تحت القصف وضغط النزوح.. كيف واجهت المرأة الفلسطينية 37 يوماً من الهجوم الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
شفق نيوز/ تبلغ نسبة الشهداء والجرحى من النساء الفلسطينيات جرّاء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة 30 بالمائة، والأطفال 40 بالمائة، من حصيلة تجاوزت 11 ألف ضحية و28 ألف مصاب، عدا عن 3 آلاف مفقود تحت الركام، نصفهم من الأطفال، إضافة إلى مليون و700 ألف نازح قسراً، نصفهم من النساء، فيما يعيش جميعهم في وضع كارثي.
رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، د.صلاح عبدالعاطي، يقول أن "مواطني غزة يعيشون وسط غياب مقومات الحياة الإنسانية، في ظل عقوبات جماعية انتقامية، بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء، ولا خصوصية في مدارس الإيواء المكتظة".
بحث عن أدنى مقومات الحياة
ويضيف عبدالعاطي لوكالة شفق نيوز، أن "المواطنين يعانون من الترويع والترهيب والأمراض والأوبئة الصحية والبيئية، جرّاء غياب معايير النظافة والصحة، وعدم توفر مياه الشرب أو مياه النظافة، والبحث عن أدنى مقومات الحياة".
ويتابع، "في حين، تعاني النساء الحوامل والمرضيات من غياب الرعاية الصحية، بسبب استهداف المستشفيات، وتوقف عيادات الرعاية الصحية الأولية، فيما توقفت الخدمات الصحية للمريضات بالسرطان والأمراض المزمنة، وبعضهن تفاقمت حالتهن الصحية، وأخريات توفين".
ويؤكد عبدالعاطي، أن "الأوضاع الإنسانية في غزة أكثر من مأساوية، وتداعياتها الأكبر على النساء والأطفال، الذين يتهددهم خطر الهلاك، في ظل عجز عربي ودولي عن وقف جرائم الإبادة الجماعية المستمرة، وضمان حماية المدنيين، ووقف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
ويواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على غزة لليوم الـ37 على التوالي، وبحسب حصيلة غير نهائية، فقد ارتفعت حصيلة العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 11,100 ضحية بينهم أكثر من 4506 أطفال، و3027 سيدة.
"المرأة الفلسطينية شجاعة"
تؤكد المستشارة في التنمية البشرية، فاتن علي أزدحمد، من فلسطين، أن "المرأة الفلسطينية شجاعة وقد اثبتت في كل المراحل إنها المرأة القوية والمثابرة والصابرة والمرابطة، وهي الآن تقاوم لحماية أرضها وبيتها وشرفها".
وتضيف أزدحمد لوكالة شفق نيوز، أن "المرأة الفلسطينية تناضل، ومن لا شيء تعمل شيئاً، إذ تطهي الطعام وتعد الخبز على الحطب، بسبب انعدام الغاز، وتبحث عن الماء، وفي الوقت نفسه، تحمي أطفالها وتحاول تقويتهم ودعمهم رغم إنها هي من تحتاج إلى الحماية والدعم، لكنها لا تظهر ذلك".
وتوضح، أن "المرأة الفلسطينية في غزة تعيش في ظروف سيئة جداً، وترى أمام أعينها الدمار المنتشر، ولا يوجد مكان آمن تلجأ إليه، يرافق ذلك فقدان جميع وسائل النقل".
وتتابع، أن "المرأة الغزاوية أصبحت أما أرملة، أو ثكلى بفقدان أحد أبنائها أو جميعهم، أو فقدت عائلتها الممتدة للأب والأم والأخوة والأخوات، أو فقدت بيتها".
وتتحدث أزدحمد عن صديقة لها في غزة تدعى "تحرير" تقول إنه "بعد يومين من بدء معركة طوفان الأقصى فقدت تحرير ابنها الوحيد، وهو مُحامٍ تخرّج مؤخراً ولديه أطفال فتيات، وبعد أيام فقدت تحرير عدداً من أهلها بعد تعرض بيتها للقصف، لكنها نجت بأعجوبة".
وتؤكد، أن "العدو الاسرائيلي خرق كل اتفاقيات حقوق الإنسان، وحقوق المرأة والطفل، وقطاع غزة بعد أن كان أشبه بسجن كبير تحوّل حالياً إلى مقبرة جماعية".
وتضيف، "لكن رغم كل هذا، إلا إن المرأة الفلسطينية صابرة وغير مستعدة للتخلي عن أرضها"، داعية "كل نساء وأمهات العالم بالوقوف مع المرأة الفلسطينية وإنقاذ الأطفال من الإبادة الجماعية".
"أكثر امرأة عانت في العالم"
وفي هذا السياق، تقول الناشطة السياسية اليمنية، إشراق محمد الماخذي، إن "المرأة الفلسطينية تتعرض إلى العنف وعدم الأمن والأمان والتهجير مع أطفالها وأسرتها وجيرانها، فهي أكثر امرأة عانت في العالم لعقود من الزمن".
وتضيف الماخذي لوكالة شفق نيوز، أن "المرأة الفلسطينية عانت الكثير من الجرائم خلال الـ37 يوماً الماضية، وشاهدت بأم أعينها الدمار، وفقدان الأسرة والأقارب والجيران".
وتُعرب الماخذي في ختام حديثها عن أملها بأن "يكون للنساء العربيات، دور لدعم أختها الفلسطينية، خاصة اللواتي في غزة".
تضامن نسوي عربي
من جهتها، تؤكد الناشطة النسوية والمجتمعية اليمنية، نور محمد باعباد، أن "هناك تضامناً كبيراً مع أخواتنا الفلسطينيات وما يتعرضن له من إبادة هن وأطفالهن، وسط صمت دولي حكومي رهيب، لكن هبّت المجتمعات التضامنية كانت وما زالت قوية".
وتوضح باعباد لوكالة شفق نيوز، أن "التضامن النسوي العربي موجود في التجمعات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض الجمعيات، وهناك دور لمنظمات المجتمع المدني النسوية تعبر عن ما يجري في غزة وما تعانيه المرأة الفلسطينية".
"عميدة النازحات"
من جانبها، تشدد منسقة التحالف الدولي للنساء النازحات والمهجرات واللاجئات، د.سرتية صالح حسين، على "أهمية تكاتف جهود النساء العربيات من أجل تنفيذ حملة مناصرة للمرأة الفلسطينية التي هي عميدة النازحات".
وتضيف حسين لوكالة شفق نيوز، أن "النساء القياديات العربيات سواء في جامعة الدول العربية أو على المستوى الدولي، لا يوجد لهن بيان تنديد لما يحدث في فلسطين، كما لا يوجد منبر إعلامي مُخصص لمعاناة المرأة، رغم إنها أكثر من تعاني وتكابد ما قبل وبعد الحروب".
وتتابع، أن "النساء العربيات سواء كن في فلسطين أو العراق أو ليبيا أو اليمن أو السودان، هن أكثر من يدفع تركة النزاعات المسلحة، ولكن يتم تهميشهن وإقصائهن، وفي حال تم تسليط الضوء عليهن فإنه يتم بطريقة خجولة".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي الجيش الاسرائيلي عملية طوفان الاقصى كتائب القسام الحرب في غزة المرأة الفلسطینیة لوکالة شفق نیوز أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
التمكين الاقتصادي للنساء اليمنيات.. ركيزة أساسية للنهوض المجتمعي
الأسرة /خاص
شهدت العاصمة صنعاء الأسبوع الماضي انعقاد المؤتمر الوطني الثالث للمرأة المسلمة تحت شعار “ذكرى ميلاد الزهراء” بتنظيم من اللجنة الوطنية للمرأة. هذا الحدث لم يكن مجرد مناسبة للاحتفاء بالمرأة، بل شكل منصة مهمة لمناقشة قضايا جوهرية تتعلق بدور النساء في التنمية، وعلى رأسها التمكين الاقتصادي الذي يُعد اليوم أحد أبرز التحديات والفرص أمام المرأة اليمنية وقد أثري المؤتمر على مدى أيام بالعديد من الرؤى وأوراق العمل المقدمة من قبل المختصين والتي تشكل أساسا لتحقيق التمكين الاقتصادي للنساء وما يشكله ذلك من أهمية في عملية البناء التنموي.
بين التحديات والفرص
تواجه النساء في اليمن ظروفاً معقدة نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمر بها البلاد والتي كانت نتاجا لأحد عشر عاما من العدوان السعودي الأمريكي المتواصل على البلد. ومع ذلك، أثبتت المرأة قدرتها على الصمود والمشاركة الفاعلة في مختلف المجالات، بدءاً من الزراعة والحرف اليدوية وصولاً إلى التجارة الصغيرة والمبادرات المجتمعية.
ومن أبرز التحديات التي تواجه التمكين الاقتصادي للمرأة ضعف البنية التحتية، ومحدودية فرص العمل وانخفاض نسبة مشاركة النساء في سوق العمل الرسمي.
لكن بحسب مختصين، تحولت تلك التحديات أمام إرادة المرأة اليمنية إلى فرص خصوصا مع وجود طاقات بشرية هائلة ومهارات متوارثة في الصناعات التقليدية، وإمكانية الاستفادة من برامج التدريب والدعم المتاح من قبل المؤسسات الرسمية والمجتمعية والاهتمام المتنامي من قبل الدولة والحكومة.
أهمية التمكين
التمكين الاقتصادي الذي كان محور المؤتمر لا يعني فقط توفير فرص عمل للنساء كما يقول المختصون، بل يشمل بناء قدراتهن وتعزيز استقلاليتهن المالية وإشراكهن في صنع القرار الاقتصادي. وأهميته تتجلى في مكافحة الفقر، فعندما تحصل المرأة على مصدر دخل ثابت فإنها تسهم مباشرة في تحسين مستوى معيشة أسرتها.
كما أن تعزيز الاستقرار الاجتماعي يتمثل في ان المرأة المُمكَّنة اقتصادياً تصبح أكثر قدرة على مواجهة الأزمات ودعم المجتمع.
وتفتح المشاركة الاقتصادية الباب أمام النساء للمطالبة بحقوقهن في مجالات أخرى كالتعليم والصحة والسياسة وكل ذلك يسهم في تحريك عجلة التنمية حيث تؤكد الدراسات العالمية أن إشراك النساء في الاقتصاد يزيد من الناتج المحلي الإجمالي ويعزز النمو المستدام.
آليات التمكين
خلال المؤتمر الثالث للمرأة المسلمة، طُرحت عدة رؤى حول كيفية تعزيز دور المرأة في الاقتصاد اليمني ومنها التأكيد على أهمية التدريب المهني من خلال توفير برامج تدريبية متخصصة في مجالات الزراعة والحرف اليدوية وتقنيات العصر الحديث.
ومن آليات التمكين- كما أكد المشاركون في المؤتمر- دعم المشاريع الصغيرة عبر منح قروض ميسرة وتمويل متناهي الصغر للنساء الراغبات في إنشاء مشاريع خاصة.
بالإضافة إلى التعليم والتأهيل من خلال الاستثمار في تعليم الفتيات والنساء لضمان مشاركتهن الفاعلة في سوق العمل.
إلى جانب التشبيك والتعاون عبر إنشاء جمعيات واتحادات نسوية لتبادل الخبرات والدفاع عن مصالح النساء العاملات.
وكذلك الاستفادة الإيجابية من التكنولوجيا الرقمية والتي من شانها فتح المجال أمام النساء للاستفادة من التجارة الإلكترونية والعمل عن بُعد، وهو ما يخفف من القيود الجغرافية والاجتماعية.
في دائرة الضوء
أعاد المؤتمر الوطني الثالث للمرأة المسلمة في صنعاء تسليط الضوء على قضية التمكين الاقتصادي للنساء اليمنيات باعتبارها حجر الزاوية في بناء مجتمع أكثر عدلاً واستقراراً. فالمرأة ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي المحرك الأساسي للتنمية، وإذا ما أُتيحت لها الفرصة لتوظيف قدراتها وإمكاناتها، فإنها ستسهم في إخراج اليمن من أزماته نحو مستقبل أكثر إشراقاً.