أعلن مسؤولان كبيران في الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن، وقع، الثلاثاء، على قرار تمديد إعفاء العراق من العقوبات المفروضة على إيران لمدة 120 يوما لتسديد عائدات الكهرباء المستوردة من إيران.

وأوضح المسؤولان أن هذا التمديد هو الحادي والعشرين منذ عام 2018 وأنه لا يمكن لإيران "استخدام الأموال المقيدة في البنوك العراقية إلا في المعاملات الإنسانية وغيرها من المعاملات غير الخاضعة للعقوبات".

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إنه "في العامين الماضيين شهدنا أن حكومة العراق تحقق تقدما كبيرا نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة. ومن المؤسف أن العراق لن يفطم نفسه عن واردات الغاز الإيراني بين عشية وضحاها. وتجديد الإعفاء ضروري لتوفير المساحة والوقت لحكومة العراق لتنفيذ أجندة رئيس الوزراء الطموحة لإصلاح قطاع الطاقة".

وذكر المسؤول الأميركي أن هذا الإجراء "يهدف إلى تقليل النفوذ الإيراني على العراق. وهذا لا يعني أي تغيير في سياستنا تجاه إيران. لم يتغير شيء فيما يتعلق بإيران. لن نرفع أي عقوبات عن إيران. نحن لا نقوم بأي تغيير يمنح إيران أي أموال أو إمكانية مختلفة للوصول إلى الأموال التي كانت لديها بالفعل".

وأضاف "لقد رأينا أن إيران كانت تستخدم الأمر كوسيلة ضغط لقطع الكهرباء عن العراق والضغط عليهم بطرق كانت ضارة حقاً بسياستنا في المنطقة، وما زالت كذلك، وجهودنا للرد على سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة. ولذلك وبناءً على طلب العراقيين كنا نعمل على الإسراع في نقل هذه الأموال إلى خارج العراق حتى لا يتعرض للضغوط الإيرانية".

وقال مسؤول آخر إن "هناك مساراً قمنا بالتنسيق فيه بشكل وثيق مع سلطنة عمان للسماح بنقل بعض هذه الأموال من العراق إلى عمان من خلال البنوك المراسلة الأوروبية".

وشدد أنه "لن يكون لإيران حرية الوصول إلى هذه الأموال. وأن هناك رقابة صارمة للغاية. وقد شاركت وزارة الخزانة في هذه العملية في كل خطوة على الطريق".

وكشف المسؤولان الأميركيان أن الأموال الموجودة في الحسابات الإيرانية المجمدة في العراق تبلغ حوالي عشرة مليارات دولار.

وحول ما يقوله بعض الخبراء إن إيران تشتري مواد إنسانية ثم تبيعها في الأسواق العراقية والسورية واللبنانية للحصول على الأموال، قال أحد المسؤولين في الخارجية الأميركية "أود أن أقول إننا حافظنا على تدقيق وثيق للغاية في المعاملات وزملاؤنا في الخزانة على وجه التحديد هم الذين يراقبون ذلك ويوفرون العمليات لدفع المعاملات إلى الأمام. فإذا حدث وكنا على علم به سنتخذ خطوات لعدم السماح بمواصلة مثل هذه المعاملات مع أي كيانات متورطة في هذا النوع من الديناميكية".

وحول الأموال التي حولتها كوريا الجنوبية إلى إيران عبر قطر، والتي تبلغ حوالي ستة مليارات دولار وأدت إلى إطلاق سراح رهائن أميركيين من إيران مقابل الإفراج عن سجناء إيرانيين من السجون الأميركية، أكد أحد المسؤولين الأميركيين أن هذه الأموال لم تصرف بعد.

وشدد المسؤولون، في حديثهم للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، على أنه لا يمكن استخدام الأموال إلا في "معاملات غير خاضعة للعقوبات" مثل شراء المواد الغذائية أو المنتجات الزراعية، بحسب وكالة "رويترز".

كما سعوا إلى تخفيف الانتقادات، لا سيما من الجمهوريين في الكونغرس، بالقول إن منح إيران إمكانية الوصول بشكل أكبر إلى هذه الأموال يحرر المبالغ التي يمكن لطهران إنفاقها على الجماعات المسلحة التي تهاجم القوات الأميركية أو على برنامجها النووي.

وتقدر تلك المبالغ بنحو عشرة مليارات دولار من مدفوعات تراكمت في العراق.

وأوضح المسؤولون أن هدفهم الرئيسي هو تقليل النفوذ الإيراني في العراق. وضغطت طهران في الماضي على بغداد للحصول على إذن الولايات المتحدة للإفراج عن هذه الأموال عن طريق وقف صادرات الغاز الطبيعي إلى العراق، ما حد من قدرته على توليد الطاقة وتسبب في انقطاع الكهرباء في البلاد ليثير استياء المواطنين.

وقد تكون هذه الخطوة مثيرة للجدل أيضا لأن واشنطن طلبت من بغداد كبح الهجمات على القوات الأميركية في العراق والتي تشنها جماعات مسلحة متحالفة مع إيران، وكانت النتائج متباينة. وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن الطلبات الأميركية للعراق "يجري العمل عليها".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أحد المسؤولین هذه الأموال فی العراق

إقرأ أيضاً:

اتفاق أمريكي-صيني على خفض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً

صراحة نيوز ـ في خطوة مفاجئة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية العالمية، أعلنت الولايات المتحدة والصين اليوم الاثنين التوصل إلى اتفاق يقضي بخفض كبير للرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين لمدة 90 يوماً، في محاولة لنزع فتيل حرب تجارية أثارت اضطرابات في الأسواق المالية وعززت المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.

وجاء الإعلان في بيان مشترك عقب مفاوضات استمرت يومين في مدينة جنيف السويسرية، حيث أوضح الطرفان أن خفض الرسوم سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من 14 أيار/مايو.

وبموجب الاتفاق، ستتراجع الرسوم الجمركية الأمريكية الإضافية المفروضة على السلع الصينية إلى 30%، في حين ستخفض الصين تعرفاتها على الواردات الأمريكية إلى 10%. ويعد هذا تراجعاً ملحوظاً عن الرسوم التي فُرضت في الآونة الأخيرة، إذ كانت واشنطن قد رفعت الشهر الماضي الرسوم إلى 145%، وردت بكين بفرض رسوم بلغت 125%.

وسرعان ما انعكس الاتفاق إيجاباً على أسواق المال، حيث شهدت مؤشرات بورصة وول ستريت ارتفاعاً في بداية التعاملات، بينما أنهت الأسواق الأوروبية والآسيوية جلساتها على مكاسب واضحة.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات للصحافيين: “حققنا إعادة ضبط كاملة للعلاقات مع الصين عقب مناقشات مثمرة في جنيف. اتفق الطرفان على خفض الرسوم المفروضة منذ 2 نيسان/أبريل إلى 10% لمدة 90 يوماً، وستتواصل المفاوضات حول قضايا هيكلية أوسع”.

وأوضح ترامب أن إجمالي الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية سيظل عند مستوى 30%، نظراً لبقاء رسوم إضافية بنسبة 20% كانت واشنطن قد فرضتها قبل نيسان/أبريل.

ويُعد هذا الاتفاق أول إشارة ملموسة إلى انحسار الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، والتي تسببت في تقلبات حادة بالأسواق المالية وزادت من المخاوف بشأن تفاقم معدلات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

ويترقب المستثمرون والمتابعون لمسار العلاقات التجارية بين البلدين جولة المفاوضات المقبلة، والتي يُتوقع أن تتناول إصلاحات هيكلية أعمق في السياسة التجارية بين واشنطن وبكين.

مقالات مشابهة

  • للمرة الأولى.. الكشف عن مقترح مكتوب قدمته واشنطن لإيران
  • يرأسها أردني .. الشرطة الإسبانية تفكك شبكة غسيل أموال بقيمة 21 مليون دولار
  • أموال، عقارات، ومخدرات.. إسبانيا تطيح بشبكة إجرامية تمتد إلى المغرب
  • عاجل- انطلاق القمة الخليجية الأمريكية بالرياض.. وترامب: إدارة بايدن خلقت فوضى ولا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي
  • ترامب: إيران استخدمت الأموال لدعم الارهاب في العراق وزعزعة استقراره
  • أكثر من ملياري دولار الصادرات التركية الزراعية للعراق خلال 2024
  • صندوق النقد الدولي يعلن استعداده لتقديم “مزيداً من القروض للعراق”!
  • اتفاق أمريكي-صيني على خفض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً
  • وزير الموارد: تركيا تجاوبت مع طلب العراق بدفع كميات كافية من المياه في الصيف
  • واشنطن تجدد موقفها الداعم للمجلس الرئاسي والحكومة اليمنية