نيوزيمن:
2025-08-14@21:09:23 GMT

مونديال الأندية: تألق المحاربين القدامى

تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT

كان نجوم مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي، وحارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا، في الموعد خلال الدور الأول من مسابقة كأس العالم للأندية في كرة القدم بالولايات المتحدة، وخيب آخرون الآمال على غرار الفرنسي أنطوان غريزمان والأرجنتيني فرنكو ماستانتوونو، فيما برز عدد من اللاعبين لم يكونوا معروفين سابقاً، مثل البرازيلي إيغور جيزوس والفلسطيني وسام أبو علي.

قديم ولكن ذهبي

مثل تلك القطع الموسيقية القديمة التي لا تزال عظيمة، فقد أثبت بعض المحاربين القدامى أنهم ما زالوا قيد الخدمة، على الرغم من الحرارة الشديدة والرطوبة. بداية مع ميسي الذي قاد إنتر ميامي الأميركي إلى دور الـ16، حيث تنتظره مواجهة حامية الوطيس ضد فريقه السابق باريس سان جيرمان الفرنسي. ويواصل الأرجنتيني البالغ من العمر 38 عاماً، صناعة التسجيل لنفسه مع توفير كثير من الفرص على أطباق من ذهب لزملائه. وينصح الباريسيون بعدم منحه فرصة الحصول على ركلة حرة مباشرة من مسافة 20 متراً، لأنه أيضاً لديه فنيات ترجمها إلى أهداف كعادته، مثلما حدث ضد بورتو البرتغالي (2 - 1).

ولكن ميسي ليس وحيداً في ميامي، إذ انتظر زميله السابق في برشلونة الإسباني الدولي الأوروغوياني السابق لويس سواريز (38 عاماً) حتى المباراة الحاسمة ضد بالميراس البرازيلي (2 - 2) لاستعادة روحه القتالية، وهو ما اتضح من هدفه الرائع الذي ذكّره بأفضل أوقاته في النادي الكاتالوني. وماذا يمكن قوله عن الأرجنتيني المخضرم الآخر أنخل دي ماريا؟ لا يبدو أن السنوات تثقل كاهل الجناح البالغ من العمر 37 عاماً، والذي لا يزال يتألق بقدمه اليسرى. جلبت أهدافه الثلاثة في العدد نفسه من المباريات السعادة لفريقه بنفيكا البرتغالي الذي تصدر المجموعة الثالثة، متفوقاً على العملاق البافاري بايرن ميونيخ.

ولكن ماذا ذهب (الإسباني) سيرخيو راموس يفعل في مونتيري؟ هكذا تساءل الناس عندما وقع قطب الدفاع المخضرم السابق لريال مدريد في فبراير (شباط) الماضي. وضع خبرته وشراسته الدفاعية في خدمة النادي المكسيكي على الرغم من أنه يبلغ من العمر 39 عاماً. ولكن الأهم أهدافه! سجل 5 أهداف في 12 مباراة (بكل المسابقات) بينها هدف واحد بالرأس أمام إنتر ميلان الإيطالي وصيف بطل أوروبا (1 - 1). ووجه رسالة تحذيرية إلى بوروسيا دورتموند الألماني منافس فريقه في دور الـ16، بقوله: «أبذل قصارى جهدي ضد أفضل فرق العالم. لم يكن أحد يثق بنا، والآن يبدأ التحدي الحقيقي».

وأثبت البلجيكي تيبو كورتوا أنه رغم بلوغه سن 33 عاماً، لا يزال أحد أكثر حراس المرمى الذين لا يمكن هز شباكهم على كوكب الأرض. وحافظت تصدياته العشر، كثير منها في اللحظات الأخيرة من المباراة ضد باتشوكا المكسيكي في الجولة الثانية، على فوز فريق ريال مدريد (3 - 1).

نجوم حاضرون غائبون

مثل أتلتيكو مدريد، استيقظ أنطوان غريزمان متأخراً جداً: هدف الفوز الذي سجله المهاجم الدولي الفرنسي السابق في مرمى بوتافوغو (1 - 0) في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات، لم يجنب فريقه الإسباني الخروج خالي الوفاض من المسابقة. نتيجة مخيبة بالنسبة للفرنسي الذي كانت تقارير تربطه بإنهاء مسيرته في الولايات المتحدة. هو خيار اتخذه بالفعل زميلاه السابقان في المنتخب الفرنسي أوغو لوريس وأوليفييه جيرو، اللذين لم يكونا بارزين جداً مع لوس أنجليس إف سي.

وكان من المتوقع أن يلهب الأرجنتيني فرانكو ماستانتوونو، جوهرة ريفر بلات البالغ من العمر 17 عاماً، والذي سارع ريال مدريد إلى الحصول على خدماته قبل البطولة، حماس الجماهير، لكن ذلك لم يحدث. وشاهد المهاجم الفرنسي ماركوس تورام الذي لم يتألق في المباراة ضد مونتيري المكسيكي؛ بل خرج مصاباً، زملاءه في فريق إنتر ميلان يتأهلون إلى دور الـ16 من دكة البدلاء.

وشارك المخضرم الدولي الأوروغوياني السابق إدينسون كافاني، الذي يعاني من إصابة منذ فترة طويلة، في المباراة الأخيرة فقط لبوكا جونيورز التي كانت مخيبة جداً، حيث انتهت المباراة بالتعادل أمام فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي للهواة. ويأمل الفرنسيان كيليان مبابي (ريال مدريد) وعثمان ديمبيليه (باريس سان جيرمان) اللذان يعانيان من التهاب في المعدة والأمعاء وإصابة في العضلات على التوالي، في ترك بصمتهما أخيراً في البطولة عندما يخوضان غمار دور الـ16.

مرشحون لجائزة الأفضل

إيغور جيزوس: مهاجم بوتافوغو البالغ من العمر 24 عاماً، ليس غريباً على أميركا الجنوبية، كما يتضح من أهدافه الـ22 في الدوري البرازيلي، و6 أهداف في «كأس ليبرتادوريس» التي فاز بها العام الماضي. لكن أهدافه ضد باريس سان جيرمان وسياتل الأميركي شوهدت على الساحة العالمية، لا سيما في نوتنغهام فورست، وجهته المستقبلية المحتملة.

غونسالو غارسيا: في غياب مبابي بسبب المرض، أظهر الإسباني البالغ من العمر 21 عاماً من الفريق الرديف للنادي الملكي (كاستيا) قيمته، بتسجيله الهدف الأول في عهد المدرب الجديد شابي ألونسو ضد الهلال السعودي. سجل هدفه الثاني في مرمى سالزبورغ النمساوي (3 - 0) في الجولة الثالثة، بعد تمريرتين حاسمتين في المباراة ضد باتشوكا المكسيكي (3 - 1) في الجولة الثانية.

وسام أبو علي: في مصر، يعشقه جمهور النادي الأهلي منذ انضمامه إليه العام الماضي (35 هدفاً في 57 مباراة). ولكن الأمر لن يتوقف، حيث سجل المهاجم الفلسطيني المولود في الدنمارك ثلاثية في مرمى بورتو (4 - 4) بالجولة الثالثة الأخيرة. تألق من شأنه بالتأكيد أن يلفت انتباه الأندية الأوروبية.

سالم الدوسري: على الجناح الأيسر، وبسرعته، شكل المهاجم السعودي خطراً مستمراً على المدافع الإنجليزي الجديد لنادي ريال مدريد، ترنت ألكسندر-أرنولد، خلال التعادل الثمين أمام النادي الملكي (1 - 1) في الجولة الأولى. وهدفه في مرمى باتشوكا (2 - 0) قاد الهلال إلى دور الـ16. أناتولي تروبين: وقف الأوكراني البالغ من العمر 21 عاماً الذي يحرس مرمى بنفيكا منذ عامين، سداً منيعاً أمام هجمات بايرن ميونيخ، وحافظ على نظافة شباكه مساهماً في الفوز الثمين لفريقه (1 - 0).

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

إشراقات ذُرى الستّين العالية

في عنفوان شبابه خُيّل للشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف أنّه أقرب ما يكون إلى الستّين، لماذا؟ يجيب: «لأنّ الكلمات التي لم أقلها أغلى على قلبي من كلّ الكلمات التي قلتُها»، فهل تغدو الكلمات في سنّ الستّين عزيزة إلى هذا الحدّ؟ قد يكون ذلك ممكنا من حيث إن الستّين ذروة من ذرى العمر، لعلّها الذروة الأعلى، وهذه الذروة يميل فيها الإنسان إلى التأمّل، والإكثار من الصمت، ومراجعة شريط أحداث الحياة، بحلوها، ومرّها، وقد تكون تلك الأحداث غير قابلة للإفصاح عنها، لكنها تظهر في السلوك، فــ«في حياة كل إنسان أمور لا يتحدّث عنها، ولكنها تؤثّر في نمط معيشته، وفي مواقفه، وفي آرائه»، كما يقول الكاتب جبرا إبراهيم جبرا، على لسان إحدى شخصيّات رواياته، وغالبا ما يميل في هذا السن، إلى الزهد والقناعة، ربما لترفّعه عن توافه الأمور، وانطفاء الحماس، وخفوت وقدة شعلة الشباب، وغلبة الإحساس باللا جدوى، والاقتراب من خطّ نهاية الأحلام الكبيرة، وقد تقف ظروف خاصة خلف ذلك، فالعزلة التي فرضها على نفسه الكاتب الأمريكي جيروم ديفيد سالنجر(1919- 2010م) صاحب رواية (الحارس في حقل الشوفان) التي دامت حوالي خمسين سنة أمضاها في كوخ منعزل، بدأها منذ عام 1965 واستمرت حتى رحيله عام 2010 م، لها أسبابها، من بينها دخوله في علاقات عاطفية فاشلة، وزيجات انتهت بالانفصال، كذلك مشاركته في الحرب العالمية الثانية، وما تركت من أثار نفسية ليس من السهل أن تزول.

وفي أحيان كثيرة تقف خلف قرار العزلة عندما يتقدّم الإنسان في العمر «نفس عجزت عن تحقيق أهدافها»، كما نجد في تفسير عالم النفس سيجموند فرويد، لذلك يتوقّف عن الجري الذي يراه لا طائل منه، لكن هناك مَنْ يجد في سنّ الستّين رغبة إلى إعادة ترتيب أوراق عمره، استعدادا لانطلاقة جديدة بعد مروره بهذا المنعطف، رغم أن الكثيرين يعترضون على هذا المنطق، ويرون أن سنوات العمر تنحني أمام جبروت شباب الروح، وفي ذلك يقول الشاعر أحمد الصافي النجفي:

عمري بروحي لا بعدّ سنيني

فلأهزأنّ غدا من التسعين

عمري إلى السبعين يركض مسرعا

والروح باقية على العشرين

والأهم في ذلك شعور الإنسان نفسه، والمثل الفرنسي يقول «عمر الرجل كما يشعر» لا كما يبدو.

وقد قرأت مؤخرا منشورا لصديق من جيلي هو الشاعر والسينمائي (استناد حدّاد) كتبه بمناسبة عبوره خطّ الستين، و(استناد) من الشعراء الجميلين، لمع اسمه في الثمانينيات عندما أعدّ وأخرج فعالية تجمع أغلب الفنون من شعر وقصّة، وموسيقى، وباليه، وسينما، ومسرح، وفن تشكيلي في عرض واحد حمل عنوان(عربة الغجر) ومنذ عام 1984 وحتى بداية التسعينيات قدّم (12) عرضا تضمّنت (150) فقرة مختلفة، وخلال تلك السنوات كان في ذروة نشاطه الشعري، والمسرحي، والسينمائي، ولم يفتر حماسه حتى بعد مغادرته بغداد، واستقراره في مدينة (بيرث) الواقعة في أقصى جنوب غرب استراليا، وللاستقرار في مكان لذّة خاصّة لمَنْ تنقّل بين (150) بيتا وشقّة وغرفة، كـ(استناد)، لكنّ، من الواضح، في منشوره الجديد أن النار المستعرة أخذت تهدأ، والمياه الصاخبة بدأت تسير في الجدول بأناة، هل أنّه حين وضع قدمه على خطّ (الستّين) حصل له كلّ هذا أم أن التحوّلات جاءت تدريجيّا، حتى إذا ما بلغه خرج عن صمته؟ فقد اعتبر(الستين) نقطة فاصلة في حياته، لذا، نظر للمسألة من زاوية واقعيّة، فجرس الإنذار قد دقّ، وقطار العمر أطلق صفيره، لذا رأى أنه بحاجة إلى تغيير نمط حياته، ومغادرته (سجن الأحلام) هكذا أسماه، متهكّما على أحلامه «خصوصا تلك التي مرّت عليها أربعون سنة ولم تتحقّق!» كما يقول، مع احتفاظه «بقليل من الذكريات الجميلة وشطب كلّ ذاكرة للحرب، وأصدقاء الصدفة»، ومن الغريب أنّه أعلن في منشوره، الذي يمكننا أن نعتبره (بيانا شخصيّا) اعتزال كتابة الشعر، وطبعا، مثل هذه القرارات ليست جديدة، ففي الثمانينيات أعلن الشاعر بلند الحيدري اعتزاله الشعر، ثمّ كتب ونشر نصوصا عديدة، وفي عام 1983 م فاجأ الشاعر الكبير الشيخ عبدالله بن علي الخليلي الوسط الثقافي العُماني عندما ألقى في أمسية شعرية قصيدة أسماها «استقالة من دولة الشعر»، بعد تعرّضه لحادث، وقد أثارت تلك القصيدة جدلا واسعا:

مالي وللشعر يحدوني وأحدوه

غداة أوشك يسلوني وأسلوه

فناشده الكثيرون بالتراجع عن قرار(الاستقالة) الذي لم يستمرّ طويلا، فعاد (أمير البيان) إلى جمهور الشعر بقصائد رائعة.

وأرى أنّ قرارات الصديق استناد، تأتي لشعوره ببلوغ ذروة العمر الأخيرة، حيث إن كلّ مرحلة عمريّة بعد الأربعينيات ذروة، تتبعها منحدرات حادّة، استلهاما من قول الشاعر عبدالرزّاق عبدالواحد:

مضى ما مضى منك خيرا وشر

وظلّ الذي ظلّ طيّ القدر

وكم ذا تكابر والأربعون

ذرى كلّ ما بعدها منحدر

وهي وقفة مراجعات لابدّ لكلّ إنسان أن يتأمل، خلالها، ما مرّ من محطّات وهو ينظر من أعلى ذُرى الستّين الشاهقة.

مقالات مشابهة

  • كاكا يهزم رونالدو «الظاهرة» بثلاثية في مونديال الرياضات الإلكترونية
  • جمال عبد الحميد: هناك مؤشرات إيجابية لمنافسة الزمالك على البطولات
  • نونيز: الهلال أثبت قدرته على مقارعة الكبار في مونديال الأندية .. فيديو
  • إشراقات ذُرى الستّين العالية
  • مفاجأة في الصدارة وبرشلونة وصيفاً.. تعرف على أكثر الأندية إشراكاً للشباب
  • قدرة المعمّرين على تفادي الأمراض تحير العلماء
  • الأندية السعودية تدخل مرحلة «الصفقات الشابة»
  • الأهلي براءة وتغريم الزمالك.. رابطة الأندية تعلن عقوبات الجولة الأولى من الدوري
  • ما هو مرض الدكتور علي المصيلحي الذي تسبب في وفاته؟
  • أم تقتل ابنها وتقطع جثته بمساعدة زوجته .. صور