اتهامات ونذر مواجهة مسلحة بين إريتريا وإثيوبيا
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
وكالات- متابعات تاق برس- تبادلت كل من أريتريا وأثيوبيا الاتهامات بتقويض الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، وسط مخاوف من تجدد التوترات التي أعقبت اتفاق بريتوريا للسلام الموقع في نوفمبر 2022.
وأفادت تقارير بأن إريتريا بدأت تعبئة لقوات الاحتياط، فيما أرسلت إثيوبيا تعزيزات إلى المناطق الحدودية، ما أثار مخاوف من اندلاع صراع جديد.
واتهمت وزارة الإعلام الأريترية، في بيان رسمي، الحكومة الأثيوبية بشن “حملة دبلوماسية مضللة” بهدف التمهيد لصراع محتمل، مشيرة إلى أن الحزب الحاكم في أديس أبابا يسعى منذ عامين للسيطرة على موانئ أريترية، “سلميا إن أمكن، وعسكريا إن لزم الأمر”.
وأضاف البيان أن أثيوبيا اشترت بالفعل أسلحة لهذا الغرض، مؤكّدا أن أسمرا مارست “أقصى درجات ضبط النفس” رغم ما وصفته بالاستفزازات المتكررة “لضم أراض سيادية أريترية بما فيها منافذ على البحر الأحمر”.
بالمقابل، اتهمت الحكومة الأثيوبية جارتها بـ”تقويض اتفاق بريتوريا” من خلال ما وصفته بـ”احتلال أراض أثيوبية” وتزويد “المتمردين بالسلاح”، معتبرة ذلك “تهديدا مباشرا” لأمن البلاد ووحدة أراضيها.
وفي رسالة وجهها وزير الخارجية الأثيوبي إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد وشركاء دوليين، حذّرت أديس أبابا من أن هذه الممارسات قد تزعزع استقرار المنطقة بأسرها، مضيفة أن أريتريا تقوم بـ”تدخلات ممنهجة” في شؤونها الداخلية وتحريض إعلامي يستهدف نسيجها المجتمعي.
ويأتي تصاعد هذه الاتهامات المتبادلة في وقت لا تزال فيه المنطقة تتعافى من آثار الحرب في إقليم تيغراي، الأمر الذي يزيد من حساسية الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود بين البلدين.
طيلة الأشهر الماضية كان التوتر حاضراً بين أسمرة وأديس أبابا، وفي مارس الماضي، حذَّر نائب حاكم إقليم تيغراي، تسادكان قبرتسائيل، من أن حرباً جديدة بين إثيوبيا وإريتريا قد تكون على الأبواب، مشيراً إلى أن هناك استعدادات عسكرية متسارعة في المنطقة، واتهم أسمرة حينها بـ”انتهاج سياسات توسعية وعدوانية”.
في المقابل، قال وزير الإعلام الإريتري، يماني غبريمسقل، على منصة “إكس” وقتها، إن “إريتريا تربكها طموحات إثيوبيا الخاطئة والقديمة المرتبطة بالوصول إلى منفذ بحري من خلال الدبلوماسية أو القوة العسكرية”، وعَدّ أن “استعدادات إريتريا المزعومة للحرب ضد إثيوبيا اتهامات كاذبة”.
وفي فبراير الماضي، اتّهم الرئيس الإثيوبي السابق، مولاتو تيشومي، إريتريا بالسعي إلى إعادة إشعال الصراع ودعم المتمردين في شمال إثيوبيا. وقد نفت أسمرة تلك الاتهامات عبر وزير إعلامها، ووصفتها بأنها “إطلاق إنذار كاذب”. وفي الشهر نفسه، استضافت العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، مؤتمراً علنياً لمعارضين للنظام الحاكم في أسمرة.
إثيوبياإريترياتغرايالمصدر: تاق برس
إقرأ أيضاً:
هل عذب مسلحون دروز أسيرا سوريا بالأسيد والنار؟
في مشهد صادم أثار جدلا واسعا، تداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق ما قيل إنه لحظة قيام مسلحين دروز بسكب النار والأسيد على شاب عقب القبض عليه وأسره، مع مزاعم بأن الحادثة جرت خلال الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء جنوبي سوريا.
المقطع، الذي جرى تداوله على نطاق واسع في "فيسبوك" و"إكس" مؤخرا، حمل أوصافا من قبيل "وحشية تفوق الخيال"، و"جريمة طائفية"، وترافق مع دعوات للإدانة والمحاسبة، وانتشرت نسخ منه عبر حسابات تحمل توجهات سياسية متباينة، مما زاد من حدة النقاشات والانقسامات في التعليقات.
وحشية تفوق الخيال … ميليشيات #الهجري الإرهابية الطائفية، تعذب أسير سوري بالأسيد والنار #السويداء.
.. pic.twitter.com/0LDWSA4kh8
— محمد الخليل || M . Al Khalil (@mohammad19857) August 8, 2025
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما حقيقة إيقاف الجيش السوري دورية لبنانية على الحدود وإهانة عناصرها؟list 2 of 2هل شيدت سنغافورة أول سجن عائم في العالم؟end of listالتحقق من الفيديوورغم أن المشهد المصور يوحي للوهلة الأولى بأنه جزء من أحداث السويداء الأخيرة، فإن المراجعة التي أجراها فريق "الجزيرة تحقق" قادت إلى نتيجة مغايرة تماما.
فقد أظهر البحث العكسي باستخدام لقطات ثابتة من الفيديو أن المقطع قديم ويعود إلى عام 2018، حين جرى القبض على عناصر من تنظيم الدولة (داعش)، بعد هجوم دام للتنظيم على قرى ريف السويداء الشرقي في يوليو/تموز 2018، وهو الهجوم الذي خلف عشرات القتلى والجرحى من المدنيين وأشعل موجة غضب واسعة بين الأهالي.
إعادة نشر هذا المقطع القديم بعد سنوات من وقوعه، مع نسبه إلى أحداث حالية، يسلط الضوء على خطورة التلاعب بالمحتوى البصري في بيئات النزاع، حيث يسهل استثمار الصور والفيديوهات القديمة لإثارة المشاعر وتأجيج الانقسامات، وربما التأثير على مسار الأحداث.
ومنذ 19 يوليو/تموز الماضي، تشهد السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت نحو أسبوع بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، دخلت على إثرها قوات الأمن العام إلى المحافظة، حيث شن الجيش الإسرائيلي ضربات استهدفتهم بذريعة حماية الدروز.
إعلانوتنتشر في السويداء مجموعات مسلحة درزية، تتبنى توجها مناهضا لحكومة دمشق، وترفض الاندماج ضمن مؤسسات الدولة السورية، كما تتهمها أطراف محلية بأنها تحظى بدعم إسرائيلي.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد، وفراره إلى روسيا بعد 24 سنة في الحكم.