كيف يمكن لحب الذات أن يحسن علاقاتك؟
تاريخ النشر: 7th, July 2023 GMT
عمان- حب الذات (Self Love) هو أن تعطي رفاهيتك وسعادتك الأولوية في حياتك. ولا يشمل ذلك الطريقة التي تعامل بها نفسك وحسب، بل يشمل أيضا أفكارك ومشاعرك عن نفسك، فتعامل نفسك بلطف ورحمة واحترام.
إنه ينطوي على قبول نفسك كما أنت، بما في ذلك نقاط ضعفك ونقاط قوتك، واتخاذ خيارات تدعم صحتك الجسدية والعاطفية والروحية.
وعندما تشعر بتحسّن تجاه نفسك وتعتني بها قد تتحسّن حياتك المهنية، وتتحسن علاقاتك مع الأصدقاء وأفراد الأسرة. ومن شأن ذلك أن يجلب لك مزيدا من الحب والفرح في جميع علاقاتك.
ويوضح المتخصص في الطب النفسي الدكتور أشرف الصالحي معنى حب الذات بأنه قدرة الشخص على قبول ذاته وحبّها من دون شروط أو قيود، بصرف النظر عن عيوبه أو سيئاته وأخطائه التي حدثت معه في الماضي.
ويرى الصالحي أن "حب الذات هو مفتاح الصحة النفسية، ويشير إلى كل عمل يقوم به بهدف معاملة النفس بلطف ورحمة واحترام، وإعطاء نفسك أولوية لسعادتك ووقتك وحاجتك ورفاهيتك وقبول نفسك كما أنت".
ويشدّد الصالحي في حديثه إلى "الجزيرة نت" على ضرورة التعاطف والتسامح مع الذات عندما يواجه الشخص موقفا معينا، أو عندما يرتكب خطأ ما من دون لوم النفس وجلد ذاته، فضلا عن الاعتراف بقيمة الذات ومعاملتها باحترام وإعطائها الرعاية والاهتمام التي يعطيها الشخص لمن يحبه ويقدّره.
"وحب الذات واحترامها يساعد بشكل إيجابي في تطوير الصورة الذاتية للشخص، ويساعده في التعامل مع التوتر والتغلب على مواجهة التحديات التي تواجهه في حياته، وبناء علاقات جيدة مع الآخرين"، وفق الصالحي.
ويشير إلى أن حب الذات يتضمن، أيضا، وعي الفرد بأهمية معاملته لذاته بلطف ورحمة وتسامح بطريقة تعود بالنفع على نفسه وعلى الآخرين في علاقاته.
وينصح بالقول: "تذكّر أن اهتمامك بنفسك ليس أنانية، بل إنه فعل الحب، إذ يجب عليك الاهتمام بنفسك ورعايتها وحبها، لتتمكن من حب الآخرين من حولك والاهتمام بهم. وتذكر دائما أن صحتك النفسية ثمينة".
تنطلق مدرّبة التنمية البشرية ومهارات الحياة سوسن الكيلاني من حديث الرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وفي الحديث إشارات واضحة إلى أن الإنسان يحب الخير لنفسه ويحب ما تهوى نفسه من المال والأنعام والخيل والزينة، وكل رفاهيات الحياة ونعيمها".
وتستذكر الكيلاني في حديثها للجزيرة نت ما جاء في الحديث الشريف أيضا أن "الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده"، من مأكل وملبس ومسكن، تجنبا للبخل الذي هو آفة العصر، وكل من يحب أن يظهر بمظهر حسن وراقٍ وتشع منه النظافة والتناسق، ما يريح نفسيته، وينعكس إيجابا على من يراه ويجالسه من الناس.
وتقول الكيلاني: "هذا الشعور بالارتياح والرضا عن النفس، سواء في المظهر أو نوع الطعام الذي يأكله، ولا سيما إذا حرص على كونه حلالا وتجنّب ما يزعجه صحيا وجسميا، فإنه يعدّل المزاج… ويكون له تأثير السحر".
"وإذا ترافق ذلك كله مع جو لطيف وماء وأشجار وأزهار وروائح زكية، فإنه يحسّن النفسية ويزيد الطاقة الإيجابية، مما ينعكس مباشرة على العلاقة بالآخرين، من الأسرة الصغيرة إلى الكبيرة… والمجتمع عموما"، وفق الكيلاني، التي تعتبر أن الشرط الوحيد هو توافر راحة البال والقناعة والضمير الحي وعمل كل ما بوسع الإنسان من أجل الآخرين، من دون إفراط ولا تفريط.
وتختم: "إذا عملت خيرا نابعا من نفسٍ جميلة، ولم تلق خيرا، فكافئ أنت نفسك وقدّم لها ما تحب".
نشر موقع "ماي سيلف لاف سابلي" (myselflovesupply) مجموعة من الطرق التي يمكن أن يحسّن بها الفرد حب الذات وعلاقته بالآخرين، ومنها:
تفاعل مع الآخرين من مكان تثق به: يشعر كثير من الناس بالسوء تجاه أنفسهم، ويكونون قاسين جدا على أنفسهم، وغالبا ما يعانون من مستويات ثقة منخفضة جراء ذلك. ثم تؤثر هذه الثقة المنخفضة في تفاعلهم مع الآخرين، وقد يشككون في أنفسهم ويشعرون بالحرج من أن يكونوا على طبيعتهم، وقد يضعون الآخرين دائما في المقام الأول. لكن عندما تحب نفسك، تكون قادرا على التفاعل مع الآخرين من مكان تثق به، ومن مكان تشعر فيه بالأمان تجاه نفسك. كل هذا يعني أنك قادر على الظهور بشكل أكبر في العلاقات، وأن تكون على طبيعتك فقط.المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
انفصال الشباب عن الواقع.. هروب نفسي أم صرخة لإنقاذ الذات؟
شمسان بوست / متابعات:
في عالم يضج بالأزمات الاقتصادية، والصراعات السياسية، والضغوط الاجتماعية المتزايدة، بات انفصال الشباب عن الواقع ظاهرة متنامية تثير تساؤلات جادة: هل هو وسيلة لحماية الذات؟ أم هروب يُضعف القدرة على التكيّف والتغيير؟
المعالجة النفسية أورانيا ضاهر توضح في حديثها أن الانفصال عن الواقع يمكن أن يكون رد فعل نفسي طبيعي في مواجهة التوتر والضغط الشديد، لكنه يحمل في طياته مخاطر إذا استمر خارج السيطرة.
أسباب الانفصال عن الواقع:
الضغط النفسي المفرط: حين تصبح التوقعات المجتمعية خانقة، يبحث الفرد عن متنفس بعيد عن الواقع.
البيئة الاجتماعية: غياب الأمل في التغيير يدفع البعض لفقدان الإيمان بجدوى المحاولة.
الثورة الرقمية: المنصات الافتراضية تتيح واقعًا بديلاً يُرضي الحاجات النفسية بدون التعرض للرفض أو الفشل.
الانفصال: بين الدفاع والهروب
ترى ضاهر أن الانفصال المؤقت عن الواقع قد يكون بمثابة “استراحة محارب” تسمح بإعادة شحن الذات، لكن المشكلة تبدأ حين يتحول إلى سلوك دائم يقطع التواصل مع المحيط.
وتضيف: “الفرق بين الهروب من الواقع والتكيّف معه يكمن في الوعي. الانفصال الواعي والمؤقت قد يكون ضروريًا، أما المستمر وغير الواعي فقد يتحول إلى فخ نفسي”.
متى يصبح الانفصال مشكلة؟
يبدأ القلق حين يتكرر الانفصال النفسي في المواقف اليومية، ويؤثر على جودة الحياة والعلاقات المهنية والاجتماعية، وقد يتجلى على شكل شعور بأن الشخص يراقب نفسه من الخارج، أو أن العالم حوله غير واقعي.
كيف نواجه الظاهرة؟
تعزيز الوعي الذاتي: عبر مراقبة المشاعر وتحديد محفزات الانفصال.
تقنيات الربط بالواقع: كالتأمل، الكتابة، وتمارين التنفس الواعي.
طلب الدعم النفسي: في حال استمرار الأعراض وتأثيرها السلبي.
وتختتم ضاهر بالقول: “الانفصال قد يخفف الألم مؤقتًا، لكنه لا يعالج جوهر المشكلة. المواجهة الواعية وبناء أدوات التكيف الصحي هي السبيل الحقيقي للحفاظ على التوازن النفسي”.