بوليتيكو: هل ستنتهي المواجهة الحالية في غزة بالعودة للوضع السابق؟
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
نشرت مجلة "بوليتكو" مقالا جاء فيه أن "الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس في غزة قد تنتهي بنفس الطريقة التي انتهت بها حروب العقدين الماضيين، أي بوقف إطلاق النار، هذا إن لم يحدث تغير بالتفكير السياسي".
وأضافت الصحيفة، في مقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكساس أرلنغتون، برينت إي ساسلي، أن "عملية حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وقسوة الرد الإسرائيلي جعلت الكثير من المعلقين يتساءلون هذه المرة لو أجبرت حدية العنف الإسرائيليين والفلسطينيين للتوصل إلى حل شامل للنزاع في غزة.
وأوضح التقرير نفسه أن "الحروب بين إسرائيل وحماس في 2008 و 2008- 209 و 2014 كلها انتهت بوقف إطلاق النار لم يفعل الكثير لحل النزاع" مردفا أن "النتيجة كانت هي مناوشات مستمرة وصواريخ على إسرائيل وغارات جوية إسرائيلية على غزة ومواجهات مع المقاتلين، كلها أدت لقتل المدنيين. وعليه، فهناك حاجة لتغير في النظام الإقليمي، إما من خلال عملية سياسية بين إسرائيل وحماس أو تدمير كامل للأخيرة".
وتابع المصدر نفسه، أنه "لا يمكن تحقيق أي سيناريو من هذه على الأرجح، إلا في حالة قرر الدبلوماسيون رفض الأشكال القديمة واستبدالها بجديدة" مستفسرا: "لماذا سننتهي بنفس السيناريو هذه المرة؟".
وفي جوابه، أبرز أستاذ العلوم السياسية: "أولا، فرغم ما زعم أنها قتلت أعدادا من الأرواح، إلا أن حماس لا تمثل تهديدا وجوديا على إسرائيل. إسرائيل هي دولة مندمجة بشكل كامل في المجتمع الدولي ولديها أقوى جيش بالمنطقة ومظلة أمنية أمريكية. وبناء على هذه الظروف، فكل ما تستطيع حماس عمله هو الدخول في هجمات متقطعة و"صغيرة" ضد إسرائيل، وكل ما تريده هو النجاة من الهجوم الإسرائيلي الأخير لتعود إلى موقع تكون فيه قادرة على الضرب من جديد".
وتابع: "هذا يعني أن حماس لن تكون في وضع قوي لإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات حقيقية. وكل ما يمكن لحماس عمله هو تبادل مئات الأسرى الإسرائيليين بفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لكن هذا لا يفعل أي شيء لإخماد الخلاف الحقيقي بينهما" مشيرا إلى أن "السبب الثاني، لم يعبر أي من الطرفين عن رغبة بالحل السياسي الحقيقي، فقد بنت حماس سمعتها بناء على قدرتها لمقاومة إسرائيل، كما أن حكمها في غزة حرمها من الشرعية التي كانت لديها كبديل سياسي حقيقي عن فتح، مخلفة شرعيتها المرتبطة بالمقاومة".
واسترسل المصدر نفسه، أن "الدراسات كشفت أن جماعات التمرد توافق فقط على المشاركة في العملية الدبلوماسية لو سمح لها بالمشاركة في الحكم. ولكي تفعل هذا، فيجب على حماس التخلي عن تركيزها على العنف كسبب وحيد لوجودها. وكل ما عبرت عنه حماس لعمله هو استعدادها لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى عبر وسطاء. ومن جانب إسرائيل لم تعبر أي حكومة إسرائيلية ومن داخل الطيف السياسي عن أية رغبة للتفاوض مع حماس، وهي مثل الأخيرة عبرت عن رغبة بمحادثات محدودة للتفاوض على تبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار".
وأردف: "السبب الثالث، كان الوضع الراهن في غزة مفيد للحكومة المتطرفة في إسرائيل، لأنه حللها من أي مفاوضات ذات معنى مع حركة فتح، طالما ظلت حركة على حدودها، حيث جادلت هذه الحكومات، فالعملية السلمية مستحيلة ولا تفاوض على دولة فلسطينية قابلة للحياة".
وأكد أن "هناك تقارير تقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان واضحا بشأن هذه الإستراتيجية. ونقل عنه قوله عام 2019 إن أي شخص يعارض الدولة الفلسطينية عليه تقوية حماس على حساب فتح. كسياسي ماهر في الحفاظ على الوضع الراهن بدلا من أن يكون رجل دولة برؤية ويتحرك نحو السلام، فليس من المحتمل أن يعرقل نتنياهو النظام الذي جنبه تقديم تنازلات في العملية السلمية. ورد عسكري يعطيه القدرة على الزعم بأنه وقف ضد حماس بدون تقديم تنازلات بشأن الدولة التي لا يريد نتنياهو السماح بها".
وأوضح أن "إسرائيل اعتمدت في حروبها السابقة على الغارات الجوية، وهي وإن كانت قادرة على تدمير البنى التحتية للحركة، إلا أن هناك شبكة واسعة من الأنفاق التي يمكن أن تتخذها كقاعدة عمليات لشن حرب عصابات. والطريقة الوحيدة لتدمير حماس هي عبر غزو بري، تتحرك فيه القوات الإسرائيلية ببطء في الأماكن المفتوحة والحضرية، وخسائر محتملة بين الجنود والمدنيين الفلسطينيين وهي تحاول قتل أو القبض على قادة حماس، وهي مخاطر يحاول نتنياهو تجنبها. وكلما طال أمد العملية، كلما زادت الضغوط الدولية على إسرائيل لوقفها وقبل أن تحقق العملية أهدافها".
وتابع: "السبب الخامس، إن هزيمة حماس في ساحة المعركة لن يكون كافيا لتغيير الوضع القائم، لأن الظروف التي قوته على مدى السنين ستظل في مكانها". مشيرا إلى أن "معظم الدراسات المتعلقة بحملات مكافحة التمرد والإرهاب أكدت على أهمية التخطيط المدروس لمرحلة ما بعد الحرب. وعلى ما يبدو لا القيادة الإسرائيلية أو الجيش لديه خطة لما بعد الحرب، ولا توجد شهية لدى الإسرائيليين حكومة وشعبا لإدارة غزة لمدة طويلة أو احتلال منطقة دمرت بسبب سنوات من الحروب والحصار".
وأضاف أن "البديل هو تحالف من دول عربية وفتح ودول أوروبية والجامعة العربية والأمم المتحدة، لكن لطخة الإستعمار ستضعف هذه المحاولة التي سيتعامل معها الفلسطينيين بأنها إهانة" متابعا بأنه "لعل البديل الأفضل هي عملية متعددة الوجوه، كل مرحلة تبنى على الأخرى. وتبدأ المرحلة الأولى بمحاولة إسرائيل إقناع حماس بأن تدميرها محتوم إلا إذا وافقت على عملية سياسية، ومن خلال عملية عسكرية تستهدف حماس في غزة ودبلوماسية تقطع التمويل عنها ومنع استقبال قادة حماس".
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بأن "عملية كهذه تقتضي موافقة الحكومة الإسرائيلية على تخفيض الاستيطان ووقف الاقتحامات للأقصى، كما وتقتضي رفع الحصار عن غزة، وكل هذه السياسات التي أقنعت الفلسطينيين أن إسرائيل ليست معنية بالسلام".
إلى ذلك أكد أنه "يمكن رفع الحصار تدريجيا، بالترادف مع موافقة حماس على التخلي عن العنف وتحسين الحكم في غزة. ومع أن الدعوات لهذه العملية بين الإسرائيليين والفلسطينيين غير ممكنة في أعقاب الهجوم على إسرائيل ومقتل المدنيين الفلسطينيين نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية، ولكن حجم الخسائر بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر قد تجبر القادة والرأي العام على الجانبين بأن هناك حاجة للتغيير ولو فهم الجميع الأسباب العميقة التي أفشلت المحاولات السابقة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة فلسطينية فلسطين غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على إسرائیل إطلاق النار حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
ناشطون: عملية المتحف اليهودي بواشنطن نتيجة طبيعية لجرائم إسرائيل
وأشارت حلقة 2025/5/22 من برنامج "شبكات" إلى أن الحادث الذي استهدف المتحف اليهودي بالعاصمة الأميركية واشنطن أدى إلى استنفار أمني وتدخّل واسع من السلطات.
وقالت الشرطة إن الحادث وقع عند التاسعة من مساء أمس الأربعاء، حيث أطلق رجل النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية بعد مغادرتهما فعالية دبلوماسية في "متحف كابيتال اليهودي".
ووقع الحادث على بعد كيلومترين اثنين فقط من البيت الأبيض وعلى مقربة من مبنى الكابيتول، ومنفذه هو أميركي في الـ30 من عمره يدعى إلياس رودريغيز، وهو من مدينة شيكاغو.
وتقول تقارير صحفية إن رودريغيز ناشط حقوقي يساري، وإنه شارك سابقا في احتجاجات للدفاع عن حقوق السود. ولم يهرب المنفذ من موقع الحادث، لكنه دخل المتحف وطلب إحضار الشرطة، وبالفعل تم توقيفه سريعا من قبل عناصر الأمن، وردد أثناء اعتقاله عبارة "الحرية لفلسطين".
تعليق أميركي إسرائيلي
وعلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الحادث عبر منصته "تروث سوشيال" قائلا "يجب أن تنتهي هذه المجازر المروعة في واشنطن العاصمة -والتي تستند بوضوح إلى معاداة السامية- فورا".
من جانبه، ربط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الحادث بما سماه "التحريض ضد السامية وضد الإسرائيليين"، حيث قال "اليوم اثنان من موظفي السفارة قُتلا، وهذا مرتبط بالتحريض ضد السامية وضد الإسرائيليين".
إعلانوأضاف ساعر أن "هناك العديد من القادة في الدول والمنظمات الدولية -خاصة في أوروبا- يستخدمون كلمات قاتلة مثل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وقتل الرضع، كل هذا يقود إلى جرائم القتل، البيئة العامة تسببت في إراقة دماء الإسرائيليين واليهود".
نتيجة طبيعيةلكن مواقع التواصل كان لها رأي آخر، حيث اعتبر ناشطون أن ما جرى هو نتيجة لما تقوم به قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، ووصفها بعضهم بالبطولية، فقد كتب عبد الله "عملية في قلب واشنطن، لكي يعلم الصهاينة قتلة الأطفال أن لا مفر، لا بلد يحميهم وسيصبحون قريبا منبوذين من كل دول العالم".
كما كتبت ندى "هذه العملية البطولية ستضع أميركا في موقف محرج جدا، فالمنفذ ليس مسلما ولا عربيا ولا فلسطينيا، إنها فكرة الانتفاضة والتحرير تصل لكل بقاع العالم".
في المقابل، قالت ناتاشا "المتطرفون باتوا يحركون مشاعرهم السياسية في الشارع الأميركي، هل حان الوقت لمراجعة سياسات حماية البعثات الأجنبية؟".
وفي أعقاب الهجوم أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعزيز الأمن في جميع سفارات إسرائيل وممثلياتها حول العالم، كخطوة استباقية في ظل ما تعتبره تل أبيب تصاعدا بالمخاطر المرتبطة بمعاداة السامية وامتداد الاحتجاجات ضد سياساتها في غزة إلى العواصم الغربية.
22/5/2025