قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم إنه لا يخفى على أحد ما يمر به العالم من اختلاط في المفاهيم، ومنها قيمة الوطن، وما تبعه من محاولات لزعزعة الثقة بالدولة الوطنية، متوهمة أنه لا قيمة ولا فائدة لهذه الدولة ما دام الإنسان ينتمي إلى دين.

الدفاع عن الوطن

وأضاف المفتي، أن الاعتقاد بأن الوطن مجرد حفنة من التراب لا قيمة لها هو تغييب للأجيال وإبعاد للناس عن جزء مهم من شعورهم الإنساني الغريزي الذي يحملهم على حب أوطانهم والدفاع عن بلادهم، وأنَّى لهم أن يضادوا الفطرة والغريزة بهذه الأكاذيب والأوهام!

وتساءل فضيلة المفتي: «كيف يفسر هؤلاء موقف النبي صلى الله عليه وسلم ودفاعه عن المدينة وحفر خندق حولها؟ ألا يُعد هذا دفاعًا عن الوطن؟ الحفاظ على الأوطان من أهم السبل لتحقيق مقاصد الله الكلية، التي جاء الشرع للحفاظ عليها».

وأكد مفتي الجمهورية أن دعوات فصل محبة الدين عن محبة الوطن هي دعوات خارجة عن صحيح الدين، وأن إقامة شعائر الدين وتحقيق معانيه ومبادئه وقِيَمِه لا ترتفع دون وطن قوي ثابت وراسخ، مشددًا على أن حب الوطن ودعمه وانتماء أبنائه إليه من حقائق الإيمان، أما الوطن الضعيف المضطرب فإنه يحل فيه الخراب والفتنة وتختفي منه شعائر الدين ومبادئه.

وأشار إلى أنه لا فرق بين قيمة حب الوطن وقيمة حب الدين، ولا تعارض بينهما بل هما متجذران في أعماق النفس البشرية، وحب الوطن والدين دوائر ليست متقاطعة بل دوائر متكاملة، والدين يحث على حب الوطن والدفاع عنه.

الحفاظ على الدولة الوطنية واجب شرعي

وشدد على أن الحفاظ على الوطن والدولة الوطنية واجب شرعي ومقدس ولذا علينا الوقوف بإجلال وإرسال رسالة تحية وتعظيم للرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكل أفراد الجيش والشرطة.

وأوضح المفتي أننا نحن المصريين لن نفرط في حبة رمل واحدة من أرضنا، وهي عقيدة راسخة عند الشعب المصري على مر العصور سواء كانوا حكامًا أو جنودًا أو شعبًا.

رسالة إلى الشعب الفلسطيني

وتوجَّه فضيلته بالتحية والتقدير والثناء للشعب الفلسطيني الصامد الأبيِّ على موقفه الصامد ورفضه التهجير من أرضه بأي وضع من الأوضاع قائلًا: «اصبروا وصابروا ورابطوا فأنتم على الحق ولا تقبلوا تحت أي مبرر ترك الأرض، فتركها انسلاخ عن الهوية والذات، عليكم البقاء، أبشروا فإن شهداءكم في الجنة، والنصر بعد الصبر ولا تحزنوا ولا تيأسوا، فالرسول انتصر بعد الصبر».

وأكَّد مفتي الجمهورية أن للشهيد فضلًا كبيرًا لا يُقاربه فضل؛ فإن له الشفاعة في سبعين من أقاربه، كما جاء في السنن عن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ -وذكر منها: وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ».

وقف الاعتداءات البشعة على الفلسطينيين

وطالب مفتي الجمهورية عقلاء العالم والمجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته المعتبرة، أن يتدخلوا بشكل فوري وحازم لوقف الاعتداءات البشعة على الفلسطينيين والمنشآت المدنية، ووضع حد للعقاب الجماعي الذي يمارسه هذا الكيان المحتل تجاه أهالي غزة.

التبرع لأهل غزة

وعن حكم التبرع لأهل غزة، قال: «يجوز التبرع ونقل أموال الزكاة والصدقات لأهل غزة ولكن عن طريق القنوات الرسمية والقانونية والمعتمدة، وهذا الدعم ليس من باب التفضل والمنة ولكن من حقوقهم علينا انطلاقًا من واجبنا الإنساني والوطني.

واختتم المفتي حواره بتوجيه رسالة للقوات المسلحة المصرية الشامخة وللشرطة المصرية الباسلة قائلًا: «إن ما تقوم به قواتنا المسلحة الشامخة، وشرطتنا الباسلة هو من الواجبات الشرعية التي تحمي بها العِرض والوطن والدين، وهي تمثل حائط صد منيعًا لحماية الوطن، وأن ما تقوم به من صميم الدين وصميم مقاصد الشريعة فالتاريخ يسجل لكم بحروف من نور جهودكم، أنتم على الحق، لأنكم تخوضون معركة فاصلة وحاسمة في تحقيق الأمن والأمان، ويكفي شهادة الرسول الكريم لكم بأنكم خير أجناد الأرض».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المفتي دار الافتاء غزة فلسطين الوطن مصر مفتی الجمهوریة حب الوطن

إقرأ أيضاً:

حراك إسقاط الحكومة يُلوّح بالتصعيد: النفس طويلة بعون الله اصبروا… فالآتي أعظم

???? ليبيا – حراك سوق الجمعة يُلوّح بتصعيد شامل: “اصبروا… فالآتي أعظم”

???? مروان: لن نتراجع حتى إسقاط حكومة الفساد والتمكين لانتخابات وطنية ????
أكد الناطق باسم حراك سوق الجمعة والنواحي الأربعة، أبو بكر مروان، استمرار الحراك الشعبي الرافض لحكومة عبد الحميد الدبيبة، مشيرًا إلى أن التصعيد قادم ما لم تُلبى المطالب، حتى الوصول إلى عصيان مدني شامل.

مروان وفي تصريح خاص لشبكة “لام”، قال:
“على المجلس الرئاسي أن يتدخل بشكل عاجل ويتخذ قرارات توقف عمل حكومة الدبيبة وتكليف حكومة جديدة، أو أن يتولى قيادة المرحلة بنفسه لتمكين إقامة الانتخابات الوطنية.”

???? رسالة نارية من الحراك: “نُمهل ولا نُهمل” ????
من جهته، نشر حراك أبناء سوق الجمعة وطرابلس والزاوية وزوارة وتاجوراء بيانًا في صفحته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه:

“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!!
إلى حكومة الفساد ومن يقف خلفها…
اصبروا… فالآتي أعظم.
عودتنا لن تكون كما مضى، بل هذه المرة بترتيب أقوى، وصفوف أمتن، وإرادة لا تلين. الشعب لن يتوقف على جمعتين لإسقاط حكومة التطبيع والفساد.
نحن أبناء سوق الجمعة وطرابلس عامة، والزاوية، وزوارة، وتاجوراء، لن نصمت بعد اليوم، ولسنا ممن يتحركون عبثًا… النفس طويلة بعون الله تعالى.
نحن نعد ونوفي، ونُمهل ولا نُهمل.”

مقالات مشابهة

  • هل للزوج الحق فى استبدال شقة الحاضنة بأخرى أقل قيمة.. القانون يجيب
  • مفتي الجمهورية يدين اقتحام مئات المستوطنين للمسجد الأقصى
  • المفتي يعلن أول أيام عيد الأضحى 2025 في فلسطين
  • عاجل.. مد أجل النطق بالحكم علي متهمين بـ "خليه داعش قنا" لورود رأي مفتي الجمهورية
  • مستشار مفتي الجمهورية: الفتوى الرشيدة سلاحنا في مواجهة الإسلاموفوبيا والتطرف
  • مفتي الجمهورية يدين استهداف مدرسة لإيواء النازحين في حي الصحابة بغزة
  • الدين والوطن
  • هل تُطبَّق أحكام المسجد على المُصلّى المُقام في محلٍّ مُستأجَر؟.. مفتي الجمهورية يوضح
  • حراك إسقاط الحكومة يُلوّح بالتصعيد: النفس طويلة بعون الله اصبروا… فالآتي أعظم
  • الإفتاء الليبية: التبرع بثمن الأضحية لأهل غزة أولى