عربي21:
2025-07-12@13:20:58 GMT

لماذا غابت خطوط السيسي الحمراء عن دعم قطاع غزة وحماس؟

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

لماذا غابت خطوط السيسي الحمراء عن دعم قطاع غزة وحماس؟

لم يترك رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، مناسبة إلا وأكد على أهمية الأمن القومي المصري، وعن وقوفه وجيش مصر ضد أي خطر داخلي أو خارجي يهدد هذا الأمن، معلنا أن أي مساس بحدود بلاده أو الاعتداء على أراضيها يمثل "خطا أحمرا".

ومؤخرا ومع استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي غزة لنحو شهر ونصف،  طالب سياسيون مصريون السيسي، بإعلان خطه الأحمر  بشأن قطاع غزة، وحدود مصر الشرقية المهددة مع حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، ومحاولات تهجير أهالي غزة لسيناء، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.



"دعوة صباحي"
ومساء الأربعاء، طالب السياسي المصري حمدين صباحي، الجيش المصري بإعلان غزة "خطا أحمر"، كما فعلها السيسي مع مدينة سرت الليبية، في حزيران/ يونيو 2020.

صباحي، وفي كلمته بمقر الحركة المدنية الديمقراطية، (معارضة)، قال إن الدفاع عن غزة "دفاع عن مصر وأمنها القومي"، مؤكدا أن ما يجرى على حدود مصر الشرقية أخطر مما جرى على حدودها الغربية في ليبيا، مضيفا أنه يجب على جيش مصر إعلان غزة كـ"خط أحمر" كما فعلها سابقا مع مدينة سرت شمال شرق ليبيا.

"خط (سرت- الجفرة)"
وأعلن السيسي عن خطوط حمراء، بملف ليبيا، وبمواجهة إثيوبيا بملف مياه النيل، كما أكد أن أمن مصر القومي وحدودها الشرقية خطا أحمر، لكنه ووفق مراقبين لم يتحرك فعليا إلا بملف ليبيا، وبمواجهة حكومة "الوفاق" في طرابلس المدعومة من تركيا.

وفي منتصف العام 2020، قال السيسي، إن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية "خط أحمر" لبلاده "وأمنها القومي"، معلنا دعمه قوات قائد الانقلاب الليبي خليفة حفتر، بمواجهة قوات حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا.

السيسي، هدد حينها بالتدخل العسكري في ليبيا مدعوما من الإمارات، وذلك بمواجهة الحضور التركي مع حكومة الوفاق، معلنا أن "أي تدخل مصري في ليبيا تتوفر له الشرعية الدولية"، فيما أعلن استعداده تدريب القبائل الليبية ودعمها بالسلاح.



وهو ما سبقه في أيار/ مايو 2017، توجيه القوات الجوية المصرية 6 ضربات ضد معسكرات "مجلس شورى مجاهدي درنة" بمدينة درنة الليبية، وذلك إثر هجوم مسلح على حافلة لمسيحيين مصريين بالصعيد.

"خط إثيوبيا"
وفي أزمة مياه النيل التي تتعدى مخاطرها مفهوم الأمن القومي التهديد الوجودي لأكثر من 105 ملايين مصري، أعلن السيسي في آذار/ مارس 2021، أنه "لا يستطيع أحد المساس بحق مصر في مياه النيل"، مؤكدا أنه "خطا أحمرا"، وتبعاته تضر باستقرار المنطقة بكاملها.

ولكن السيسي، بنفس اللقاء، بدا متراجعا عن اتخاذ خطوات فعلية، حيث قال إنه "لا يهدد أحدا"، وموضحا أن "العمل العدائي أمر قبيح وله تأثيرات طويلة"، معلنا رغبته في "التفاوض"، ما دفع مراقبين لاعتبار تصريحاته محاولة لامتصاص الغضب الداخلي فقط.



وبنت إثيوبيا سدا على النيل الأزرق المورد الدائم لمياه النيل التي تعتمد عليها مصر بنسبة 97 بالمئة، ما يهدد حصتها السنوية البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما فشلت طوال 10 سنوات مفاوضات ثلاثية تضم السودان، لوقف عمليات ملء حوض السد دون اتفاق، فيما غاب تحرك السيسي، تنفيذا لخطه الأحمر، وفقا لمراقبين.

رئيس حزب "الخضر" المصري محمد عوض، كتب الجمعة: "10 سنوات، رفعنا فيها خطا أخضر وأزرق وأحمر، وبعدين، السد اتبنى واتملى كمان"، مؤكدا أننا "كنا متسجدين"، في إشارة لخداع النظام للشعب المصري.



"خط السودان"
ومع تفجر الصراع على حدود مصر الجنوبية بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في نيسان/ أبريل الماضي، نشرت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا، لقوات مصرية "تسلم نفسها" لها في قاعدة مروي.


كما نشرت وكالة "رويترز"، حينها أن قوات الدعم السريع استولت على عدة طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية المصرية واحتجزت طياريها، إلى جانب أسلحة ومركبات عسكرية سودانية.

وهو ما استدعى انتقادات مراقبين، للسيسي، محملينه مسؤولية التدخل العسكري بين الفرقاء بالسودان، كما تدخل سابقا في ليبيا، مؤكدين أن دعم طرف بأي صراع يهدد الأمن القومي المصري، لا يحميه.

"خط سيناء وغزة"
الخط الأحمر كان حاضرا أيضا بحديث السيسي، عن ملف غزة، وما يثار عن خطط إسرائيل بتوطين الغزيين بسيناء.

وفي 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ترأس السيسي، اجتماعا لمجلس الأمن القومي، لبحث تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة التصعيد العسكري في قطاع غزة، وأكد أن "أمن مصر القومي خط أحمر" ولا تهاون بحمايته.



بل إنه، وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت القوى السياسية والحزبية تفويض السيسي، بأي قرار يتخذه لحماية أمن مصر القومي، والوقوف بوجه المخططات الإسرائيلية.

لكن ومع إعلان السيسي، خطه الأحمر بشأن حدود مصر الشرقية إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف الجانب المصري من منفذ رفح 4 مرات الشهر الماضي، بجانب منشآت عسكرية ومباني مدنية وعسكريين ومدنيين مصريين في رفع، مع وقوع انفجارين في نويبع وطابا بشبه الجزيرة المصرية، وفي 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ورغم تلك الإعتداءات المتتالية إلا أن الأذرع السياسية والإعلامية للنظام المصري، قللت من خطورتها، حيث قال رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب اللواء أحمد العوضي، لـ"روسيا اليوم"، إن مصر لن تقوم بأي رد عسكري إلا حال تعرض أمنها القومي لمخاطر خارجية.

"انقلاب بمفهوم الأمن"
وعن أسباب غياب خط السيسي الأحمر عن فلسطين وغزة وحماس، ومياه النيل وإثيوبيا، وحضوره مع سرت وحفتر، وعما يكشفه ذلك من تلاعب للسيسي بمقولة الأمن القومي، وكذلك حجم التناقض بالسياسة الخارجية، تحدث الناشط المصري المعارض يحيى موسى، لـ"عربي21".

وقال إن "مفهوم الأمن القومي عند السيسي، ينبغي التوقف عنده طويلا حيث يختلط حد التطابق مع مفهوم أمن النظام، حيث يؤمن بنظرية (الحلول والاتحاد) التي تعتنقها بعض الجماعات الصوفية المتطرفة".

وأضاف: "يرى السيسي أن مصر حلت به وتجسدت فيه، فأمنه الشخصي وبقائه بالحكم أمن لمصر وبقائها كوطن ودولة، وسبقه في ذلك حكام مستبدين على مر التاريخ فأوردوا أوطانهم المهالك".

وأكد أنه "على مر التاريخ كان التهديد البري لمصر من الشرق، بدءا من المغول والصليبيين وحتى الصهاينة، ولذا كانت سيناء أحد أهم مفاتيح الأمن القومي، الذي يبدأ لأي دولة من محيطها الخارجي ونطاقها الاستراتيجي، وبهذا تكون غزة خط الدفاع الأول عن حدود مصر الشرقية".

ويرى أن "بقاء العدو في حالة مشاغلة واستنزاف مستمر على أيدي المقاومة يمثل حماية لمصر كدولة، بغض النظر عن النظام الذي يحكمها، وكان حسني مبارك، (الرئيس الأسبق) يفهم هذه المعادلة، رغم بغضه لحماس، كفصيل منتمي ولو فكريا لخصومه ومنافسيه جماعة الإخوان المسلمين".


واستدرك بقوله: "لكن السيسي جاء بعقيدة جديدة فيما يخص تعريف الأمن القومي ودوائر الأعداء والأصدقاء؛ فأصبحت إسرائيل دولة صديقة، وصار العدو هو المعارضة، وكل من يعارض ولو الشعب كله".

موسى، أشار، إلى "هدم السيسي، أنفاق غزة المدني منها والعسكري، وفرض ضرائب باهظة على السلع المارة من المعبر لصالح شركة يملكها نجله محمود السيسي، ويشاركه بها إبراهيم العرجاني أمير الحرب في سيناء".

ويرى أن "سلوك السيسي، العدائي تجاه المقاومة والذي اتضح جليا بحرب 2014، ثم بواقعة اختطاف عناصر من الكوماندوز البحري التابع لحماس عام 2015، يوضح الانقلاب بمفهوم الأمن القومي".

وتحدث الناشط المعارض، عن تفريط السيسي، "بجزيرتي (تيران وصنافير) لتتحول من ممر مصري لممر دولي يحق لإسرائيل استخدامه، ودعم الانقسام والصراع المناطقي بليبيا لعداوته مع الثورة والإسلاميين هناك حتى تحولت ليبيا لساحة صراع بين القوى الكبرى على حدوده الغربية، واشترى مشروعية دولية بالتفريط في مياه النيل بتوقيع (اتفاقية المبادئ 2015)".

وقال إن "بعض التحليلات التي ترى هذه الخطوات أبعد من مجرد محاولات للبقاء والسيطرة على الحكم تبدو وجيهة، لعدة أسباب؛ فهي ترقى لأن تكون جرائم متعمدة لإضعاف مصر وإخضاعها".

وفي نهاية حديثه أشار موسى، إلى أن "تضييق السيسي على غزة في إدخال المساعدات جريمة متعمدة لا تتعلق بضغوط إسرائيل، وكل ما يروجونه عن عدم معارضة مصر فتح المعبر للاستهلاك الإعلامي، كذلك فإن منح الاتحاد الأوروبي مصر 10 مليارات دولار تأتي كمكافاة للنظام على دوره بالحرب، وكدفعة أولى تحفيزية لإتمام سيناريو تهجير أهل غزة، لسيناء".

"ينفذ إرادة هؤلاء"
وفي رؤيته، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري مجدي الحداد: "عند الحديث عن خط السيسي الأحمر سرت الجفرة، لنتساءل: طالما هو بهذه القوة والثقة، لماذا استعان بدءا من تموز/ يوليو 2015، بقوة فرنسية لمراقبة حدود مصر الغربية مع ليبيا؟، والتي نتج عنها ما يعُرف بفضيحة (العملية سيرلي)، وقتل 40 ألف مصري، وفقا للناطق الرسمي باسم رئيس الجمهورية، والصحافة الفرنسية".

وفي حديثه لـ"عربي21"، تساءل الحداد: "وماذا عن النيل، وتيران وصنافير، وثرواتنا بالمتوسط؟، وماذا عن إعادة ترسيم حدودنا البحرية مع إسرائيل وقبرص واليونان، وبما يقلص مياهنا الإقليمية وما تحويه من كنوز وثروات طبيعية؟".


وأكد أن "احتياطي حقل غاز واحد فقط بالمنطقة المتنازل عنها، وليس المتنازع عليها قُدر بـ200 مليار دولار، أي أكثر ما حصلت عليه مصر من معونة أمريكية، منذ (كامب ديفيد 1978)، عدة مرات، بحسب خبراء اقتصاد أوربيين"، متسائلا: "فهل ما سبق لم يكن أمن قومي وكان أقل أهمية من سرت؟".

وخلص للقول إن "السيسي يعبر عن إرادة القوى الاستعمارية، والقوى المهيمنة على النظام العالمي الجديد، والذي دُشن منذ عهد جورج بوش الابن، وهذا ما يمنح السيسي، القوة والمنعة بمواجهة شعبه ويواصل التهديد والوعيد، وعدم الرجوع للشعب في القرارات الخطيرة، حتى أن (اتفاقية المبادئ 2015) لم تعرض للآن على البرلمان".

"سر التناقض الفاضح"
وقال إن "ما سبق مدخل مناسب يكشف سر التناقض الفاضح بين الخط السياسي الرسمي للنظام، أو للسيسي، وبين الشارع السياسي، ومطالب ورغبات وأمنيات الشعب بالنسبة لأهالي غزة، من جهة فتح معبر رفح، وإدخال كافة المساعدات الملحة".

وأضاف :سنصل لنفس النتيجة، عندما نجد أن السيسي شارك بكل وحشية في حصار غزة المضروب على القطاع منذ 2007، ما دفعهم لخيار الأنفاق التي تغافل عنها حسني مبارك ومخابراته قيادة الراحل عمر سليمان، ما يُحسب تاريخيا لهما بحق".

وأكد أن "ما فعله السيسي، بالأنفاق معروف، وإقامة سور عازل مراقب بكاميرات، ومنطقة عازلة Buffer Zone، وهدم رفح المصرية، والتهجير القسري لأهالي سيناء بالعريش ورفح والشيخ زويد، وتجفيف الزراعة، واقتلاع الأشجار، وغيرها من سياسات يمارسها الاحتلال بالضفة الغربية وقطاع غزة".

ويرى الكاتب المصري، أن "ما أُعلن من دعم أوربي بقيمة 10 مليار دولار لمصر، يثير التساؤلات خاصة وأن من أوجه صرف المبلغ تقليل التداعيات المتزايدة على مصر من الصراع بين إسرائيل وحماس"، متسائلا: فهل نفهم من الفقرة الأخيرة ما كان مخططا له بالتهجير القسري لأهالي غزة نحو سيناء، وأن هذا المبلغ يغطي مثلا تكلفة النزوح والإقامة؟".

الحداد خلص للقول إن "السيسي يعبر عن، وينفذ سياسات قوى استعمارية في مصر، والمنطقة، لذا فلا أعتقد أن غزة فقط هي المحتلة، وهي فقط التي تعاني ظلم وويلات الاحتلال، ولكن ما يميزها أن عدوها معروف، وأهدافه معلنة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصري السيسي غزة ليبيا السودان ليبيا مصر السيسي السودان غزة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمن القومی تشرین الأول میاه النیل فی لیبیا على حدود خطا أحمر وأکد أن قال إن

إقرأ أيضاً:

سعر الفائدة.. لماذا فضّل البنك المركزي المصري التثبيت؟

أعلن البنك المركــزي المصـري في اجتماعه اليـوم الخميس 10 يوليو، 2025 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 24.00% و25.00% و24.50%، على الترتيب.

وفي الوقت نفسه قرر البنك المركزي، الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 24.50%.

وقال البنك في بيان السياسة النقدية، إن توقعات النمو على الصعيد العالمي تراجعت منذ بداية العام، وهو ما يُعزَى بالأساس إلى استمرار حالة عدم اليقين في سياسات التجارة العالمية واحتمالية تجدد التوترات الجيوسياسية.

واعتمدت البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد سواء نهجا حذرا بشأن السياسة النقدية في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بالتضخم والنمو الاقتصادي.

وفيما يتعلق بالأسعار العالمية للسلع الأساسية، شهدت أسعار النفط تقلبات حادة في الآونة الأخيرة متأثرة إلى حد كبير بعوامل العرض وتوقعات بانخفاض الطلب العالمي.

وبالنسبة لأسعار السلع الزراعية الأساسية، فقد سجلت تراجعا طفيفا مدعومة باتجاهات موسمية مواتية. ومع ذلك، لا تزال المخاطر تحيط بمسار التضخم، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية واحتمالية استمرار الاضطرابات في سياسات التجارة العالمية والصدمات الناجمة عن تغير المناخ.

نمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر

أما على الجانب المحلي، تفيد المؤشرات الأولية للبنك المركزي المصري للربع الثاني من عام 2025 باستدامة التعافي في النشاط الاقتصادي، مع توقعات بنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي على نحو مقارب للنسبة السنوية المسجلة في الربع الأول من عام 2025 والبالغة 4.8% مقابل 2.4% في الربع الثاني من عام 2024.

وفيما يتعلق بفجوة الناتج، تشير التقديرات إلى أنها تتقلص تدريجيا وإن كانت لا تزال سالبة بقدر طفيف، مع توقعات بوصول النشاط الاقتصادي إلى طاقته الإنتاجية القصوى بنهاية السنة المالية 2025/2026.

عليه، من المنتظر أن تظل الضغوط التضخمية من جانب الطلب محدودة، مدعومة بالسياسة النقدية الحالية.

التضخم في مصر

وشهد المعدل السنوي للتضخم العام تراجعا خلال الربع الثاني من عام 2025 إلى 15.3% مقابل 16.5% في الربع الأول من عام 2025، مواصلا بذلك مساره النزولي.

ويُعزَى ذلك إلى استقرار التطورات الشهرية للتضخم إلى حد كبير، والمستوى المناسب من التشديد النقدي، فضلا عن انحسار الصدمات السابقة.

و انخفض كل من المعدل السنوي للتضخم العام والأساسي في يونيو 2025 إلى 14.9% و11.4% على التوالي، وهو ما يرجع بشكل رئيسي إلى التطورات الشهرية في التضخم، حيث سجل التضخم العام والأساسي سالب 0.1% وسالب 0.2% على التوالي، الأمر الذي يمكن تفسيره إلى حد كبير بانخفاض أسعار المواد الغذائية واستقرار تضخم السلع غير الغذائية.

وأسهمت هذه التطورات المواتية في التضخم العام والأساسي في تحسن توقعات التضخم، وعليه، يتوقع البنك المركزي أن يستقر المعدل السنوي للتضخم العام عند معدلاته الحالية خلال الفترة المتبقية من عام 2025 قبل أن يعاود تراجعه تدريجياً خلال 2026، وهو ما يتوقف على مقدار التغير في أسعار السلع غير الغذائية وعلى إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة «كالتغير في الأسعار المحددة إداريا» وتأثيرها على الأسعار المحلية.

وذكر البنك المركزي أن من المحبَّذ التريث في المضي قدما في دورة التيسير النقدي، خاصة وأن هذا النهج يتيح وقتا كافيا لتقييم الآثار المحتملة للتغييرات التشريعية المُعلنة في الآونة الأخيرة ومنها تعديلات ضريبة القيمة المضافة.

وفي ضوء ما تقدم، ترى لجنة السياسة النقدية أن الإبقاء على أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يُعد ملائما لاستدامة المسار النزولي للتضخم.

هذا وستواصل لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري تقييم قراراتها على أساس كل اجتماع على حدة، مع التأكيد على أن هذه القرارات تعتمد على التوقعات والمخاطر المحيطة بها وما يستجد من بيانات.

كما ستواصل اللجنة متابعة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب، ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة للوصول بالتضخم إلى المعدل المستهدف البالغ 7% (±2 نقطة مئوية) في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2026.

كان البنك المركزي قام في النصف الأول بتخفيض سعر الفائدة بنسبة تراكمية تبلغ 3.25%، بعد أن ظلت الفائدة ترتفع لأكثر من عامين بإجمالي 19%

اقرأ أيضاًعاجل.. البنك المركزي يقرر الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير

اجتماع البنك المركزي اليوم.. سعر الفائدة على قروض بنك مصر والبنك الأهلي

قبل اجتماع البنك المركزي.. خبيرة أسواق المال تكشف تأثير قرارات سعر الفائدة على البورصة

مقالات مشابهة

  • لماذا ثبت البنك المركزي المصري أسعار الفائدة؟ خبير يوضح
  • اكتمال إجراءات تسليم 638 موقعا لتجار سوق ليبيا بسوق شرق النيل بمدني
  • الضفادع البشرية تسهم في توصيل خطوط الكهرباء العابرة النيل بين امدرمان والخرطوم
  • هل غابت الضفة الغربية عن حوارات واشنطن؟
  • الرئيس السيسي يهنئ نظيره المنغولي بذكرى العيد القومي
  • الرئيس السيسي يهنئ جمهورية القمر المتحدة وجنوب السودان بذكرى يوم الاسقلال والرأس الأخضر بذكرى العيد القومي
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيس منغوليا بذكرى العيد القومي
  • زيزو يشن هجومًا على منتقديه بعد انتقاله للأهلي المصري
  • سعر الفائدة.. لماذا فضّل البنك المركزي المصري التثبيت؟
  • وزير الخارجية يؤكد أهمية الملف الليبي للأمن القومي المصري