يتزايد منسوب العُنف في "الضفة الغربية" مُنذ مطلع العام الماضي في ظل عمليات مُتكررة وعنيفة لجيش الاحتلال وهجمات يُنفذها مُستوطنون إسرائيليون فضلا عن هجمات فلسطينية ضد قوات إسرائيلية ومُستوطنين، وقُتل أكثر من 120 فلسطينيًا في الضفة مُنذ اندلعت الحرب على غزة في السابع من أكتوبر.

ويقول أحد سكان قرية خربة زنوتا في الخليل واسمه ناصر، "بعد يوم 7 أكتوبر، بدأ المُستوطنون بمُهاجمة منازلنا وهم يرتدون الزي العسكري، وهددوا الناس بالمغادرة"، وتقوم العائلات الفلسطينية هناك بهدم منازلها بسبب قرار السُلطات الإسرائيلية بإخلاءها، بحجة أنها "بنيت بدون ترخيص".

"مُزعزع للاستقرار بشكل كبير"

وصفت الولايات المتحدة، العُنف من قبل مُستوطنين في الضفة الغربية في ظل الحرب بين حماس وإسرائيل بأنه "مُزعزع للاستقرار بشكل كبير" وحضت إسرائيل على ضبطهم.

وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحافيين إن عنف المستوطنين في الضفة الغربية "مُزعزع للاستقرار بشكل كبير ويأتي بنتائج عكسية على أمن إسرائيل على الأمد الطويل فضلاً عن كونه، بالطبع، مضر للغاية بالنسبة للفلسطينيين الذين يقطنون الضفة الغربية".

وتابع "بعثنا برسالة واضحة للغاية لهم مفادها بأن ذلك غير مقبول، يجب أن يتوقف وينبغي محاسبة المسؤولين عنه"، في إشارة إلى اتصالات الولايات المتحدة مع الجانب الإسرائيلي.

ردود فعل دولية وأممية "غاضبة" على قصف الاحتلال مخيم جباليا في غزة

تتوالى ردود الفعل "الغاضبة" على قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم جباليا في غزة، إذ أعرب أمين عام الأمم المتحدة عن "صدمته"، وقال منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنه "فزع" لعدد الضحايا، وبرلين تُؤكد على حق "تل أبيب" في الدفاع عن نفسها وحماية المدنيين.

أدانت الأمم المتحدة، الغارات التي استهدفت مخيم جباليا في قطاع غزة وأوقعت عشرات القتلى من الفلسطينيين في هجوم قالت إسرائيل إنه استهدف قياديًا في حماس، وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث في بيان: "هذه مجرد أحدث الفظائع التي لحقت بسكان غزة حيث دخل القتال مرحلة أكثر رعبًا، مع عواقب إنسانية مروعة بشكل متزايد"، موضحًا "يبدو العالم غير قادر وحتى مترددا في التحرك" لوضع حد لهذه الحرب.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربات الجوية التي شنها الثلاثاء على جباليا، أدت إلى مقتل القيادي في حماس إبراهيم البياري، الذي قال إنه لعب دورا محوريا في تخطيط وتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل، بالإضافة إلى عشرات آخرين من مسلحي حماس. وقال الجيش الإسرائيلي في تغريدة إن "القوات البرية قتلت نحو 50 إرهابيا".

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه لا يستطيع تحديد عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم في القصف الذي أستهدف في جباليا، وقال دانيال هاجاري المتحدث باسم الجيش اليوم للصحفيين إن حركة حماس، التي تسيطر على غزة، تختبئ عمدا خلف البنية التحتية المدنية هناك، "إنهم يريدون صورة الدمار هذه". وتحدث هاجاري عن معضلة بالنسبة للجيش، فمن ناحية، قال إن الجيش يعلم أن هذه المنطقة تضم مدنيين، ومن ناحية أخرى، يمثل نشاط حماس في مخيم اللاجئين تهديدا للجيش الإسرائيلي ويتعين أن يرد عليه.

برلين تُؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعلى أهمية حماية المدنيين

وشدد المستشار الألماني أولاف شولتس في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أهمية حماية المدنيين في قطاع غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية لهم، وفق ما أعلنت برلين. وقال مكتب شولتس في بيان بعد المكالمة إنه "جدد التعبير عن تضامن ألمانيا الثابت مع إسرائيل". كما "شدد على أهمية حماية المدنيين والإمدادات الإنسانية لسكان قطاع غزة".

وأكدت الحكومة الألمانية على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفي الوقت نفسه على أهمية تناسب الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في هذا الأمر. وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية الأربعاء: "في دفاع إسرائيل المشروع الذي يحق لها في إطار القانون الدولي، ضد منظمة حماس الإرهابية وضد هجماتها المستمرة، يجب إعطاء الأولوية أيضاً لحماية السكان المدنيين". وأضاف المتحدث أن "من الضروري أيضاً التصرف بالتناسب الضروري في القتال ضد حماس".

من جانبه، وصف المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت "بالطبع لا يزال التناسب ضروريا"، وقال إن الحكومة الألمانية أعربت خلال محادثاتها مع إسرائيل عن قناعتها بأن إسرائيل بوصفها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة "ستلتزم بداهة بكل الشروط التي يمليها القانون الدولي الإنساني". وأِشار المتحدث بأن حماس تواصل هجماتها وإنها لا تزال غير مستعدة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة، وأردف أن "المعتدين من جانب حماس يسيئون استغلال السكان المدنيين في غزة كدروع بشرية".

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "صدمته" من القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة. وقال ستيفان دوجاريك "يشعر الأمين العام بالقلق من تصاعد العنف في غزة، بما في ذلك مقتل فلسطينيين، بمن فيهم نساء وأطفال، في القصف الإسرائيلي على مناطق مأهولة في مخيم جباليا للاجئين المكتظ".

وبدوره، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء إنه "فزع" بسبب العدد الكبير من الضحايا جراء القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين في غزة، ودعا الأطراف المتحاربة إلى احترام القواعد الدولية للحرب. وأضاف في بيان على موقع إكس "بناء على الموقف الواضح لمجلس الاتحاد الأوروبي بأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي وضمان حماية جميع المدنيين، أشعر بالفزع إزاء العدد الكبير من الضحايا في أعقاب القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين".

الاحتلال الإسرائيلي يُواصل قصفه العنيف على غزة وارتقاء عشرات الشهداء

واصلت "طائرات الاحتلال الإسرائيلي"، قصف مناطق مختلفة في قطاع غزة، مُخلفة عشرات الشهداء والجرحى، وذلك في اليوم الـ 28 من الحرب على القطاع، وبذلك ترتفع حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 9061 شهيدًا منهم 3760 طفلًا و 2326 سيدة، وإصابة نحو 23 ألفًا بجراح مُختلفة مُنذ 7 أكتوبر الجاري.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الضفة حماس الحرب إسرائيل الضفة الغربية بوابة الوفد مخیم جبالیا للاجئین فی الدفاع عن نفسها القصف الإسرائیلی حمایة المدنیین الضفة الغربیة فی قطاع غزة على أهمیة على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة “فخّ يُعرّض حياة المدنيين للخطر”

الجديد برس| قالت حركة حماس، إن الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات في القطاع بإدارة أمريكية، ما هي إلا فخّ يُعرّض حياة المدنيين للخطر، ويُستغل لفرض السيطرة الأمنية على قطاع غزة تحت غطاء المساعدات. وشددت حركة “حماس”، في بيان لها، على أن هذه الخطة صُمّمت خصيصًا لتهميش دور الأمم المتحدة ووكالاتها، وتهدف إلى تكريس أهداف الاحتلال السياسية والعسكرية، والسيطرة على الأفراد لا مساعدتهم، ما يُعدّ خرقًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي. وأشارت إلى أن “مشاهد اندفاع الآلاف من أبناء شعبنا داخل المركز الذي خُصّص لتنفيذ الآلية الاحتلالية لتوزيع المساعدات، وما رافقها من إطلاق الرصاص الحيّ من قبل جيش الاحتلال على المواطنين الذين توافدوا إلى مركز التوزيع تحت ضغط الجوع والحصار، تؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك فشل هذه الآلية المشبوهة”. واعتبرت حماس أن ما يُسمّى بـ”مواقع التوزيع الآمن”، التي تُقام في مناطق عازلة، ليست سوى نموذج قسري “لممرات إنسانية” مفخخة، يجري من خلالها إهانة المتضرّرين عمدًا، وتحويل المعونة إلى أداة ابتزاز ضمن مخطط ممنهج للتجويع والإخضاع، وسط استمرار المنع الشامل لإدخال المساعدات عبر المعابر الرسمية، في انتهاك واضح للشرعية الدولية. وطالبت “حماس”، المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والدول العربية والإسلامية، إلى التحرّك العاجل لوقف هذا المخطط الخطير، والضغط لإلزام الاحتلال بفتح المعابر، وتمكين إدخال المساعدات عبر الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية المعتمدة دوليًا. وأسفرت عملية إطلاق الرصاص الحي وقذائف الدبابات من قبل جيش الاحتلال قرب نقطة مساعدات الشركة الأمريكية برفح جنوب القطاع، عن ارتقاء 3 شهداء وإصابة 46 جريحاً.

مقالات مشابهة

  • خارجية النواب ترفض قرار الاحتلال الإسرائيلي إنشاء مستوطنات في الضفة الغربية
  • مصر تدين قرار الاحتلال الإسرائيلي بالموافقة على إنشاء ٢٢ مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة
  • الأمم المتحدة: المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تهدد حل الدولتين
  • السيد القائد: العدو الإسرائيلي مستمر في اعتداءاته في الضفة الغربية بكل أشكال الاعتداءات
  • حماس: مخطط استيطاني جديد في الضفة الغربية يمثل جريمة حرب
  • كشف تفاصيل مقترح ويتكوف.. إسرائيل تعلن إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة
  • إحباط إسرائيلي من استمرار العمليات في الضفة الغربية.. رغم الملاحقة الأمنية
  • مطاردة وضرب ونهب.. الغارديان تكشف عنف المستوطنين في الضفة الغربية
  • حماس: الآلية الأمريكية لتوزيع المساعدات في غزة “فخّ يُعرّض حياة المدنيين للخطر”
  • “الأمم المتحدة” تستنكر إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المدنيين خلال توزيع مساعدات في غزة