بمشاركة وفود دولية.. الطرق الصوفية تنظم مؤتمر «التصوف الإسلامي نحو قيم محمدية كاملة»
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
دقيقة حداد على أرواح الشهداء فى فلسطين
نظمت المشيخة العامة للطرق الصوفية برئاسة الدكتور عبد الهادى القصبى رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ مشايخها، المؤتمر الصوفى والذى يحمل عنوان " التصوف الاسلامي نحو قيم محمدية كاملة وبالتعاون مع مؤسسة دار العرفان للدراسات الصوفية بدولة بنجلاديش، وبمشاركة دولية من السودان وانجلترا وبحضور الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب ورئيس قطاع الدعوة بالمشيخة العامة والدكتور محمد محمود أبو هاشم عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب ورئيس القطاع الصوفى بالمشيخة العامة والسيد عرفان الحق رئيس دار العرفان للبحوث الصوفية بدولة بنجلاديش والدكتور ابراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية وحضور لفيف من مشايخ الطرق الصوفية وعدد من الطلبة الدارسين حيث تم مناقشة عدد من البحوث المقدمة من عدد من الدول مصر وانجلترا وبنجلاديش وجاءت جميعها فى محاور التصوف والكمال المحمدى ومظاهره والإنسانية الكاملة فى منظور السنة النبوية الشريفة وتاريخ تطور دار العرفان الروحى فى بنجلاديش والمستويات الثلاثة للعقل الانسانى وغيرها من البحوث المقدمة والتى طبعت فى كتاب تم توزيعه على الحضور بالإضافة إلى بعد المداخلات عبر تطبيق زووم صرح بذلك المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للطرق الصوفية أحمد قنديل حيث حرص الحضور على ارتداء العلم الفلسطينى وطالب الدكتور القصبى قبل إلقاء الكلمة الوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء فى فلسطين.
ومن جانبه أكد رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية الدكتور عبد الهادى القصبى فى كلمته خلال المؤتمر أن للتصوف أثر بالغ فى تمتين الروابط الروحية بين جميع المكونات الثقافية والاجتماعية تحت لواء المحبة إذ المحبة غاية التربية الروحية والسلوك الصوفى وذلك بأن يسير المريد عبر مقامات التربية وأحوال التزكية حتى يصل إلى تحقيق مقام المحبة فى نفسه ويمتد فى سلوكه وطبيعته إلى المجال الاجتماعى والسياسى والثقافى وهذا سر قوة التربية الصوفية.
وأضاف الدكتور القصبى أن المقامات فى المنهج الصوفى هى مايكتسبه العبد من منازل إيمانية بالمجاهدات الروحية فى طريق العبادة والزهد مشيرا فى كلمته إلى نجاح التربية الصوفية فى التماسك المجتمعى بمايحفظ للاوطان وحدتها ويحميها من شرور التطرف الفكرى والتشدد السلوكى.
وأوضح أن التصوف يعتمد منزلة التوبة باب أمل للعباد مفتوحا أمام القلوب فى كل وقت وحين وهذا سر نجاح الفكر الصوفى فى الاستيعاب الشامل للمجتمع والتوبة أول باب يفتحه السالك فى مسرى المحبة سواء أكانت توبة إنابة أن تخاف من الله لقدرته عليك أم توبة استجابة فهى أن تستحى من الله لقربه منك.
وأكد الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس قطاع الدعوة أن أول درجات علاقتنا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هى معرفته وفهمه لندرك تسجيد الحقائق النورانية المتسجدة فى شخصه صلى الله عليه وسلم وأنه رسول من الله مؤيد بوحى من لظنه ورحمة وثانيا الإيمان به وتصديقه فى كل ما جاء به وهو الأصل الواجب فى الإيمان به فى جميع ماقاله بلا استثناء وثالثها اتباعه فى كل أمر ونهى وتخلق ورابع درجات تلك العلاقة هى المعايشة والتلبس به ومعايشته تكون بمعرفة صفاته والتخلق بها بمعايشة الاخلاق والتحلى بها وليس بمعايشة الوقت والزمن.
وأشار الدكتور محمد أبو هاشم عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية ورئيس قطاع التصوف بالمشيخة أن التصوف الاسلامى هو لب الاسلام وصورته المضيئة ولابد فى الصوفى أن تتحقق فيه معانى الصف والالتزام فى العبادة والصفاء الروحى ومحبة الحكمة والاقلال من الملذات والإقبال على الطاعات والزهد فى الدنيا والتصوف رياضة روحية تجعل صاحبها يتحلى بالفضائل ويتخلى عن الرذائل.
وأضاف الدكتور ابراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن هذا المؤتمر نحو الكمال المحمدى له محورين الاول الكمال المحمدى قبل البعثة واتناول عصمة صلى الله عليه وسلم وإخوانه من المرسلين ورد الشبهات فى ذلك وشهادة مشركى مكة له قبل البعثة عند بناء الكعبة واجماعهم الأمين رضيناه حكما والمحور الثانى بعد البعثة ويتضمن الأحاديث الدالة على الكمال المحمدى منها حديث إنما بعثت لاتمم صالح الاخلاق وكمال الرسالة دليل كمال الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأكد سيد عرفان الحق رئيس دار العرفان من بنجلاديش أن الصوفية غالبا ما تفهم على أنها جوهر الدين سواء من الناحية النظرية أو العملية فإن دارالعرفان يقف كمساحة تحويلية حيث يتم نقل التعاليم النظرية وتتركز الشجاعة الدينية الدقيقة ويتم تكثيف التطور الروحى لتوفير المساحات التحويلية للعلماء والمبتدئين فى الصوفية.
وعقب الجلسة الافتتاحية شارك عدد من المتحدثين فى الندوة العلمية بحضور الدكتور محمد عبد السلام رئيس قسم الدراسات الاسلاميه بكلية البنات جامعة عين شمس والدكتورة هدى درويش عنيد معهد الدراسات الآسيوية السابق ورئيس قسم الأديان والدكتور محمد على الياقوتى وزير الأوقاف والشئون الدينية بالسودان الأسبق ومن شيوخ الطريقة الخلوتية والذى أكد أن التصوف هو نشدان التوحيد الذوقى وهو التوحيد الذى ينتظم حياة المؤمن كلها وبه تتشكل مشاعره وتنظبط سلوكه وذلك لأيام الا بالاندراج فى نفس الجوهر الكامل صلى الله عليه وسلم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مشيخة الطرق الصوفية المجلس الأعلى للطرق الصوفیة صلى الله علیه وسلم الدکتور محمد
إقرأ أيضاً:
د. عادل القليعي يكتب: دعونا نعمل .. لا تلتفتوا للشائعات!
سأبدأ مقالتي بهذه العبارة (دعونا نعمل ولا نستمع للشائعات).
هل إطلاق الشائعات يؤثر على صناعة القرار ، هل ينبغي على صناع القرار أن يعطوا أذانهم إلى كل ما يقال ، هل تنهض أمة من خلال الشائعات أم أن مثل هذه الأمور تعود بالأمم عود قهقري إلى الوراء.
لاشك أن ما تمر به أمتنا العربية والإسلامية من مشكلات وقضايا متشابكة لا يمكن بحال من الأحوال أن نتركها تمر أمام أعيننا مرور الكرام ومن ثم يجب أخذ الحيطة والحذر من الحديث عن هذه المشكلات، بل وترك الأمر لأولي الأمر والمتخصصين في معالجة هذه القضايا والمشكلات فليس كل من هب ودب نصب نفسه منظرا، هذا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال إذا وكل الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة.
ليس هذا وحسب بل إن هذا يفتح المجال لإطلاق الشائعات التي تضرب المجتمعات في صميمها بل وتثير قلقا نفسيا عند أفراد هذا المجتمع.
فليس من المنطقي أن نترك أعمالنا وما كلفنا به من مهام ونتفرغ للرد على أمثال هذه الشائعات هذا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا .
ومن باب فقه درء المفاسد ينبغي التصدي بكل ما أوتينا من قوة لمن يطلق هذه الشائعات المغرضة مستمسكين بكتاب الله القائل (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
إن ما تتعرض له مصرنا الغالية من هجمات شرسة من الخارج ومن الداخل من خلال نفوس مغرضة مريضة لا تحب الخير لهذا البلد ، بغيتها نشر الفتن وإثارة الفوضى ، عن طريق التشكيك في كل منجز تم على أرض الواقع متخذين من إطلاق الشائعات وسيلة لهم لتحقيق أغراضهم الدنيئة.
فهناك من ينشر شائعات مثل أننا نتعرض لانهيار اقتصادي ، ألا يعلم هؤلاء أننا في مرحلة التعافي الآن وأن هذه الأزمة ضربت العالم بأكمله ، وهناك من يطلق شائعة انحسار مياه البحر المتوسط واحتمالية كارثة طبيعية ، ومن يطلق أننا سنصاب بالجدب والفقر المائي ، أو من يطلق أن ثم فيروس خطير يهدد العالم مستخدما وسائل التواصل الاجتماعي لنشر هذه الشائعات ، فهل مطلوب منا أن نترك أعمالنا التي كلفنا بها ونرد على هؤلاء ، لا وألف لا ، فعجلة الإنتاج انطلقت ولن توقفنا مثل هذه الترهات ، وفي طريقنا إلى تنموية مستدامة إن شاءالله تعالى.
رسول الله صل الله عليه وسلم تعرض لمثل هذه الشائعات في غزوة أحد واطلقت شائعة مقتله ، وإذا كان رد فعل الصحابة ، ووقفوا وكأن على رؤوسهم الطير ، لكنهم استجمعوا أنفسهم وقالوا هيا نموت على ما مات عليه ولملموا أنفسهم وعادوا إلى القتال مدافعين عن دينهم.
حقيق بنا أن نقدم تعريفا للشائعة.
فالشائعة جمع إشاعة، والشائعة عبارة عن معلومة أو فكرة أو خبر ليس لها مصدر موثوق، يتم الترويج لها ونقلها وإذاعتها في صورة شفهية أو مكتوبة أو مصورة عبر مصادر متعددة منها مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات والصحف المجندة بهدف التأثير على الرأي العام لتحقيق أهداف شخصية أو سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية أو عسكرية .
الله سبحانه وتعالى وصف مروجي الشائعات بالفسق وحث الناس على التثبت والتبين قبل قبول الخبر الكاذب .
والقانون الوضعي المصري نص على معاقبة مروج الشائعات بالغرامة المالية التي تصل إلى مائتي ألف جنية والحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات كما طالب مجلس النواب بتغليظ العقوبة على مروجي الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع لتصل إلى السجن لأكثر من عشر سنوات بدلا من ثلاث سنوات.
أما بالنسبة للواجب علينا تجاه الشائعات النهي عن العجلة والتسرع ونشر الأخبار حين سماعها، بل لابد من التأمل الدقيق والتيقن من صحة الخبر والنظر العميق في حقائق الأمور وعواقبها
قال أهل العلم من الفقهاء وفيها تحريم إذاعة الأخبار خاصة في حالات المحن إلا بعد التأكد من صحتها وعدم الإضرار من نشرها.
وهذا ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع.
ومن أخطر صور الكذب إطلاق الشائعات وهذا النوع من الكذب يستخدمه أعدائنا لتدمير الشعوب ويسمونه بأسماء كثيرة منها حرب الأعصاب ،والحرب النفسية.
وقد حارب الإسلام الشائعات من خلال حادثة الإفك يقول الله سبحانه وتعالى( إن الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا بل هو خير ).
ومن التدابير النبوية في التعامل مع الشائعات دفع الذرائع المفضية إلى الشائعة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك بعض الأعمال قطعا لألسنة الشائعات، وسدا لحديث المغرضين والخائضين بالباطل وهذا من كمال حكمته صلى الله عليه وسلم فقد ترك قتل بعض المنافقين مع اقترافهم ما يستوجب الخلاص منهم، من النكاية بالمسلمين والخيانة.
ونحن لنا في رسول الله صل الله عليه وسلم الأسوة والقدوة الحسنة الذي أمرنا بأخذ الحيطة والحذر من أمثال هؤلاء المغرضين وعدم الالتفات إلى ما يروجونه والمضي قدما إلى الأمام ، فالألسنة لن تسكت ولن تتوقف واخراسها بالعمل والإنتاج لا بالرد عليهم فأبلغ رد هو ما يتحقق على أرض الواقع من منجزات.