مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب ذروة فصل الصيف، يحذر أطباء الجلد من التأثيرات السلبية لأشعة الشمس القوية والحرارة العالية على صحة البشرة، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للمشاكل الجلدية.

وقالت الدكتورة زهرة بنت محمد الفضلية، طبيب عام بقسم الطوارئ في مستشفى الرستاق إن التعرض المتكرر للحرارة المرتفعة دون وقاية قد يؤدي إلى جفاف الجلد، وظهور حب الشباب، والحروق الشمسية، وتزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الجلد على المدى البعيد.

وأشارت الفضلية إلى أن هناك أنواعًا معينة من البشرة تتأثر بشكل أكبر بحرارة الصيف، وهي البشرة الدهنية، حيث تزداد إفرازات الدهون والتعرق، مما يسبب انسداد المسام وظهور حب الشباب والحبوب الفطرية، والبشرة الحساسة، حيث تتفاعل بسرعة مع أشعة الشمس والحرارة، وقد تعاني من احمرار أو طفح جلدي، والبشرة الفاتحة، لقلة صبغة الميلانين الواقية، تكون عرضة للحروق الشمسية والتصبغات، وكذلك البشرة الجافة، حيث تعاني من تفاقم الجفاف والتشقق، ما يزيد خطر الالتهابات والبقع الجلدية.

وأوضحت الدكتورة الفضلية أن التعرق الزائد المصاحب لارتفاع الحرارة والرطوبة يخلق بيئة مثالية لنمو الفطريات، خصوصًا في مناطق الجسم المغلقة مثل تحت الإبطين أو بين الفخذين. وأضافت أن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يسرّع شيخوخة الجلد ويؤدي إلى ظهور التجاعيد والبقع الداكنة، فضلًا عن فقدان الجلد لمرونته.

كما يؤدي ضعف الترطيب وقلة شرب الماء إلى فقدان الرطوبة الطبيعية للبشرة، مما يجعلها عرضة للتشققات والتهيج والالتهابات الجلدية المتكررة.

وشددت الدكتورة على أهمية اتباع إجراءات وقائية في فصل الصيف، تشمل استخدام واقيات الشمس المناسبة لنوع البشرة، وارتداء الملابس القطنية الخفيفة ذات الألوان الفاتحة، وتجنب التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة (من 10 صباحًا حتى 4 مساءً)، وشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم، والاستحمام المنتظم لتقليل نمو البكتيريا والفطريات.

وأكدت الدكتورة زهرة الفضلية أن العناية بالبشرة في الصيف لا تقتصر على الجانب الجمالي بل تمتد لتشمل الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من مضاعفات قد تكون خطيرة على المدى الطويل، داعية الجميع إلى التعامل مع حرارة الصيف بوعي والتزام بالإجراءات الوقائية، خاصة من لديهم بشرة أكثر حساسية أو أمراض جلدية مزمنة.

وتؤكد الدكتورة الفضلية على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لحماية الجلد من هذه المخاطر، وذلك لتفادي أشعة الشمس التي قد تضر بصحة البشرة على المدى الطويل.

وأشارت إلى أن أول خطوة لحماية الجلد من أضرار الشمس هي استخدام واقي الشمس، وينصح باستخدام واقٍ من الشمس بدرجة حماية SPF لا تقل عن 30، ويفضل أن يكون واسع الطيف ليحمي من الأشعة فوق البنفسجية A وB. يجب تطبيق واقي الشمس قبل الخروج بـ15- 30 دقيقة، مع ضرورة إعادة وضعه كل ساعتين أو بعد السباحة أو التعرق.

ويعد ارتداء الملابس الواقية من الشمس أمرًا ضروريًّا، حيث ينصح بارتداء قبعات ذات حواف واسعة، ونظارات شمسية، وملابس ذات أكمام طويلة بألوان فاتحة لتقليل التعرض لأشعة الشمس المباشرة. كما تنبه الدكتورة الفضلية إلى ضرورة تجنب أجهزة التسمير التي تسرع شيخوخة الجلد وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

وتعد المظلات أو الشماسي من الأدوات المهمة لتوفير الظل والحماية من الشمس خاصة في الأماكن المفتوحة، كما أن الترطيب المستمر للبشرة يعد من الإجراءات الأساسية للحفاظ على صحة الجلد خلال الصيف. ومن الأفضل استخدام مرطبات تحتوي على مكونات مهدئة مثل الصبار أو الألوفيرا.

وإذا تعرّض الشخص لحروق الشمس، من الضروري اتخاذ خطوات للتعامل معها بشكل فعال، إذ ينصح بالابتعاد عن الشمس فورًا وتبريد المنطقة المصابة باستخدام كمادات باردة أو الاستحمام بماء بارد (غير مثلج) لتقليل الالتهاب، كما يُفضل استخدام مرطبات تحتوي على الألوفيرا أو الصبار التي تساعد في تهدئة الجلد وتسريع عملية الشفاء.

ومن الضروري أيضًا شرب كميات كبيرة من الماء لتعويض السوائل المفقودة بسبب حروق الشمس، وتنبه الدكتورة الفضلية إلى أنه يجب تجنب تقشير الجلد يدويًّا، بل يجب تركه يتساقط طبيعيًّا لتجنب الإصابة بالعدوى.

وتؤكد الدكتورة الفضلية أن هناك العديد من المكملات الغذائية التي يمكن أن تساعد في حماية الجلد من أضرار الشمس، مثل فيتامين C كمضاد أكسدة يساعد في تعزيز إنتاج الكولاجين ويحارب الجذور الحرة الناتجة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وفيتامين E الذي يعمل كمضاد أكسدة ويقلل من الالتهابات الناتجة عن الشمس ويساهم في ترطيب البشرة، والبيتا كاروتين، حيث يتحول إلى فيتامين A ويساعد في تقوية الجلد ضد أضرار الشمس، واللايكوبين، الذي يوجد في الطماطم ويساعد في حماية الجلد من حروق الشمس بفضل خصائصه المضادة للأكسدة، وزيت السمك (Omega-3) الذي يقلل الالتهابات ويدعم مرونة الجلد ويقلل من جفافه، والزنك، حيث يعزز شفاء وتجديد الجلد ويساعد في تقليل الضرر الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية.

وتلفت الدكتورة الفضلية إلى أن هذه المكملات لا تغني عن استخدام واقي الشمس بشكل مستمر والالتزام بإجراءات وقائية أخرى مثل ارتداء القبعات والنظارات الشمسية والتقليل من التعرض المباشر لأشعة الشمس.

وتعد الحماية من أشعة الشمس والترطيب الجيد من أهم الخطوات التي يجب اتباعها للحفاظ على صحة البشرة خلال فصل الصيف. باتباع هذه التدابير الوقائية، يمكن الحفاظ على بشرة صحية وسليمة، وتقليل المخاطر الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس الحارقة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فوق البنفسجیة لأشعة الشمس الجلد من على صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أضرار قلة شرب الماء على البشرة والدماغ

الماء هو سر الحياة، وعنصر لا يمكن الاستغناء عنه في أي فصل من فصول السنة، ورغم بساطة هذه الحقيقة، إلا أن كثيرين لا يدركون مدى خطورة قلة شرب الماء على الجسم، فالجفاف لا يؤثر فقط على البشرة، بل يمتد إلى المخ، القلب، والكلى، مسببًا سلسلة من المشكلات الصحية الصامتة.

طبيب يكشف لـ "الوفد".. خطوات لحماية طفلك من الأمراض في موسم الدراسة فضل شاكر يكسر صمته: أنا بريء ولم أحارب الجيش فضل شاكر تحت تهديد السجن 22 عامًا.. (تفاصيل) "فرج الله قريب".. أول تعليق من نجل فضل شاكر بعد تسليم والده للجيش اللبناني بعد سنوات من الهروب والغموض.. فضل شاكر يسلّم نفسه للجيش اللبناني اتهامات صادمة تطارد نيمار.. نجم البرازيل يلاحق صحفيًا بتهمة التشهير والإساءة

أول ما يتأثر بنقص الماء هو البشرة، إذ تفقد مرونتها ولمعانها الطبيعي. فيظهر الجفاف على شكل قشور أو تشققات دقيقة، وتبدأ الخطوط الرفيعة بالظهور مبكرًا. كما أن نقص الترطيب الداخلي يجعل الكريمات ومستحضرات التجميل أقل فاعلية، لأن الجلد لا يحتفظ بالرطوبة التي يحتاجها ليبدو صحيًا ومشدودًا.

 

أما على مستوى المخ والجهاز العصبي، فقلة الماء تؤثر بشكل مباشر على التركيز والمزاج. فالمخ يتكون في معظمه من الماء، وعند نقصه، تنخفض كفاءة نقل الإشارات العصبية، مما يؤدي إلى الشعور بالصداع، الدوخة، وصعوبة في التركيز أو اتخاذ القرار. حتى الحالة المزاجية تتأثر، فيشعر الشخص بالعصبية أو التعب دون سبب واضح.

 

وبالنسبة للجسم، فإن الجفاف يُرهق الكليتين، لأن الماء ضروري لطرد السموم وتنقية الدم. ومع قلة شربه، تتراكم الفضلات داخل الجسم، مما يزيد من احتمالية تكوّن الحصوات أو التهابات المسالك البولية. كما يُبطئ الجفاف عملية الأيض، ويجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة.

 

ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فقلة الماء تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وجفاف الفم والحلق، وقد تسبب خفقانًا سريعًا للقلب نتيجة نقص السوائل في الدم. كما أن المفاصل تحتاج إلى الماء لتظل مرنة، والجفاف الطويل يجعلها أكثر عرضة للتيبّس والآلام.

 

ولتجنب هذه الأضرار، يُنصح بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا، مع زيادة الكمية في الجو الحار أو أثناء المجهود البدني. ويمكن تعزيز الترطيب أيضًا بتناول الفواكه الغنية بالماء مثل الخيار والبطيخ والبرتقال.

 

مقالات مشابهة

  • محمد يوسف يهنئ الدكتورة ثريا البدوى لتعيينها عضوًا بمجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات
  • السيسي يُعين الدكتورة سحر نصر عضوًا بمجلس الشيوخ
  • حساسية الارتكاريا: أعراضها وأسبابها وعلاجها
  • من البنك الدولي إلى قبة الشيوخ.. محطات في مسيرة الدكتورة سحر نصر
  • أضرار قلة شرب الماء على البشرة والدماغ
  • دراسة تكشف مخاطر صحية في مياه الشرب المعبأة بالبلاستيك
  • جبل جيس يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة
  • 2025 شهدت ثالث أكثر شهر سبتمبر حرّا
  • دراسة: مياه الشرب المعبأة بزجاجات بلاستيكية تشكل خطرا صحيا
  • من البشرة للقلب والعضم .. فوائد خارقة لزيت السمسم