الجزيرة:
2025-05-23@09:42:05 GMT

ناجية بغزة تروي للجزيرة نت ساعات عاشتها تحت الأنقاض

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

ناجية بغزة تروي للجزيرة نت ساعات عاشتها تحت الأنقاض

غزة- بينما كنت عالقة تحت الركام، كان ذهني عالق في الدقيقة السابقة لوجودي هنا حين كنت أمسك بهاتفي لأبارك لصديقتي شهادة والدها الذي ارتقى في استهداف إسرائيلي، أول ما تحسسته بيميني عيناي، هل أصيبت ومغلقة أم أنها مفتوحة وتبصر كل هذا الظلام الدامس؟

تروي المهندسة ريم زاهر (25 عاما) قصتها للجزيرة نت، وتجربتها منذ لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على بيتها إلى حين النجاة، وتقول "طوفان من الأسئلة انهال علي وجرفني لقاع الردم.

هل جسدي كامل أم أخذت الغارة منه عضوا أو طرفا؟ من الذي وضعني هنا وبيني وبين سقف البيت سنتيمترات، وثغرة بالكاد ألتقط منها الهواء؟ أمي التي كانت تكبر للصلاة بجواري أين صارت؟

"أمي أمي" لماذا لا تجيبيني؟ مع أن المسافة بيننا كانت أقصر جدا من ألا تسمعني في وسط كل هذا الارتياب، شيء ما كان يربت على قلبي "لا تخافي إنا منجوك" مع أنه لم يكن هناك مدعاة للاطمئنان في كل هذه العتمة.

أيعقل أنها بركات سورة البقرة التي أنهيتها مباشرة قبل سقوط القذيفة؟ أم أنها دعوات أبي الذي كان يؤم الناس في المسجد المحاذي للمنزل في الوقت الذي استهدفنا فيه؟ أم أن أحدهم أمن على منشوري الأخير على “الإنستغرام" الذي استودعت فيه نفسي وعائلتي؟ فصرت أكرر "اللهم إني لا أسألك رد القضاء، ولكني أطلب منك اللطف فيه".

المهندسة الفلسطينية ريم زاهر، ناجية من تحت الأنقاض (الجزيرة) يا صاحب الجرافة أنا حية

كانت أصوات الناس تخفت شيئا فشيئا كأنني في القبر، وأسمع صوت نعال المودعين المنفضين عنه، حتى تهيأ لي أن الجرافة تدفنني بالأنقاض بدلا من أن تحاول انتشالي منها، تمكنت من التقاط حجر صغير استخدمته للدق على السقف الساقط فوقي، ولسان حالي "يا سائق الجرافة أنا هنا حية أتنفس، أنا هنا سيادة المنقذ، أبي أنا هنا حية لم أمت".

كان النعاس أمنة لي من كل هذا، والنوم مفري من ضجيج التفكير وثورة القلق، كنت أغفو، وأصحو على صوت رنين هاتفي الذي قذفته الغارة من يدي، وكنت حاولت العثور عليه ولم أجده.

وكلما صحوت ناديت أمي، هل استيقظت؟ ومع تكرار نداءاتي لها وتكرارها عدم الرد، بت أوقن أنها ارتقت، وهنا بدأ الخوف يجتاحني من جديد، من ارتقى أيضا؟ لماذا اصطفاهم من دوني؟ هل يا رب لست أهلا لها؟ لماذا أبقيتني؟

ثم غفوت وأنا أبكي إلى أن شق الوهج بصري. كم لبثت؟" سألت المنقذ الذي أعتقني من هذه اللجة، وأجبته سريعا موقنة من صدق توقعي أربعة أيام أليس كذلك؟ قال نعم، نقلوني إلى المستشفى، وحين الحديث مع من حولي عرفت أني مكثت 12 ساعة.


"قطع في أوردة بعض الأطراف وحروق متناثرة" كان المسعفون يحاولون طمأنتي على حالتي الصحية التي لم أكترث لها، بينما كنت أنا أبحث عن وجوه أفراد عائلتي فيمن حولي، بدأت الاطمئنان على إخوتي تباعا. نحن 10 إخوة. رأيت 8 منهم.

بقي أكبرهم بلال لم أره. ثم عرفت أنه ارتقى مع ابنه "محمد" ثم جاءني بعدها خبر انتشال أمي من تحت الأنقاض، مرتقية على الهيئة نفسها التي تركتها عليها، كفوفها على بعضها، جسدها ساخن، دمها ما زال ينزف، وريحها المسك.

لم أستغرب ذلك، فأمي السيدة الفاضلة الحافظة لكتاب الله التي نجحت في دفعنا نحن العشرة لحفظه. لم يؤذ الله قلبها لشأنها عنده، فاصطفى معها "بلال" فلذة كبدها، لأنه يعلم أن أحدهما لا يطيق العيش دون الآخر، حتى ابن أخي بلال، فقد كان ملازما لوالده، حتى إنه كان يصطحبه على منبر خطبة الجمعة كان بلال سيد قلب أمي، وسندنا جميعا وعونا لمن عرف ومن لم يعرف، وعماد البيت الذي ترك فيه زوجته وأطفاله الثلاثة.

وقد كان مسؤولا عن مراكز تحفيظ دار القرآن الكريم والسنة في مدينة خان يونس كلها، ولأن إسرائيل تخوض ضمن حروبها علينا حربا دينية، فاعتبرت وجوده خطرا عليها، سدد بلال قبل ليلة من استشهاده كل ديونه، وجهز مونة بيته، وكان يهم بإخبارنا برؤية رآها في منامه أشغلته، لكن شيئا ما اعترضت التكملة.


نجوت.. لكن تغيرت

لكن ريم قبل الساعة 4:08 عصرا، في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ليست كما بعده نجى جسدي كما يبدو للعيان، لكن القذيفة فتكت بداخلي، وجعلته مهشما، أعجز عن معرفة السبب الذي أبقاني الله له، لكن كلمات أمي الشهيدة أن "أقدار الله كلها خير، وأن أجر البقاء في أرض الرباط عظيم، ويتطلب منا الكثير"، ومقولة أخي التي كان يكررها دوما بأن "تحرير فلسطين مش بالساهل واحنا فداها" جعلني أضع الموازين في نصابها. وسيدفعني للصبر وللالتزام بوصاياهم.

بعد ذلك اليوم غيرت تعريفاتي عن عدة أشياء من حولي. تعريفي للأشياء ونظرتي إلى العديد منها تغيرت. الخذلان الذي يشعل في الغضب على المتفرجين على مقتلنا. طموحي الذي كان يتجاوز حدود الوطن، لنيل الدراسات العليا، تغير.

الألوان الزاهية المكتظة بالشغف التي كنت أختارها لرسم اللوحات، سيتغير إقبالي على الحياة وطمعي في نيل جوائز أخرى، كالتي حزتها كثيرا في الهندسة والفن والتوثيق وتأسيس مشاريع جديدة تغير. نومي في العتمة، وجرأتي على الجلوس فيها تغير. الحرب سبكتني من جديد، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

فتاوى تشغل الأذهان.. حكم من نوى يضحي ولم يستطع.. وهل الطواف في الطوابق العليا يعدل ثواب أدائه في صحن الحرم؟ ومن هو المضطر الذي يستجيب الله دعاءه؟

فتاوى تشغل الأذهان.. 

هل يأثم من نوى أن يضحي ولم يستطع 

هل طواف الحاج ففي الطوابق العلوية يعدل ثواب بجوار الكعبة

من هو المضطر الذي لا يرد الله دعاؤه

نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلمين، نرصد أبرز هذه الفتاوى في هذا التقرير.

في البداية، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز للحاجِّ أن يطوف بالأدوار العلوية أثناء أدائه المناسك، وله من الأجر مثل مَن طاف في صحن الطَّواف حول الكعبة مباشرة.

وقال مركز الأزهر، إنه يُباح له الاستراحة أثناء الطَّواف والسعي عند الحاجة إلىٰ ذلك؛ لِكِبَرِ سِنِّه أو الإرهاق الشَّديد، ويُثاب علىٰ ترك التَّزاحم صيانةً للحُجَّاج والمعتمرين.

وأشار إلى أنه يُسَنّ الإكثار من التلبية من حين الإحرام إلى بداية طواف العمرة، وإلى رمي جمرة العقبة في الحج يوم العيد، وَيُلَبِّي المحرم راكبًا وماشيًا، وفي حال النزول والصعود، وعلى كل حال، وتبدأ التلبية من وقت الإحرام وتنتهي عند ابتداء رمي جمرة العقبة يوم النحر.

من هو المضطر الذي لا يرد الله دعاءه؟

الدعاء من أعظم العبادات التي حث عليها الإسلام، وقد وعد الله عباده بالإجابة حين قال: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، لكن من بين كل الداعين، يبرز المضطر كأقربهم إلى القَبول، إذ أن دعاءه لا يُرد، غير أن كثيرين لا يدركون من هو المضطر المقصود في الآية الكريمة.

كشف الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في مقطع فيديو مسجل، عن المعنى الحقيقي للمضطر الذي لا يُرد له دعاء، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان كلما اشتد عليه أمر لجأ إلى الصلاة، وأن تعبير "حزبه أمر" يدل على خروجه من نطاق الأسباب إلى اللجوء للمسبب الأول، وهو الله سبحانه وتعالى.

وأضاف الشعراوي أن العبد حين يستنفد كل الأسباب التي في متناوله، ولا يعود لديه سبيل سوى التوجه لله، يكون قد دخل في حال "الاضطرار" الحقيقي.

وهنا، يتوجه إلى الله قائلًا: "يا مسبب، يا الله"، لأن الأسباب كلها لم تُجدِ نفعًا، ولم يبقَ له إلا التوسل بالمسبب الأعظم.

وأشار إلى أن الله يقول لعبده المضطر: إن كنت قد سعيت وأبديت الأسباب ولم تقصر، فأنا لا أرد يدك، لأن الأسباب نفسها هي يد الله الممدودة لعباده، ولا يجوز ردها. مستشهدًا بقوله تعالى: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه».

بهذا التفسير، يوضح الشعراوي أن المضطر ليس فقط من يعاني أو يمر بضيق، بل هو من بذل جهده في الأسباب، ثم لجأ بقلبه وروحه إلى الله، يقينًا منه أن المسبب فوق كل سبب.

حكم من نوى يضحى ولم يستطع

ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، حول ما إذا كان الشخص القادر على الأضحية يأثم إذا لم يذبحها.

 فأوضح جمعة أن ترك الأضحية لا يُعد إثمًا، لكنها سنة مؤكدة، ومن يتركها فقد ضيّع على نفسه فضلًا كبيرًا، تمامًا كمن يؤدي الصلاة المفروضة دون سننها، أو يصوم رمضان دون أن يتبع ذلك بصيام الستة من شوال. 

فالأضحية من الأعمال التي يُثاب فاعلها، ولا يُعاقب تاركها.

وأشار إلى حديث طلحة بن عبيد الله، حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام، فأجابه النبي بأن عليه خمس صلوات في اليوم والليلة، وصيام رمضان، ودفع الزكاة، ثم قال له: "لا إلا أن تطوع".

 فلما قال الرجل: "والله لا أزيد على هذا ولا أنقص"، قال النبي: "أفلح إن صدق". واستشهد جمعة بهذا الحديث ليؤكد أن السنن ليست واجبة، ولكن فضلها عظيم، وهي تعوّض النقص الذي قد يحدث في أداء الفروض.

وأكد أن الأعمال المستحبة مثل الأضحية تمثل "هامش أمان" للعبد، تُستر به جوانب التقصير في العبادات الأخرى، وأضاف أن بعض العلماء كانوا يرون أن "جبر الكسر" بالأعمال الصالحة قد يكون سببًا في شفاء ما تعجز عنه الأدوية، وأن جبر الخواطر عند الله له أجر لا يُقدَّر.

طباعة شارك الحج دار الإفتاء علي جمعة الشيخ الشعراوي الأضحية

مقالات مشابهة

  • «يا رايحين للنبي الغالي».. ما هي الأمور التي تفسد الحج؟
  • العميد سريع: استهداف مطار اللد للمرة الثانية خلال ساعات
  • كيف لي أن أبدد مخاوفها وهي التي تظن أنني سأتركها بسبب مرضها؟
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • قطر الخيرية تحيي الأنقاض في قرى سوريا المدمرة
  • إمام وخطيب مسجد العلي العظيم يوضح الخطوات التي يحتاجها الإنسان للتحصين من الحسد
  • بعد ساعات من وفاة زوجها وابنيها.. استشهاد الممثلة الفلسطينية ابتسام نصار في غزة
  • الإعلام الحكومي بغزة: استشهاد 50 مدنيا خلال 5 ساعات
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم من نوى يضحي ولم يستطع.. وهل الطواف في الطوابق العليا يعدل ثواب أدائه في صحن الحرم؟ ومن هو المضطر الذي يستجيب الله دعاءه؟
  • الأضحية عذاب للحيوان.. كيف رد الشرع على المشككين في السنة التي شرعها الله؟