قال النائب الهولندي من يمين الوسط بيتر أومتزيخت، يوم الخميس، إن لديه اختلافات جوهرية مع النائب المعادي للإسلام خيرت فيلدرز، مستبعدا تشكيل ائتلاف حاكم معه.
وأكد النائب أومتزيخت، الذي حقق حزبه تقدما في استطلاعات الرأي، لدرجة تمنحه قوة تفاوضية في محادثات تشكيل ائتلاف حاكم، أن لديه اختلافات جوهرية مع النائب المعادي للإسلام خيرت فيلدرز، الذي يحقق حزبه أيضا أداء قويا في استطلاعات الرأي، ويأتي ذلك قبيل سباق الانتخابات الهولندية المقررة الأسبوع المقبل

ومع تحول انتخابات الأربعاء المقبل إلى سباق بفوارق ضئيلة متوقعة، يتطلع زعماء الأحزاب لإجراء مفاوضات لتشكيل الائتلاف الحاكم المقبل.

أظهرت استطلاعات أجريت في الصيف تخلف أومتزيخت، زعيم حزب "العقد الاجتماعي الجديد" بفارق ضئيل جدا عن حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك روته، ويحتل حزب "من أجل الحرية" بزعامة فيلدرز المركز الرابع.

في الوقت نفسه تحتل كتلة يسار الوسط، المكونة من "حزب العمال" وحزب "اليسار الأخضر"، بقيادة المنسق السابق لسياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي فرانس تيمرمانز، المركز الثالث في استطلاعات الرأي.

ويرى أومتزيخت أن سياسات فيلدرز المناهضة للإسلام تتعارض مع حريات التعبير والدين المنصوص عليها في الدستور الهولندي.

وعندما سئل أومتزيخت عما إذا كان يستبعد العمل مع حزب فيلدرز بشكل قاطع، أجاب "حزب من أجل الحرية استبعد نفسه".

من ناحية أخرى أظهر فيلدرز تراجعا هذا الأسبوع عن برنامجه المناهض بحدة للإسلام والذي تضمن حظر المساجد والمصاحف، وبدا ذلك عندما قال: إن هناك سياسات أخرى (عدا مناهضة الإسلام) لها أولوية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اجتماعي رئيس الوزراء زعيم حزب العمال المناخ حزب الشعب مفاوضات ديمقراطي

إقرأ أيضاً:

84 عامًا من العناد النبيل.. تسنيم الغنوشي: أبي علّمني أن الحرية تُنتزع ولا تُهدى

وجهت الدكتورة تسنيم الغنوشي، ابنة رئيس حركة النهضة التونسية المعتقل الشيخ راشد الغنوشي، رسالة مفتوحة إلى والدها بمناسبة عيد ميلاده الرابع والثمانين، استحضرت فيها ملامح شخصيته، ومبادئه، ومحطات نضاله التي لم تنقطع رغم السجن والقمع، مؤكدة أن ما خلّد اسمه ليس سنوات العمر بل مواقفه التي "ما بدّل فيها تبديلا".

الرسالة، التي تزامنت مع مرور ثالث عيد ميلاد للشيخ راشد داخل سجنه، لم تكن مجرد تحية عائلية، بل شهادة تاريخية، وإنسانية، وسياسية، تسرد سيرة رجل ظل ثابتًا على مبادئه رغم المحن، وواصل دفع ثمن تمسكه بالحوار والديمقراطية والدولة المدنية، في زمن الانقلابات وتكميم الأفواه.

استهلت تسنيم رسالتها بلفتة وجدانية، مشيرة إلى أن والدها لم يكن يؤمن باحتفالات أعياد الميلاد، وكان يعتبر أن الإنسان يُقاس بما أنجز، لا بعدد السنوات التي مرت. لكنه، وكعادته في المزاح اللطيف، كان يرد على من يذكّره بعمره قائلاً إنه لن يعترف بالشيخوخة إلا حين يعجز عن صعود الدرج هرولة.

وتضيف ابنته: "أنت هكذا أبي، همة عالية تفوق همة الشباب، وروح متقدة يخجل منها الكسالى… كنت تتحدى سجانيك في السجن بأنك ستضاعف عدد تمارين الضغط التي يؤدونها…"

من السجن إلى القلوب.. الغنوشي الحاضر رغم الغياب

تقول تسنيم: "رغم أن أسوار السجن تبعدك عنا، فأنت حاضر بيننا… كما كنت دائمًا رغم انشغالك بالشأن العام."

وتعترف بصراحة جارحة بغيرة الطفولة من "حب والدها العميق لتونس"، الذي تنافس ـ كما كتبت ـ مع حبها له منذ ولادتها. لكنها سرعان ما تعترف بعظمة هذا الحب، الذي تجلى في تضحية دائمة ونكران للذات: "كنت أتساءل، منذ طفولتي، كيف لأحد أن يحب إلى هذا الحد ويعطي نفسه هكذا… ثم يلقى الصدّ والجحود، ويواصل دون تردد…"

وفي جزء حاسم من الرسالة، تستعرض تسنيم كيف واجه والدها حملات التشويه والأراجيف السياسية التي رافقت مسيرته، لا سيما في فترات السجن والاستهداف الإعلامي، دون أن يسقط في فخ رد الإساءة:

"رغم الشيطنة.. رفضت أن تسب المرجفين، ورفضت الرد على السيئة بمثلها.. تمسكت بأخلاق الأنبياء، تردد دائمًا: من قال هلك الناس فهو أهلكهم."

وتُشير إلى قناعته العميقة بأن الحريات لا تُقمع، بل تُرشّد، وأن السلطة لا يجب أن تتحول إلى سوط فوق رؤوس الناس.

وتصف تسنيم اللحظة التي وصفتها بالمحورية: وقوف والدها "أمام الدبابة" ليلة الانقلاب في تونس، معتبرة أن هذا الموقف وحده كافٍ لخلوده في تاريخ الحرية: "قلت كلمتك وكفى… لا يهم بعدها السجن… علمتنا أن الحرية لا توهب، بل تُنتزع، وأن الكرامة في الثبات على المبدأ مهما طال الزمن."

"كل عام وأنت بخير.. لأنك لم تخضع ولم تساوم"

في ختام رسالتها، تؤكد تسنيم أن احتفالهم بعيد ميلاده ليس مجرد مناسبة عائلية، بل وقفة للاعتزاز برجل "ما باع ضميره، وما خضع، وما بدل تبديلا". وتعده بالوفاء لما آمن به، والاستمرار في درب الحرية والعدالة الذي سلكه، قائلة: "يقيننا أن اسمك قد خلدته مواقفك في مسيرة الحرية… سردية الحرية هي الأقوى، بإذن الله."



يُذكر أن الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية ورئيس البرلمان المنحل، يقبع في السجن منذ أبريل 2023، بعد حملة اعتقالات طالت معارضين سياسيين وإعلاميين، في ظل اتهامات واسعة للسلطات بتقويض الديمقراطية وقمع الأصوات الحرة منذ قرارات 25 يوليو 2021 التي أنهت المسار الانتقالي الديمقراطي في البلاد.


مقالات مشابهة

  • بدء الدورة الثانية من استطلاع الرأي حول جودة الحياة والأمن بالسلطنة
  • الحرية الدينية في الإسلام.. بين الانضباط الشرعي والجدل المفتوح
  • عاجل | الأرصاد تحذر: ضباب كثيف يعيق الرؤية في عجلون
  • ائتلاف حقوقي يضم 23 جمعية يعلن احتجاجه على تعديلات مشروع المسطرة الجنائية
  • «صحيفة الرأي الأردنية»: أمن الدولة يستدعي المسئول الأول في جماعة الإخوان
  • معتز محمود: الحرية المصرى يخوض الانتخابات البرلمانية بخطة طموحة
  • حاكم الشارقة: أولوية التعيين للمواطنين وأبناء المواطنات في الجهات الحكومية
  • 84 عامًا من العناد النبيل.. تسنيم الغنوشي: أبي علّمني أن الحرية تُنتزع ولا تُهدى
  • القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام
  • رشيد يرفض دعوة المحكمة الاتحادية لتدخل الأحزاب السياسية لحل خلافاتها مع محكمة التمييز