سلطت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية الضوء على الأسباب التي تجعل دولا مثل مصر والمملكة الأردنية ترفضان استقبال الفلسطينيين الذين يبحثون عن أي ملجأ للهروب من القصف الإسرائيلي المستعر والمستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، مؤكدة أن البعض يتساءل عن أسباب موقف القاهرة وعمّان.

ومنذ بدء الأحداث في غزة في السابع من أكتوبر الماضي خرجت كثير من التصريحات الرسمية وغير الرسمية داخل إسرائيل وفي بعض الأوساط الغربية تدعو إلى نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء في مصر حتى تنتهي إسرائيل من عملياتها ضد الإرهاب المزعوم.

رفض مصري أردني لتهجير الفلسطينيين

وتقول الصحيفة الأمريكية إن كلا من مصر والأردن رفضتا بالفعل فكرة التهجير، وأدلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بأشد تصريحاته حين قال إن الحملة العسكرية الإسرائيلية لا تهدف فقط إلى قتال حماس والمقاومة التي تحكم قطاع غزة، ولكنها أيضا محاولة لدفع السكان المدنيين إلى الهجرة إلى مصر وحذر من أن هذا قد يدمر السلام في المنطقة.

كما أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كان وجه رسالة مماثلة لما صرح به الرئيس السيسي حين قال إنه «لا لاجئون في الأردن، ولا لاجئون في مصر»، وهو الموقف الذي ارتبط بالأساس بالقناعات المصرية – الأردنية المشتركة بأن التهجير يعني تصفية القضية الفلسطينية وهو الأمر الذي رفض بشكل قاطع.

مخاوف القضاء على القضية الفلسطينية

وكانت الفلسفة المصرية الأردنية من هذا الرفض تتمحور حول أن التاريخ يقول إن الفلسطينيين حين يتم تهجيرهم لن يعودوا مرة أخرى، ومن ثم فإننا أمام مرحلة جديدة من تصفية القضية الفلسطينية.

ونقل تقرير لوس أنجلوس عن إتش إيه هيلير الزميل المشارك أول في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي قوله إن كل السوابق التاريخية تشير إلى حقيقة أنه عندما يضطر الفلسطينيون إلى مغادرة الأراضي الفلسطينية، لا يُسمح لهم بالعودة مرة أخرى.

وتشير الصحيفة إلى أن صعود الأحزاب اليمينية الإسرائيلية المتطرفة في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زاد المخاوف لدى الدول العربية، كون هؤلاء يتحدثون بشكل إيجابي عن إبادة الفلسطينيين.

وأوضحت الصحيفة أن جذور الرفض العربي ترجع إلى القلق من أن إسرائيل تريد فرض طرد دائم للفلسطينيين إلى بلدانهم وإلغاء المطالب الفلسطينية بإقامة دولتهم. وهو نفسه ما حذر منه الرئيس السيسي حين قال إن تهجير هؤلاء قد يؤدي إلى خطر جلب المتشددين إلى سيناء، حيث قد يشنون هجمات على إسرائيل، ما يعرض معاهدة السلام الموقعة بين البلدين منذ 40 عاما للخطر.

وينقل التقرير كذلك عن ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية قوله إن عدم وضوح إسرائيل فيما يتعلق بنواياها في غزة وإجلاء السكان يمثل في حد ذاته مشكلة، وهذا الارتباك يغذي المخاوف في المنطقة، مضيفا أن «السلام الذي حققناه سيختفي من أيدينا، كل ذلك من أجل فكرة القضاء على القضية الفلسطينية».

الفلسطينيون أنفسهم يرفضون التهجير

في هذا السياق، يقول الدكتور ماهر صافي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، في تصريحات لـ«الوطن»، إن موقف مصر بشأن رفض تهجير الفلسطينيين يعبر عن كل الفلسطينيين الذين يتمسكون بأرضهم ويرفضون مغادرتها حتى لو دكت المنازل فوق رؤوسهم.

وأضاف «صافي» أن مسألة التهجير هي مرادف لما سمي من قبل بالوطن البديل، الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وهي خطة قديمة، لكن غير مقبولة على الإطلاق، ونحن نثمن موقفي القاهرة وعمّان الرافض لتهجير الفلسطينيين، لأن إسرائيل تريد بكل وضوح تصفية القضية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة تهجير الفلسطينيين مصر وفلسطين تصفية القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة تصفیة القضیة

إقرأ أيضاً:

مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر قادرة على التواصل بجميع الأطراف لحل القضية الفلسطينية

أكد السفير يوسف الشرقاوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي نجحت في وضع الأسس لمعالجة القضية الفلسطينية، وذلك منذ مؤتمر القاهرة للسلام المنعقد في أكتوبر 2023.

ماكرون: فرنسا ستعمل مع الشركاء لتنفيذ مراحل اتفاق غزة رئيس الوزراء البريطاني: نؤكد ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة

وقال  مساعد وزير الخارجية الأسبق، خلال لقاء له عبر فضائية “سي بي سي”، أن مصر كان لديها القدرة على التواصل مع جميع الأطراف على الرغم من التناقضات في مواقف الكثير من الدول، مما ساهم في خلق إطار لإنهاء الحرب.

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق،أن مصر قد نجحت في تحقيق الأسس التي انطلقت بها في إطار دبلوماسية استباقية.

مقالات مشابهة

  • أمير قطر: سعداء بنتائج قمة شرم الشيخ ونأمل بتوافقات تدعم حل القضية الفلسطينية
  • تقرير أمريكي: القوة الحقيقية لفلسطين في صمود المقاومة المسلحة وليس المفاوضات
  • العدل: قمة شرم الشيخ نقطة تحول مفصلية في التعامل مع أزمة القضية الفلسطينية ومستقبل المنطقة
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر قادرة على التواصل بجميع الأطراف لحل القضية الفلسطينية
  • تقرير بريطاني: اليمن اظهر موقف قوة باجبار إسرائيل تنفيذ الاتفاق
  • مظاهرات حاشدة في عدة مدن مغربية لدعم القضية الفلسطينية
  • أمين سر حركة فتح: مصر لعبت دورا حيويا في دعم القضية الفلسطينية
  • مكانة القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر
  • الشيخ خالد الجندي: الرئيس السيسي حمى القضية الفلسطينية ومنع التهجير
  • لميس الحديدي: مصر الرقم الصعب الذي أحبط مخطط التهجير في معادلة القضية الفلسطينية