احتجاجات فرنسا.. ماكرون يدعو لتوخي الحذر في اجتماع مع رؤساء البلديات المتضررة والداخلية تحذر من كراهية الأجانب
تاريخ النشر: 5th, July 2023 GMT
اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، في قصر الإليزيه بباريس مع 241 من رؤساء البلديات المتضررة جراء أحداث الشغب الأخيرة التي شهدتها فرنسا على خلفية مقتل الفتى نائل (17 عاما) ذي الأصول الجزائرية على يد شرطي فرنسي خلال عملية تدقيق مروري.
وأبلغ ماكرون رؤساء البلديات أن ما وصفه بـ"ذروة العنف الحضري" قد مرت بعد مضي 7 ليال متتالية من أحداث العنف، لكنه طالب بتوخي الحذر خلال الأسابيع المقبلة.
كما ذكرت وسائل إعلام فرنسية أن ماكرون أعلن في اجتماعه عن قانون طوارئ لتسريع إصلاح تداعيات الاضطرابات.
وقال، بحسب أحد المشاركين، "هل إن العودة إلى الهدوء دائمة؟ أتوخى الحذر حيال ذلك لكن الذروة التي شهدناها في الأيام الماضية قد مرت".
وأضاف "إنه النظام الجمهوري الدائم الذي نريده جميعا والذي سنتمسك به. إنه الأولوية المطلقة"، كما شكر المسؤولين البلديين وكل عناصر الشرطة والدرك ورجال شرطة البلديات والإطفاء.
كراهية الأجانب
من ناحية أخرى، حذر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اليوم من وصم الأجانب في فرنسا وتوجيه خطاب الكراهية ضدهم.
وقال دارمانان -أمام جلسة برلمانية في باريس- "المسألة اليوم تتعلق بالمجرمين وليس الأجانب. ومن بين 4 آلاف شخص تم اعتقالهم في الأيام القليلة الماضية، فإن أقل من 10 ليسوا مواطنين فرنسيين و40 منهم فقط يواجهون الاحتجاز انتظارا للترحيل".
وأضاف "لا نريد كراهية الشرطة ولا كراهية الأجانب.. نريد حب الجمهورية.. من الممكن أن يكون لديك أصول مهاجرة وأن تأتي من الضواحي وأن تحب بلدك".
كما شدد دارمانان على عدم إجراء أي تحقيقات ضد قوات الشرطة، مشيرا إلى أنه لم يكن جميع سكان الضواحي مسؤولين عن أعمال الشغب ولكن يوجد فقط عدد قليل من المجرمين.
وبعد أسبوع على اندلاع أعمال الشغب، شهدت الليلة الماضية عددا محدودا من التوقيفات بلغ 72، بينهم 24 في باريس وضاحيتها القريبة، في مقابل مئات الاعتقالات في أوج أعمال العنف.
كما حصلت عمليات تخريب جديدة وتعرضت مقار شرطة ودرك لهجمات.
ومساء اليوم، سيتوقف النقل بالترامواي والحافلات في ضواحي باريس عن العمل اعتبارا من الساعة 20.00 بتوقيت غرينتش، وهو إجراء يهدف للحفاظ على أمن المسافرين تم تأخيره ساعة مقارنة مع الأيام السابقة.
حرق واعتقالاتوبحسب الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية الفرنسية اليوم الثلاثاء، فإن 3486 شخصا أوقفوا، وأحرقت 12 ألفا و202 سيارة، فيما تعرض 1105 مبان و209 مراكز للشرطة الوطنية والدرك أو الشرطة البلدية للحرق أو التخريب منذ ليلة 27 يونيو/حزيران الجاري، كما تعرضت حوالي 60 مدرسة لأضرار كبرى.
وقال وزير الاقتصاد برونو لومير إن "أكثر من ألف متجر تعرض للنهب أو لهجمات أو أحرق"، معلنا عن مساعدة "لكل حالة" وللأكثر تضررا إلى جانب دعم وعدت به شركات التأمين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أول زيارة غربية للرئيس السوري الانتقالي.. ماكرون يستقبل الشرع في الإليزيه
عشرات المتظاهرين من الأقليات السورية تجمّعوا في ساحة الجمهورية رافعين العلم السوري، مرددين شعارات مثل: "جولاني، ارحل! من فرنسا، ومن سوريا". اعلان
في مشهد اعتبره البعض تاريخيًا، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع، الذي وصل إلى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
هذه الزيارة، التي تُعد الأولى للشرع إلى دولة غربية منذ تنصيبه، فجّرت عاصفة من الجدل داخل فرنسا، خصوصًا في أوساط اليمين واليمين المتطرف، الذين وصفوا الرجل بأنه "جهادي سابق" و"إرهابي تحول إلى رئيس".
أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، قاد جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة قبل أن تعلن الجماعة فك ارتباطها بالتنظيم. هذا الماضي جعل دعوة ماكرون له إلى قصر الإليزيه بمثابة استفزاز سياسي لكثيرين، وعلى رأسهم زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن التي عبرت عن "الصدمة والاستياء"، قائلة: "نستقبل في قلب باريس رجلاً حمل السلاح في صفوف القاعدة وداعش".
الانتقادات لم تقف عند لوبن. النائب المحافظ إريك سيوتي هاجم الخطوة بشدة قائلاً: "السجادة الحمراء في الإليزيه ستكون بلون دماء ضحايا الإرهاب الإسلامي". أما لوران فوكييه، زعيم كتلة الجمهوريين في البرلمان، فوصف الاستقبال بأنه "خطأ جسيم لا يُغتفر". ومع ذلك، ظهرت أصوات معتدلة داخل نفس الحزب، مثل الوزير السابق كزافييه برتران، الذي اعتبر أن "الرئيس يضطلع بمهمة لا يفهمها المنتقدون".
مخاوف محلية وملفات إقليميةيحاول الشرع منذ وصوله إلى السلطة تقديم صورة تصالحية للمجتمع الدولي، واعدًا بحماية الأقليات الدينية واحترام الحريات. لكن التقارير الميدانية الأخيرة لا تساعده: الاشتباكات الطائفية التي أودت بحياة أكثر من 1700 شخص في غرب البلاد خلال آذار/ مارس، والانتهاكات التي وثّقتها منظمات حقوقية، ومعارك مسلحة مع الدروز، كلها تُلقي بظلال من الشك على قدرته على ضبط الجماعات المتطرفة المرتبطة به سابقًا.
وفي باريس، لم تمر الزيارة دون احتجاجات. عشرات المتظاهرين من الأقليات السورية تجمّعوا في ساحة الجمهورية رافعين العلم السوري، مرددين شعارات مثل: "جولاني، ارحل! من فرنسا، ومن سوريا".
Relatedهل تفتح سوريا بوابة التطبيع مع إسرائيل في عهد أحمد الشرع؟وثائق تكشف الحلم الإيراني في سوريا: خططٌ سقطت مع رحيل الأسدرويترز تكشف: الإمارات تقود وساطة سرية بين سوريا وإسرائيل ولا حدود لما قد يتحققرغم كل ذلك، يبدو ماكرون مصممًا على المضي في هذا المسار. قصر الإليزيه أعلن أن اللقاء يأتي في إطار دعم بناء "سوريا حرّة، مستقرة، سيدة، تحترم كلّ مكوّنات مجتمعها".
كما دافع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن الموقف الرسمي عبر إذاعة RTL قائلاً: "عدم الانخراط في حوار مع السلطات الانتقالية سيكون عملاً غير مسؤول، ويفتح الباب أمام داعش للعودة".
وأكد أن الملفات المرتبطة بسوريا — من مكافحة الإرهاب وضبط تدفق المهاجرين وحتى مستقبل لبنان ووقف تهريب المخدرات — كلها تتقاطع مع مصالح فرنسا الحيوية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة