مراسلة DW في الشرق الأوسط تانيا كريمر تنال جائزة فيرنر هولتسر الإعلامية
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
مراسة DW في الشرق الأوسط تانيا كريمر
مُنحت جائزة فيرنر هولتسر للصحافة الدولية المتميزة لهذا العام 2023 لثلاثة مراسلين ألمان، من بينهم مراسلة مؤسسة دويتشه فيله (DW) في الشرق الأوسط تانيا كريمر.
في كلمتها التي ألقتها في قاعة المقر التاريخي لبلدية مدينة فرانكفورت، شكرت كريمر جميع الإسرائيليين والفلسطينيين الذين "فتحوا لها الأبواب" على مدى 15 عامًا عملت خلالها هناك.
ووفقا لكريمر، يرى بعض سكان إسرائيل والأراضي الفلسطينية الآن أن الحديث مع الصحفيين ليس بذي فائدة تذكر. وأوضحت أن الصراع في الشرق الأوسط مستمر منذ عقود عديدة. واعترفت بأن كل التحليلات والتعليقات المنشورة لم تقرب السلام للسكان هناك بأي حال من الأحوال.
التركيز على مصير الناس
في خطاب التكريم، أشادت لجنة التحكيم بتقارير تانيا كريمر. وقالت "إن تجربة كريمر الطويلة وشبكة علاقاتها المتنوعة ساعدت على تقديم فهم عميق لما يحدث هناك لمتابعيها، وأظهرت تقاريرها هناك العديد من الحقائق المختلفة، والمناطق الرمادية، التي تتشابك بها الأمور في الحياة اليومية". وأضافت أن كريمر عملت على متابعة وفهم ما وراء العناوين الرئيسية وشرحت بشكل مثير للإعجاب ما تعنيه هذه الأحداث في حياة الناس هناك.
ويؤكد المدير عام مؤسسة DW بيتر ليمبورغ أن هذا الإنجاز "يعكس الالتزام الكبير لزميلاتنا وزملائنا المتفانين، الذين يواجهون تحديات هائلة"، حيث عملت تانيا كريمر بمهنية وتواضع لسنوات عديدة في منطقة صعبة للغاية. بالنسبة لها، ينصب التركيز دائما على الناس ومصائرهم. وتابع مدير عام مؤسسة دويتشه فيله قائلا "أنا سعيد جدا بقرار لجنة التحكيم".
أجواء احتفالية أثناء تسلم الجائزة في فرانكفورت
وعن أهمية الصحافة الدولية بشكل عام والصعوبات التي تواجه تغطية الأحداث في الشرق الأوسط بشكل خاص، قام الناشر الألماني ـ الفرنسي ورئيس معهد فيرنر هولتسر، الذي يُمنح جائزة الصحافة الدولية ذات الاسم نفسه، ميشيل فريدمان، بتقديم لمحة وافية. وأشاد فريدمان بالتقارير الخارجية من مناطق الأزمات وقال "أنا ممتن لعمل الصحفيين الذين ينقلون الأحداث من مناطق النزاع." بيد أن فريدمان اشتكى أيضا من "الصمت المطبق" في ألمانيا، في ضوء وحشية الأعمال التي تقوم بها حركة حماس المتطرفة تجاه اليهود.
من جهته يرى يان كولمان رئيس قسم الشرق الأوسط في DW أن المراسلين الذين يغطون بتقاريرهم من إسرائيل والدول المجاورة يخضعون لتدقيق خاص. ويصف كولمان ماهية المشكلة بمثال من واقع العمل، حيث قال: "قبل سنوات، اشتكى قارئا في إحدى الصحف اليومية الألمانية الكبرى من التحيز المزعوم لمراسل الشرق الأوسط في ذلك الوقت. أحدهما أتهم المراسل بأنه متحيز لصالح إسرائيل، في حين اشتكى الآخر من أن هذا المراسل نفسه مقرب بشكل كبير من الفلسطينيين!".
يان كولمان رئيس قسم الشرق الأوسط في DW
وقال كولمان إنه يتعين على الصحفيين في الشرق الأوسط أن يحاولوا الحصول على وجهة نظر محايدة قدر الإمكان للأحداث. فهناك اندلاع متكرر لأعمال العنف مع سقوط قتلى والكثير من المعاناة لكلا الجانبين. وهذا يساهم في حدوث استقطاب قوي داخل المجتمع.
كما أشاد كولمان بكريمر وقال: "لا يوجد سوى عدد قليل من المراسلين في الشرق الأوسط الذين، بحكم وجودهم هناك لفترة طويلة، يعرفون المنطقة مثل تانيا كريمر". وتابع كولمان: "هناك نوعان من المراسلين في هذه المنطقة: أولئك الذين يتصرفون وكأنهم يعرفون ما يدور حولهم من أحداث، وغيرهم مثل كريمر، الذين يعرفون حقًا طبيعة الأمر ".
توقعات الجمهور من المراسلين
فيما يتعلق بالاهتمام بالأخبار الجديدة، يفترض البروفيسور أرتور لاندفير، الذي يدرس الصحافة في جامعة فيسبادن راينماين، أنه ليس كل المستخدمين أو المستمعين أو مشاهدي التلفزيون اليوم يريدون تعلم أي شيء جديد عن بلد آخر. بدلا من ذلك، يهتم الكثير منهم بتعزيز وجهات نظرهم الخاصة عن الموضوع. و"ينطبق ذلك بشكل خاص على المواضيع التي تكون مسيسة بشكل كبير"، بحسب قول لاندفير، الذي عمل لسنوات عديدة مراسلا دوليا وكان أيضًا رئيس تحرير راديو SWR في ألمانيا. وتابع: لذلك يتوقع البعض أحيانا من مراسلي الشرق الأوسط أن يتخذوا موقفًا لصالح أحد الأطراف، ويلعب التاريخ الألماني أيضا دورا في تغطية هذه الأحداث، بخاصة عقدة الذنب الذي جلبته ألمانيا لنفسها من خلال فظائع النازيين .
بالإضافة إلى تانيا كريمر، تم تكريم أيضا كل من أولف رولر، مدير مكتب القناة الثانية الألمانية (ZDF) في بروكسل والمراسل الطويل الأمد لصحيفةDie Zeit في موسكو، مايكل تومان.
تم إطلاق جائزة معهد فيرنر هولتسر في عام 2022 لتقدير جهود المراسلين في الخارج وتسليط الضوء على إسهاماتهم في تنوع الرأي وتعدد وجهات النظر. ويريد المعهد من الجائزة - التي سميت على اسم رئيس تحرير يومية فرانكفورتر روندشاو من عام 1973 إلى عام 1991 - إرسال إشارة واضحة ضد تقليل التغطية الدولية أو تقييد تنوعها الصحفي.
ميودراغ سوريك/ ع.أ.ج
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: فلسطين وإسرائيل فلسطين وإسرائيل فی الشرق الأوسط المراسلین فی
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: مصير الشرق الأوسط قد يتوقف على علاقة ترامب بنتنياهو
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على الخلافات المتزايدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك في وقت حساس قبل أول جولة خارجية لترامب في الشرق الأوسط.
على الرغم من التناغم الكبير بينهما في الأشهر الماضية، بدأت تظهر اختلافات جوهرية بين الزعيمين في ملفات أمنية حساسة.
لقاء خارج عن المألوف بين ترامب ووزير إسرائيلي متجاوزا نتنياهو عاجل- نتنياهو يعقد جلسة نقاشية حول تطورات ملف الرهائن ووقف إطلاق النار تفاهمات سابقة بين ترامب ونتنياهوأثناء زيارة نتنياهو للبيت الأبيض في فبراير الماضي، كان اللقاء بين الزعيمين يشير إلى تناغم تام في المواقف، حيث تحدث كلاهما عن منع إيران من الحصول على السلاح النووي، كما اتفقا على فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
إلا أن الأمور تغيرت في الزيارة اللاحقة بعد شهرين، حيث جلس نتنياهو شبه صامت بجوار ترامب بينما كان الأخير يتناول مواضيع متعددة لا علاقة لها بـ إسرائيل، ما أبرز التباين بينهما.
ترامب يرفض المضي في التحركات العسكرية ضد إيرانمع اقتراب ترامب من زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، رفض الرئيس الأمريكي الضغط الذي مارسه نتنياهو بشأن القيام بعمل عسكري مشترك ضد إيران للقضاء على برنامجها النووي.
بدلًا من ذلك، بدأ ترامب حوارًا مع طهران، وهو ما جعل نتنياهو يعبر عن قلقه من اتفاق غير متوازن، مشيرًا إلى أن الصفقات السيئة قد تكون أسوأ من عدم وجود اتفاق على الإطلاق.
تطورات مفاجئة في اليمن تؤثر على العلاقات بين البلدينوفي الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن اتفاق مع الحوثيين في اليمن لوقف الضربات الجوية ضدهم مقابل توقفهم عن استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
جاءت هذه الأنباء المفاجئة لإسرائيل بعد أيام قليلة من ضرب صاروخ حوثي للمطار الرئيسي في تل أبيب، بالإضافة إلى الهجمات الإسرائيلية على أهداف في اليمن، مما يسلط الضوء على الخلافات المستمرة بين الجانبين.
أزمة غزة واستمرار الخلافاتورغم دعم ترامب لسلوك نتنياهو في الصراع، فإن مبعوثي ترامب لا يزالون يحاولون الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة.
في حين أن ترامب لم ينتقد علنًا الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا أن الخلافات بشأن كيفية التعامل مع الوضع لا تزال قائمة بين الطرفين.
اختبار لعلاقة ترامب ونتنياهو في ظل التحولات الكبرىترى صحيفة نيويورك تايمز أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تشهد اختبارًا كبيرًا في هذا التوقيت، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية الضخمة التي يشهدها الشرق الأوسط.
يرى المحللون السياسيون في كل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط أن تجاوز الخلافات بين ترامب ونتنياهو قد يكون له تأثير كبير في مستقبل المنطقة، وقد يساعد في تحديد مسار التاريخ السياسي هناك في الأوقات القادمة.