الموقع بوست:
2025-07-05@11:21:51 GMT

تصعيد الحوثيين العسكري: هروب من مشاكل الداخل

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

تصعيد الحوثيين العسكري: هروب من مشاكل الداخل

حالة من المراوحة تلازم المشهد السياسي في اليمن في ظل جمود دبلوماسي وتوقّف المفاوضات السياسية، وذلك عقب النشاط الدبلوماسي في الفترة الماضية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ والمبعوث الأميركي تيم ليندركينغ، من دون التوصل إلى بوادر اتفاق ينهي الحرب في اليمن، ويمهّد لحل سياسي شامل بين الأفرقاء السياسيين.

 

وفي ظل هذه المراوحة، تتصدر جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) المشهد عبر تحركات للحصول على أوراق ضغط في المفاوضات السياسية، إذ سعت الجماعة لتأكيد حضورها في الميدان العسكري داخلياً وخارجياً عبر التصعيد في جبهات القتال ضد القوات الحكومية، وكذلك إعلانها عن استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

الحوثيون يصعّدون داخلياً وخارجياً

 

وصعّدت جماعة الحوثيين عسكرياً في عدة محاور في جبهة محافظة مأرب الغنية بالنفط (على بُعد 170 كيلومتراً شرق صنعاء)، وكذلك في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، على الرغم من الهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة في إبريل/ نيسان 2022.

 

فقد شنّت، فجر الاثنين الماضي، هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش الوطني، التابع للشرعية المعترف بها دولياً، في منطقة الكسارة في الجهة الشمالية الغربية من محافظة مأرب، وقُتل ثمانية من أفراد القوات الحكومية وأصيب 17 آخرون في الهجوم.

 

كما صعّدت الجماعة في جبهات محافظة تعز، جنوب غربي البلاد، من خلال مهاجمة مواقع الجيش الوطني. وكان أربعة جنود سعوديين قد قتلوا، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في المواجهات مع قوات الحوثيين في منطقة جازان الجبلية جنوب غربي المملكة على الحدود مع اليمن.

 

كما أن أربعة جنود بحرينيين يعملون عند الحدود السعودية قُتلوا، نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد استهدافهم من قبل الحوثيين بطائرة مسيّرة (وقتل جندي خامس في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، وهو الحادث الأول الذي تشهده الحدود السعودية منذ اتفاق الهدنة في إبريل 2022.

 

وترافق هذا التصعيد في جبهات القتال مع إعلان الجماعة، أكثر من مرة، عن إطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيّرة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستهدافها عدة مرات منذ 19 أكتوبر الماضي. مع العلم أنها أعلنت، أول من أمس الأربعاء، مسؤوليتها عن إسقاط طائرة مسيّرة أميركية قبالة السواحل اليمنية من طراز "إم كيو-9".

 

خدمة لمحور إيران؟

 

وفي السياق، قال المحلل السياسي مصطفى ناجي الجبزي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الحوثيين ينتهزون كل فرصة سانحة لتنفيذ هجوم هنا واعتداء هناك، لأن أحلام التوسع لا تزال تدغدغ مخيلتهم". وأضاف أن "الأحداث الجارية في فلسطين أفقدت (زعيم الحوثيين عبد الملك) الحوثي موقعه في المشهد الإقليمي، حيث تعطّل مسار المشاورات الخلفية، وضعفت ورقة الابتزاز السياسي الإقليمي"، لافتاً إلى أن الحوثي "أعاد التموضع وتعريف نفسه بأنه في خدمة محور إيران على حساب الأمن الإقليمي".

 

واعتبر الجبزي أن "الحوثي يعتقد أن انشغال الناس بالشأن الفلسطيني قد يقود إلى تراخي الجبهات، فيشن هجوماً يغيّر به أوراق اللعبة، ويعيد تعريف مسار السلام كما يشتهي".

 

وأضاف أن الحوثي "يدرك أن المؤسسة العسكرية للشرعية تعيد ترتيب صفوفها، ويؤدي رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز دوراً كبيراً في هذه المهمة، خصوصاً في مأرب، وسبق أن حاول الحوثيون استهدافه في شمال غرب البلاد، بعد زيارته إلى محور حرض" الحدودي مع السعودية. وكان بن عزيز قد نجا، الثلاثاء الماضي، من محاولة اغتيال، إثر انفجار سيارة مفخخة لدى مرور موكبه العائد من السعودية، على مشارف مأرب.

 

وبحسب الجبزي، الذي رأى أن "الحرب هي هروب دائم بالنسبة للحوثي"، فإن الأخير "يحاول جرّ خصومه إلى مواجهة يتوقع أنه المتحكّم في توقيتها ومكانها"، لافتاً إلى أن "الجمود في عملية السلام يقلقه، لأنه يضعه بشكل مباشر تحت ضغوط المواطنين في مناطق خاضعة لسلطته، ويقتضي منه معالجة الأوضاع الاقتصادية، ودفع رواتب وتسيير شؤون اليمنيين في تلك المناطق".

 

وحول تأثير التصعيد على مسار المفاوضات، لفت الجبزي إلى أن "كل شي جامد، والقوى الدولية والإقليمية مشغولة بغير الحوثي، والواقع أن معاركه جزئية ولا تغيير في معادلة السيطرة الميدانية".

 

تحركات الحوثيين استعراض قوة

 

من جهته، قال الخبير العسكري العميد جمال الرباصي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الجماعة صعّدت في هذا التوقيت "الذي تعاني فيه غزة من الإبادة الجماعية، وكل الإعلام موجّه نحو ما يحدث هناك"، واصفاً التصعيد بأنه "تظاهرة إعلامية تستهدف الداخل اليمني".

 

ورأى الرباصي أن تصعيد الحوثيين هو "استعراض قوة أمام الموظفين في الداخل، المطالبين بصرف رواتبهم وتحسين الوضع الاقتصادي، إذ يهدف الحوثيون لتسكين الموظفين" ودعوتهم للمزيد من الصبر، موضحاً أن "الجماعة تتهرب بذلك من مسؤولياتها تجاه المواطنين في الداخل".

 

وأشار إلى أن "الحوثي من خلال تصعيده في مأرب يريد الضغط على السلطة الشرعية المفككة والعاجزة، والتي تسيطر عليها لوبيات الفساد وتعجز عن جمع موقفها تجاه الانقلاب (الحوثيين في 2014)". وقال إن التصعيد في مأرب "يعبّر عن فشل الحوثي في تحقيق منجز، ما يُضعف موقفه، خصوصاً أن المفاوضات توقفت"، لافتاً إلى أن ذلك يخلق مشاكل داخلية للحوثي الذي يهرب منها "نحو التصعيد العسكري".

 

فرصة لاستغلال القضية الفلسطينية

 

أما المحلل العسكري عبد العليم أبو طالب، فقال في حديث لـ"العربي الجديد" إن "الأحداث في اليمن مرتبطة بالمنطقة والإقليم، والحركة الحوثية كثيراً ما تعتمد على الأحداث في المنطقة منطلقاً لتمرير أهدافها برعاية وتوجيه من النظام الإيراني".

 

أبو طالب: قلّت شعبية جماعة الحوثيين مع حالة التذمر الشعبي المتزايدة في مناطق خاضعة لها

 

وأضاف أنه "مع غضب الشارع اليمني، قلّت شعبية جماعة الحوثيين، خصوصاً مع حالة التذمر الشعبي المتزايدة في مناطق خاضعة لها، لا سيما بعد ذكرى ثورة سبتمبر والاحتجاجات الشعبية التي رافقتها".

 

ولفت أبو طالب إلى أن الجماعة وجدت في "طوفان الأقصى فرصة سانحة لتلعب بعواطف اليمنيين وموقفهم من القضية الفلسطينية، فسارعت بالبدء بجمع التبرعات الإجبارية من المواطنين والتجار"، مستغلة، بحسب أبو طالب، "شعارها الزائف الذي تتستر به لتلميع صورتها من جديد عبر إعلانها قصف الأراضي الفلسطينية بالصواريخ والطيران المسيّر".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحوثي اسرائيل فلسطين حرب أبو طالب إلى أن

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يشدد على حماية الملاحة ويتهم الحوثيين بعرقلة السلام في اليمن

شدد مجلس الأمن الدولي، على ضمان حماية وسلامة الملاحة والشحن في البحر الأحمر من خلال مواصلة الضغط على الحوثيين لمنع استئناف هجماتهم على السفن التجارية وسلاسل التوريد العالمية.

 

جاء ذلك في البيان الشهري الصادر عن اجتماع مجلس الأمن في جلسة مشاورات لمناقشة وإقرار برنامج العمل المؤقت للمجلس خلال شهر يوليو/تموز 2025.

 

وقال المجلس، إن جماعة الحوثي تواصل انخراطها في التوترات الإقليمية الأوسع لعرقلة التقدم نحو خارطة طريق للسلام في اليمن، مشيرا إلى أن المجلس سيعقد جلسة جديدة بشأن اليمن في يوليو الجاري، للإستماع للإحاطة الشهرية، تليها مشاورات مغلقة، بشأن اليمن. ومن المتوقع أن يقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانز جروندبرغ، ومسؤول من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إحاطة حول التطورات السياسية والأمنية والإنسانية في البلاد.

 

ولفت البيان، إلى أنه من المتوقع أن يجدد المجلس ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، التي تنتهي في 14 يوليو/تموز، ومتطلبات الإبلاغ الشهري عن هجمات الحوثيين على السفن التجارية والتجارية في البحر الأحمر، والتي صدرت في الأصل بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2722، والتي تنتهي في 15 يوليو/تموز.

 

وبحسب البيان، فقد استمرت الضربات بين جماعة الحوثي وإسرائيل في يونيو/حزيران المنصرم، حيث واصل الحوثيون حملتهم ضد إسرائيل، والتي يقولون إنها تضامنًا مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الجماعة أعلنت في 2 يونيو/حزيران، مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ على مطار بن غوريون الإسرائيلي، والذي اعترضه الجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي تحدث عن عدة هجمات متبادلة بين الحوثيين وإسرائيل.

 

وذكر البيان، أنه لم تسجل أي هجمات حوثية في البحر الأحمر وذلك خلال رسالة موجهة من الأمين العام إلى مجلس الأمن، بتاريخ 9 يونيو/حزيران، حيث أفادت المنظمة البحرية الدولية بعدم وقوع أي حوادث جديدة خلال الفترة المشمولة بالتقرير من 10 مايو/أيار إلى 9 يونيو/حزيران. وكان آخر هجوم مُتحقق ضد سفينة تجارية قد وقع في ديسمبر/كانون الأول 2024.

 

وأكد المجلس، أن اليمن صعوبات اقتصادية وإنسانية بالغة، مشيرا إلى أن أحدث تقرير للبنك الدولي حول رصد الوضع الاقتصادي في اليمن يسلط الضوء على تفاقم هشاشة اقتصاد البلاد نتيجة الحصار الحوثي المستمر على صادرات النفط، وتقسيم البلاد إلى منطقتين اقتصاديتين، والتوترات في البحر الأحمر.

 

وأوضح البيان، أن من القضايا الرئيسية التي تهم مجلس الأمن، كيفية المساعدة في تخفيف خطر الأعمال العدائية في اليمن والبحر الأحمر، مع دفع جهود إعادة إطلاق العملية السياسية اليمنية المتعثرة في ظل التوترات الإقليمية الأوسع، حيث يمثل الهدوء النسبي في البحر الأحمر، عقب وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، فرصةً لأعضاء المجلس لدعم المزيد من التهدئة وتشجيع الأطراف في اليمن على استئناف المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق نار شامل وتسوية سياسية.

 

وقال البيان، بأن من الخيارات المُرجّحة للمجلس تمديد فترة تقديم التقارير الشهرية للأمين العام عن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر لستة أشهر أخرى، بالإضافة لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، التي تشمل مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، والذي نصَّ عليه اتفاق ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول 2018، لمدة عام آخر.

 

ووفقا للبيان، فإن أعضاء المجلس يتفقون إلى حد كبير على دعم عملية سياسية يمنية داخلية شاملة، وضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد، وضرورة استعادة حرية الملاحة والأمن في البحر الأحمر، حيث يظل تعزيز جهود الوساطة لاستئناف الحوار وعملية السلام برعاية الأمم المتحدة أولوية قصوى للأعضاء.

 

ودعا العديد من أعضاء المجلس إلى تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش، التي تقوم بتفتيش السفن المتجهة إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون لضمان الامتثال لحظر الأسلحة المفروض على الجماعة.


مقالات مشابهة

  • مسيرات اليمن المليونية تؤكد مواصلة النصرة والإسناد لغزة والاستنفار لمواجهة أي تصعيد للعدو
  • إسقاط طائرة مسيّرة حوثية شمال مأرب وسط تصعيد ميداني واسع
  • كاتب فلسطيني: حشر الحوثيين قضية فلسطين لتبرير جريمة قتلهم معلم القرآن في اليمن ابتذال
  • لقاء سري يكشف المفاجآت.. العرادة يفتح ملف "الاتفاق مع الحوثيين" بعد لقائه ببن سلمان
  • الاتحاد العالمي يدين جريمة اغتيال شيخ القرآن "حنتوس" في اليمن على يد الحوثيين
  • التصعيد العسكري يهدد الموسم السياحي في لبنان
  • الإصلاح: استشهاد الشيخ حنتوس دليل فاضح على بشاعة الإرهاب الحوثي وعنصريته الكهنوتية
  • مجلس الأمن يشدد على حماية الملاحة ويتهم الحوثيين بعرقلة السلام في اليمن
  • أعلام آل البيت في اليمن .. دروس في القيادة والأخلاق في الماضي والمستقبل
  • إسرائيل تحذّر.. صاروخ من اليمن يعيد التصعيد إلى الحرب مع الحوثيين