إقبال كبير على جناح البحوث الإسلامية بمعرض في صحف مكرمة بالكويت
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
شهد جناح مجمع البحوث الإسلامية بـالأزهر الشريف إقبالًا كبيرًا من جانب زوار المعرض المقام على هامش جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم بدولة الكويت، تحت عنوان: «في صحف مكرمة»؛ وذلك تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بالتعاون الفعَّال والمثمر مع مختلف الهيئات والمؤسسات المعنية بحفظ التراث الإسلامي.
يعرض المجمع خلال هذه الفعاليات مجموعة من نوادر مخطوطات المصحف والتي تحتفظ بها مكتبة الأزهر المركزية، كما يعرض جهود لجنة المصحف وتاريخها في الحفاظ على كتاب الله.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد، إن مشاركة المجمع في هذا المعرض الدولي تأتي انطلاقًا من دور الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر_أحمد الطيب شيخ الأزهر، وعنايته بالتراث الإسلامي وخاصة ما يتعلق بالمصحف الشريف، حيث تحتفظ مكتبة الأزهر المركزية بمخطوطات نادرة تستعرض مراحل تطور كتابة المصحف الشريف وطباعته وعناية علماء المسلمين به، إضافة إلى عرض تاريخي مفصل لمراحل كتابة المصحف الشريف من خلال عرض المخطوطات التاريخية.
واستقبل جناح مجمع البحوث الإسلامية بمعرض الكويت فئات عمرية وثقافية متنوعة من دول مختلفة، اطلعوا خلال جولتهم بالجناح على كل مرحلة من مراحل كتابة المصحف قديمًا، حيث استمعوا لشروح وافية لتفاصيل كل مخطوط من هذه المخطوطات، وكيف أسهم هذا التراث في الحفاظ على كتاب الله من أي تحريف أو تبديل.
شارك مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في فعاليات المؤتمر الدولي السادس لكلية اللغة العربية بأسيوط، والذي يعقد تحت عنوان: "إسهامات ذوي الهمم في بناء الحضارة الإنسانية قديمًا وحديثًا"، وذلك بحضور د. محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس جامعة الأزهر، ود. محمود الهواري مساعد الأمين العام للدعوة والإعلام الديني، وعدد من عمداء ووكلاء وأساتذة جامعة الأزهر.
وقال الهواري خلال كلمته، إن عنوان المؤتمر يدل دلالة واضحة على إدراك واع بصير من الأزهر الشريف بجميع قطاعاته بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، رابطًا بين عنوان المؤتمر وبين خلق شنيع رفضه الإسلام ومنعته الشريعة، وهو خلق التعصب أو التمييز، مشيرًا إلى أن هذا الخلق الشنيع أحد الأسباب التي أدت إلى هذا العدوان الإرهابي الصهيوني؛ إذ ظن بنو صهيون أنهم أمة متميزة، وأن ما يجري في عروقهم يغاير ما يجري في عروق الناس، ولعل هذا الإحساس بالتميز قد نقده ونقضه القرآن.
وأضاف الأمين المساعد أنه في الوقت الذي نُقر فيه بوجود فوارق بين الخلق بمقتضى الحكمة الإلهية؛ إلا أننا نسلم أيضا لله عز وجل حين نادى بالمساواة، فهناك تمايز بين البشرية، تمايز يثري الحياة، وهو ضمانة استمرارها واستقرارها، أما التمايز على عصبية فذلك مرفوض شرعا وعقلا وإنسانية، موضحًا استحسان تخصيص الثالث من ديسمبر من كل عام ليكون يوم الاحتفال والاحتفاء بذوي الهمم، الذي تطوف فيه المنظمات الأممية حول ضمان حقوقهم وإدماجهم في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
وأوضح الهواري أن المجتمعات على درجات في التعامل مع ذوي الهمم، فمجتمعات لم تعتن بهم ولم تقدم لهم يد العون، ومجتمعات أخرى ساعدتهم وعملت على حمايتهم، وساوتهم بغيرهم، فكلما كانت المجتمعات أكثر رعاية للمحتاجين من ذوي الهمم أو المحتاجين عموما كنت أليق بوصف الإنسانية والتحضر، مشيرًا إلى أن أوطاننا وبلادنا أقدامها راسخة في الحضارة والمدنية، وفي المقابل سنرى بلادا تدعي الحضارة وتاريخها مزيف، أما بلادنا فقد كتب على جدران معابدها: لا تسخر من أعمى ولا تهزأ من قزم ولا تحتقر الرجل الأعرج ولا تعبس في وجهه، فالإنسان صنع من طين وقش، والله هو خالقه وهو القادر على أن يهدم ويبني كل يوم، وأما الدول التي يشار إليها بالتقدم والحضارة، فنرى في تاريخها من الممارسات ما يخجل الإنسان من ذكره؛ فقد عانى ذوو الهمم من إهمال واضطهاد صارخ، بل كانت بعض المجتمعات تقضي وتحكم بإهمالهم ووصل الأمر إلى إعدامهم.
وأشار الأمين المساعد أن الإسلام عامل الأصحاء بمنطق المساواة وعامل المرضى الضعفاء بمنطق المواساة، لم يحرم هذا من هذا ولا هذا من هذا فكانت المساواة والمواساة للناس جميعا؛ حيث حملت السيرة النبوية التأصيل النظري والتطبيق العملي لحقوق ذوي الهمم، فجاءت مؤكدة أن ذوي الهمم لهم الأولوية في الرعاية والاهتمام، وأنهم لا يقلون عن الأصحاء في شيء، حيث أتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصة التميز وإبراز المواهب واكتشاف الطاقات، مؤكدًا أن في ماضي أمتنا وحاضرها، صورٌ وشواهد كثيرة على أن الابتلاء بنقص حاسة أو عضو لم يكن عائقاً عن النجاح والتميز، بل كان في كثير من الأحيان سبباً في الإلهام، وبث روح الإصرار واستخراج مكنون العزم، مع التوكل على الله، وتفويض الأمر إليه، واستمداد العون منه سبحانه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الأزهر مجمع البحوث الاسلامية جائزة الكويت الدولية القران الكريم البحوث الإسلامیة الأزهر الشریف شیخ الأزهر ذوی الهمم الأزهر ا
إقرأ أيضاً:
هل لمس الزوجة ينقض الوضوء؟.. الأزهر يجيب
هل لمس الزوجة ينقض الوضوء؟ سؤال تلقاه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
وأجاب مركز الأزهر عبر موقعه الرسمى عن السؤال قائلا: إنَّ هذه المسألة من المسائل التي طال الخلاف فيها بين الفقهاء؛ وهذا بناءً على اختلافهم في تفسير قوله -تعالى- : {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} من الآية الكريمة {يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء:43]
وأوضح ان حقيقة اللمس: إلصاق الجارحة بالشيء، وهو عُرْفٌ في اليَد؛ لأنَّها آلَتُه الغالبة. ولكن اختلف العلماء في المراد به، فذهب الإمام أبو حنيفة -رضي الله عنه- إلى أنَّ اللمس هنا بمعنى الجِمَاع، واستدل بما رود عن أمِّ المؤمنين السَّيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قَبَّل بعض نسائه، ثُمَّ خرج إلى الصَّلاة فلم يتوضَّأ) [رواه: الدارقطني]، وعليه؛ فهو يرى أنَّ مجرَّد اللمس العادي لا ينقض الوضوء.
واضاف: بينما يرى الإمام الشَّافعي -رضي الله عنه- أنَّ المراد باللمس: المباشرة، وهي أن يُفضي الرَّجل بشيءٍ من بدنه إلى بدن المرأة، سواء كان باليد أم بغيرها من أعضاء الجسد، وكذا إن لمسته هي، ودليله ظاهر الآية الكريمة: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} فإنَّها لم تُقيَّد بشهوة أو بغير شهوة، فمجرَّد اللمس ينقض الوضوء.
وتابع :قد جَنَح إلى التَّفصيل الإمام مالك وكذا الإمام أحمد؛ فقالا: إن اللمس بتلذُّذ بشهوة ينقض الوضوء، إما إن كان بغير بشهوةٍ وتلذُّذ فلا ينقض الوضوء؛ ويؤيِّد ذلك ما ورد أيضًا عن أمِّ المؤمنين السَّيِّدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كنتُ أَنَامُ بين يَدَي رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَرِجْلايَ فِي قِبْلَتِهِ فإذا سَجَدَ غَمَزَنِي، فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، وإذا قام بَسَطْتُهُمَا، وَالبيوتُ يومئذٍ ليس فيها مصابيح) [متفق عليه]، فهذا دليل صريح في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُلامس، ولم يُنتقض وضوؤه؛ لاستمراره في الصَّلاة، فبيَّنت السُّنَّة النَّبوية المُطهَّرة أن الملامسة دون التلذُّذ والشَّهوة لا تنقض الوضوء.
وأكد انه بناء على ما سبق فإن لمس الرَّجل زوجته بتلذُّذ وشهوة ينقض الوضوء؛ فيكون لمسه للمرأة الأجنبيَّة -التي لا تحلُّ له- بتلذُّذ وشهوة ينقض الوضوء من باب أولى، أما مجرَّد اللمس بغير شهوةٍ ولا تلذُّذ فلا ينقض الوضوء.
ويكون بيان الآية على ذلك: أنَّ قوله تعالى: {وَلَا جُنُبًا} أفاد الجِماع، وأنَّ قوله: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} أفاد الحَدَث، وأنَّ قوله: {أَوْ لَامَسْتُمُ} أفاد اللمس، فصارت ثلاث جُمَل لثلاثةِ أحكام، وهذا غاية في العِلم والإعلام، ولو كان المراد باللمس الجماع لكان تكرارًا، وكلام الحكيم يتنزَّه عنه. [أحكام القرآن لابن العربي(1/564)].