في يوم العلم نقول إن الإمارات دولة ذات سيادة ولو فهم الآخرون معنى السيادة لما حاولوا التدخل في سياستها
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة قبل ثلاثة أيام ب«يوم العلم»؛ وهي مناسبة لإعادة تأكيد التفاف الشعب حول القيادة، والتفاف القيادة حول الوطن. وفي كل يوم علم، وكل يوم عيد وطني، وفي كل مناسبة وطنية، ندرك كم نحن محظوظون، كوننا مواطنين في دولة اسمها الإمارات العربية المتحدة.
قد لا يفهم كثيرون منا هذه المفردات، لأنها باتت من المُسلّمات، ولكن هذه المفردة؛ أي الطمأنينة، ترسم الدهشة على وجه الزوار والسائحين، حين يقطعون البلاد من شرقها لغربها، ومن شمالها لجنوبها، في السيارة أو الدراجة النارية أو الدراجة الهوائية أو حتى سيراً على الأقدام، ولا يتعرضون لأي سوء أو تحرش أو تنمّر أو ابتزاز أو استغلال أو سرقة أو اعتداء، ويكفي أن تسير المرأة وحيدة في أي وقت من الأوقات، وبأي شكل من الأشكال، وهي مطمئنة النفس، مرتاحة البال. كل من سيقرأ هذا الكلام، سيتذكر هذه النعمة التي صارت بدهية، وبعضهم سيتذكر أنه لا يستطيع السير ليلاً في أماكن كثيرة، في دول متقدمة ومتطوّرة، إلا ويتعرّض للاعتداء والسرقة.
لماذا يحدث هذا في الإمارات، أي لماذا كل هذه الطمأنينة؟ هل لأن الدولة تحكم قبضتها الأمنية؟ هل لأنها تطبق القوانين بصرامة؟ هل لأن الناس يتمتعون بالرضا والاكتفاء؟ الإجابة عن كل هذه الأسئلة بسيطة جداً، وتتمثل في أن السلام يسود نفوس الناس، وكل إنسان مشغول بتنمية ذاته وأسرته ومجتمعه، ويصبّ كل ذلك في تنمية الوطن. الناس يتنافسون برقي وحضارة، ويتخاطبون بنبل وإنسانية، بعيداً عن العدوانية والتنمّر، ولا ننسى التربية الجماعية التي تحث على الخير والتسامح والعطاء. هذا ينطبق على المواطنين والمقيمين.
هل هذا حديث سياسي؟ نعم إنه في عمق السياسة، أليست السياسة فن إدارة الشعب وأساليب التعامل معه؟ أليست السياسة تهدف إلى توفير الحياة الكريمة لكل من يتنفس هواء البلاد، وفي حالتنا الإمارات، وكل السياسة تتجسّد في «يوم العلم» ومعانيه وأبعاده وتجلياته، فحين يرفع طفل علماً، فإنه يرفع منظومة كاملة، تعانق فيها السياسةُ الاقتصادَ، والتعليمُ الصحةَ، والأفكارُ الابتكارَ، وقبل كل شيء، إنه يرفع راية الأمل والمستقبل، يرفرف مع العلم الانتماء والولاء، والإيمان بإرادة الإنسان نحو تحقيق المزيد من الإنسانية.
إمارات كهذه، عروس تغار منها الجميلات، وشجرة مثمرة تستفزّ حجارة الأطفال الصغار، وقصيدة لا يفهمها الجهلاء، وهي الصورة الأجمل والأكثر شهرة، والتي قد يتحرش بها كثيرون، لنيل بعض شهرتها، أو ليتفيأوا ظلالها. هي المشرقة التي تتعرض للحسد، والسامية التي يغار منها الوضيعون، وكل هؤلاء لا يفتّون في عضد الإمارات.
في «يوم العلم» نقول، إن الإمارات دولة ذات سيادة، ولو فهم الآخرون معنى السيادة، لما حاولوا التدخل في سياستها، ولا الإملاء عليها مواقفها، فتاريخها يقول إنها الحكيمة الرحيمة، وهي المناصرة الداعمة المساندة، وهي المشيّدة المعطاءة، ولن نضرب أمثلة عن خيرها وبمبادراتها وإنجازاتها ووقوفها إلى جانب القضايا العربية المصيرية. ولن نجادل في قناعة نسلكها، ودروب نسير فيها. أفعال الإمارات في البلاد العربية المستقلة وغير المستقلة، والعالم الإسلامي وغير الإسلامي، شواهد ناصعة لا مجال لنكرانها، ولا تزال على مبادئها ماضية بلا تردّد.
نحن في زمن تسوده الفوضى الإعلامية، منصات افتراضية تملأ الفضاء، يقودها بشر صادقون وآخرون مأجورون، والإمارات ليست في مقام الرد على المصابين بالانفصام الوطني، ومجانين السوشيال ميديا. الإمارات ترفع علمها، وتحمل الحب، وترسل رسالة سلام إلى الكون، في «يوم العلم»، الذي يتكرّر معناه يومياً، حتى صار أسلوب حياة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات یوم العلم
إقرأ أيضاً:
أبوظبي تستضيف بطولة «كرة قدم العلم»
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة
تحتضن أبوظبي، البطولة الأكبر من نوعها على صعيد المنطقة، لـ «كرة قدم العلم» التي تترقب تدشين ظهورها الأول في دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس 2028، وذلك مع «كأس واحة سند لكرة قدم العلم»، التي تقام من 9 إلى 11 مايو الجاري، في أكتف جزيرة الماريه بأبوظبي، بمشاركة 26 فريقاً من الدولة، و8 دول إقليمية ودولية.
وبعد النجاح الذي حققته النسخة الافتتاحية، تواصل البطولة في نسختها الثانية النمو مع زيادة الفرق المشاركة بثلاثة أضعاف عن العام الماضي، وتعتبر «كرة قدم العلم» أو «الفلاج فوتبول» رياضة ذات زخم عالمي كونها واحدة من الرياضات التي تدرج في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة «لوس أنجلوس 2028»، مما يعزز مكانة أبوظبي، ودورها الداعم في نمو وازدهار هذه الرياضة إقليمياً.
وتتميز اللعبة «بأسلوب مباريات سريعة، وتعتبر واحدة من أشكال كرة القدم الأميركية من دون احتكاك بين اللاعبين، ما يجعلها لعبة ذات انتشار واسع وشعبية متنامية على الصعيد الرياضي في المنطقة.
وقال منصور جناحي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة سند: «للسنة الثانية على التوالي، نفخر بدعم بطولة كأس واحة سند لكرة قدم العلم 2025، والتي أصبحت اليوم منصة حيوية تجمع الرياضيين والجماهير من مختلف أنحاء المنطقة في أجواء تسودها روح المنافسة والرياضة».
وأضاف «عبر شراكتنا مع أبوظبي للترفية، نواصل دعم رؤية الإمارات في تعزيز أنماط الحياة النشطة، والمشاركة الرياضية الشاملة، تتجاوز هذه البطولة حدود الملعب - لتكون احتفاء بالمجتمع والوحدة، وتجسيداً لأثر الرياضة في إحداث التغيير الإيجابي».
وقالت بسمة أبو النصر، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة أبوظبي للترفيه: «رؤيتنا لبطولة كأس واحة سند لكرة قدم العلم تتجاوز حدود المنافسة الرياضية؛ ونسعى للإسهام في بناء مجتمع متماسك من خلال الرياضة، ونفخر بأن البطولة أصبحت منصة لاكتشاف المواهب وتقديم مستوى تنافسي متميز، وبصفتنا الجهة المنظمة، نشعر بسعادة غامرة لرؤية هذا الحدث يجمع بين مختلف فئات المجتمع، ويعكس مكانة الإمارات الريادية في دعم وتطوير الرياضات الحديثة».