بقلم: هادي جلو مرعي ..
لم يعد من الجيد، أو المفيد القول: إن فلانا سرق، والصحيح أن نقول: أخذ. فالثقافة العراقية الجديدة لم تعد تحتمل وصف الكبار، بأنهم لصوص، أو سراق بعد أن تحولوا الى سادة وقادة في هذا البلد، ولم يعد لائقا وصمهم بشيء فيه تعنيف، أو تسخيف، أو توصيف مسيء، وبدلا من ذلك تقديم النصح لهم بإستثمار ملايينهم وملياراتهم في مشاريع كبرى هنا في الداخل بدل تحويلها الى الخارج مع عدم ضمان حمايتها خاصة وإن القوانين في بلدان اخرى تسهل عملية مصادرتها وحجزها، سواء كانت أموالا نقدية، أو عقارات وممتلكات.
الفساد بتوصيفه العام يشمل عمليات سرقة المال العام، وإستغلال السلطة، والتعسف فيها، والحصول على أموال لقاء تمضية معاملات رسمية، أو توقيع عقود إستثمارية، أو للتستر على جريمة يعاقب عليها القانون، وأخذ الرشوة، وتهريب العملة، والمتاجرة بالمخدرات والترويج لها، وبيع الأعضاء البشرية، والبغاء والدعارة والمتاجرة بالنساء لاغراض جنسية، أو للعمل في الملاه الليلية والبيوت الخاصة، عدا عن أصناف من الممارسات الفاسدة التي يغرق فيها عدد غير محدود من المواطنين بدرجات وظيفية عليا ودنيا، ويسحبون معهم الناس العاديين والأنصار والأتباع.
تسير لوحدك في الشارع ليلا، متأملا في حالك كشخص شبه مجنون، مصاب بالإكتئاب والندم، وعدم الرغبة في عمل شيء، بينما تتلمس جيوبك الخاوية، وتتذكر عندما كانت إحداهن تقول لك: لماذا تشتري هذا الكم من البذلات والأربطة والقمصان والأحذية؟ فتقول: أنا شخص شريف، ومتيقن إن يوما ما سيجيء لاأستطيع شراء الثياب فيه، فألجأ الى الخزين الإستراتيجي مما أضعه في خزانة ثيابي البالية، وقد جاء هذا اليوم.
الأذكياء، وليس الوطنيين هم من عرفوا اللعبة مبكرا، وتمكنوا من تامين أوضاعهم، وهم في النهاية شرفاء هذا الوطن، بينما المعترضون والشرفاء الحقيقيون فيمكن ركلهم بالجزمة، وتشويه سمعة أي واحد منهم عبر نشر الأكاذيب والإفتراءات في مواقع التواصل الإجتماعي.ويبقى للمعترضين حق الثرثرة، والخروج الى الشوارع والساحات العامة، والصراخ حتى تبح أصواتهم، وطز فيهم.. بينما يأتي النداء من كل فضاء: أرفع راسك إنت حرامي.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
كيف نجعل إجازة الصيف محطة نستعيد فيها حيويتنا وسعادتنا بعد عام من العمل والدراسة؟
المناطق_متابعات
بعد موسم شاق استهلك طاقتنا وجهدنا، وامتلأت أيامه بتراكم المهمات وضغوط العمل والدراسة، تأتي إجازة الصيف كفرصة ثمينة يجب أن نحسن استثمارها لتكون محطة حقيقية لاستعادة الحيوية والسعادة. تشير الدراسات النفسية، مثل تقرير الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA, 2022)، إلى أن فترات الراحة الواعية تسهم في خفض مستويات القلق وتحسين جودة الحياة. ولهذا، لا بد أن نحرص على أن تكون الإجازة مساحة خالصة لأنفسنا ومحيطنا الإيجابي، بعيداً عن المجاملات والالتزامات التي تستنزف طاقتنا.
ينصح الخبراء، بأن نبدأ برسم خطة واقعية للإجازة، تتضمن قضاء وقت خارج محيطنا المعتاد، ولو بزيارة مناطق قريبة أو أماكن طبيعية، حيث تؤكد دراسة يابانية حول «حمامات الغابة»، أن قضاء الوقت في الطبيعة يقلل ضغط الدم ويحسن المزاج. كما يجب أن نبتعد عن كل ما يذكّرنا بضغوط العمل أو الدراسة، بما في ذلك تقليل استخدام البريد الإلكتروني المهني ووسائل التواصل المرتبطة بالعمل، وهو ما بيّنه تقرير Harvard Business Review (2021)، كأحد أهم طرق استعادة التوازن النفسي.
أخبار قد تهمك “الكنّة”.. تهيئ لدخول الصيف الفعلي المتقلب.. وتستمر 39 يومًا 29 أبريل 2025 - 4:00 صباحًا فلكية جدة: شمس منتصف الليل .. ظاهرة طبيعية تحدث في الصيف 4 مايو 2024 - 1:41 مساءًولا يقل أهمية تخصيص وقت للأنشطة المؤجلة، كهواية محببة أو رياضة خفيفة، لتعزيز الشعور بالإنجاز. ويُوصى بقضاء فترات للتأمل أو ممارسة اليقظة الذهنية، فقد أثبتت دراسة في Journal of Mindfulness ، أنها تقلل التوتر بنسبة تصل إلى 35%. أخيراً، اجعل الإجازة فرصة لتنقية محيطك من الأشخاص السامين، وتعزيز علاقاتك الإيجابية، لتعود أكثر صفاءً وسعادة، مستعداً لموسم جديد بطاقة متجددة.