نمو فاق التوقعات.. اقتصاد روسيا يضرب بالعقوبات عُرْضَ الحائط
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
أفادت دائرة الإحصاء الروسية في وقت متأخر الأربعاء، أن النمو السنوي في البلاد تسارع إلى 5.5 بالمئة في الربع الثالث من 4.9 بالمئة في الربع السابق، فيما يعد أسرع وتيرة نمو منذ أكثر من عقد من الزمن، باستثناء الارتفاع المفاجئ عندما خرجت روسيا من عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، كما تجاوز توقعات جميع الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع بلومبرغ.
ويبدو أن القطاعات الرئيسية للاقتصاد الروسي تتكيف بل وفي بعض الأحيان تحقق انتعاشا، رغم العقوبات الغربية غير المسبوقة المفروضة بسبب الحرب في أوكرانيا.
سمح النمو الاقتصادي في روسيا وارتفاع الطلب الاستهلاكي، المدعوم بالإنفاق الحكومي الكثيف، للشركات مثل البنوك وشركات صناعة السيارات وشركات الطيران بإيجاد طرق للتأقلم، والازدهار في بعض الحالات، على الرغم من العقوبات الأميركية والأوروبية التي تهدف إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي.
هذا التعافي يوضح، بشكل لا يدع مجالا للشك حدود العقوبات، التي توعد بها الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها مصممة لخفض اقتصاد روسيا إلى النصف وتحويل الروبل إلى "ركام" كعقاب على حرب روسيا في أوكرانيا في فبراير 2022.
وسعى الرئيس فلاديمير بوتين إلى تعزيز العلاقات مع دول مثل الصين والهند في الوقت الذي خفض فيه الاتحاد الأوروبي الروابط التجارية مع روسيا، بما في ذلك واردات النفط والغاز، في جولات متكررة من العقوبات.
وصل الروبل إلى أدنى مستوياته التاريخية مباشرة بعد بدء الحرب في فبراير 2022، لكنه سرعان ما تعافى بفضل تدابير المركزي الروسي. لكن الحكومة الروسية أعادت الشهر الماضي فرض بعض الضوابط على العملة بعد أن تراجع الروبل مرة أخرى إلى 100 مقابل الدولار، مما أدى إلى انتعاش جعلها الأفضل أداءً بين الأسواق الناشئة في الشهر الماضي.
من المؤكد أنه على الرغم من أن روسيا نجت من الانهيار الاقتصادي حتى الآن، فإن الحكومة تستنزف مواردها للحفاظ على الإنفاق الحكومي، بينما كان هناك نزوح للمستثمرين الأجانب والشركات المحلية تجد صعوبة متزايدة في مواكبة التغيير التكنولوجي في ظل العزلة الدولية.
يقدم القطاع المصرفي الروسي أحد أبرز الأمثلة على كيفية تمكن الاقتصاد من التغلب على الضربة الناجمة من العقوبات. فمن المتوقع أن يجني أكبر بنك روسي، وهو "سبيربنك" المملوك للحكومة، أرباحاً قياسية هذا العام، رغم عزله من نظام المدفوعات الدولي سويفت، وفرض عقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي تصريحات للرئيس التنفيذي لـ سبيربنك، هيرمان غريف توقع فيها أن يكون العام الحالي هو الأكثر نجاحا في تاريخ البنك.
سبيربنك ليس الوحيد في تحقيق الأداء المتميز، إذ تجاوز إجمالي أرباح القطاع المصرفي للأشهر التسعة الأولى من العام بالفعل الرقم القياسي السنوي السابق المسجل قبل الحرب، في عام 2021.
وقد تصل أرباح البنوك إلى أكثر من 3 تريليونات روبل (حوالي 33 مليار دولار) في عام 2023، بحسب تصريحات لـ فاليري بيفن، العضو المنتدب لوكالة التصنيف الروسية أكرا (ACRA).
يُعد هذا أعلى بثلاث مرات مما توقعه البنك المركزي في البداية هذا العام، مدفوعاً بازدهار الائتمان وضعف الروبل وانخفاض المخصصات.
انتعاش اقتصادي
بعد ربعين متتاليين من النمو، عاد الاقتصاد الروسي تقريباً إلى المستويات التي شهدها قبل الحرب، مما أدى إلى عكس الضربة التي خلفتها العقوبات إلى حد كبير.
من المقرر أن يستمر التحفيز المالي الذي ساعد في تأجيج الانتعاش، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قدرة روسيا على إعادة توجيه إمدادات النفط إلى دول أخرى وبيع النفط الخام بأسعار أعلى من 60 دولاراً التي فرضتها مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي.
وحافظت مبيعات الطاقة على مصدر إيرادات رئيسية للحكومة، مما جعل الميزانية في وضع أفضل مما توقعه المسؤولون على الرغم من ارتفاع تكاليف الحرب.
سيستمر الإنفاق الحكومي في تحفيز الاقتصاد، الذي سيجعل من الممكن ليس فقط استقرار الوضع، ولكن أيضًا التكيف بنجاح وسرعة مع الظروف الجديدة، وفقًا لوثيقة وزارة المالية التي تحدد سياسات الميزانية العامة للفترة 2024-2026.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الروسي النمو الاقتصادي روسيا البنوك السيارات والازدهار بايدن أوكرانيا الصين والهند النفط الروبل الدولار روسيا الإنفاق سبيربنك الاقتصاد الروسي اقتصاد روسيا عقوبات العقوبات فرض عقوبات أزمة أوكرانيا الروسي النمو الاقتصادي روسيا البنوك السيارات والازدهار بايدن أوكرانيا الصين والهند النفط الروبل الدولار روسيا الإنفاق سبيربنك الاقتصاد الروسي أخبار روسيا
إقرأ أيضاً:
أقوى زلزال على وجه الأرض يضرب شرق روسيا ويتسبب في تسونامي
عواصم- رويترز- الوكالات
ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات قبالة الساحل الروسي لشبه جزيرة كامتشاتكا ليل الثلاثاء/الأربعاء، مما أدى إلى أمواج تسونامي غمرت مناطق ساحلية في شمال جزر الكوريل، حيث أعلنت وزارة الطوارئ الروسية عن فيضانات في مدينة سيفيرو-كوريلسك وإجلاء جميع سكانها البالغ عددهم نحو ألفي نسمة.
وأعلنت السلطات الروسية حالة الطوارئ في شمال جزر كوريل بعد التسونامي
وفي اليابان، أخلت السلطات محطة فوكوشيما النووية، بينما وصلت أولى موجات التسونامي إلى جزيرة هوكايدو بارتفاع 30 سنتيمترا، وسط تحذيرات من موجات لاحقة أكثر ارتفاعا قد تصل إلى 3 أمتار على سواحل الأرخبيل المطلة على المحيط الهادي.
ودعت هيئة الأرصاد اليابانية السكان إلى الابتعاد عن الشواطئ وعدم الخروج إلى البحر حتى رفع التحذير، وأصدرت السلطات في المكسيك وإندونيسيا تحذيرات مماثلة لسكان المناطق الساحلية.
وأصدرت الولايات المتحدة بدورها تحذيرات من تسونامي على السواحل الغربية، تشمل ولايات كاليفورنيا وأوريغون وألاسكا وأرخبيل هاواي، ودعت إدارة الطوارئ في هاواي السكان إلى إخلاء المناطق الساحلية فورا، محذرة من أمواج "مدمرة".
ويعد هذا الزلزال هو الأعنف في المنطقة منذ عام 1952، ويقع مركزه على عمق 19.3 كيلومترا، وعلى بعد نحو 136 كيلومترا من مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي شرقي روسيا، مما يثير مخاوف من تداعيات واسعة على سواحل المحيط الهادي.
تحذيرات من تسونامي
وبحسب المركز الأميركي للإنذار المبكر من التسونامي فإن أمواج التسونامي تتهدد أجزاء من سواحل آلاسكا وجزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادي وكذلك سواحل روسيا واليابان "في غضون 3 ساعات".
ويشمل التحذير كل السواحل الأميركية المطلة على المحيط الهادي، من آلاسكا إلى هاواي وكاليفورنيا، لكن خطورة أمواج التسونامي المتوقعة متفاوتة.
وفي البيرو، شددت البحرية على أنه بسبب الزلزال "صدر تحذير من تسونامي على طول ساحل البلاد".
كما أمرت السلطات الإكوادورية بـ"إخلاء احترازي" للشواطئ في أرخبيل غالاباغوس بسبب خطر تعرّضها لتسونامي جراء الزلزال.
وقالت الهيئة الوطنية للوقاية من المخاطر في بيان إنها أمرت بـ"تعليق فوري للأنشطة البحرية، بالإضافة إلى إخلاء احترازي للشواطئ والأرصفة والمناطق المنخفضة" في الأرخبيل الواقع على بُعد ألف كيلومتر من البر الرئيسي.
وفي طوكيو، حذرت السلطات اليابانية من أن أمواج مد عال يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار قد تضرب بين الساعة 01:00 والساعة 02:30 (بتوقيت جرينتش) سواحل الأرخبيل المطلة على المحيط الهادي.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية إن "أمواج تسونامي ستضرب المنطقة بصورة متكررة. يرجى عدم الخروج إلى البحر أو الاقتراب من الساحل حتى رفع التحذير".
وفي 20 يوليو/تموز، وقع في المنطقة نفسها زلزال بقوة 7.4 درجات، تلته هزات ارتدادية عديدة، من دون أن يتسبب بأضرار جسيمة.
وتعد شبه الجزيرة الروسية التي تفصل بحر أوخوتسك عن المحيط الهادي "واحدة من أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم"، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية