الفوسفور الأبيض يتهدد أهالي الجنوب.. مخاطره كبيرة
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
كتبت ندى عبد الرزاق في "الديار": القذائف الفوسفورية التي تحتوي على الفوسفور الأبيض، هي مادة سامة بشكل خاص عند احتراقها، وتتسبب بأضرار جسيمة على الانسان والبيئة، وهي متماسكة شمعية تتراوح ما بين اللونين الأصفر والابيض، وأحيانا تكون بلا لون ورائحتها نتنة تشبه الى حد كبير الثوم.
ووفقا للأطباء المتخصصين في مجال تطبيب الحروق العميقة، فان هذه المادة تشتعل فورا عند تعرضها للأوكسجين، وتستعملها الجيوش لإنارة ساحات القتال لخلق ستار من الدخان الكثيف كونها حارقة.
ويتسبب الفوسفور الأبيض بحروق عميقة شديدة ويخترق العظام "فينخرها". ومن المعروف انه يلتهب من جديد بعد العلاج الاولي، لذلك فإن الأولوية تكون بالعمل على إيقاف عملية الحرق اولا، بالإضافة الى ان دخانه يلحق الأذى بالعينين والجهاز التنفسي بسبب وجود احماض الفوسفوريك ومركب الفوسفين.
تجويف الجلد
وفي هذا السياق، قالت الطبية المتخصصة في الصحة العامة ليا أبو نعوم لـ "الديار" ان "الفوسفور الأبيض يسبب حروقا شديدة ومؤلمة جدا، وتنتج من خليط من الإصابات الحرارية والكيميائية، فيصبح لون المناطق المصابة من الجلد المكشوف اصفر، مجوفة ومحاطة بأنسجة منسلخة، لذلك فإنه قد يخترق حتى خلايا الجلد التحتية، مما يؤدي الى حروق جسيمة بطيئة الالتئام".
وقالت "ان جزيئات الفوسفور التي اخترقت الجلد، قد تبدأ بالاحتراق مجددا عند فتح الجلد او تعريضه للهواء، ويمكن رؤية الدخان الأبيض ينبعث من مكان الإصابة نتيجة احتراق الفوسفور. لذلك فقد يُمتَص الفوسفور الأبيض من الاسطح المحروقة، ويسمم أجهزة الجسم المختلفة، مسببا على وجه الخصوص اختلاجات في القلب ويؤثر في العينيين، وقد يسبب انثقابات بالقرنية وتهيج وتشنج الجفن ورهاب الضوء والتدمع والتهاب الملتحمة".
نزع الملابس اولا!
بالموازاة، قالت المتخصصة في الأمراض الجلدية والطب التجميلي الدكتورة غادة قصير لـ "الديار" ان "للجلد أيضا نصيبا من الضرر الذي يمكن ان تسببه هذه المواد التي تعتبر سامة، لذلك فإن العلاج الأولي داعم في المقام الأول. وفي حالات تعرض الجلد أو العين يشمل ذلك الإزالة الفورية لجزيئات الفوسفور الأبيض المحترقة، وبجب ان يغطى المكان المصاب بقطعة من القماش المبللة بماء باردة لتجنب إعادة الاشتعال".
وأوضحت "ان هذه المواد السامة الفوسفورية قد تصل الى داخل الجسم وتتسبب بالمزيد من التسمم جراء استنشاقها، لذلك يجب نزع ملابس الضحية وأمتعته الشخصية بعناية، مع مراعاة أن الثياب الملوثة يمكن أن تشتعل أو يتجدد اشتعالها. ولذلك، يجب وضع الأشياء الملطخة في حاوية قابلة للإغلاق مملوءة بالماء ووسمها بوضوح على أنها مواد خطرة. وينبغي شطف الجلد وغسله بالماء البارد وإبقاء المناطق المكشوفة مبللة"، واشارت الى "ان هذه البقايا قد تتسرب الى داخل الجلد، لذلك خلع الملابس خطوة أولية مهمة، وإذا تعرضت العينان للفوسفور الأبيض أو الدخان الناتج من استخدام الفوسفور الأبيض، فينبغي أولا غسل العينين بكمية وفيرة من الماء أو محلول ملحي (سيروم او مصل)، او استخدام الماء الفاتر وإزالة العدسات اللاصقة، إذا كان من الممكن فعل ذلك بسهولة".
اضافت "يجب ان يخضع الضحية للفحوص الطبية لمعرفة درجات الحروق التي تعرض لها، بحيث من الممكن ان يكون لديه حرق كيميائي او حراري، خاصة إذا كانت درجات الحرارة فوق 34 درجة، فهذا سيؤثر سلبا في المريض ويتسبب بحروق متوسطة او درجة ثانية وثالثة، ويعتمد ذلك على الكمية التي تعرض لها المصاب والتسرب الذي وصل الى الجلد. الا ان الخطوة الأولى في العلاج تكون بتجنّب المريض استخدام مواد زيتية موضعية او دهنية كزيت الزيتون، والذي يؤدي الى تسرب المادة الفوسفورية أكثر الى داخل الجسم".
وأشارت "الى وجود مواد خاصة لمعالجة الحروق، والتي يجب ان تحتوي على مادة "سيلفاديازين"، وهذه المادة يتم اعتمادها في مداواة كل أنواع الحروق ومؤثرة جدا في الحروق الناتجة من مادة الفوسفور، لذلك يجب وضعها مباشرة بعد الغسيل، على امل ان يكون العلاج متوافر في ظل هذه الظروف الصعبة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون بالقرب من أماكن الاشتباكات، لان "إسرائيل" لا تتوانى عن استخدام هذه المواد لا سيما في المناطق التي تشهد معاركا ضارية".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الفوسفور الأبیض
إقرأ أيضاً:
تقرير يحذّر من خطة طرد أهالي غزة.. الاحتلال يشرعن الإبادة بالتجويع والتهجير
حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أنّ سياسة التهجير القسري الإسرائيلية في قطاع غزة بلغت ذروتها، كاشفًا أن قوات الاحتلال أصدرت 35 أمر تهجير قسري منذ بداية العام الجاري، أثّرت بشكل مباشر على أكثر من مليون فلسطيني. يأتي ذلك في ظلّ تصعيد إسرائيلي غير مسبوق يسير نحو تنفيذ خطة طرد جماعي للفلسطينيين، في تطبيق واضح لما بات يُعرف بـ"خطة ترامب"، والتي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تبنّيها مؤخرًا كشرطٍ لإنهاء الحرب.
تهجير منهجي ومعلن.. لا غطاء عسكري ولا مبررات
وفي بيان أصدره اليوم، وأرسل نسخة منه لـ "عربي21"، قال المرصد: إن إسرائيل لم تعد تكترث حتى بتوفير ذرائع شكلية لأوامر التهجير، حيث باتت تمارس الإخلاء القسري كهدف في ذاته، ضمن سياسة محسوبة ترمي إلى اقتلاع سكان قطاع غزة من جذورهم، ودفعهم قسرًا خارج الوطن، دون أن تتوفر أي ضمانات للسلامة أو الملجأ.
وقد طالت أوامر التهجير الأخيرة شمال القطاع، مستهدفة مناطق بأكملها مثل "جباليا"، "الشيخ زايد"، "الكرامة"، "الزهور"، و"بيت لاهيا"، فضلًا عن أوامر تهجير سابقة شملت غالبية أحياء خان يونس، دافعة مئات الآلاف للسير عشرات الكيلومترات باتجاه الجنوب تحت نيران القصف، بحثًا عن أمان وهمي في مناطق مثل "المواصي" التي لا تسلم هي الأخرى من الاستهداف.
إبادة جماعية ممنهجة تحت غطاء "النجاة"
اعتبر المرصد الأورومتوسطي أن التهجير الجماعي، والتجويع، والتدمير الواسع للبنية التحتية ليست إجراءات أمنية، بل أدوات ممنهجة لتنفيذ خطة واضحة للإبادة الجماعية، وصفها بأنها "مكتملة الأركان"، خصوصًا في ظل تصريحات نتنياهو بأن الحل الوحيد يتمثل في ترحيل سكان غزة وفق الخطة الأمريكية.
وأكد البيان أن ما يجري حاليًا هو أخطر مراحل الجريمة المستمرة منذ 19 شهرًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتعمّد ترك سكان القطاع دون ماء أو طعام، ودون أي وسيلة للنقل أو وجهة آمنة، ما يجعل حركة النزوح نفسها شكلاً من أشكال القتل البطيء، مضيفًا أن الهجمات الإسرائيلية على مخيمات النزوح – كما حدث صباح اليوم في "المواصي" – هي أدلة دامغة على أن مناطق "الأمان" التي يُوجّه إليها الفلسطينيون ليست سوى مصائد موت جماعي معدّة سلفًا.
أكثر من 175 ألف مدني بين قتيل وجريح.. والعدوان بلا رادع دولي
بحسب المرصد، أدّت هذه السياسة الممنهجة منذ أكتوبر 2023 إلى مقتل وإصابة أكثر من 175 ألف مدني، وتدمير آلاف المنازل والمرافق الحيوية، وتجريف شامل لمقوّمات الحياة. وأكد أن ما يجري في غزة ليس فقط جريمة حرب، بل جريمة ضد الإنسانية هدفها محو جماعة بأكملها، ضمن نهج استعماري استيطاني يمتد منذ عقود.
ودعا البيان إلى التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم، محذرًا من أن الإفلات من العقاب هو ما مكّن إسرائيل من بلوغ هذا الحد من الجرائم والانتهاكات، وسط صمت عالمي مطبق وتواطؤ بعض القوى الكبرى.
دعوة عاجلة للعقوبات والمحاسبة الدولية
طالب المرصد الأورومتوسطي جميع الدول بتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، داعيًا إلى: تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق، فرض عقوبات شاملة على إسرائيل، تشمل حظر تصدير الأسلحة والتكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، تجميد أصول المسؤولين الإسرائيليين المتورطين، وحظر سفرهم، وقف التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي مع إسرائيل فورًا، وتعليق الامتيازات التجارية والاتفاقيات الثنائية التي تمنح الاحتلال مكاسب اقتصادية تُمكّنه من تمويل عدوانه.
وفي ختام تقريره، حث المرصد الدول التي تطبّق مبدأ "الولاية القضائية العالمية" على إصدار مذكرات توقيف ضد المتورطين في جريمة الإبادة الجماعية، واتخاذ خطوات قانونية لمحاسبتهم أمام العدالة الدولية، في مسعى لوضع حدّ لـ"واحدة من أشرس محاولات التهجير الجماعي المخطط لها في التاريخ الحديث".
أرقام مفجعة
وقالت وزارة الصحة بقطاع غزة، اليوم الخميس، إن 16 ألفا و503 أطفال فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال الإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في "إحصائية صادمة تجسد حجم الاستهداف المباشر والممنهج لأضعف فئات المجتمع".
جاء ذلك في بيان لوزارة الصحة بقطاع غزة عبر منصة تلغرام، يكشف أعداد القتلى من الأطفال في إطار "توثيق الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق الفلسطينيين".
ووفق البيان بلغ عدد القتلى الأطفال منذ 7 أكتوبر 2023 "16.503 أطفال في إحصائية صادمة تجسد حجم الاستهداف المباشر والممنهج لأضعف فئات المجتمع وأكثرها براءة".
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي، وهيئات حقوق الإنسان، والمنظمات الإنسانية، "بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف العدوان، ومحاسبة قادة إسرائيل على جرائمهم بحق الأطفال والمدنيين العزّل".
وفي 5 مايو/أيار الجاري، قالت وزارة الصحة بقطاع غزة إن 16 ألفا و278 طفلا فلسطينيا قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، بمعدل قتل طفل كل 40 دقيقة، وذلك في مؤتمر صحفي في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس
وأوضحت الوزارة أنه "من بين الشهداء 908 أطفال رضع لم يكملوا عامهم الأول، و311 طفلًا وُلدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة".
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.