سودانايل:
2025-07-02@05:17:48 GMT

البرهان والشكية لطوب الأرض

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

أوردت نشرة الأخبار السودانية قبل يومين خبر عودة الفريق البرهان إلى البلاد بعد زيارة وصفتها بالقصيرة لدولة إثيوبيا وقد نص الخبر على أن البرهان وآبي أحمد( بحثا معا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها وآفاق التعاون المشترك وجهود حل الأزمة السودانية واستعرضت المباحثات تداعيات الأزمة السودانية جراء تمرد مليشيا الدعم السريع وقيامها بانتهاكات جسيمة ضد المواطنين والتدمير الممنهج للدولة السودانية وتخريب وتدمير البنيات التحتية بالبلاد ) .

كما استقبل البرهان في مقر إقامته رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي وقد تطرق اللقاء ( للأوضاع في السودان والجهود المبذولة لحل الأزمة السودانية واطلع رئيس مجلس السيادة السوداني السيد موسى فكي على تطورات الوضع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته المليشيا الإرهابية ضد الدولة واستهدافها للمدنيين والمشاأت والمرافق العامة وارتكابها لفظائع إنسانية في حق المواطنين).
المراقب لحال البرهان هذه الايام يلاحظ أن الرجل بات في حله وترحاله من دولة إلى أخرى يظهر مرتديا البدلة الرسمية موزعا الابتسامات أمام كاميرات التلفزة في نشوة ظاهرة لا تخفى على عين..مما يخيل للمرء أن الرجل لا يعاني أي أزمة وليس لديه أدنى مشكلة في بلده و كأن الذي يجري داخليا لا يهمه - يعني بالعربي كدا الزول دا ما فارق معاه الحاصل – فهو يبدو منفصلا تماما عن الواقع الحالي في السودان و عايش في دنيا تانية أو ربما وهذه الأخيرة يفزعني التفكير فيها وهي أن الذي يحدث الآن يعجبه و.. واقع ليهو في جرح عديييييل ... لذا لا يسعى لإيجاد حل أو مخرج له .
لذا وجب علينا تذكير الرجل والذين يعملون من حوله بأن نصف البلاد الآن باتت خارج سيطرته وأن جنوده وضباطه ما زالوا محاصرين في الخرطوم وكردفان ودارفور وغير قادرين على الخروج وأن البلاد أصبحت ترزح تحت وطأة غلا طاحن وفقر مدقع ومهددة بالانقسام والتشظي.وأن الناس أصبحوا غير قادرين على العيش.... عل ذلك يخرجه من سكرته التي يغرق فيها .
- زمان لمن كنا في المدرسة لمن تجي بيتكم باكي وتشتكي لي أمك تقول ليها فلان دقاني.. أمك عشان تعلمك الرجالة وتطلع منك الخوف .. بتدقك هي ذاتها... وتقول ليك تاني لو جيت اشتكيت لي من زول دقاك أنا بكتلك ... أي زول يدقك دقو وحتى لو الزول أكبر منك - يعني أقوى منك -افلعو بي حجر لكن أوع تجي تشتكي لي -
إن ما يقوم به البرهان الآن في المحيط الإقليمي من الجأر بالشكوى لطوب الأرض من فعل المليشيا المتمردة. يديك إحساس إنو الزول دا ما لاقي زول يدقو...
ماذا ستفيد الشكية وما الذي سيعود بالفائدة السياسية أو العسكرية للسودان منها غير الفضيحة وشيلة الحال... إن هذه الديباجة التي لازمت نشرات الأخبار في الفضائية السودانية ( تداعيات الأزمة السودانية جراء تمرد مليشيا الدعم السريع وقيامها بانتهاكات جسيمة ضد المواطنين والتدمير الممنهج للدولة السودانية وتخريب وتدمير البنيات التحتية بالبلاد ) يجب إيقافها .فالمتغطي من الله بالمجتمع الدولي والمحيط الإقليمي عريان ونحن ما بشفعلنا إلا ضراعنا كما قال المرحوم حميد.
إن غياب الرؤية عند القيادة وترك الحبل على الغارب في البلاد واستبطاء الحسم العسكري للتمرد وعدم التعامل مع خروج الأقاليم الواحد تلو الآخر من سلطة الدولة باعتباره كارثة يجب الاستجابة لها بسرعة هو الذي يفتت الدولة السودانية ويذهب بريح الوطن. وأعتقد أن تعاطي الجهاز التنفيذي الموجود في الدولة السودانية الآن مع الأزمة الراهنة أسوأ بكثير من مشكلة الحرب التي نعيشها إذا ما قُورِنَتَا في مستوى السو. لأن التعامل مع الأزمة يسفر وبلا شك عن عدم وجود رجل دولة نؤمن بقدرته على قيادتنا في هذا الظرف الصعب وهذا ليس مهدداً حالياً لنا وإنما ينذر بتهديد وجودي لمستقبل الدولة السودانية والأجيال القادمة.
عندما تحدثنا في السابق عن أن هذه الحرب ستطول وأن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها وأن إيقاف الحرب اليوم سيكون أسهل وأفضل بكثير من اللهث خلف ذلك غداً وأن المسرحية الرخيصة التي قام بها وفد الخارجية السودانية الموجود في أديس أبابا- التي زارها البرهان بالأمس - برفضه الانخراط في طاولة المفاوضات وانسحابه بحجة الاعتراض على رئاسة كينيا ورئيسها وليم روتو - الذي زاره البرهان قبل يومين - لجلسة التفاوض مفوتا الفرصة في الوصول إلى اتفاق قبل 4 أشهر.اعتبرنا الكثيرين نغرد خارج السرب ونسبح عكس التيار وانهالت علينا عبارات التوبيخ واتهامات التخوين. ولكنا كنا نرى بعين زرقاء اليمامة ما لا يراه الناظرون أبعد من موطئ أقدامهم لقد كنا نرى بعقولنا ما فشل البلابسة في رؤيته بأعينهم وقتئذ .
والآن يجب أن نعترف وبعد مضي سبعة أشهر من اندلاع الأزمة أن هذا البرهان الذي فشل فيما يخصه من مهام كقائد عسكري
منوط به المحافظة على وحدة الوطن وتراب الدولة السودانية وحدودها ليس من المتوقع منه أن يحقق أي نجاح سياسي كرئيس لمجلس السيادة بل يجب أن يتم عزله ومحاسبته وتحميله كامل المسؤولية عن ما جرى في البلاد هو وحميدتي وغيرهم من المتسببين في هذه الحرب العبثية وأن لا يسمح لهم بأن يلعبوا أي دور حالي أو مستقبلي في الدولة السودانية .
إن الوضع في البلاد وصل من السو للدرجة التي لا يمكننا من الآن فصاعدا أن نحتمل كلفة مغامراته وفشله السياسي لا سيما وأن فشله العسكري ما يزال ماثلا أمامنا رأي العين .لقد أصبح الرجل في مراوغاته مثل البشير يلبس البدلة العسكرية يوما ويخلعها في اليوم الآخر حسب مقتضيات الظروف وهي سمة الطغاة التي لن يتخلوا عنها .
إن أبشع ما في هذه الحرب أن هذا البرهان الممسك الآن بمقاليد الحكم في البلاد هو من هيئ الظروف لاندلاعها وراقب اشتعالها ثم خرج إلينا قائلا بأنها قد فرضت عليه وأننا مضطرون لخوضها معه لأن من المستحيل تجنبها. لقد شاهدناه في هذه الحرب جالسا في غرفة القيادة يراقب المعارك ويصدر الأوامر ويشاهد تساقط الجنود الواحد تلو الآخر ويحصي الضحايا من المدنيين ثم خرج إلينا ليقول إنه حزين لفقدنا الشهداء ويترحم على الموتى يسأل الله الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
والسؤال الآن هل الرجل من الشجاعة في مكان أن يواجه أخطاءه وأن يعترف بما اغترفت أيديه من ذنوب وان يتوب ويطلب السماح من هذا الشعب الصابر أم سيظل متقوقعا في جحر عزة نفسي مابيه على أسلم نفسي ليك تاني وسنين الحرب بيناتنا وحاجات تانية حامياني.
فليعلم الجنرال العزيز عندما يفرح أبناء الوطن الواحد بجغم بعضهم البعض .هذا يعني أن كل يوم تمضي فيه هذه الحرب للأمام ستتسع فيه الهوة وتتباعد فيه الشقة بينهم وستتراجع فرص العيش معا في المستقبل لأن الثارات ستتزايد والإحن والأحقاد ستتراكم وسيصبح من الصعب تجاوزها أو تناسيها .
فرجاء ارحل وفك اللجام .

yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأزمة السودانیة الدولة السودانیة هذه الحرب فی البلاد

إقرأ أيضاً:

ليبرمان يقدر: هذا هو التاريخ الذي ستندلع فيه الحرب مع إيران مجددا

#سواليف

توقع وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق، #أفيغدور_ليبرمان نشوب #حرب_جديدة بين #إسرائيل و #إيران، وشدد على ضرورة أن تستعد تل أبيب للمرحلة القادمة، التي ستكون أكثر تعقيدًا وصعوبة، وفق تقديره.

وقال ليبرمان، في تصريح لصحيفة “معاريف” العبرية، “أمامنا ثلاث سنوات كحد أقصى حتى #الحرب القادمة ضد #إيران”.

وأوضح من على منصة الكنيست، أن “هذا يعني أن على #الحكومة_الإسرائيلية تغيير جميع أولوياتها”.

مقالات ذات صلة “أغلق دكانك وعد إلى مسقط رأسك!”.. ترامب يبدأ بتضييق الخناق على ماسك 2025/07/01

نووي إيران

ووفق تصريحاته لـ”معاريف” خلال اجتماع كتلة حزب “إسرائيل بيتنا” الذي يرأسه، أكد ليبرمان أن إيران عازمة على #الانتقام، وهذه ليست تهديدات نظرية.

وشدد على ضرورة أن تستعد إسرائيل للمرحلة القادمة ضد إيران، التي ستكون أكثر تعقيدًا وصعوبة، وفق تقديره.

وبحسب ما لديه من معلومات، تعرّض البرنامج الإيراني لضربة موجعة، لكنه لم يُدمّر بعد، ويمكن استعادته، وهذا ما يبذل النظام الإيراني كل جهوده من أجله.

مساعدات غزة

ووفق الصحيفة العبرية، تناول ليبرمان في الاجتماع الأحداث في قطاع #غزة.

وقال، إن “حركة حماس اليوم تعيش وتتنفس بفضل الإنسانية التي تُضخها حكومة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وزعم الوزير السابق، أنه لم يسبق لدولة أن نقلت، خلال الحرب، أدويةً ووقودًا وغذاءً إلى العدو”. معترفا بأنه يتواصل مع جنود يؤمّنون الشاحنات التي تنقل المعدات إلى القطاع، مع عدم قانونية ذلك.

وبيّن، أن هناك فوضى عارمة في غزة، والأسوأ من ذلك، أن أوامر إطلاق النار لا تسمح للجنود إلا باستخدام النيران من مسافة بعيدة، وهم يشعرون أن حياتهم في خطر”.

استراتيجية لبنان

وبحسب تقييم الوزير الأسبق، فإن الحكومة ترسل جنود الاحتياط لهدم المباني والمنشآت يدويا، ولا توجد حفارات وجرافات، ويقال لهم إنه لا توجد ميزانية لناقلات الجنود المدرعة المتقدمة، وفي المقابل هناك مئات الملايين من الدولارات للمساعدات الإنسانية على حساب دافعي الضرائب الإسرائيليين.

واختتم ليبرمان بقوله، ماذا سنفعل إذا استنفد الضغط العسكري تأثيره؟”. مضيفا: “علينا اتباع سياسة مماثلة لما في لبنان. فمنذ وقف إطلاق النار هناك، قضى الجيش على 200 عنصر من ميليشيا حزب الله. وسنلاحق كل عنصر شارك في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول حتى آخر يوم في حياته. وفق قوله.

مقالات مشابهة

  • ما قصة السحابة المتوهجة التي ظهرت في السماء الليلة وكيف تشكلت؟
  • تركيا: الرسوم التي تصور الأنبياء جريمة
  • تألق المونديال.. هذا المبلغ الذي حصل عليه الهلال حتى الآن
  • ليبرمان يقدر: هذا هو التاريخ الذي ستندلع فيه الحرب مع إيران مجددا
  • بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟
  • ما الذي يخفيه وقف النار بين طهران وتل أبيب؟
  • منطقتان فقط في العالم قادرتان على النجاة من كارثة نووية
  • دوران الأرض يتسارع والأسباب غير واضحة إلى الآن
  • المفسدون في الأرض
  • السودان.. البرهان يعين وزيرين جديدين للدفاع والداخلية