السومرية نيوز – دوليات

في وقت مبكر من الغزو الإسرائيلي لغزة، استهدف صاروخ مضاد للدبابات أطلقه مقاومون فلسطينيون من كتائب القسام التابعة لحركة حماس، ناقلة جنود إسرائيلية مدرعة، مما أسفر عن مقتل جميع من فيها باعتراف الجيش الإسرائيلي. وأسفر الهجوم، الذي وقع في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شمال غزة عن ضربة موجعة للجيش الإسرائيلي في الحرب البرية، وأظهر كذلك تطور وتوسع القوة النارية لحماس، التي كانت تدك عشرات الدبابات المتطورة التي تبلغ كلفة الواحدة منها نحو 4 ملايين دولار أمريكي.



"حماس سلّحت نفسها بالكامل"
في السابق، كانت القوات الإسرائيلية تواجه الحجارة والزجاجات الحارقة التي يلقيها الشبان الفلسطينيون، بينما تواجه الآن أسلحة مثل الصواريخ الموجهة بالليزر والقذائف المضادة للدبابات. وقال أحد المحللين العسكريين لصحيفة Washington Post الأمريكية إن حماس "تسلّح نفسها بالكامل".

ويقول خبراء عسكريون إن مقاتلي حماس خلال المواجهات البرية مع الدبابات الإسرائيلية عرضوا بعضاً من ترسانتهم المطورة: عددٌ مذهل من قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف والصواريخ المضادة للدبابات معظمها صناعة محلية. وأخرى تم تهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق خلال العقد الماضي، نتيجة للحروب في العراق وليبيا وسوريا والسودان، وصُنِّعَت أيضاً من قِبَلِ إيران ودول أخرى.

وجُمِّعَت الأشكال المختلفة لهذه الأسلحة بتطور متزايد داخل غزة في مصانع تحت الأرض.

يقول المحللون إن إسرائيل تراقب عن كثب أنواع الأسلحة التي تمتلكها حماس: بنادق قناصة حديثة، وطائرات شراعية، وقذائف آر بي جي، و"قنابل مغناطيسية"، وطائرات مسيَّرة هجومية، وغواصات صغيرة، وألغام أرضية، وصواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ بعيدة المدى تستخدمها حماس. ويمكن لحماس الآن أن تضرب شمالاً حتى حيفا بالقرب من الحدود اللبنانية وجنوباً حتى إيلات على البحر الأحمر.

"القسام ترقى لمستوى جيوش دول"
وقال مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق للإدارة الفلسطينية في الجيش الإسرائيلي والمحلل البارز في مركز دايان في تل أبيب، إن كتائب القسام -الذين يُقدَّر عددهم بنحو 30 ألف مقاتل أو أكثر- مُسلحون بالكامل ومُدربون تدريباً جيداً لدرجة أنها ترقى لمستوى "جيوش الدول".

وقال ميلشتاين، وهو يراقب الأسبوعين الأولين من الغزو البري: "لا يوجد في الواقع أي شيء جديد أو مفاجئ في الأسلحة نفسها. المفاجأة الرئيسية هي الكمية". وأضاف أن إسرائيل تواجه "حماس أقوى كثيراً مما كانت سابقاً".

ورغم الدعوات لمزيد من "الهدنات الإنسانية" من قِبَلِ الولايات المتحدة -ومطالبات بوقف شامل لإطلاق النار من القوى الإقليمية- لا تُظهِر إسرائيل أي علامة على أنها ستوقف هجومها، حيث حاصرت دباباتها عدة مستشفيات في شمال غزة في الجمعة، وقامت بقصف وإطلاق النار للمرافق الطبية التي تؤوي النازحين والمرضى والجرحى.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الدبابات طوقت عدة مستشفيات، وطالبتها بالإخلاء، وهو ما قال الأطباء إنه من المستحيل القيام به؛ لوجود مئات المرضى.

"إسرائيل تواجه ظروفاً صعبة للغاية في غزة"
وقال آفي ميلاميد، مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق إن "إسرائيل تواجه ظروفاً صعبة للغاية في غزة". وقال: "إنه عدو مسلح بكثافة، وليس عصابة من الأطفال الصغار الذين يركضون بالمسدسات".

وتقول صحيفة واشنطن بوست، إن نشر أعداد كبيرة من الوحدات المضادة للدبابات من قبل حماس أمر مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة للقوات الإسرائيلية، إلى درجة أن الجيش الإسرائيلي يبدو أنه يركز استخباراته للعثور على أهداف للقوات الجوية والبرية للقضاء عليها.

يزعم المكتب الإعلامي للجيش الإسرائيلي كل بضعة أيام استهداف قواته وقتل قادة حماس في عمليات ضرب الدبابات. لكن حماس لا تؤكد ذلك، مما يجعل من المستحيل في كثير من الأحيان التحقق من المزاعم الإسرائيلية بشكل مستقل، خصيصاً أن المقاومة على الأرض لا تتوقف، وكذلك إطلاق الصواريخ من غزة على المدن الإسرائيلية.

ومع ذلك، فمن الواضح بالفعل أن هذه الحرب في غزة هي الأكثر دمويةً، مقارنةً بالقتال في الأعوام 2009 و2012 و2014 و2021.

أدى القصف الإسرائيلي والهجمات البرية إلى استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. في 7 أكتوبر/تشرين الأول. في حين قتل نحو 1400 إسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر، واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل نحو 40 جندياً منذ بدء العملية البرية.

وقال بهنام بن تاليبلو، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهو مركز أبحاث في واشنطن، إنه في حرب مايو/أيار 2021، بين حماس وإسرائيل، تمكنت فرق الصواريخ المضادة للدبابات التابعة لحماس من شن ضربات أسفرت عن مقتل عشرات الجنود، بينهم ضباط كبار، وأثبتت أنها أكثر فاعلية من هجمات الطائرات المسيَّرة.

وأضاف أن طائرات مسيَّرة وصواريخ تابعة لحماس قد اعتُرِضَت، وكُشِفَ عن الأنفاق العابرة للحدود"، لكنه أضاف أن "قواتهم المضادة للدبابات اخترقت المنطقة ووجهت ضربات".

أنظمة الأسلحة التي تمتلكها حماس تعقّد تحركات الجيش الإسرائيلي
ويقول محللون عسكريون إن الأنظمة المضادة للدبابات التي نشرتها حماس تشمل قذائف الياسين 105 محلي الصنع، ونظام بولساي-2، وهو النسخة الكورية الشمالية من نظام فاغوت السوفييتي، وآر بي جي-7، الذي هو روسي الأصل أيضاً، وهناك نسخة كورية شمالية منه تسمه إف-7.

وتشمل الأنظمة الأخرى التي شوهدت في مقاطع فيديو حماس في الماضي أنظمة كورنيت وكونكورس ذات الطراز الروسي، بالإضافة إلى نظام رعد الإيراني، وهو نسخة من ماليوتكا السوفييتية.

وقال تاليبلو: "إن هذا المزيج من الأسلحة يمكن أن يعقّد تحرك حتى أكثر الجيوش تطوراً من حيث التكنولوجيا في سيناريو القتال في المناطق الحضرية".

وأضاف: "توقعوا المزيد من التركيز على الأسلحة المضادة للدبابات والحرب المضادة للدبابات من قبل حماس مع تقدم الجيش الإسرائيلي إلى داخل غزة".

وقال المحللون الإسرائيليون إنه خلال العقد الماضي، هُرِّبَت الكثير من الأسلحة المضادة للدبابات إلى غزة، عبر الأنفاق من صحراء سيناء المصرية إلى قطاع غزة، وعبر الشاحنات التي تمر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

ومن بين الأسلحة المضادة للدبابات التي تمتلكها حماس، يُنتَج بعضها داخل القطاع، مثل الرأس الحربي تانديم-85، كما قال أميل كوتلارسكي، كبير المحللين وخبير الأسلحة في شركة الاستخبارات الدفاعية جينز.

وتستخدم هذه الأنواع من المقذوفات شحنتين لاختراق المركبات المدرعة الحديثة. إنها الأسلحة المميزة التي تقدمها إيران للمسلحين المتحالفين، مثل حماس، وقد استُخدِمَت لإحداث تأثير مدمر ضد القوات الأمريكية في العراق.

معركة مختلفة تماماً
نشرت كتائب القسام العديد من الصور المعدلة لمسلحين يطلقون الصواريخ والقذائف على مركبات إسرائيلية، وفي حين أن مقاطع الفيديو قد تُظهِر انفجارات نارية، فمن غير الواضح في بعض الأحيان ما إذا كانت الضربات قد دمرت أو ألحقت أضراراً بالمركبات.

وقال رايان بروبست، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن إسرائيل طورت نظام دفاع ضد هذه الأسلحة يسمى نظام الحماية النشط تروفي. وهو يعمل باستخدام الرادار لتتبع الذخائر القادمة، ومن ثم اعتراضها بمقذوفات دفاعية خاصة به. ولكن، كما هو الحال مع وابل الصواريخ ضد الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية"، يمكن هزيمة نظام تروفي من خلال إغراقه بأعداد كبيرة من القذائف التي تُطلَق من مسافة قريبة، كما قال بروبست.

وأضاف بروبست أن الجيش الأمريكي تلقى أنظمة تروفي لدبابات أبرامز في عام 2019 وقام بنشرها في أوروبا.

وقال كاليسكي، المحلل الإسرائيلي، إنه في الحرب الإسرائيلية العربية عام 1967، احتاجت إسرائيل في سيناء إلى 3 فرق لهزيمة الجيش المصري في 6 أيام. والآن يستخدم الجيش الإسرائيلي نفس القوة لمدة شهر تقريباً مع نتائج مختلفة تماماً في غزة.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المضادة للدبابات فی غزة التی ت

إقرأ أيضاً:

بعد "غارة الشمال".. الجيش الإسرائيلي يشن "عمليات برية خاصة" في جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عن تنفيذ عمليات برية محدودة داخل الأراضي اللبنانية، وُصفت بأنها "خاصة ومركزة"، في تصعيد جديد يُنذر بزيادة التوتر على الحدود بين البلدين. اعلان

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة "إكس"، إن هذه العمليات جاءت "استنادًا إلى معلومات استخبارية دقيقة ورصد نشاطات قتالية لبُنى إرهابية تابعة لحزب الله"، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو "تدمير تلك المنشآت ومنع إعادة تموضع الحزب في المنطقة".

 وأرفق أدرعي منشوره بمقاطع فيديو ليلية توثق تحركات ميدانية لقوات إسرائيلية، بينها مشاهد لتوغل جنود راجلين في الأراضي اللبنانية، ومن بينها عملية نفذها "لواء عوديد (9)"، وفق ما أشار إليه في إحدى اللقطات المصورة.

Relatedجدل في إسرائيل.. انتحار جندي بعد معاناة نفسية من آثار الحرب على غزة ولبنانللمرة الأولى في شمال لبنان.. إسرائيل تستهدف ناشطًا من حماس وسقوط قتيلين وثلاثة جرحىسماء لبنان محاصرة... المسيّرات الإسرائيلية تُبقي البلاد تحت ضغط نفسي دائم

ويأتي هذا التطور بعد غارة جوية إسرائيلية، نُفذت يوم الثلاثاء، استهدفت بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي عنصر بارز من حركة "حماس" في شمال لبنان.

وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، يوم أمس، إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارة دقيقة استهدفت القيادي في "حماس" مهران مصطفى بعجور في مدينة طرابلس، وذلك بناءً على معلومات استخبارية من قيادة المنطقة الشمالية وهيئة الاستخبارات العسكرية.

ووفقًا لما نشره أدرعي على منصة "إكس"، فإن بعجور كان من أبرز قادة الحركة في لبنان، واتُهم بتوجيه وتنفيذ مخططات لاستهداف مدن إسرائيلية خلال الحرب، من بينها نهاريا وكريات شمونة. كما أشار إلى أن بعجور لعب دورًا محوريًا في تعزيز التمركز العسكري لـ"حماس" في لبنان، وساهم في شراء الأسلحة من خلال علاقات مع منظمات مسلحة أخرى.

ووصف المتحدث العسكري تصفية بعجور بأنها "ضربة كبيرة لنشاط منظمة حماس الإرهابية في لبنان"، في وقت تتصاعد فيه العمليات الإسرائيلية على أكثر من جبهة.

فيما أوردت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن الغارة الإسرائيلية على سيارة في العيرونية - طرابلس، أدت في حصيلة نهائية إلى سقوط 3 قتلى وإصابة 13 آخرين بجروح.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن بوقت سابق أمس الثلاثاء قتل عنصرين من حزب الله في هجومين منفصلين على جنوب لبنان الاثنين.

كما قال الجيش في بيانه الثلاثاء، إن أحد القتيلين يدعى علي عبد الحسن حيدر وهو قيادي في حزب الله وكان متورطاً "في محاولات إعادة إعمار بنى تحتية" لحزب الله في جنوب لبنان.

 وأكدت إسرائيل في بيانات رسمية أنها ستواصل تنفيذ ضربات استباقية "لإزالة أي تهديد ضدها"، مشددة على أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية، التي تقول إنها تلقت ضربات موجعة خلال الحرب الأخيرة.

 وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم أواخر عام 2024، التزمت إسرائيل بالانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها خلال النزاع، في مقابل انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك، وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).

 ورغم مرور عدة أشهر على الاتفاق، لا تزال إسرائيل تحتفظ بخمس تلال استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، يطالب لبنان بانسحاب كامل منها، وسط استمرار التوتر الحدودي وتصاعد التحذيرات من احتمال انهيار الهدنة الهشة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي يتباهى بتسوية بيت حانون بـ«الأرض».. 800 قتيل بحثاً عن الطعام
  • الجيش الإسرائيلي: قتلنا أحد المسؤولين عن نقل الأسلحة من إيران للبنان وسوريا
  • أكسيوس: واشنطن تطلب من حماس تأجيل مفاوضات انسحاب الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة وسط مدينة غزة
  • ترامب: الناتو سيدفع ثمن الأسلحة الأمريكية التي سترسل إلى أوكرانيا
  • نتنياهو يعود إلى إسرائيل بعد تصريح "هزيمة حماس"
  • شحنة أسلحة أمريكية ضخمة تصل إلى إسرائيل.. الجيش يعترف: خسائرنا موجعة في حرب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عن مقتل جندي في محاولة أسر نفذتها حماس جنوب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل جندي أثناء "محاولة أسره"
  • بعد "غارة الشمال".. الجيش الإسرائيلي يشن "عمليات برية خاصة" في جنوب لبنان