بحظر تجول.. الاحتلال الإسرائيلي يسجن 750 أسرة بمنازلهم بالخليل منذ 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
كشف المركز الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" أن حظر التجول التام الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على 11 حياً في منطقة البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم؛ تسبب في سجن نحو 750 أسرة في منازلها إلى جانب إغلاق المصالح التجارية والمحلات.
وذكر المركز أن سلطات الاحتلال سمحت بعد أسبوعين كاملين من حظر التجول التام لسكان المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية من الخروج من منازلهم أيام الأحد والثلاثاء والخميس، لمدة ساعة واحدة في الصباح، وساعة واحدة في المساء في كل مرة".
وأوضح أن تلك المدة ليست كافية على الإطلاق بالنظر إلى لوجود حواجز إسرائيلية متعددة يتعرض خلال السكان لإهانات وعمليات تفتيش جسدي مشددة.
اقرأ أيضاً
لم تعد الحرية قابلة للتفاوض.. صحيفة فرنسية: الضفة الغربية تغلي
وأكد تلك الإجراءات الإسرائيلية تستغرق وقتاً طويلاً، وتجبر الكثير من السكان الذين يخرجون للتسوق على البقاء خارج منازلهم حتى إعادة فتح الحواجز الأمنية أي أن السكان يقضون الليل كله أو النهار كله خارج منازلهم إذا أرادوا تلبية احتياجاتهم المعيشية.
وأشار المركز إلى الحظر يقوض حياة السكان بشكل تام، إذ لا يتمكن بعض المرضى من الحصول على الدواء كما لا يستطيع الأخرون الذهاب إلى عملهم أو مدارسهم.
في المقابل، أكد المركز الحقوقي السلطات تسمح لبعض المستوطنين الموجدين داخل المنطقة بالتحرك بحرية تامة، بل أنهم يستغلون الفرصة لشن هجمات على منازل جيرانهم من السكان الفلسطينيين.
واعتبر المركز أن النهج الإسرائيلي في الخليل ليس سوى مظهر واحد من مظاهر نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري).
اقرأ أيضاً
شهيدان برصاص جيش الاحتلال في جنين شمال الضفة الغربية
المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلامالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حظر تجول سلطات إسرائيلية الخليل
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: هكذا نقلت إسرائيل حربها إلى الضفة الغربية
في مساء شتوي هادئ من يناير/كانون الثاني 2024، وبينما كانت عائلة فلسطينية تجتمع أمام أحد البيوت في بلدة طمون بشمال الضفة الغربية، انقلب الهدوء إلى مأساة؛ طائرة إسرائيلية من دون طيار أطلقت صاروخا أسفر عن مقتل 3 من أقارب العائلة.
الضحايا الثلاث أبناء عمومة وهم: حمزة (8 أعوام)، ورضا (10 أعوام)، وآدم (23 عاما)، في مشهد وصفه شهود عيان بأنه يشبه مشاهد المجازر في قطاع غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 24 نسوة: آن لفرنسا وأوروبا أن تقولا لا لإسرائيلlist 2 of 2يديعوت أحرونوت: لماذا تشتد هجمات الحوثيين الصاروخية على إسرائيل؟end of listهرعت إيمان بشارات (والدة حمزة) إلى خارج منزلها على وقع الانفجار، لتجد جسد ابنها ممزقا بشظايا، ورأس ابن عمه رضا مفتوحا تنسكب منه أجزاء دماغه. أما آدم ففارق الحياة بين ذراعيها.
"كان كل شيء يطير.. شظايا ودماء، كأن السماء نفسها انفجرت"، هكذا تقول إيمان بصوت متهدج، وتضيف "ما رأيته كان كابوسا من غزة، لكنه حدث هنا، أمام منزلي".
وأورد تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز أن إسرائيل كثفت منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملياتها العسكرية في الضفة الغربية.
ورغم أن الأنظار تركزت على غزة، فإن الأرقام تشير إلى أن الضفة شهدت أيضا تصعيدا خطيرا. فقد قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 900 فلسطيني في الضفة منذ ذلك التاريخ، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وذلك ما يجعل العامين 2023 و2024 الأكثر دموية للفلسطينيين في الضفة منذ بدأ تسجيل البيانات في عام 2005.
وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي، الذي أوقف استخدام الضربات الجوية في الضفة منذ 17 عاما، عاد إلى هذه السياسة في يونيو/حزيران 2023، لكنه زاد منها بعد هجوم حماس.
وامتدت هذه العمليات إلى استخدام المروحيات، وأحيانا الطائرات الحربية، كما حدث في مخيم طولكرم، بالإضافة إلى نشر دبابات في عمليات عسكرية داخل مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم.
إعلان ما وراء السياسةوتبرر الحكومة الإسرائيلية، التي تعد الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، بقيادة بنيامين نتنياهو، هذا التصعيد بالحاجة إلى مواجهة "تهديدات متصاعدة" في مناطق فقدت فيها السلطة الفلسطينية سيطرتها.
لكن محللين قالوا لفايننشال تايمز إنهم يرون أن جزءا من التصعيد يعود إلى ضغوط سياسية يمارسها حلفاء نتنياهو من أقصى اليمين، أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير الداعين إلى ضم الضفة الغربية وتعزيز القبضة العسكرية عليها.
"بعض هذا التصعيد له دوافع عملياتية، لكن هناك بلا شك أهداف سياسية وراءه. فعندما تستخدم إسرائيل طائرة F-16 ضد مخيم لاجئين كان يمكن استهدافه بطائرة مسيرة، فهذا ليس فقط لأسباب عسكرية"، كما يقول إبراهيم دلالشة مدير مركز الأفق للدراسات السياسية في رام الله.
وأوضح التقرير أن الهجمات الجوية ليست الوحيدة التي تغير وجه الحياة في الضفة، إذ شملت الحملة العسكرية الإسرائيلية تدمير منازل وطرق، وتشريد آلاف الفلسطينيين، إضافة إلى فرض أكثر من 800 حاجز ونقطة تفتيش جديدة، مما جعل التنقل الداخلي مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت وتيرة عنف المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين، حيث سجلت الأمم المتحدة أكثر من 2,200 هجوم شمل الاعتداء على المدنيين، وإتلاف الممتلكات، وقطع الأشجار، ودفع مجتمعات رعوية بأكملها إلى النزوح.
نحو "غزة جديدة"؟ونقل تقرير فايننشال تايمز عن منظمات حقوق الإنسان تحذيرها من أن إسرائيل تطبّق تكتيكات الحرب على منطقة تخضع لقوانين الاحتلال، وليس لساحة نزاع مفتوح.
ونسب التقرير إلى إيتان دياموند، خبير القانون الدولي الإنساني في مركز ديكونيا في القدس، قوله إن "ما يحدث في الضفة هو عسكرة مفرطة للحياة المدنية، واستخدام الضربات الجوية وتدمير البنية التحتية بشكل واسع يتعارض تماما مع قوانين إنفاذ القانون في الأراضي المحتلة".
وذكر التقرير أن أهالي الضفة لم تعد لديهم أماكن آمنة. فقد قالت إيمان بشارات "كنا نخاف من الخروج من المنزل… اليوم، نخاف ونحن داخله. إذا تمكنوا من قتل أطفالنا بلا سبب، فلا يوجد ما يمنعهم من فعل أي شيء آخر".
إعلانوختم بالقول إنه في ظل هذا التصعيد، وبين فشل المسارات السياسية وتزايد العنف، يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية واقعا يتشابه شيئا فشيئا مع ذلك الذي في غزة، لكن من دون أن يراه العالم بالوضوح ذاته.