مالكوم جلادويل: الأخطاء فرصة استثنائية لإثراء تجربة التعلم
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
قدم الكاتب الكندي ذو الأصول الإنجليزية مالكوم جلادويل ندوة خاصة ضمن فعاليات الدورة الـ42 من «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، ناقش خلالها رؤيته لتحقيق النجاح الحقيقي، وأهمية التعلم من الأخطاء وتحويلها إلى فرص إيجابية من خلال الاستفادة منها في عملية التطور والنمو.
وتطرق الكاتب، الذي تصدّرت أعماله قائمة مجلة «نيويورك تايمز» لأكثر الكتب مبيعاً، إلى التعريف الذي قدّمه لمفهوم «العمل الناجح» في كتابه «المتميزون: قصة نجاح»، قائلاً: «العمل الناجح، يجب أن ندرك أنه ليس سهلاً، وأنه مستقل بذاته، ويتطلب إعمال العقل، فإذا كان العمل يلبي هذه المعايير الثلاثة، سيكون ناجحاً، مع العلم بأن هذه المعايير لا تتعلق بالشهرة، أو بالمال، أو بأي شكل من أشكال المصادقة الخارجية».
الرجل السعيدشارك جلادويل الحضور قصة والده، عالم الرياضيات، وكيف تضمنت عادات حياته اليومية حل المسائل الرياضية في الصباح الباكر، وأشار إلى أن والده كان يتناول الشاي والبسكويت مع والدته عند الظهيرة، ثم يصحب كلب العائلة في نزهة عند المساء، ووصفه بـ«الرجل السعيد»، مؤكداً أن «السعادة الحقيقية مبنية على لحظات قصيرة وصغيرة جداً».
وحول صفات القصة الناجحة، قال الكاتب المعروف بقدرته على تحويل الأفكار المعقدة إلى سرديات شائقة: «في أغلب الأحيان، يعود سبب عدم نجاح القصة إلى العجلة والتسرّع في السرد، فهناك فرق كبير بين القصة والطُرفة، إذ يستخدم الكاتب الطُرفة عندما يريد إيصال فكرة محددة بعينها فقط ولا يذهب أبعد من ذلك، في حين أن القصص لها بداية ووسط ونهاية، ويتخللها منعطف يأخذ مسار السرد في اتجاه معين، كما أنها تتضمن التشابك والتداخل وعنصر المفاجأة، ويتطلب إتقان تنظيم هذه العناصر وتجانسها وقتاً طويلاً».
وأضاف: «أتذكر تجربة كتابي الأول، الذي شكّل فيما بعد نقطة تحول في حياتي، ففي ذلك الوقت لم أعقد آمالاً كبيرة، وكنت أستمتع بعمل شيء لم أقم به من قبل، حيث بدت لي تجربة شيء جديد أمراً شيّقاً، وفي المرة الأولى التي نظمت فيها جلسة قرائية لكتابي الأول، لم يحضر سوى شخصين»، مشيراً إلى أن مسيرته في الكتابة أصبحت تطوراً طبيعياً لمهنته الأساسية في الكتابة الصحفية لدى صحيفة «نيويورك تايمز» عندما كان يكتب مقالات من 7000 كلمة وأكثر.
تطور الحدس
وشدد جلادويل على أن الحدس يتطور ويصبح أقوى من خلال التعلم من الأخطاء، مضيفاً: «الأخطاء فرصة استثنائية لإثراء تجربة التعلّم، وأحرص على تثقيف نفسي من خلال تأمل المواقف التي أخطأت فيها، وأسأل نفسي عن سبب ارتكاب الخطأ وسبل تلافي ارتكابه في المستقبل، حيث أسهمت هذه العملية بتعزيز حدسي وذكائي وحنكتي في مواقف مشابهه تلافيت فيها ارتكاب الأخطاء، فعملية التجربة والخطأ جزء لا يتجزأ من عملية التعلّم، ولهذا أنظر إلى الأخطاء على أنها فرص إيجابية للتطور والنمو». وبعد انتهاء الندوة، وقّع جلادويل نسخاً من أحدث كتبه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
طارق لوتاه: العمل البرلماني الإماراتي تجربة ملهمة
أكد طارق هلال لوتاه، وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أن اليوم الدولي للعمل البرلماني، يمثل مناسبة لاستذكار النجاحات التي حققتها دولة الإمارات في مسيرتها البرلمانية منذ تأسيس المجلس الوطني الاتحادي، وهي مسيرة متفردة تعبر تعبيراً صادقاً عن رؤية قيادتنا الرشيدة، لتعزيز المشاركة السياسية في المجتمع ليصبح المواطن شريكاً أساسياً في بناء الوطن وتقدمه.
وأوضح أن العمل البرلماني في دولة الإمارات لا ينحصر في ممارسة المجلس الوطني الاتحادي صلاحياته التشريعية والرقابية فحسب، بل يقوم على ثقافة وطنية أصيلة تشجع على التشاور والاستماع والبحث المشترك عن الحلول أيضاً.
وأضاف: «استناداً إلى المبادئ التي أرساها برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 2005، بهدف تهيئة الظروف اللازمة لإعداد مواطن أكثر مشاركة وأكبر إسهاماً، وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه، ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للحكومة؛ تواصل الوزارة العمل على تعزيز التكامل والتعاون بين الحكومة والمجلس، وترسيخ ممارسات الابتكار القائمة على المرونة والاستباقية والجاهزية، بما يسهم في الارتقاء بتجربة العمل البرلماني في الدولة، لتكون تجربة ملهمة ونموذجاً يُحتذى على الصعيدين الإقليمي والدولي».