نشرت مجلة "بوليتكو" مقالا جاء فيه أن "الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس في غزة قد تنتهي بنفس الطريقة التي انتهت بها حروب العقدين الماضيين، أي بوقف إطلاق النار، هذا إن لم يحدث تغير بالتفكير السياسي".

وأضافت الصحيفة، في مقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس أرلنغتون، برينت إي ساسلي، أن "عملية حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وقسوة الرد الإسرائيلي جعلت الكثير من المعلقين يتساءلون هذه المرة لو أجبرت حدية العنف الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى حل شامل للنزاع في غزة.

 وأن المشكلة في الحروب الماضية أنها كلها انتهت بالعودة للوضع الراهن، ولا رأي آخر يدعونا للتفكير أن الجولة الحالية ستكون مختلفة".

وأوضح التقرير نفسه أن "الحروب بين إسرائيل وحماس في 2008 و 2008- 209 و 2014 كلها انتهت بوقف إطلاق النار لم يفعل الكثير لحل النزاع" مردفا أن "النتيجة كانت هي مناوشات مستمرة وصواريخ على إسرائيل وغارات جوية إسرائيلية على غزة ومواجهات مع المقاتلين، كلها أدت لقتل المدنيين. وعليه، فهناك حاجة لتغير في النظام الإقليمي، إما من خلال عملية سياسية بين إسرائيل وحماس أو تدمير كامل للأخيرة". 

وتابع المصدر نفسه، أنه "لا يمكن تحقيق أي سيناريو من هذه على الأرجح، إلا في حالة قرر الدبلوماسيون رفض الأشكال القديمة واستبدالها بجديدة" مستفسرا: "لماذا سننتهي بنفس السيناريو هذه المرة؟".

وفي جوابه، أبرز أستاذ العلوم السياسية: "أولا، فرغم ما زعم أنها قتلت أعدادا من الأرواح، إلا أن حماس لا تمثل تهديدا وجوديا على إسرائيل. إسرائيل هي دولة مندمجة بشكل كامل في المجتمع الدولي ولديها أقوى جيش بالمنطقة ومظلة أمنية أمريكية. وبناء على هذه الظروف، فكل ما تستطيع حماس عمله هو الدخول في هجمات متقطعة و"صغيرة" ضد إسرائيل، وكل ما تريده هو النجاة من الهجوم الإسرائيلي الأخير لتعود إلى موقع تكون فيه قادرة على الضرب من جديد".

وتابع: "هذا يعني أن حماس لن تكون في وضع قوي لإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات حقيقية. وكل ما يمكن لحماس عمله هو تبادل مئات الأسرى الإسرائيليين بفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لكن هذا لا يفعل أي شيء لإخماد الخلاف الحقيقي بينهما" مشيرا إلى أن "السبب الثاني، لم يعبر أي من الطرفين عن رغبة بالحل السياسي الحقيقي، فقد بنت حماس سمعتها بناء على قدرتها لمقاومة إسرائيل، كما أن حكمها في غزة حرمها من الشرعية التي كانت لديها كبديل سياسي حقيقي عن فتح، مخلفة شرعيتها المرتبطة بالمقاومة". 


واسترسل المصدر نفسه، أن "الدراسات كشفت أن جماعات التمرد توافق فقط على المشاركة في العملية الدبلوماسية لو سمح لها بالمشاركة في الحكم. ولكي تفعل هذا، فيجب على حماس التخلي عن تركيزها على العنف كسبب وحيد لوجودها. وكل ما عبرت عنه حماس لعمله هو استعدادها لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى عبر وسطاء. ومن جانب إسرائيل لم تعبر أي حكومة إسرائيلية ومن داخل الطيف السياسي عن أية رغبة للتفاوض مع حماس، وهي مثل الأخيرة عبرت عن رغبة بمحادثات محدودة للتفاوض على تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار".

وأردف: "السبب الثالث، كان الوضع الراهن في غزة مفيد للحكومة المتطرفة في إسرائيل، لأنه حللها من أي مفاوضات ذات معنى مع حركة فتح، طالما ظلت حركة على حدودها، حيث جادلت هذه الحكومات، فالعملية السلمية مستحيلة ولا تفاوض على دولة فلسطينية قابلة للحياة".

وأكد أن "هناك تقارير تقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان واضحا بشأن هذه الإستراتيجية. ونقل عنه قوله عام 2019 إن أي شخص يعارض الدولة الفلسطينية عليه تقوية حماس على حساب فتح. كسياسي ماهر في الحفاظ على الوضع الراهن بدلا من أن يكون رجل دولة برؤية ويتحرك نحو السلام، فليس من المحتمل أن يعرقل نتنياهو النظام الذي جنبه تقديم تنازلات في العملية السلمية. ورد عسكري يعطيه القدرة على الزعم بأنه وقف ضد حماس بدون تقديم تنازلات بشأن الدولة التي لا يريد نتنياهو السماح بها". 

وأوضح أن "إسرائيل اعتمدت في حروبها السابقة على الغارات الجوية، وهي وإن كانت قادرة على تدمير البنى التحتية للحركة، إلا أن هناك شبكة واسعة من الأنفاق التي يمكن أن تتخذها كقاعدة عمليات لشن حرب عصابات. والطريقة الوحيدة لتدمير حماس هي عبر غزو بري، تتحرك فيه القوات الإسرائيلية ببطء في الأماكن المفتوحة والحضرية، وخسائر محتملة بين الجنود والمدنيين الفلسطينيين وهي تحاول قتل أو القبض على قادة حماس، وهي مخاطر يحاول نتنياهو تجنبها. وكلما طال أمد العملية، كلما زادت الضغوط الدولية على إسرائيل لوقفها وقبل أن تحقق العملية أهدافها".

وتابع: "السبب الخامس، إن هزيمة حماس في ساحة المعركة لن يكون كافيا لتغيير الوضع القائم، لأن الظروف التي قوته على مدى السنين ستظل في مكانها". مشيرا إلى أن "معظم الدراسات المتعلقة بحملات مكافحة التمرد والإرهاب أكدت على أهمية التخطيط المدروس لمرحلة ما بعد الحرب. وعلى ما يبدو لا القيادة الإسرائيلية أو الجيش لديه خطة لما بعد الحرب، ولا توجد شهية لدى الإسرائيليين حكومة وشعبا لإدارة غزة لمدة طويلة أو احتلال منطقة دمرت بسبب سنوات من الحروب والحصار". 


وأضاف أن "البديل هو تحالف من دول عربية وفتح ودول أوروبية والجامعة العربية والأمم المتحدة، لكن لطخة الإستعمار ستضعف هذه المحاولة التي سيتعامل معها الفلسطينيين بأنها إهانة" متابعا بأنه "لعل البديل الأفضل هي عملية متعددة الوجوه، كل مرحلة تبنى على الأخرى. وتبدأ المرحلة الأولى بمحاولة إسرائيل إقناع حماس بأن تدميرها محتوم إلا إذا وافقت على عملية سياسية، ومن خلال عملية عسكرية تستهدف حماس في غزة ودبلوماسية تقطع التمويل عنها ومنع استقبال قادة حماس". 

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بأن "عملية كهذه تقتضي موافقة الحكومة الإسرائيلية على تخفيض الاستيطان ووقف الاقتحامات للأقصى، كما وتقتضي رفع الحصار عن غزة، وكل هذه السياسات التي أقنعت الفلسطينيين أن إسرائيل ليست معنية بالسلام".

إلى ذلك أكد أنه "يمكن رفع الحصار تدريجيا، بالترادف مع موافقة حماس على التخلي عن العنف وتحسين الحكم في غزة. ومع أن الدعوات لهذه العملية بين الإسرائيليين والفلسطينيين غير ممكنة في أعقاب الهجوم على إسرائيل ومقتل المدنيين الفلسطينيين نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية، ولكن حجم الخسائر بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر قد تجبر القادة والرأي العام على الجانبين بأن هناك حاجة للتغيير ولو فهم الجميع الأسباب العميقة التي أفشلت المحاولات السابقة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة فلسطينية فلسطين غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على إسرائیل إطلاق النار حماس فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

دول عربية وإسلامية كبرى تدعم إسرائيل اقتصادياً وتزوِّد الكيان المجرم بالبضائع :شركة الشحن الإسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية

الثورة / أحمد علي

في كلمته الأخيرة حول آخر المستجدات في العدوان على غزة هاجم السيد القائد دولاً عربية وإسلامية كبرى قال إنها تدعم إسرائيل اقتصادياً من خلال تزويده الكيان المجرم بالبضائع.

وأوضح أنه “على مدى 22 شهراً هناك أنظمة إسلامية وعربية لم تتوقف سفنها وهي تحمل المواد الغذائية والبضائع للعدو الإسرائيلي”.

وأضاف السيد القائد أن هذه الأنظمة “زادت خلال هذه الفترة من مستوى تبادلها التجاري مع العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن هذه الأنظمة هي “من كبريات دول هذه الأمة”.

وكشف السيد القائد أن هناك نظاماً إسلامياً “يظهر التعاطف إعلامياً مع الشعب الفلسطيني لكن نشاطه في التبادل التجاري مع العدو أكثر من أي دولة في العالم”.

وقال إن “البعض من كبريات الأنظمة العربية حاولت أن تقدم للعدو الإسرائيلي بدلاً عما حققه الموقف اليمني في منع الملاحة الصهيونية”.

وأشار إلى أن “أنظمة عربية مدّت العدو الإسرائيلي بمواد غذائية متنوعة وبمختلف الاحتياجات في وقت يتم محاصرة الشعب الفلسطيني”.

وكان السيد القائد قد تحدث عن خمس دول عربية وإسلامية تشارك في كسر الحصار اليمني المفروض على العدو الإسرائيلي، معتبراً أن ذلك يمثّل دعماً مباشراً للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وتواطؤاً فاضحاً مع جرائم الاحتلال.

السعودية واخواتها

ويرجح خبراء أن الدول المقصودة في خطاب السيد عبد الملك الحوثي تشمل كلاً من تركيا ومصر والأردن والإمارات والسعودية نظراً لطبيعة الواردات التي عبرت منها إلى كيان الاحتلال خلال فترة العدوان والحصار اليمني.

جدير بالذكر أنه وفي خطابه الأخير أكد قائد الثورة أن هذه الدول تتحمل مسؤولية الجرائم التي تُرتكب في غزة، داعياً شعوب الأمة إلى مراجعة مواقفها والتصدي لحكوماتها التي تساهم في تعميق معاناة الفلسطينيين، وفي ظل صمتها المطبق تجاه ما يتعرض له سكان غزة من إجرام وحصار.. دول عربية تباشر عملياً كسر حصار صنعاء البحري على العدو الإسرائيلي، وبهذا التصرف تثبت دول العدوان على اليمن من جديد أن مهمتها هي تقديم الخدمات لكيان العدوّ الصهيوني؛ فبعد أن أعلنت الإمارات والأردن في وقتٍ سابق تضامنهما مع “إسرائيل” عبر تفويج السلع والبضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بادرت السعوديّة التي تقود تحالف العدوان والحصار على اليمن، إلى كسر الحصار عن كيان العدوّ الصهيوني، وذلك على حساب دماء وأشلاء وجوع سكان قطاع غزة المحاصر والذي يفتقر إلى أبسط منافذ الغذاء والدواء اللازم والضروري لملايين البشر الفلسطينيين.

وبعد أن تمكّنت القوات المسلحة اليمنية من إطباق حصار على كيان العدوّ الصهيوني عبر استهداف السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى كيان العدوّ الصهيوني؛ ردًّا على الحصار الجائر المفروض على سكان غزة الذين يتضورون جوعاً وظماً أقدم النظامُ السعوديّ على تقديم خدمة جديدة للكيان الإسرائيلي، وذلك بمساعدته على إدخَال السلع والبضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، في الوقت الذي لم يجرؤ هذا النظام على تقديم أي موقف من شأنه فتح ممرات الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني في غزة.

إسرائيل تفضحهم

وقد ذكرت وسائل إعلام صهيونية قيام السعوديّة والبحرين والأردن بخطواتٍ متناسقة تنتهي عند إدخَال كافة البضائع إلى الصهاينة، عبر الطرق البرية التي تربط السعوديّة والأردن بالأراضي الفلسطينية المحتلّة.

تركيا

في تركيا كان شباب الأناضول ومنظمات أوبن رفح، وما في مرمرة، وسفينة الوجدان نظّموا تظاهرة غاضبة أمام ميناء افجيلار في إسطنبول.

الاحتجاج جاء للمطالبة بوقف كل أشكال التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي، رافعين أصواتهم ضد تطبيع العلاقات الاقتصادية.

مطالبة

وطالب المتظاهرون الحكومة التركية بقطع التجارة نهائياً مع الاحتلال .ويقولون إن شركة الشحن الاسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية، وهو ماوثقه نشطاء لإحدى السفن التي كانت تحمل شعار الشركة في ميناء حيدر باشا في إسطنبول متجهة الى حيفا في الأراضي المحتلة.

ويعتبر النشطاء ان استمرار نشاط شركة ZIM «زيم” الإسرائيلية في تركيا يعكس علاقات تجارية غير معلنة، وفقاً للمتظاهرين.

ويؤكد المحتجون أن هذه التعاملات تشكل خرقاً لمطالب الشارع التركي الذي يرفض كل أشكال التعاون مع الاحتلال.

فيما تقول تركيا إنها أوقفت التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي، يؤكد النشطاء إن التجارة لا زالت مستمرة وإن سفنا لازالت تبحر من تركيا باتجاه الاحتلال. وما بين الروايتين، يواصل الشارع التركي الضغط من أجل وقف كافة أشكال التعاون مع الاحتلال.

 

مقالات مشابهة

  • جابر التقى منسى.. وعرض للوضع العام
  • شخصيات إسرائيلية عامة تدعو المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل لارتكابها جرائم حرب في غزة
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • مفوضية اللاجئين: 17 ألف سوري في لبنان أبدوا رغبتهم بالعودة الطوعية
  • بوليتيكو: كيف قاد الناخبون الجنوب آسيويون المُهمَلون فوز ممداني؟
  • الفظائع التي لن ينساها التاريخ
  • دول عربية وإسلامية كبرى تدعم إسرائيل اقتصادياً وتزوِّد الكيان المجرم بالبضائع :شركة الشحن الإسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية
  • رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال: العالم يتوحد ضد “إسرائيل” وذاهبون لفشل مطلق
  • منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية: إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في قطاع غزة
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة في أسرع وقت ممكن