بينما تتواصل الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس"، فإن سلوك "السعودية والدول العربية المرتبطة بعلاقات مع تل أبيب" في قمة الرياض قبل أيام يعكس ثلاث رغبات بينها هزيمة "حماس"، بحسب يوئيل جوزانسكي وإيلان زلايات في تحليل بـ"معهد دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي (INSS).

ولليوم الـ40، يواصل جيش الاحتلال الأربعاء شن حرب مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 11 ألفا و320 قتيلا فلسطينيا، بينهم 4650 طفلا و3145 امرأة، فضلا عن 29 ألف و200 مصاب، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء.

وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية، قتلت "حماس"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، وأسرت نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

وقال جوزانسكي وزلايات، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه بعد نحو شهر من اندلاع الحرب، و"بينما ظل القتال في غزة يثير الاحتجاجات في العالم العربي"، استضافت العاصمة السعودية الرياض في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري قمة طارئة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

ولفتا إلى أن مشاركة كل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني إلى المملكة منذ سنوات عديدة، والرئيس السوري بشار الأسد في القمة "كانت جديرة بالملاحظة بشكل خاص".

وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، واستأنفت الرياض وطهران (حليفة بشار الأسد) علاقتهما الدبلوماسية بموجب اتفاق توسطت فيه الصين في 10 مارس/ آذار الماضي؛ ما أنهى قطيعة استمرت نحو 7 سنوات.

وأضاف جوزانسكي وزلايات أنه في مقابل حضور رئيسي والأسد "كان غياب رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان (عن القمة) ملحوظا؛ ربما بسبب التوتر المستمر بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود.

اقرأ أيضاً

سلاح ذو حدين.. احتجاجات دعم فلسطين تهدد الحكام المستبدين

بدون قرارات عملية

و"استغل بن سلمان هذه المناسبة (القمة) لتسليط الضوء على مكانة المملكة المتجددة واهتمامها بقيادة العالم العربي، كما سعى إلى إظهار الاهتمام والانخراط في أزمة غزة وعدم ترك المسرح لإيران بدعمها لـحماس وموقفها ضد إسرائيل والولايات المتحدة"، كما زاد جوزانسكي وزلايات.

وأردفا أن "ابن سلمان حريص في الوقت نفسه على مواصلة اتجاه الانفراج الإقليمي، الذي يتسم بتجديد علاقات بلاده مع إيران".

وبعيدا عن العلن، تتخذ أنظمة عربية حاكمة مواقف سلبية من "حماس"؛ نظرا لارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، التي تصدرت المشهد خلال احتجاجات الربيع العربي في دول عربية عديدة بداية من عام 2011.

وقال جوزانسكي وزلايات إنه "كما كان متوقعا، لم يسفر اللقاء عن قرارات عملية، وعكس البيان الختامي القاسم المشترك الأدنى: الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية للقطاع، وإنهاء الحصار، مع مطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار ملزم".

وتابعا أن "التقارير أفادت بأن الإمارات والبحرين والسعودية على ما يبدو منعت قرارا مقترحا لإلزام الدول بقطع العلاقات مع إسرائيل ووقف الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق أراضيها، مع تعطيل إمدادات النفط لحلفاء إسرائيل، كما حدث في حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973)".

اقرأ أيضاً

سخرية واسعة من البيان الختامي للقمة الإسلامية العربية بشأن غزة

السلوك العام

و"يمكن لإسرائيل أن تكتفي بنتائج اللقاء والسلوك العام في هذا الوقت للسعودية والدول العربية المرتبطة بعلاقات مع إسرائيل، والذي يعكس رغبتها في: هزيمة حماس، وكبح جماح طموحات إيران، والحفاظ على علاقات طبيعية مع إسرائيل"، جوزانسكي وزلايات.

وقبل اندلاع الحرب، كانت الولايات المتحدة تعمل على صفقة ضخمة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية صاحبة المكانة الدينية البازرة في العالمين العربي والإسلامية والدولة الثرية الغنية بالنفط.

ووفقا لتقرير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، ترغب السعودية في تطليع العلاقات مع إسرائيل مقابل توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على أسلحة أكثر تطورا وتشغيل دورة وقود نووية كاملة، بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية نحو إقمة دولة فلسطينية.

واستدرك جوزانسكي وزلايات: لكن "في الوقت نفسه، فإن البعد النسبي للدول العربية عن الأزمة في غزة يظهر أيضا أنه يجب تعديل التوقعات بشأن احتمال مشاركتها في الترتيبات الأمنية وإدارة غزة "في اليوم التالي" لحماس".

ويقول الاحتلال إن يسعى إلى القضاء على قدرات "حماس" العسكرية وقدرتها على الاستمرار في إدارة غزة، وتتواتر تكهنات عن احتمال أن تلعب دول عربية دورا في إدارة القطاع الفلسطيني.

اقرأ أيضاً

تغيير مسار.. هكذا يمكن للحكام العرب اكتساب شرعية من فلسطين

المصدر | يوئيل جوزانسكي وإيلان زلايات/ معهد دراسات الأمن القومي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قمة الرياض رغبات العرب حماس هزيمة إسرائيل حرب مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

تفاؤل أمريكي وتعنت إسرائيلي.. مطروح للنقاش يسلط الضوء على حرب إسرائيل على غزة

سلط برنامج "مطروح للنقاش" الذي تقدمه الإعلامية فيروز مكي، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، الضوءَ على إمكانية موافقة إسرائيل على مقترح ويتكوف بشأن حرب غزة.

وقالت الإعلامية فيروز مكي: "بين تفاؤل أمريكي وتعنت إسرائيلي وقبول من حركة حماس، هكذا بات التعاطي مع مقترح المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لإنهاء حرب غزة التي تجاوزت العام ونصف العام".

وأضافت "مكي": "ورغم الحديث عن التهدئة، لم تتوقف ولم توقف آلة الحرب الإسرائيلية عدوانها لحظة واحدة، حيث شنت غارات مكثفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء".

وتابعت: "كما ارتكبت مجزرة أخرى جديدة في مخيم البريج وسط غزة، ومن ناحية أخرى، أشارت الإدارة الأمريكية إلى وجود انطباعات جيدة حول المقترح الجديد وإمكانية السير نحو مسارين، وقف مؤقت لإطلاق النار، واتفاق طويل المدى لإنهاء هذه الحرب".

وواصلت: "ومن المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعا لبحث مقترح صفقة جديدة والمطالبات بإطلاق سراح المحتجزين..  فهل توافق إسرائيل على مقترح ويتكوف بشأن حرب غزة؟!".

https://www.youtube.com/watch?v=Jtl4_952Yd4

طباعة شارك مطروح للنقاش فيروز مكي اسرائيل غزة

مقالات مشابهة

  • تأجيل زيارة أعضاء اللجنة الوزارية العربية إلى رام الله بعد منع إسرائيل للزيارة
  • ‏مقتل شاب في قصف إسرائيلي استهدف سيارته في جنوب لبنان
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يمكن هزيمة "حماس" خلال أشهر
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • أكبر 10 دول استيرادا لآيفون في العالم بينها دولة عربية
  • مسؤول إسرائيلي يكشف لـCNN الموافقة على اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار مع حماس
  • تفاؤل أمريكي وتعنت إسرائيلي.. مطروح للنقاش يسلط الضوء على حرب إسرائيل على غزة
  • أمين جامعة الدول العربية: قطع العلاقات مع إسرائيل ليست سياسة حكيمة
  • إحباط إسرائيلي من استمرار العمليات في الضفة الغربية.. رغم الملاحقة الأمنية
  • توضيح حول تنفيذ تدريب مشترك للجيش المصري مع إسرائيل في دولة عربية