أسلحة حماس تُرعب إسرائيل.. صُنعت تحت الأرض وبعضها استخدمت بالعراق
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
في وقت مبكر من الغزو الإسرائيلي لغزة، استهدف صاروخ مضاد للدبابات أطلقه مقاومون فلسطينيون من كتائب القسام التابعة لحركة حماس، ناقلة جنود إسرائيلية مدرعة، مما أسفر عن مقتل جميع من فيها باعتراف الجيش الإسرائيلي. وأسفر الهجوم، الذي وقع في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شمال غزة عن ضربة موجعة للجيش الإسرائيلي في الحرب البرية، وأظهر كذلك تطور وتوسع القوة النارية لحماس، التي كانت تدك عشرات الدبابات المتطورة التي تبلغ كلفة الواحدة منها نحو 4 ملايين دولار أمريكي.
"حماس سلّحت نفسها بالكامل"
في السابق، كانت القوات الإسرائيلية تواجه الحجارة والزجاجات الحارقة التي يلقيها الشبان الفلسطينيون، بينما تواجه الآن أسلحة مثل الصواريخ الموجهة بالليزر والقذائف المضادة للدبابات. وقال أحد المحللين العسكريين لصحيفة Washington Post الأمريكية إن حماس "تسلّح نفسها بالكامل".
ويقول خبراء عسكريون إن مقاتلي حماس خلال المواجهات البرية مع الدبابات الإسرائيلية عرضوا بعضاً من ترسانتهم المطورة: عددٌ مذهل من قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف والصواريخ المضادة للدبابات معظمها صناعة محلية. وأخرى تم تهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق خلال العقد الماضي، نتيجة للحروب في العراق وليبيا وسوريا والسودان، وصُنِّعَت أيضاً من قِبَلِ إيران ودول أخرى.
وجُمِّعَت الأشكال المختلفة لهذه الأسلحة بتطور متزايد داخل غزة في مصانع تحت الأرض.
يقول المحللون إن إسرائيل تراقب عن كثب أنواع الأسلحة التي تمتلكها حماس: بنادق قناصة حديثة، وطائرات شراعية، وقذائف آر بي جي، و"قنابل مغناطيسية"، وطائرات مسيَّرة هجومية، وغواصات صغيرة، وألغام أرضية، وصواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ بعيدة المدى تستخدمها حماس. ويمكن لحماس الآن أن تضرب شمالاً حتى حيفا بالقرب من الحدود اللبنانية وجنوباً حتى إيلات على البحر الأحمر.
"القسام ترقى لمستوى جيوش دول"
وقال مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق للإدارة الفلسطينية في الجيش الإسرائيلي والمحلل البارز في مركز دايان في تل أبيب، إن كتائب القسام -الذين يُقدَّر عددهم بنحو 30 ألف مقاتل أو أكثر- مُسلحون بالكامل ومُدربون تدريباً جيداً لدرجة أنها ترقى لمستوى "جيوش الدول".
وقال ميلشتاين، وهو يراقب الأسبوعين الأولين من الغزو البري: "لا يوجد في الواقع أي شيء جديد أو مفاجئ في الأسلحة نفسها. المفاجأة الرئيسية هي الكمية". وأضاف أن إسرائيل تواجه "حماس أقوى كثيراً مما كانت سابقاً".
ورغم الدعوات لمزيد من "الهدنات الإنسانية" من قِبَلِ الولايات المتحدة -ومطالبات بوقف شامل لإطلاق النار من القوى الإقليمية- لا تُظهِر إسرائيل أي علامة على أنها ستوقف هجومها، حيث حاصرت دباباتها عدة مستشفيات في شمال غزة في الجمعة، وقامت بقصف وإطلاق النار للمرافق الطبية التي تؤوي النازحين والمرضى والجرحى.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الدبابات طوقت عدة مستشفيات، وطالبتها بالإخلاء، وهو ما قال الأطباء إنه من المستحيل القيام به؛ لوجود مئات المرضى.
"إسرائيل تواجه ظروفاً صعبة للغاية في غزة"
وقال آفي ميلاميد، مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق إن "إسرائيل تواجه ظروفاً صعبة للغاية في غزة". وقال: "إنه عدو مسلح بكثافة، وليس عصابة من الأطفال الصغار الذين يركضون بالمسدسات".
وتقول صحيفة واشنطن بوست، إن نشر أعداد كبيرة من الوحدات المضادة للدبابات من قبل حماس أمر مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة للقوات الإسرائيلية، إلى درجة أن الجيش الإسرائيلي يبدو أنه يركز استخباراته للعثور على أهداف للقوات الجوية والبرية للقضاء عليها.
يزعم المكتب الإعلامي للجيش الإسرائيلي كل بضعة أيام استهداف قواته وقتل قادة حماس في عمليات ضرب الدبابات. لكن حماس لا تؤكد ذلك، مما يجعل من المستحيل في كثير من الأحيان التحقق من المزاعم الإسرائيلية بشكل مستقل، خصيصاً أن المقاومة على الأرض لا تتوقف، وكذلك إطلاق الصواريخ من غزة على المدن الإسرائيلية.
ومع ذلك، فمن الواضح بالفعل أن هذه الحرب في غزة هي الأكثر دمويةً، مقارنةً بالقتال في الأعوام 2009 و2012 و2014 و2021.
أدى القصف الإسرائيلي والهجمات البرية إلى استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. في 7 أكتوبر/تشرين الأول. في حين قتل نحو 1400 إسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر، واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل نحو 40 جندياً منذ بدء العملية البرية.
وقال بهنام بن تاليبلو، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهو مركز أبحاث في واشنطن، إنه في حرب مايو/أيار 2021، بين حماس وإسرائيل، تمكنت فرق الصواريخ المضادة للدبابات التابعة لحماس من شن ضربات أسفرت عن مقتل عشرات الجنود، بينهم ضباط كبار، وأثبتت أنها أكثر فاعلية من هجمات الطائرات المسيَّرة.
وأضاف أن طائرات مسيَّرة وصواريخ تابعة لحماس قد اعتُرِضَت، وكُشِفَ عن الأنفاق العابرة للحدود"، لكنه أضاف أن "قواتهم المضادة للدبابات اخترقت المنطقة ووجهت ضربات".
أنظمة الأسلحة التي تمتلكها حماس تعقّد تحركات الجيش الإسرائيلي
ويقول محللون عسكريون إن الأنظمة المضادة للدبابات التي نشرتها حماس تشمل قذائف الياسين 105 محلي الصنع، ونظام بولساي-2، وهو النسخة الكورية الشمالية من نظام فاغوت السوفييتي، وآر بي جي-7، الذي هو روسي الأصل أيضاً، وهناك نسخة كورية شمالية منه تسمه إف-7.
وتشمل الأنظمة الأخرى التي شوهدت في مقاطع فيديو حماس في الماضي أنظمة كورنيت وكونكورس ذات الطراز الروسي، بالإضافة إلى نظام رعد الإيراني، وهو نسخة من ماليوتكا السوفييتية.
وقال تاليبلو: "إن هذا المزيج من الأسلحة يمكن أن يعقّد تحرك حتى أكثر الجيوش تطوراً من حيث التكنولوجيا في سيناريو القتال في المناطق الحضرية".
وأضاف: "توقعوا المزيد من التركيز على الأسلحة المضادة للدبابات والحرب المضادة للدبابات من قبل حماس مع تقدم الجيش الإسرائيلي إلى داخل غزة".
وقال المحللون الإسرائيليون إنه خلال العقد الماضي، هُرِّبَت الكثير من الأسلحة المضادة للدبابات إلى غزة، عبر الأنفاق من صحراء سيناء المصرية إلى قطاع غزة، وعبر الشاحنات التي تمر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
ومن بين الأسلحة المضادة للدبابات التي تمتلكها حماس، يُنتَج بعضها داخل القطاع، مثل الرأس الحربي تانديم-85، كما قال أميل كوتلارسكي، كبير المحللين وخبير الأسلحة في شركة الاستخبارات الدفاعية جينز.
وتستخدم هذه الأنواع من المقذوفات شحنتين لاختراق المركبات المدرعة الحديثة. إنها الأسلحة المميزة التي تقدمها إيران للمسلحين المتحالفين، مثل حماس، وقد استُخدِمَت لإحداث تأثير مدمر ضد القوات الأمريكية في العراق.
معركة مختلفة تماماً
نشرت كتائب القسام العديد من الصور المعدلة لمسلحين يطلقون الصواريخ والقذائف على مركبات إسرائيلية، وفي حين أن مقاطع الفيديو قد تُظهِر انفجارات نارية، فمن غير الواضح في بعض الأحيان ما إذا كانت الضربات قد دمرت أو ألحقت أضراراً بالمركبات.
وقال رايان بروبست، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن إسرائيل طورت نظام دفاع ضد هذه الأسلحة يسمى نظام الحماية النشط تروفي. وهو يعمل باستخدام الرادار لتتبع الذخائر القادمة، ومن ثم اعتراضها بمقذوفات دفاعية خاصة به. ولكن، كما هو الحال مع وابل الصواريخ ضد الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية"، يمكن هزيمة نظام تروفي من خلال إغراقه بأعداد كبيرة من القذائف التي تُطلَق من مسافة قريبة، كما قال بروبست.
وأضاف بروبست أن الجيش الأمريكي تلقى أنظمة تروفي لدبابات أبرامز في عام 2019 وقام بنشرها في أوروبا.
وقال كاليسكي، المحلل الإسرائيلي، إنه في الحرب الإسرائيلية العربية عام 1967، احتاجت إسرائيل في سيناء إلى 3 فرق لهزيمة الجيش المصري في 6 أيام. والآن يستخدم الجيش الإسرائيلي نفس القوة لمدة شهر تقريباً مع نتائج مختلفة تماماً في غزة.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المضادة للدبابات فی غزة التی ت
إقرأ أيضاً:
لواء إسرائيلي يحذر من سيناريو يوم القيامة: 7 أكتوبر سيكون صغيرا أمامه
ذكر اللواء احتياط في جيش الاحتلال إسحاق بريك، أن "إسرائيل تقترب من هجوم سيجعل السابع من أكتوبر ذكرى صغيرة".
وقال بريك في مقال نشرته صحيفة "معاريف" إن "كان فشل حزب الله في شنّ هجوم متزامن مع حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 معجزةً لدولة إسرائيل، لكن هذه المعجزة قد لا تتكرر فالمستويان السياسي والعسكري يواصلان سلوكهما كما كانا قبل هجوم حماس وفي المرة القادمة، سيُعرّض هجومٌ مشتركٌ من جميع القطاعات إسرائيل لخطرٍ وجوديٍّ حقيقي".
وأضاف، أن "يوم القيامة، الذي تستعد له حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله والحوثيون والفلسطينيون والمتطرفون البدو والعرب داخل دولة إسرائيل بوتيرة متسارعة، سيأتي عاجلاً أم آجلاً حيث سيتجلى ذلك في هجوم بري متزامن ومشترك على إسرائيل - من لبنان وسوريا والأردن وقطاع غزة والضفة الغربية، ومن المتطرفين داخل إسرائيل".
وأوضح، أنه "سيُرافق هذا الهجوم إطلاق صواريخ وقذائف صاروخية من لبنان من قِبل حزب الله، ومن إيران، ومن اليمن من قِبل الحوثيين هذه هي الخطة الكبرى لأعدائنا، دون أن يُبدي أحدٌ من المستويين السياسي والعسكري رأيه فيها أو يُحضّر لها، وهذا ما حدث بالضبط قبيل هجوم حماس على قطاع غزة، إلا أنه هذه المرة سيُعرّض إسرائيل لخطر وجودي حقيقي".
وأشار بريك إلى أن "المستوى السياسي منقطعٌ تمامًا، كما انقطع عن هجوم حماس على قطاع غزة، والمستوى العسكري يكذب ويخفي الحقيقة عن الرأي العام، ما حدث في غلاف غزة لن يكون شيئًا مقارنةً بما سيحدث في الحرب الإقليمية القادمة، التي ستجلب كارثةً لدولة إسرائيل وتهدد وجودها".
وأردف، أن "الخوف من غزو قوات الحوثيين (أو القوات التابعة لها) من سوريا إلى منطقة مرتفعات الجولان حيث كشف وزير الدفاع يسرائيل كاتس في نقاش في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن هناك مخاوف معقولة من سيناريو غزو قوات الحوثيين من سوريا إلى منطقة مرتفعات الجولان".
التحذيرات الرئيسية
السيناريو الرئيسي: أشار كاتس إلى أن هناك إمكانية للتسلل أو الغزو سيرًا على الأقدام من قبل نشطاء الحوثيين أو أولئك الذين يعملون تحت رعاية إيران، عبر الحدود السورية إلى الأراضي الإسرائيلية، وخاصة في منطقة مرتفعات الجولان.
السياق السوري: يأتي كشف الوزير على خلفية تقارير عن تمركز عناصر إرهابية في سوريا، بما في ذلك محاولات من حماس والجهاد الإسلامي، وخاصةً الوجود الحوثي في البلاد، الذي تُحركه إيران وفيلق القدس. تجدر الإشارة إلى أن الحوثيين سبق أن عملوا في سوريا، خلال الحرب الأهلية هناك، وأنهم مُرسلون من إيران.
الأهمية الاستراتيجية: توضح هذه الأمور تحول الساحة الشمالية (سوريا ولبنان) إلى جبهة أخرى وأكثر تحدياً ضد الحوثيين، الذين يتركز نشاطهم الرئيسي حتى الآن على البحر الأحمر وإطلاق الصواريخ بعيدة المدى من اليمن.
وتابع اللواء الاحتياط، أن "اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، لم يوقف جهود إعادة إعمار الحزب وفيما يلي النقاط الرئيسية في إعادة إعمار حزب الله منذ اتفاق وقف إطلاق النار (بناءً على التقارير حتى الشهر الماضي.
زيادة الدعم والتمويل الإيراني
مساعدة مالية كبيرة: أفادت وزارة الخزانة الأمريكية أن الحرس الثوري الإيراني حوّل مبالغ طائلة (تُقدّر بمليار دولار منذ بداية العام) لإعادة بناء قدرات المنظمة وبنيتها التحتية المدنية.
اعتراف علني: أقرّ كبار المسؤولين الإيرانيين والأمين العام الفعلي لحزب الله علنًا بالمساعدة الإيرانية "الهائلة".
التعامل مع تحديات نقل الأسلحة
تعطيل الطرق المنتظمة: أدى سقوط نظام الأسد في سوريا (ديسمبر/كانون الأول 2024) والحظر الذي فرضته الحكومة اللبنانية على الرحلات الجوية المباشرة من إيران (فبراير/شباط 2025) إلى تعطيل الطرق البرية والجوية الرئيسية لتهريب الأسلحة والمساعدات التكنولوجية.
طرق بديلة: نفذت إيران وحزب الله طرقًا جديدة، بما في ذلك، التهريب عبر تركيا والعراق، واستخدام الموانئ البحرية ومكاتب الصرافة بالإضافة استمرار الاعتماد على شبكات التهريب على الحدود السورية اللبنانية، رغم الجهود المبذولة لإحباطها بحسب المقال.
إعادة بناء الجيش وتعزيزه
اقتناء الأسلحة وإنتاجها: أفادت مصادر استخباراتية غربية أن حزب الله يُسرّع وتيرة إعادة الإعمار، بما في ذلك إعادة تجهيزه بالأسلحة (على الأرجح الصواريخ) وإنتاج الأسلحة.
تجنيد المقاتلين: يستمر تجنيد مقاتلين جدد للمنظمة.
إعادة تأهيل المواقع والقواعد: تعمل المنظمة على إعادة تأهيل المواقع والقواعد المتضررة، وخاصة شمال نهر الليطاني، وذلك لتجنب تطبيق الاتفاق جنوب النهر.
إعادة تأهيل الوضع الاجتماعي والسياسي
استغلال الأزمة الاقتصادية: دخل لبنان اتفاق وقف إطلاق النار في وضع اقتصادي كارثي. ويحاول حزب الله، مستغلًا موارده وسيطرته الإيرانية، أن يصبح القوة الرئيسية وراء أعمال إعادة الإعمار المدنية، بهدف استعادة وتعزيز مكانته السياسية والاجتماعية في المجتمع الشيعي وفي لبنان ككل.
ولذلك، استمرت أعمال إعادة الإعمار بالتوازي مع جهود إسرائيل لمكافحة التمرد، ورغم التغيرات الجيوسياسية التي عطّلت بعض مسارات المساعدات الإيرانية الأصلية.
وبحسب المقال فإن كل هذا يسمح لحزب الله بالمشاركة في هجوم بري مشترك في حرب إقليمية ضد إسرائيل باستخدام قوة الرضوان وبمساعدة إطلاق الصواريخ والقذائف.
وزعم بريك أن إيران متورطة في تمويل ودعم حماس وحزب الله، وفي محاولات إنشاء بنى تحتية إرهابية على الحدود الإسرائيلية الأردنية.
وعن الدعم الإيراني لحماس وحزب الله بشكل عام، فإنها تعتبر أكبر ممول وداعم لكلتا المنظمتين حيث تقدم إيران مساعدات مالية كبيرة، تُقدر بملايين ومئات الملايين من الدولارات سنويًا لكلٍّ من المنظمتين (حماس وحزب الله). تُنقل هذه الأموال بطرق متطورة، بما في ذلك من خلال آليات غسل الأموال وقنوات التهرب من العقوبات.
كما تقدم المساعدة والتدريب العسكري الذي يشمل الدعم أيضًا نقل الأسلحة والمعرفة والتكنولوجيا والتدريب العسكري. وقد اعترف مسؤولون في إيران والتنظيمان أنفسهما بتلقي مساعدات عسكرية ساعدتهم على شنّ هجمات في عمق إسرائيل وفقا لبريك.
ولفت إلى أن اعتماد هذه المنظمات على إيران، اقتصاديًا ومعرفيًا، يسمح لإيران بالتأثير على قراراتها والعمل كقوة دافعة وراء "تحالف الساحات" ضد إسرائيل.
وتابع، أنه "فيما يتعلق بمحاولات إنشاء خلايا إرهابية تحديدًا على الحدود الإسرائيلية الأردنية، يُعد هذا جهدًا إيرانيًا مُركّزًا لإنشاء جبهة شرقية جديدة".
و منذ عام 2022 على الأقل، تُبذل إيران جهودًا لتهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية عبر الحدود الأردنية حيث يُجري التهريب وكلاؤها في سوريا وعناصر محلية، وهو مُوجّه للأجنحة العسكرية لحركة حماس ومنظمات أخرى.
كما تفيد تقارير بأن شركاء إيرانيين محليين كثّفوا جهودهم لإنشاء خلايا مسلحة في وادي الأردن ومخيمات اللاجئين في الأردن، بهدف استخدام هذه المنطقة كنقطة انطلاق للنشاط الإرهابي ضد إسرائيل وفق زعم اللواء الإسرائيلي.
وتناول اللواء بريك الاعتقالات التي جرت في الأردن في نيسان/ أبريل الماضي حيث ألقت قوات الأمن الأردنية القبض على أعضاء خلايا تابعة لجماعة الإخوان المسلمين (التي تتبع لها حماس) كانوا يخططون لهجمات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة. وكان بعض المعتقلين قد تدربوا في لبنان، مما يشير إلى صلات بحزب الله أو أي جهة أخرى تابعة لإيران.
وحول الجماعات العراقية المسلحة تشير التقارير أيضًا إلى وجود ميليشيات شيعية مدعومة من إيران على طول أجزاء من الحدود الأردنية السورية، والتي أطلقت طائرات بدون طيار على إسرائيل وعطلت حركة شاحنات الوقود إلى الأردن، مما يدل على النشاط المتزايد للوكلاء الإيرانيين في محيط الحدود الشرقية بحسب الكاتب.
وخلص اللواء الاحتياط، إلى أن إيران تقدم باستمرار تمويلًا ودعمًا واسعَين لحماس وحزب الله، ويشمل هذا الجهد أيضًا استراتيجيةً مُحدّدةً لفتح جبهة إرهابية شرقية، من خلال تهريب الأسلحة ومحاولات إنشاء بنية تحتية إرهابية تُشغّلها أذرعها (مثل حماس وغيرها) عبر الحدود الأردنية الإسرائيلية وسيكون هذا السيناريو أشدّ وطأةً بعشرات المرات من هجومٍ لحماس على محيط غزة، خاصةً إذا جاء هجومًا مُشتركًا مع قطاعاتٍ أخرى.
حماس في غزة
وقال بريك، إن إلحاق أضرار جسيمة بحماس في قطاع غزة، ولكن ليس تدميرها بالكامل. عملت إسرائيل على تدمير قدراتها العسكرية وحكم حماس، ولكن حتى الآن لم تتوقف الحركة تمامًا عن العمل ككيان عسكري ومدني في أجزاء كبيرة من القطاع.
كما أن هناك أدلة على أن حماس تحاول إعادة تأسيس نفسها في المناطق التي انسحب منها جيش الدفاع الإسرائيلي أو أكمل عملية فيها (على سبيل المثال، في الشجاعية)، وتواصل تجنيد المقاتلين والسيطرة على مناطق واسعة.
وأشار إلى أنه في حال استمرت حماس في السيطرة على مناطق معينة، فقد يظل احتمال التهديد بالغارات على إسرائيل قائماً إذ قد يحاول التنظيم إعادة تشكيل التهديد الموجه لإسرائيل، من خلال تطوير قدرات جديدة أو إعادة تأهيل قدرات سابقة، ليشكل تهديدًا شاملًا لإسرائيل.
وأوضح أن قدرة حماس على شن هجوم واسع النطاق متجدد، بالتوازي مع الهجوم الذي يشنه حزب الله من القطاع اللبناني وقوى إرهابية أخرى في القطاع السوري والأردني والضفة الغربية، لا تزال قائمة بدرجات متفاوتة على الرغم من الأضرار التي لحقت بها، وتظل تشكل تحدياً أمنياً شاملاً لإسرائيل في عام 2025.
ولفت إلى "التهديد الذي يشكله المتطرفون البدو والعرب داخل دولة إسرائيل"، مبينا أن الوضع خطير للغاية إلى درجة أن المتطرفين البدو، الذين يعيشون في الغالب في النقب ويحملون مئات الآلاف من الأسلحة في أيديهم، يمكن أن ينزلوا إلى شوارع المدن والبلدات ويرتكبوا مجازر هناك وفق زعمه.
وتابع، "سيتمكن المشاغبون أيضًا من دخول معسكرات الجيش ومعسكرات القوات الجوية، وهي غير محمية، ويجب الافتراض أننا لن نتمكن من إيقافهم. كل هذا بسبب عدم تشكيل حرس وطني، وعدم وجود قوات لحماية معسكرات الجيش. هذا قبل الأخذ في الاعتبار احتمال اندلاع حرب على طول حدود البلاد".
وأردف، "يرسل لي جنود الاحتياط الذين يخدمون في معسكرات الجيش مقاطع فيديو يصورونها، تُظهر الخراب الذي لا يُصدق في المعسكرات والمستودعات. الذخيرة والمعدات متناثرة بلا حراسة (لا يوجد تقريبًا أي ضباط أو جنود في مستودعات الطوارئ بسبب التخفيضات الهائلة في القوى العاملة المهنية في السنوات الأخيرة، والتي أُجريت لتوفير الرواتب)".
ولفت إلى أن المعسكرات بلا حراسة، والأسوار مُخترقة، وتنتشر سرقة الأسلحة والذخيرة على نطاق واسع؛ ومع الكميات الهائلة من الأسلحة التي بحوزة البدو في الجنوب، يُمكن تشكيل فرقتين.
وبحسب بريك فإن "من المرجح أن تتعرض دولة إسرائيل لهجوم بري مُشترك مدعوم بإطلاق الصواريخ والقذائف من جميع القطاعات التي ذكرتها. وهذا هو التحدي الأكثر إلحاحًا وصعوبة الذي تواجهه دولة إسرائيل حاليًا".
وختم قائلا، إن "المستوى السياسي منقطع تمامًا، والمستوى العسكري يكذب ويخفي الحقيقة عن الرأي العام. ما حدث في قطاع غزة لن يُقارن بما سيحدث في الحرب الإقليمية القادمة، التي ستجلب كارثة على دولة إسرائيل وتهدد وجودها. ما لم يُشَمِّر المستويان السياسي والعسكري عن سواعدهما ويشرعا فورًا في إعادة بناء الجيش وتوسيعه، ويدخلا في اتفاقيات دفاعية مع حلفاء إسرائيل، فلن يكون لدينا أي أمل".