الخليج الجديد:
2025-05-10@02:47:29 GMT

بايدن «واللاعودة»!

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

بايدن «واللاعودة»!

بايدن «واللا عودة»!

«كل أشكال المقاومة الفلسطينية لا يجوز على الإطلاق مساواتها بعنف المستوطنين وقوات الاحتلال بل وجهاز الدولة الإسرائيلى».

المسألة لم تتوقف عند الاحتجاج فى الشوارع. فحملات مقاطعة بضائع ومؤسسات أمريكية داعمة للاحتلال يقودها ناشطون شباب ليسوا عربًا ولا مسلمين.

انطلقت المظاهرات الداعمة لفلسطين والمحتجة على السياسة الأمريكية فى كبريات المدن الأمريكية، حتى طالت الولايات الجنوبية، معقل الصهيونية المسيحية.

كان صحفىا يهوديا أمريكيا فضح قيام إسرائيل، لا حماس، بتفجير منازل الإسرائيليين على رؤوسهم فى الأيام الأولى لمجرد الشك فى أن عناصر حماس داخل المبنى!

التحولات الكبرى في تاريخ أمريكا لم تأتِ من أعلى بل بفعل حركات اجتماعية تُرغم الساسة على تغيير المسار مما يتطلب تراكمًا ووقتًا لن يطول إذ برزت إرهاصات التحول.

لغة الخطاب تغيرت ودخلت مفردات جديدة القاموس الأمريكى، بدءًا بـ«المقاومة الفلسطينية»، ومرورًا بـ«الاحتلال الاستيطانى»، والتوسع فى استخدام «الأبارتهايد».

* * *

عندما قال بايدن الأسبوع الماضى إنه «لا عودة لما كان عليه الحال» قبل 7 أكتوبر الماضى، كان يقصد فلسطين. لكن الواقع يشير إلى أن اللا عودة تتعلق بالمجتمع الأمريكى لا بفلسطين!

ففي الأيام الأولى صدرت تصريحات وزيارات رسمية أمريكية تمنح إسرائيل شيكًا على بياض لتفعل ما تريد فى غزة. لكن ما هي إلا أيام قليلة حتى انطلقت المظاهرات الداعمة لفلسطين والمحتجة على السياسة الأمريكية فى كبريات المدن الأمريكية، حتى طالت الولايات الجنوبية، معقل الصهيونية المسيحية.

أما مظاهرة واشنطن العاصمة، التى قالت «نيويورك تايمز»، المنحازة أصلًا لإسرائيل، إنها تخطت الخمسين ألف شخص، وقالت مواقع أمريكية أخرى إنها تخطت المائتى ألف، فكانت الأكبر على الإطلاق فى التاريخ الأمريكى دعمًا لفلسطين.

والمسألة لم تتوقف عند الاحتجاج فى الشوارع. فحملات المقاطعة للبضائع والمؤسسات الأمريكية الداعمة للاحتلال يقودها ناشطون شباب ليسوا عربًا ولا مسلمين.

ولغة الخطاب نفسها تغيرت. فقد دخلت مفردات جديدة القاموس الأمريكى، بدءًا «بالمقاومة الفلسطينية»، ومرورًا «بالاحتلال الاستيطانى»، ووصولًا للتوسع فى استخدام «الأبارتهايد».

أما التشهير بالداعمين لفلسطين من جانب إسرائيل وأنصارها فلم يعد يُخيف أحدًا وصار يُدان علنًا. فالبيان الذى أصدرته الجمعية الأمريكية للدراسات الأمريكية أدان حكومة الولايات المتحدة «لتمكينها للأبارتهايد الإسرائيلى» كما أدان «تحويل معارضة الاستعمار الاستيطانى إلى معاداة للسامية».

وقد وقَّع ما يزيد على مائة من الكتاب والأدباء الأمريكيين خطابًا مفتوحًا لزملائهم فرّقوا بين اليهودية كدين والصهيونية كأيديولوجيا، وقالوا إن «كل أشكال المقاومة الفلسطينية لا يجوز على الإطلاق مساواتها بعنف المستوطنين وقوات الاحتلال بل وجهاز الدولة الإسرائيلى»، ثم دعوا زملاءهم لمقاطعة جوائز أدبية وفنية كبرى ذكروها بالاسم تنظمها مؤسسات يهودية أمريكية لأنها تتبنى الصهيونية.

وأعداد متزايدة من اليهود الأمريكيين كانوا طرفًا فاعلًا فى مناصرة فلسطين. مثلًا وقّع 1800 من الشخصيات العامة اليهودية الأمريكية خطابًا مفتوحًا يؤكد أن «انتقاد إسرائيل ليس معاداة السامية»، بل وكان صحفى يهودى أمريكى هو الذى فضح قيام إسرائيل، لا حماس، بتفجير منازل الإسرائيليين على رؤوسهم فى الأيام الأولى لمجرد الشك فى أن عناصر حماس داخل المبنى!

ويتساءل الكثيرون حول جدوى ذلك كله بينما السياسة لم تتغير. ولهم أقول إن كل التحولات الكبرى فى تاريخ أمريكا لم تأتِ من أعلى وإنما بفعل الحركات الاجتماعية التى تُجبر الساسة إجبارًا على تغيير المسار. وتلك مسألة تتطلب وقتًا وتراكمًا حتى تطال السياسة. لكن يبدو أن ذلك الوقت لن يطول. إذ برزت الإرهاصات الأولى للتحول.

ففى مجلس الشيوخ طالب أغلبية الديمقراطيين بايدن بمعلومات عن «الآليات التى وضعتها أمريكا لضمان التزام إسرائيل بالقانون الدولى، والالتزام بأن استخدامها السلاح الأمريكى لا ينتهك القانون الأمريكى».

وفى وزارة الخارجية انقسام حاد، فعشرات المذكرات والرسائل كتب أغلبيتها الأجيال الأحدث لرؤسائهم رفضًا لسياسة الإدارة، ومطالبين «بوقف فورى لإطلاق النار».

وكتابة مثل تلك المذكرات معتادة بالوزارة لكن الكل يلتزم بسريتها. أما هذه المرة فقد نشرها أصحابها مؤكدين أنهم «لم يعد بإمكانهم الصمت». وأكثر من ألف من العاملين بهيئة المعونة حرروا خطابًا مفتوحًا لبايدن يطالبونه بوقف فورى لإطلاق النار.

أكثر من ذلك، ولأول مرة فى حدود علمى المتواضع، نظم أكثر من مائة من العاملين بالجهاز الفنى للكونغرس يعملون بخمسين من مكاتب أعضاء المجلسين وقفة احتجاجية قالوا خلالها إن الأعضاء «لا يستمعون لمن يمثلونهم» من الأمريكيين. مؤكدين أنهم من يتلقون اتصالات أهالى الدوائر التى تطالب بوقف فورى لإطلاق النار.

أمريكا هى التى صارت بالفعل عند نقطة اللاعودة!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل أبارتهايد بايدن 7 أكتوبر لاعودة المقاومة الفلسطينية معاداة السامية

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تصحح خطأ ترامب.. هناك 24 أسير على قيد الحياة في غزة

صرح مسؤول إسرائيلي يوم الأربعاء أن 24 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في غزة، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العدد 21، مما أثار قلق عائلاتهم.

قال جال هيرش، منسق شؤون الرهائن الإسرائيلي، في منشور على موقع إكس إن حركة حماس الفلسطينية تحتجز 59 رهينة، منهم 24 على قيد الحياة و35 قتيلاً، وهي أرقام لم تتغير منذ ما قبل تصريحات ترامب.

وأضاف: "يتم إطلاع جميع عائلات المختطفين دائمًا على المعلومات التي لدينا عن أحبائهم".

وفي حديثه خلال فعالية في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، قال ترامب إن 24 رهينة كانوا على قيد الحياة قبل أسبوع، لكن العدد الآن 21.

السعودية.. أول حالتَي قسطرة قلبية ناجحة لحجاج بيت الله الحرامتاياني: المقترح المصري بشأن غزة هو الطريق الصحيح ويهدف إلى حل الدولتيناجتماع عاجل للجنة الأمن القومي الباكستانية يدعو لمحاسبة دولية للهندسلطنة عمان تدعو الهند وباكستان إلى فتح المجال للجهود الدبلوماسيةقبيل احتفالات ذكرى النصر.. إلغاء وإرجاء 350 رحلة جوية في روسيا

وقال "أقول 21، لأنه حتى اليوم، بلغ العدد 21. توفي ثلاثة"، دون ذكر مصدر أو تقديم مزيد من التفاصيل.

وقد دفع تعليق ترامب المجموعة التي تمثل عائلات الرهائن إلى مطالبة الحكومة الإسرائيلية بمشاركة أي معلومات جديدة معهم على الفور.

وقال متحدث باسم المجموعة "إن المقر يدعو رئيس الوزراء مرة أخرى إلى وقف الحرب حتى عودة آخر مختطف. هذه هي المهمة الوطنية الأكثر إلحاحًا وأهمية".

وقد تم احتجاز ما مجموعه 251 شخصًا كرهائن خلال هجمات حماس  في 7 أكتوبر 2023.

تقول الحكومة إن هدفي حربها هما القضاء على حماس وإطلاق سراح الرهائن.

 وقد أعلنت هذا الأسبوع عن توسيع هجومها على غزة، مما أثار قلق عائلات الرهائن الذين يقولون إن هذا سيزيد من تعريض أحبائهم للخطر.

طباعة شارك فلسطين مسؤول إسرائيلي 24 رهينة غزة الرئيس الأمريكي دونالد

مقالات مشابهة

  • خطة أمريكية لإنهاء حرب غزة دون التنسيق مع إسرائيل..ترامب قطع التواصل مع نتنياهو
  • تعثر مفاوضات غزة يتفاقم.. مقتل جنديين إسرائيليين ومؤسسة أمريكية تتدخل لتوزيع المساعدات
  • مجلة أمريكية: وقف ترامب حربه على الحوثيين.. هل يأتي في سياق التفاهمات الأمريكية الإيرانية بشأن البرنامج النووي؟ (ترجمة خاصة)
  • رويترز: إدارة أمريكية مؤقتًا في غزة تستبعد السلطة الفلسطينية وحماس
  • “حماس”: المقاومة الفلسطينية تصر على اتفاق شامل لإنهاء الحرب وخارطة لليوم التالي
  • إسرائيل تؤكد بقاء 24 من الأسرى على قيد الحياة
  • إسرائيل تصحح خطأ ترامب.. هناك 24 أسير على قيد الحياة في غزة
  • وكالة الأنباء الفلسطينية: ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي لمدرستين في مخيم البريج ومدينة غزة إلى 49 قتيلا
  • أسعار الذهب تهبط إلى 3383.88 دولارًا مع تراجع المعدن الأصفر 1.3% قبيل قرار السياسة النقدية الأمريكية
  • الخارجية الأمريكية: دمج مكتب الشئون الفلسطينية مع سفارة واشنطن بالقدس