام هذا المجتمع يخونون شعوبهم، وستظل اللعنات تطاردهم أبد الدهر، لتخاذلهم عن المذابح التى تتم للشعب الفلسطينى، فالمظاهرات العارمة التى تجتاح العالم الآن لنصرة الفلسطينيين، دليل قاطع على أن حكام المجتمع الدولى خائنون لشعوبهم، وتكشف عن حقيقة مُرة وهى تراخيهم عن وقف حرب الإبادة التى تتم ضد شعب أعزل.
مصر الدولة الوحيدة فى العالم التى لها مواقف ثابتة لا تتغير ولها رؤية شاملة تعتمد بالدرجة الأولى على السلام الشامل والعادل وتؤمن بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وعقيدة مصر فى هذا الأمر تعنى أن القاهرة تريد إحلال السلام بالمنطقة إقليميًا وعالميًا، وتسعى بكل السبل لوقف الحرب البشعة، وتقليل رقعة الصراع الدائر فى المنطقة، وهذا الموقف المصرى واضح جدًا، ولا يرقى إليه أى موقف عربى آخر، وإن كان من الضرورى والمهم جدًا أن تتوحد إرادة الأمة العربية فى هذا الشأن، ويوم دعت القاهرة لمؤتمر السلام الذى حضرته حوالى إحدى وثلاثين دولة وثلاث منظمات دولية، كان بمثابة إعلاء راية السلام والتصدى لكل المخططات التى يسعى إليها الغرب من أجل إصابة المنطقة العربية بالكوارث!.. والسؤال هنا هل يتوقع العرب المتخاذلون أن ينجوا بأنفسهم من هذه الكوارث؟!.. الإجابة أن مخططات التآمر لا تفرق بين دولة وأخرى ضمن الرقعة العربية، وليس ما يحدث فى دول عربية ببعيد، فهناك العراق وسوريا وليبيا واليمن، دخلوا دوامات الصراعات والتقسيم وهذا هو المطلوب الذى يخطط له الغرب وأمريكا.. لا ينجو من مقصلة التآمر سوى توحيد العرب صفًا واحدًا وهناك أمر غريب جدًا أن تطلب فلسطين عقد قمة عربية، ويتحدد لها موعد بعيد فماذا يشغل الأمة العربية أهم من ضياع فلسطين؟!
لقد آن الأوان للدول العربية وخاصة الخليجية أن تكون صفًا واحدًا فى وجه المجتمع الدولى والولايات المتحدة، ولدى العرب ما يستطيعون به التصدى لكل المؤامرات الدنيئة، والتشرذم هو فى حد ذاته صناعة غربية أمريكية!.. ولولا الموقف المصرى الصريح والواضح فى الحرب الإسرائيلية لنجحت مخططات التآمر، والذين يتصورون من الحكام العرب أنهم ناجون بأنفسهم فى حالة التشرذم واهمون، فالمجتمع الدولى لهم جميعًا بالمرصاد، ولا يصح أبدًا سوى التوحد فى جبهة صلبة قوية لدحض كل مخططات التآمر.
وأعتقد أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد كشفت النوايا الحقيقية لما يتم التخطيط له.. فهل تفيق أمة العرب من هذه الغفوة التى طالت؟! وهل يرتدع المجتمع الدولى عما يفعل من سياسة الكيل بمكيالين، ويقف متفرجًا على إبادة شعب، ويتلذذ ببحور الدماء التى تسيل؟!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: للشعب الفلسطيني القدس الشرقية المجتمع الدولى
إقرأ أيضاً:
حين يتحول الضابط إلى خلية نائمة: ماذا تقول لنا قضية أمجد خالد؟
في الحروب الكلاسيكية، كان العدو واضحًا. تقرأ وجهه في الخنادق، وتصوّب بندقيتك نحو صوته.
أما في حروب اليوم، فالعدو بلا وجه. يتحرّك بيننا، يوقّع محاضر الاجتماعات معنا، ويصافحنا وهو يخفي مسدسًا في جيبه.
الإعلان الذي خرجت به اللجنة الأمنية العليا في عدن لم يكن مجرد كشف عن خلية إرهابية، بل كان كشفًا عن واقع أخطر: أن الجبهة لم تعد هناك، بل هنا… في الداخل، في المدن التي نظنها آمنة، وفي المؤسسات التي نثق بها.
الخلية التي تم تفكيكها، وفقًا لما أُعلن، تنشط في تعز، ومرتبطة بثلاث قوى كبرى في مشهد الإرهاب: الحوثي، القاعدة، وداعش. ثلاث رايات تبدو متنازعة، لكنها تلتقي في الغرض: زعزعة ما تبقى من بنية الدولة، وإسقاط المناطق المحررة من داخلها.
على رأس الخلية يقف اسمٌ لافت: أمجد خالد، القائد السابق لما كان يُعرف بـ«لواء النقل». رجلٌ خرج من رحم المؤسسة العسكرية، ليقود لاحقًا شبكة تتهمها الدولة باغتيال مسؤولين أمميين، كـ مؤيد حميدي، وتفجير موكب محافظ عدن، والتخطيط لانهيار أمني في عمق المحافظات.
لم تكن الخلية تسكن الكهوف، بل الأحياء.
لم تكن ترتدي السواد، بل الأزياء الرسمية.
تتنقل بحرية، وتزرع العبوات، وتُوثّق العمليات بالصوت والصورة، وكأنها ترسل تقارير استخباراتية لا مجرد رسائل تهديد.
لكن ما يجب أن نتوقف عنده ليس حجم العملية فحسب، بل سؤال أعمق:
كيف نمت هذه الخلايا داخل المدن المحررة؟ ومن حماها؟ ومن صمت؟
إنّ ما فعلته اللجنة الأمنية خطوة مهمة، لكنها لا تكفي. فالمعركة الحقيقية لا تُخاض فقط بالبيانات ولا بالقبضات الأمنية.
الخطر لن يُهزم ما لم نستعد المعنى الأصلي لكلمة «وطن»؛ أن يكون شعورًا يوميًّا بالانتماء، لا يمرّره المال، ولا يُخترقه الخوف، ولا تُربكه الولاءات الصغيرة.
العدو، هذه المرة، لا يقف خلف المتاريس…
بل قد يكون على مقاعد الاجتماعات.
لا يزأر… بل يبتسم.
وبينما نغفو… يكتب فصول الانهيار بهدوء.
من صفحة الكاتب على منصة إكس