ليبيا – قال أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي هاني رحومة إنه من المعلوم أن الدَين العام هو مجموع الأموال التي تقترضها الحكومة من الأفراد والمؤسسات لمواجهة أحوال طارئة ولتحقيق أهداف مختلف عندما لا تكفي الإيرادات العامة لتغطية النفقات العامة التي تتطلبها هذه الأحوال الطارئة، مثل الحرب وحال التضخم.

رحومة وفي حديثه إلى موقع “اندبندنت عربية” أبرز أن تضخم الدين العام المحلي مرتبط بوتيرة معدل الفساد التي تزداد من عام لآخر، فوفق ديوان المحاسبة فإن إنفاق الدولة الليبية عام 2022 بلغ 656 مليار دينار ليبي (135 مليار دولار) في مقابل 622 مليار دينار ليبي (122 مليار دولار) كإيرادات، أي بعجز بلغ 34 مليار دينار ليبي (7 مليارات دولار)، ليشكل العجز الأكبر في البلاد منذ عام 2012.

وبخصوص الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الدين العام المحلي، أوضح رحومة أن الهدر والفساد المالي الذي يأخذ أشكالاً مختلفة مثل تهريب السلع والوقود وفساد الاعتمادات وغيرها من قنوات الصرف تتجلى مظاهره في مرحلة موالية في زيادة الإنفاق العام بليبيا على مستويات عدة، من بينها الرواتب بسبب ارتفاع أعداد موظفي الدولة والذي يصل إلى 27 في المئة من إجمال عدد السكان في ليبيا، وهي نسبة لا توجد في معظم دول العالم، إذ أظهر تقرير ديوان المحاسبة للعام الماضي زيادة في بند الرواتب بما قيمته 4 مليارات دينار ليبي (824 مليون دولار).

ورأى أن ما أثقل كاهل الدين العام المحلي للدولة الليبية هو استمرار شراء المؤسسة الوطنية للنفط للمحروقات بالمبادلة بما يعادل 42 مليار دينار ليبي (8.6 مليار دولار)، ثم التصرف فيها من دون إثباتها في سجلات الدولة وفق تقرير ديوان المحاسبة.

ووفق رحومة فإن ما سبق يعني عدم وجود أي مؤسسة أو جهة تُلم بحجم إيرادات النفط ومبيعاته بدقة عدا بعض المسؤولين الكبار في المؤسسة الوطنية للنفط، على رغم أن المصرف المركزي وديوان المحاسبة على علم بهذه المشكلة ولكنهم يتسترون عليه.

وأشار إلى أن السبب الرئيس الآخر في العجز يتمثل في خلل إدارة الدولة، إذ يجب أن يتم ضبط إيقاع الصرف بناء على قانون الموازنة، وهو أمر تلاشى بالكامل، إذ لا يوجد حالياً قانون ولا ترتيبات مالية على الصرف في ليبيا.

وأبرز أن عدم وجود قانون موازنة زاد هدر المال العام والتوسع في الإنفاق، فمن المعلوم أن من أهم مزايا قانون الموازنة ضبط إيقاع الصرف لتبقى الحكومة ووزارة المالية والمصرف المركزي منضبطة بالصرف في إطار التبويب الذي وضعه القانون، فبقاء ليبيا منذ عام 2012 من دون قانون للموازنة عمق الإشكال المالي للبلاد.

وحمل رحومة ديوان المحاسبة الوضع المالي الذي وصلت إليه الدولة الليبية، إذ إن رقابته لأوجه الصرف مصاحبة طوال السنة المالية للهيئات الحكومية وليس في آخرها، كما أن الديوان يملك صلاحيات قانونية بإيقاف وإحالة الفاسدين مالياً للنائب العام.

وأوضح رحومة أن ديوان المحاسبة وبعدم قيامه بمهماته المكلف إياها تحول إلى جهة عامة تصدر التقارير المالية لا أكثر، ومن هذه الأمثلة أن تقريره الأخير تحدث عن أن كثيراً من مؤسسات الدولة صرفت أموالاً باستخدام التكليف المباشر لا المناقصات مما أضاع الفرصة للتأكد من الجودة والسعر للخدمات المطلوبة، وبالتالي فالفساد وارتفاع الدين العام تتحملهما الحكومة ومجلس النواب ومجلس الدولة ومصرف ليبيا المركزي وكل من في السلطة

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: ملیار دینار لیبی دیوان المحاسبة الدین العام

إقرأ أيضاً:

المفكر عادل نعمان: عذاب القبر ليس من المعلوم من الدين بالضرورة

أكد الدكتور عادل نعمان، الكاتب والمفكر ، أن أحمد بن حنبل قال: "من قال إن هناك إجماع فقد كذب"، متسائلًا: "هل يمكن أن نقول أن الأمة كلها أجمعت على شيء؟"، مشيرًا إلى أنه لا يوجد إجماع في بعض المسائل التي قد تخالف العقل الآن، لكنها كانت متفقًا عليها سابقًا لأنها استقرت في ذهن الناس آنذاك.

وقال خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «نظرة» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن هناك علماء ومشايخ قالوا إنه لا يوجد عذاب في القبر، متسائلًا: "هل لو قلت إنه ليس هناك عذاب في القبر فأكون أنكرت شيئًا من الدين بالضرورة؟".

وأضاف أن مر علينا 1500 سنة وما زلنا نتحدث عن عذاب القبر، مشيرًا إلى أن الكلام المطروح اليوم ما هو إلا تجديد للأفكار القديمة، مؤكدًا أن كل شيء مطروح للنقاش، وأن الصدام والحوار واجبان.

وأوضح نعمان أن الإسراء والمعراج أنكرهم عدد كبير من العلماء، وأن السيدة عائشة قالت: "لم يخرج من مكانه، ما تسألوا السيدة عائشة"، مؤكدًا أن الإسراء موجودة.

وأضاف أن المعتزلة أنكروا الإسراء والمعراج، وأن فكره فكر معتزلي، وأؤمن بالإسراء، ولكن المعراج فيها نظر.

وأشار إلى أن أبو حنيفة كان يعتمد على الأحاديث القريبة من القرآن، وأن هناك أحاديث في البخاري تخالف العقل.

وأكد معارضته لجميع تيارات ما أسماه الإسلام السياسي، مشدداً على أن النجاة من التطرف تتطلب التمسك بمبدأ الدولة المدنية.

وأضاف أنه معارض لكل من ينادي بإقامة الدولة الدينية بلا استثناء، سواء كان إخوان أو سلفية أو غيرها.

وفي مناقشة للمصطلحات، أكد نعمان أن مصطلحي الدولة العلمانية والدولة المدنية واحد، لا فرق بينهما على الإطلاق، مبررا استخدام لفظ المدنية بأنه تعبير مفهوم لدى البعض، مبيناً أن الدولة المدنية هي السبيل الوحيد للنجاة من الأزمات الحالية.

كما أوضح نعمان أن تعريف الإسلام السياسي يشمل كل تيار ينادي بإقامة الدولة الدينية، حتى لو كان ذلك يتم بالمخادعة أو الوصول إلى الحكم ثم التحول لاحقاً إلى دولة خلافة.

واختتم نعمان: الهدف من التيارات الإسلامية إقامة الدولة الدينية لجميع الفصائل، سواء كانت الإخوان ، داعش، طالبان، أو السلفيين.

اقرأ المزيد..

ميدو: صلاح أسطورة الشرق الأوسط.. وحان وقت مغادرته ليفربول

مقالات مشابهة

  • ارتفاع محدود لأسعار الذهب محليا بالتزامن مع عطلة البورصات العالمية
  • النائب الهميسات : ممارسات تثير تساؤلات في أداء ديوان المحاسبة
  • 25.3 مليار دولار صادرات تركيا لدول الجوار خلال 11 شهرا
  • ارتفاع الصادرات 28% في سبتمبر.. وتراجع العجز التجاري إلى 3.3 مليار دولار
  • عبدالله هنأ ديوان المحاسبة بفوزه بعضوية الارابوساي
  • المفكر عادل نعمان: عذاب القبر ليس من المعلوم من الدين بالضرورة
  • قيادي بمستقبل وطن: فائض الـ179 مليار جنيه يعكس صلابة الاقتصاد المصري
  • ديوان المحاسبة يدخل المجلس التنفيذي لـ الأرابوساي
  • قناة السويس تحقق 1.97 مليار دولار إيرادات منذ يوليو مقابل 1.68 مليار العام الماضي
  • اليونان تؤكد احترام سيادة ليبيا ودعم مسار انتخابي ليبي شامل