حسين الشافعي.. 18 عاما على رحيل رجل المهام الخاصة لـ«ثورة 23 يوليو»
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
أحد صناع الأحداث الخطيرة والمثيرة للجدل في تاريخ مصر الحديث، وصف قلما يصدق إلا على عدد محدود من المسؤولين، ومن بينهم حسين الشافعي، عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952، ونائب رئيس الجمهورية لأكثر من 12 عامًا في عهد الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات، والذي تحل اليوم الذكرى الـ18 لوفاته.
«الشافعي»، ولد يوم 8 فبراير عام 1918، في مدينة طنطا، والتحق للدراسة في الكلية الحربية يوم 6 أكتوبر 1936، ليتخرج فيها خلال شهر يناير 1938، ليلتحق بسلاح «الفرسان»، أي «المدرعات» حاليًا، وكان أحد العناصر الفاعلين، والمشاركين الأساسيين في ثورة 23 يوليو 1952.
حسين الشافعي.. ذكرى رحيل رجل المهام الخاصةعرف عن حسين الشافعي، قربه من عدد كبير من القادة وصناع القرار المؤثرين في أعقاب قيام ثورة 23 يوليو 1952، ليشارك عن قرب في صناعة كل الأحداث التي نشأت منذ هذا التاريخ، وحتى يوم 14 إبريل 1975، حين ترك السلطة رسميًا في منصب نائب رئيس الجمهورية، دون أن يصدر قرار بإقالته، أو أن يتقدم باستقالة.
«الشافعي»، كان الصديق المقرب لـ«أمير الشهداء»، الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، خلال فترة الدراسة في الكلية الحربية، وكان من دفعته في الكلية كلاً من أنور السادات، وزكريا محيى الدين، والتحق بالدراسة في «الكلية» بعدهم بـ 6 أشهر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لكن لم تتوطد علاقته به خلال فترة الدراسة، ولكن أثناء الخدمة في القوات المسلحة.
ويروي «الشافعي»، في لقاءات إعلامية سابقة له، أن معرفته بـ«عبدالناصر» تعمقت خلال أداء الخدمة العسكرية في الصحراء الغربية، وفي أعقاب ما حدث في حرب فلسطين عام 1948، أدت تلك الأحداث إلى نشأة تنظيم «الضباط الأحرار».
وخلال لقاء بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، في إحدى المنشآت قبيل الثورة، تحدث معه عن ضرورة سرعة التحرك للقيام بالثورة، والعمل على تحسين شئون البلاد، ولم يكن يعلم أنه قائد تنظيم الضباط الأحرار، وكان يظنه منتمي له فقط، مثلما كان حاله، وجائه الرد يومها من مقربين منه، بمسئوليته عن قيادة سلاح الفرسان، أي قوات المدرعات حاليًا، بما يمتلكه من مدرعات ودبابات وسيارات مدرعة لحساب الثورة، ليبدأ في ضم أفراد جدد للتنظيم.
تحديد موعد ثورة 23 يوليو 1952وكان لـ«حسين الشافعي»، دور هام في تحديد موعد ثورة 23 يوليو 1952، حينما جاءته معلومة، هو وصديقه الدكتور ثروت عكاشة، عضو «الضباط الأحرار» أيضًا، حينما استقبل «عكاشة» اتصال هاتفي يوم 20 يوليو 1952، من الكاتب الصحفي أحمد أبو الفتح، وكان يشغل حينها منصب رئيس تحرير جريدة «المصري»، وتحدث معه عن تعديل وزاري مرتقب، وأن حسين سري عامر، مدير سلاح الحدود حينها، تم الاستقرار عليه ليصبح وزيرًا للحربية، وكان معروف بعدائه الشديد لتنظيم الضباط الأحرار، ليتركوا الطعام ويتوجهوا لمنزل «عبدالناصر» في كوبري القبة، ليرد قائلاً: «هما ابتدوا يتحركوا ولازم نتغدى بهم قبل ما يتعشوا بينا».
ويروي «الشافعي»، في لقاءات إعلامية سابقة له قبل رحيله، أن «عبدالناصر»، أخذ المعلومة منه، ومن الدكتور ثروت عكاشة، ليناقش مع أعضاء اللجنة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار، موقفهم، وهم كلاً من عبدالحكيم عامر، وكمال الدين حسين، وصلاح سالم، وجمال سالم، وحسن إبراهيم، وخالد محيي الدين، وأنور السادات، ليتقرر أن يكون موعد الثورة يوم 21 يوليو 1952، مشيرًا إلى أن موعد الثورة تأجل ليوم 22 يوليو، مساءًا، أي ليلة 23 يوليو 1952، لعدم تمكن «السادات» من قطع الاتصالات في القاهرة لمنع أي تحركات مضادة للثورة، ولم يتم قطع الاتصالات أيضًا يوم 22 يوليو، ليتم الاجتماع يوم 23 يوليو 1952، في اجتماع مطول لمناقشة خطة التحرك بكل أبعادها، حتى انتهى الاجتماع الساعة 4:30 عصرًا، ليتوجه كل فرد لتنفيذ المهمة المطلوبة منه.
وشارك حسين الشافعي، بفعالة في خطة ثورة 23 يوليو، حتى كلف بمحاصرة قصر رأس التين في الإسكندرية، باعتبار أن الملك فاروق، متواجد بداخله في هذا التوقيت، ليتم الدفع بكتيبته، وعناصر أخرى إلى القصر، يوم 25 يوليو 1952، كما ذهب بالطائرة يوم 24 يوليو 1952، وبصحبته محمد نجيب، وزكريا محيى الدين، وأنور السادات، وجمال سالم، وكان باقي أعضاء مجلس قيادة الثورة في القاهرة.
لكن قبيل توجه القوات، تحت قيادته، لمحاصرة قصر «رأس التين»، خرج الملك ليلاً خلسة، وتوجه إلى قصر المنتزه، ليتم إرسال كتيبة أخرى لحصار القصر، ثم طُلب من الملك ترك البلاد، وتوجه بصحبة «محمد نجيب»، وعدد أخر من قيادات الثورة لتوديع الملك.
وزير الحربية في عهد جمال عبدالناصروقرر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، تعيين «الشافعي» وزيرًا للحربية في أول حكومة شكلها، في وقت قال إن الوزارة هي «البداية الصحيحة للثورة»، للعمل في فلكها، بعيدًا عن توجهات تنظيمات أخرى كانت متواجدة على الساحة وقتها، مثل جماعة الإخوان الإرهابية.
ويتحدث حسين الشافعي، عن العدوان الثلاثي على مصر، ويقول إن إسرائيل هاجمت مصر، ثم جاء إنذار «فرنسي – بريطاني»، طالبًا إلغاء قرار تأميم قناة السويس، لكن مجلس قيادة الثورة اجتمع في مقر القيادة المشتركة في مصر الجديدة، وتم الاستقرار على رفض ما طلبه الاستعمار، ليتم دخولهم فيما عُرف بـ«العدوان الثلاثي».
وكان «الشافعي»، أحد المرافقين الأساسيين لجمال عبدالناصر، في خطبته الشهير في الجامع الأزهر حينها، والتي طالب خلالها الشعب المصري بالتصدي إلى جانب قواته المسلحة للعدوان الثلاثي، ليتم توزيع 500 ألف قطعة سلاح وقتها، ليقاتل الشعب مع جيشه، حتى تيقن الأمريكان والسوفيت من قدرة الشعب المصري على الصمود، ليدينوا العدوان، خصوصًا أن فرنسا وانجلترا بدأوا الحرب دون علم «واشنطن» و«موسكو».
جهود اجتماعية وتنظيمية قضائية هامةوعمل «الشافعي» وزيرًا للشئون الاجتماعية للبلاد، ليعاون «عبدالناصر» في تحقيق المطالب الاجتماعية للثورة، ومن بينها نظام التأمين الاجتماعي والمعاشات، كما تم في عهده إطلاق عدة مبادرات لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، مثل «معونة الشتاء»، التي تحدث عنها من قبل، كما عمل وزيرًا للتخطيط، ووزيرًا لشئون الأزهر الشريف، كما كان عضوًا في المحكمة التي حاكمت سيد قطب، زعيم جماعة الإخوان الإرهابية، كما رأس «محكمة الثورة».
نائب رئيس الجمهورية لأكثر من 12 عامًاوعينه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، نائبًا لرئيس الجمهورية في عام 1963، واستمر في هذا المنصب إلى جواره طوال فترة رئاسته، كما ظل نائبًا لرئيس الجمهورية في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حتى عام 1975.
وشارك «الشافعي» في صنع القرار في أحداث كثيرة في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لكنه أرسل له خطابًا طلب منه عدم اعتبار المشير عبدالحكيم عامر «عبدالناصر»، بحكم أنه كان يعتبره «نفسه»، وهو الخطاب الذي وُجد في خزينة جمال عبدالناصر الشخصية عقب وفاته.
كما اصطدم حسين الشافعي مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات في مواقف كثيرة له، حتى وصفه بأنه كان ضد ثورة 23 يوليو في كل تصرفاته واتجاهاته، مشيرًا إلى أن «السادات» تجاهل دوره في عهده، حتى أنه أخفى عنه توقيت حرب أكتوبر المجيدة، رغم كونه نائبًا لرئيس الجمهورية.
وبعد خلافات طويلة، أبلغه «السادات»، عبر وسيط، أنه يعتزم تعيين نائبًا جديدًا لرئيس الجمهورية، ليقرر ترك المنصب رسميًا يوم 14 إبريل 1975، دون صدور قرار رسمي بإقالته، أو تقديمه استقالة.
وتوفي «الشافعي»، والذي خاض «مهام خاصة» كثيرة في حياته سواء قبيل أو أثناء أو بعد ثورة 23 يوليو 1952، عن عمر ناهز 87 عامًا، يوم 18 نوفمبر 2005، قبل 18 عامًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حسين الشافعي ثورة 23 يوليو مجلس قيادة الثورة العدوان الثلاثي حرب أكتوبر الزعیم الراحل جمال عبدالناصر ا لرئیس الجمهوریة الضباط الأحرار رئیس الجمهوریة أنور السادات حسین الشافعی نائب ا فی عهد وزیر ا
إقرأ أيضاً:
مساعد Gemini من جوجل يتعلّم خدعة جديدة تجعل ميزة التذكيرات قديمة
أعلنت Google عن إضافة ميزة جديدة إلى تطبيق Gemini تحمل اسم "Scheduled Actions"، والتي تهدف إلى جعل المساعد الذكي أكثر فاعلية في التعامل مع المهام اليومية.
تتيح هذه الميزة للمستخدمين جدولة المهام ليقوم Gemini بتنفيذها في وقت معين أو بشكل متكرر دون الحاجة إلى تدخل يدوي.
وتتوفر هذه الميزة حاليًا لمشتركي Google AI Pro أو Ultra، بالإضافة إلى مستخدمي خطط Google Workspace المدعومة في قطاع الأعمال أو التعليم.
أحد أبرز عناصر التحديث هو أن الميزة تعمل عبر مختلف الأنظمة الأساسية، مما يعني أن مستخدمي أجهزة iPhone يمكنهم الاستفادة منها طالما أن لديهم تطبيق Gemini مثبتًا واشتراكًا مؤهلاً.
ويعزز هذا التوافق بين الأنظمة من سهولة الوصول إلى الميزة من قبل شريحة أوسع من المستخدمين، مما يزيد من فاعليتها اليومية.
مهام يومية وأسبوعية مخصصة بحسب احتياجات المستخدمتهدف الميزة إلى جعل Gemini مساعدًا استباقيًا، حيث يمكنه الآن تنفيذ المهام الروتينية تلقائيًا بدلاً من انتظار أمر المستخدم. على سبيل المثال، يمكن للمستخدمين مطالبة Gemini بإرسال ملخص يومي للتقويم ورسائل البريد الإلكتروني غير المقروءة، أو إرسال قائمة أسبوعية بأفكار تدوينات، أو تقديم تحديثات عن فريق رياضي مفضل.
كما تدعم الميزة المهام لمرة واحدة، مثل تلقي ملخص لحدث معين بعد يوم من وقوعه.
واجهة استخدام مرنة لإدارة المهام المجدولةلاستخدام هذه الخاصية، ما على المستخدم إلا أن يطلب من Gemini تنفيذ مهمة في وقت محدد، أو تحويل طلب سابق إلى مهمة مجدولة.
يمكن إدارة هذه المهام من خلال قسم "Scheduled Actions" الجديد في إعدادات التطبيق، والذي يمنح المستخدم تحكمًا كاملًا في نوع المهام وتوقيتها.
اتجاه استراتيجي نحو مساعد رقمي شخصي وذكيتأتي هذه الخطوة في إطار توجه Google لتحويل Gemini من مجرد روبوت تفاعلي إلى مساعد رقمي شخصي يقدم دعمًا فعليًا في الحياة اليومية، وهو الاتجاه الذي تم التأكيد عليه خلال مؤتمر Google I/O لهذا العام.
وتسعى الشركة من خلال ذلك إلى تقديم تجربة أكثر سلاسة وتكاملًا للمستخدمين.
ميزة جاهزة دون تحديث إضافيالميزة أصبحت متاحة الآن للمستخدمين المؤهلين على أنظمة Android وiOS دون الحاجة إلى تحميل تحديث جديد.
كل ما على المستخدم فعله هو فتح تطبيق Gemini وطلب جدولة مهمة، وسيقوم التطبيق بالباقي.
تضيف Google بهذا التحديث أداة جديدة إلى Gemini تجعل التعامل مع المهام اليومية أكثر تنظيمًا وسهولة.