عمار العركي – مؤشرات ودلالات تقاطعات المصالح.. موقف السودان في القمة السعودية الإفريقية؟
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
مؤشرات ودلالات تقاطعات المصالح ، وما يجب ان يكون عليه موقف السودان في القمة السعودية الإفريقية؟
• أثارت تغريدة للسفارة الأمريكية بالخرطوم على حسابها الرسمي في تويتر جدلاً واسعاً حيث أدانت فيها مليشيا الدعم السريع على الجرائم التي ارتكبتها في السُودان قبل أن تُسارع السفارة بحذفها ظُهر الأربعاء و أعادت إصدارها فجر الخميس بعد إجراء تعديل و حذف شمل عديد من الفقرات التفصيلية الدقيقة مما ترك إستفهامات عديدة حول الموقف الأمريكي من الأوضاع في السودان .
• حيث تم حذف جزئية دخول الدعم السريع منازل منطقة أردمتا في الجنينة من (منزل إلى منزل) و (ذبح) أفراد قبيلة المساليت و إحتحاز المدنيين بشكل تعسفي ، كذلك تم حذف فقرة (إغتيال الزعيم القبلي ربيع الفرشة محمد أرباب) البالغ من العمر خمسة و ثمانون عاماً مع إبنه و(ثمانية من أحفاده) ، و حذف فقرة إن هذه التصرفات مثيرة للإشمئزاز و تسلط الضوء مرة أخرى على تاريخ قوات الدعم السريع (الوحشي) في المناطق الخاضعة لسيطرتها فيما تم حذف من الفقرة الأخيرة المتعلقة بجزئية تعيين (عبدالرحمن جمعة) ، و جزئية (عدم جدية الدعم السريع في حماية المدنيين) و إستبدالتها بعبارة (تطورا مثير للقلق).
• لم تكشف السفارة عن الأسباب وراء حذف التغريدة ، و لكننا لا نستبعد بأن يكون الخلاف الذي أشرنا اليه في مقالنا السابق بخصوص “تحليل مفاوضات جدة” بين الخارجية و البيت الأبيض بخصوص ملف السودان ، أحد الاسباب خاصة بعد إستبعاد سفير الخارجية الأمريكية للسودان ” جون غودفيري” من رئاسة وفد الوسلطة الامريكية بجدة.
• فقد درجت السفارة الامريكية بعد مجئ “غودفيري” بإصدار البيانات المستفزة و السافرة تجاه الحكومة السودانية التي يرأسها قائد الجيش الفريق اول البرهان و التي بموجبها تم إستداعائه و تحذيره أكثر من مرة و ذلك بسبب تدخله السافر و إنحيازه الواضح لجماعة الحرية و التغيير بإيعاز و توجيه مباشر من وزير الخارجية الأمريكي و مساعدته اللذان يقودان خط الإمارات و الإتحاد الأوربي داخل الإدارة الأمريكية منذ إطلاق الأزمة و بداية التدخل في السُودان.
• فبالتالي نعتقد بأن الحذف تم من قبل لوبي الإمارات بالخارجية بقيادة الوزير و المساعدة ( بيلنكن + مفي) بتأثير من الإمارات ،،،،، ولكن هذا الحذف ليس ذو أثر على الارض لأن ملف السودان حسب ما أوردنا تم تحويله من الخارجية الأمريكية للبتاجون و ال سي آي أيه ، كذلك (الحذف) في حد ذاته معطي إيجابي و مؤشر لعدم تماسك الموقف الأمريكي الخاص أو المشترك ضمن وساطة منبر جدة و الذي غادره الوفد الأمريكي قبل أربعة أيام من بيان الخارجية النهائي.
• بإسقاط هذا (الحذف و التباين) ، على واقع كواليس وغرف المحادثات وفق الرؤية الأمريكية للتوسط فأي رؤية كانت مسيطرة و سائدة في دهاليز التفاوض ؟ الأصلية المحذوفة و التي نعتقد أنها تمثل الادارة الجديدة لملف السودان (وزارة الدفاع الأمريكية). أم الجديدة المعدلة و التي تمثل الإدارة القديمة (وزارة الخارجية الأمريكية)؟؟
• عليه يظل (الحذف و التعديل) دلالة على تباينات أمريكية ذات تأثير على الأرض بإعتبار أن (البتاجون وال سي آي أيه)، لديهما رؤية ثابتة وراسخة للحل في السودان قائمة على (الإستراتيجية الأمنية العسكرية الأمريكية ) بحسب مصالح أمريكا العسكرية الأمنية في السودان و المنطقة.
• هذه الرؤية كانت في السابق عند بدايات الأزمة بخلق نوع من التماهي و الإنحياز العسكري و المخابراتي الأمريكي مع المكون العسكري الذي يمثله الجيش حالياً خصماً على المكون المدني – قحت- و الذي يمثل حالياٌ الجناح السياسي للميلشيات ذلك قبل سيطرة رؤية الخارجية الأمريكية التي تمثل الإستراتيجية السياسية للمصالح الأمريكية من سلطة مدنية ، وتحول مدني و ديمقراطي ، و حقوق إنسان …. إلى آخر التقاطعات مع الإستراتيجية العسكرية الأمنية لوزارة الدفاع الأمريكية الممسكة بالملف بعد التحويل .
• كذلك هنالك خلافات عميقة و صراع حامي مستتر بين السعودية و الإمارات في قيادة المنطقة بوجه عام ظهرت ملامحها على السطح في اليمن و السودان (و في غزة بوجه خاص) مما عضد الخلاف بين الحليفين ، حيث لا تزال الرياض لا تريد السماح لدولة الإمارات العربية المتحدة بالمشاركة في مفاوصات جدة رغم تأثيرها المباشر من خلال دعمها العسكري و السياسي لملشيات الدعم السريع الذي لم يعد سراً .
• من الواضح كذلك أن الإمارات مقبلة على خسارة الموقف التشادي بسبب الضغوط و المعارضة الداخلية المتنامية التي يواجهها حالياٌ الرئيس التشادي “محمد ديبي ” جعلت سلطته على المحك بسبب تحالفه مع الإمارات ضد السودان و بشكل خاص قبيلة “الزغاوة” ذات الثُقل السياسي و الإجتماعي الكبير في “تشاد” و المتضررة سلفاٌ من سياسات الرئيس ديبي الصغير الإقصائية ، عكس والده الراحل الرئيس “إدريس ديبي” .
• اما دول الجوار الافريقي الأخرى التي أبدى بعضها مواقف متماهية مع ميلشيات الدعم السريع فهي مواقف هشة و وقتية ستزول بزوال المؤثر الإماراتي .
• خلاصة القول ومنتهاه:
• نخلص إلى أن الموقف الدولي العربي الافريقي تجاه السُودان ليس بذات التماسك و الضغط الأول خاصة بعد أهم كرت ضغط (مفاوضات جدة) مما يجعل السودان في وضع مريح يمكنه من المضي قدماً في الحسم العسكري و الإنتقال من خانة الدفاع إلى خانة المناورة و التهديف السياسي في شباك القمة العربية الافريقية من خلال توجيه القمة نحو : –
• غلق منبر جدة ( الأمريكي العربي الإفريقي) نهائياً و الإستعاضة بمنبر بديل من داخل القمة.
• إن كان لابد من منبر فعلى السودان إستغلال القمة بإحياء منبر الجامعة (العربية الذي يضم مصر و السعودية و الأمين العام للجامعة العربية) و ذلك لتضمنه الرؤية الداخلية السودانية ، و الرؤية المصرية العربية وقمة دول الحوار التي تقوم على أساس ( الحوار السوداني سوداني و الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية القائمة) ، مع الوضع في الإعتبار أن حاجة السودان لمنبر فقط من أجل إنهاء الحرب تفاوضياً بعد حسمها عسكرياً.
• بالرغم من أن القمة سعودية إفريقية خالصة بعد تأجيل العربية الإفريقية و لا ضير التطرق للقمة العربية الإفريقية السابقة التي إستضافتها السعودية و خرجت بتوصيات تدين و تكافح تمدد الميلشيات في المنطقة العربية و الإفريقية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: العركي عمار مؤشرات ودلالات الخارجیة الأمریکیة الخارجیة الأمریکی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟
في خطوة تصعيدية تنذر بتحولات كبرى في مسار الحرب السودانية، أعلنت قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، عن تشكيل حكومة موازية تعرف باسم "حكومة السلام "، تضم قوى سياسية وتحالفات مدنية.
الإعلان تم من مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، وهي من أهم معاقل الدعم السريع.
وأعادت الخطوة رسم المشهد السياسي والعسكري في السودان، وأثارت مخاوف من انقسام الدولة فعليا إلى كيانين متوازيين.
أولًا: خريطة السيطرة الميدانية لقوات الدعم السريع
دارفور.. القاعدة المركزية
تظهر آخر الخرائط الميدانية أن قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تفرض سيطرة شبه كاملة على إقليم دارفور، وتمدد نفوذها في ولايات كردفان.
تعد دارفور القلب النابض لقوات الدعم السريع منذ بدء الحرب في نسيان/ أبريل 2023، ومع تصاعد العمليات العسكرية ضد الجيش السوداني، عززت قوات الدعم السريع سيطرتها على أربع من ولايات الإقليم الخمس: غرب، وسط، جنوب، وشمال دارفور، بينما لا تزال شرق دارفور متنازعًا عليها.
دارفور تحت السيطرة
وبحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي (ISW)، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أراضي ولايات دارفور الخمس، لا سيما غرب ووسط وجنوب دارفور، بما في ذلك مدن رئيسية مثل الجنينة، زالنجي، وكبكابية.
في ولاية شمال دارفور، فرضت القوات حصارا خانقا على مدينة الفاشر، حيث لا تزال القوات الحكومية متمركزة، وتظهر صور أقمار صناعية صادرة عن منظمات حقوقية أن الدعم السريع نفذ عمليات تهجير وقتل جماعي خاصة في الجنينة.
تمدد استراتيجي نحو كردفان
في كردفان، بسطت قوات الدعم السريع نفوذها على مدينة الفولة في غرب كردفان، كما سجلت تقارير ميدانية توغلها في جنوب كردفان بالتنسيق مع قوات الحركة الشعبية شمال، مما يشير إلى محاولة السيطرة على الممرات المؤدية للنيل الأبيض وولايات الوسط ومع أن الجيش استعاد بعض النقاط الحيوية في شمال كردفان، فإن الدعم السريع يحتفظ بممرات دعم لوجستي مهمة عبر الصحراء.
هجمات بالطائرات المسيّرة في الشمال
أفادت مصادر أمنية أن الدعم السريع شن عدة هجمات بطائرات بدون طيار استهدفت منشآت في ولايتي نهر النيل والشمالية، من بينها منشآت قريبة من سد مروي ومطار دنقلا. ورغم أن هذه المناطق لا تشهد وجودًا ميدانيًا دائمًا للدعم السريع، فإن هذه الضربات تمثل رسائل استراتيجية لتهديد عمق سيطرة الجيش السوداني.
شبكة تفتيش ونقاط نفوذ غير رسمية
على الأرض، أنشأت قوات الدعم السريع شبكة من نقاط التفتيش في دارفور وكردفان، تستخدمها لفرض رسوم على المارة والتحكم في حركة المساعدات والإمدادات، ما يضفي طابع "الدولة داخل الدولة".
وقد وثقت منظمات إنسانية أكثر من 70 نقطة تفتيش نشطة تديرها قوات الدعم السريع خارج سلطة الدولة المركزية.
ثانيًا: مناطق النفوذ المحتمل للحكومة الموازية
نيالا.. العاصمة المؤقتة
إعلان الحكومة الموازية انطلق من نيالا، لتكون بمثابة مركز إداري وسياسي جديد للتحالف المدني-العسكري بقيادة الدعم السريع. المدينة توفر قاعدة آمنة نسبيًا للحكومة الناشئة نظرًا لسيطرة شبه تامة للدعم السريع عليها.
دارفور الكبرى كمجال نفوذ أولي
مع سيطرة قوات الدعم السريع الكاملة على معظم دارفور، من المتوقع أن تكون هذه الولايات الأربع هي نواة "الدولة الثانية" التي تسعى الحكومة الموازية إلى شرعنتها، من خلال تعيين حكام إداريين وإطلاق خدمات مدنية محدودة.
تحالفات سياسية داعمة
تشمل الحكومة الجديدة تحالفًا باسم "تحالف القوى الوطنية والمدنية"، من ضمنها قيادات منشقة عن قوى الحرية والتغيير، وبعض وجوه العملية السياسية السابقة مثل محمد حسن التعايشي. هذه التوليفة تسعى لتوفير غطاء مدني للحكومة بديلة.
تطلعات لضم مناطق جديدة
الحكومة أعلنت عن تعيين حكام في ولايات لا تخضع لسيطرة الدعم السريع مثل سنار والجزيرة، في محاولة لتوسيع نفوذها الرمزي نحو وسط السودان، رغم محدودية التواجد العسكري فيها.
رئيس المجلس الإستشاري لقائد قوات الدعم السريع د. حذيفة أبو نوبة: مستعدون لحكومة السلامع المزمع تشكيلها خلال ساعات .#تحالف_تاسيس #اعلان_المجلس_الرئاسي pic.twitter.com/QYWkkwIkGj — مركز رؤى الإعلامي (رؤى نيوزRMC) (@rmcsudan1) July 26, 2025
ثالثا: التأثير الداخلي والخارجي للحكومة الموازية
داخليًا: إدارة ميدانية في مناطق السيطرة
في دارفور وغرب كردفان، تسعى قوات الدعم السريع إلى تنظيم إدارة محلية تشمل توزيع المساعدات، الإشراف على الأسواق، والتحكم في الأمن الداخلي عبر ميليشيات موالية، في بعض المناطق، بدأ تعيين لجان مدنية تحت إشراف مباشر من قادة ميدانيين في الدعم السريع.
أزمة إنسانية متفاقمة:
تسببت العمليات العسكرية وتوسع الدعم السريع في موجات نزوح هائلة، خصوصًا من نيالا والجنينة، حيث تم تسجيل أكثر من 2.5 مليون نازح داخليًا من دارفور وحدها منذ بداية الحرب، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
انقسام فعلي للدولة:
إعلان الحكومة الموازية يعمق الانقسام السياسي، ويجعل من احتمال تقسيم السودان واقعا فعليا وليس فقط سياسيا، مع وجود حكومتين تدّعي كل منهما الشرعية والتمثيل الوطني.
جمهورية السودان
وزارة الخارجية
مكتب الناطق الرسمي وإدارة الإعلام
بيان صحفي
تشجب وزارة الخارجية وتدين بأشد العبارات ما ذهبت إليه مليشيا الدعم السريع الإرهابية بإعلان حكومة وهمية تزعم فيها توزيع مناصب حكومية لإدارة السودان في تغافل تام واستهتار بمعاناة الشعب السوداني الذي أذاقته… — وزارة خارجية جمهورية السودان ???????? (@MofaSudan) July 27, 2025
خارجيًا:
ردود فعل دولية متحفظة
الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية أعربوا عن قلقهم إزاء إعلان الحكومة الموازية، مؤكدين أن الحل السياسي الشامل هو المسار الوحيد المقبول. الولايات المتحدة وصفت الخطوة بأنها تهديد لوحدة السودان.
استقطاب إقليمي محتمل
الخطوة قد تؤدي إلى تموضع إقليمي جديد فهناك اتهامات مسبقة بتلقي الدعم السريع مساعدات عسكرية من دول مثل الإمارات، بينما يعتمد الجيش على دعم سياسي وعسكري من مصر ودول شرق أفريقيا.
تهديد للعملية السلمية
الحكومة الموازية نسفت فعليًا أي جهود لتوحيد المسار التفاوضي، خصوصًا تلك التي كانت تجري عبر وساطات سعودية وإفريقية. قد تؤدي الخطوة إلى تصاعد القتال، خاصة في مناطق التماس مثل شمال كردفان ودارفور الشرقي.
أعلنت مليشــ.ـيات الدعم السريع عن تكوين حكومة موازية لحكم المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، في خطوة تعد قفزة في طريق تقسيم السودان.
فاللهم احفظ السودان وأهله من شروروهم.#السودان_المنسي pic.twitter.com/2Kkydkg6jx — الھیئة العالمیة لأنصار النبي ﷺ (@SupportProphetM) July 27, 2025