أكد مسعفون أن مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية التي كانت تحاول التوغل في أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة يوم الأحد وإن 11 شخصا على الأقل قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل مع تزايد الآمال في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض الرهائن من القطاع.

قالت صحيفة واشنطن بوست اليوم الأحد، إن الوسطاء الأمريكيين يقتربون من التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لإطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين كرهائن في غزة مقابل وقف الحرب لمدة خمسة أيام من شأنه أن يساعد في تعزيز شحنات المساعدات الطارئة للمدنيين في غزة، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت يوم السبت أنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين أمريكيين نفوا ذلك، وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن الجهود مستمرة للتوصل إلى اتفاق.

لكن سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل هرتزوغ قال يوم الأحد في مقابلة مع برنامج 'هذا الأسبوع' على شبكة ABC إن إسرائيل تأمل في أن تتمكن حماس من إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن 'في الأيام المقبلة'.

واحتجزت حماس حوالي 240 رهينة خلال هجومها المميت عبر الحدود على المجتمعات الإسرائيلية في 7 أكتوبر، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى فرض حصار على غزة وغزو الأراضي الفلسطينية للقضاء على الجماعة الإسلامية الحاكمة.

وذكرت رويترز في 15 نوفمبر أن وسطاء قطريين يسعون للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لتبادل 50 رهينة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، نقلا عن مسؤول مطلع على المحادثات. وفي ذلك الوقت قال المسؤول إنه تم الاتفاق على الخطوط العامة لكن إسرائيل ما زالت تتفاوض على التفاصيل.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يوم الأحد في مؤتمر صحفي في الدوحة إن النقاط الشائكة الرئيسية التي تحول دون التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن أصبحت الآن 'بسيطة للغاية' - وهي في الأساس قضايا عملية ولوجستية.

وتتزامن المحادثات الدقيقة المتعلقة باحتجاز الرهائن مع استعداد اسرائيل لتوسيع هجومها ضد حماس ليشمل النصف الجنوبي من قطاع غزة المكتظ بالسكان وهو ما يتجلى في تزايد الضربات الجوية هناك على أهداف تعتبرها اسرائيل أوكارا للنشطاء المسلحين.

واقتحمت الدبابات والقوات الإسرائيلية غزة أواخر الشهر الماضي بعد غارة جوية مدمرة ردا على هجوم حماس الصادم في 7 أكتوبر، وتقول إنها انتزعت السيطرة على مناطق واسعة من الشمال والشمال الغربي والشرقي حول مدينة غزة.

لكن مقاومة حماس بأسلوب حرب العصابات لا تزال شرسة في جيوب في الشمال شديد التحضر، بما في ذلك أجزاء من مدينة غزة ومخيمي جباليا والشاطئ للاجئين المترامي الأطراف، وفقا لحماس وشهود محليين.

قتال عنيف
وأفاد شهود عيان بأن قتالاً عنيفاً دار خلال الليل بين مسلحي حماس والقوات البرية الإسرائيلية التي حاولت التقدم إلى جباليا، أكبر مخيمات القطاع الذي يأوي نحو 100 ألف شخص.

ويقول مسعفون فلسطينيون إن جباليا تعرضت لقصف إسرائيلي متكرر أدى إلى مقتل عشرات المدنيين. وتقول إسرائيل إن الضربات قتلت العديد من المسلحين الذين كانوا يحتمون هناك.

وحث الجيش الإسرائيلي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية، يوم الأحد سكان العديد من أحياء جباليا على الإخلاء باتجاه جنوب غزة 'حفاظا على سلامتهم'، وقال تحقيقا لهذه الغاية إنه سيوقف العمل العسكري من الساعة 10 صباحا حتى الساعة 2 ظهرا.

وقالت وزارة الصحة في جباليا إنه بعد انتهاء فترة 'التهدئة'، استشهد 11 فلسطينيا في غارة جوية إسرائيلية على منزل.

ورفض معظم سكان جباليا النداءات الإسرائيلية السابقة لإخلاء المنطقة الواقعة جنوب القطاع الساحلي الضيق.\

ويقول الفلسطينيون إن الجنوب تعرض أيضًا لقصف إسرائيلي متكرر، مما يجعل الوعود الإسرائيلية بالسلامة سخيفة.

وبعد عدة حروب غير حاسمة منذ عام 2007، تعهدت إسرائيل بتدمير حماس بعد هجومها في 7 أكتوبر الذي قتل فيه حوالي 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد الممتد 75 عاما.

ورفعت وزارة الصحة في غزة عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل إلى 12300، من بينهم 5000 طفل.

غارات جوية في وسط غزة
وفي وسط القطاع الساحلي الضيق، قال مسعفون فلسطينيون إن 31 شخصا قتلوا، بينهم صحفيان محليان، في غارات جوية إسرائيلية استهدفت عددا من المنازل في مخيمي البريج والنصيرات للاجئين في وقت متأخر من مساء السبت. وأضافوا أن ضربة جوية أخرى قتلت امرأة وطفلها خلال الليل في مدينة خان يونس بجنوب البلاد.

وفي مستشفى ناصر في خان يونس، سار عشرات الفلسطينيين لحضور جنازة 15 مواطنا قتلوا في غارة إسرائيلية على مبنى سكني يوم السبت. 'شبابنا يموتون ونساءنا وأطفالنا يموتون، أين الرؤساء العرب؟' وبكت هيداية عصفور، وهي قريبة لبعض القتلى.

ويزعم الجيش الإسرائيلي إن حماس تستخدم المباني السكنية والمدنية الأخرى كغطاء لمراكز القيادة ومخابئ الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ وشبكة أنفاق واسعة تحت الأرض. وتنفي الحركة الإسلامية استخدام دروع بشرية لشن الحرب.

وقالت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس إن نشطاء قتلوا ستة جنود من مسافة قريبة في قرية جحر الديك شرق مدينة غزة بعد أن نصبوا لهم كمينا بصاروخ مضاد للأفراد واقتحموا المكان بالأسلحة الرشاشة.

وقال الجيش إن سبعة جنود إسرائيليين قتلوا في القتال يوم السبت دون تقديم تفاصيل. وقتل 62 جنديا في القتال بحسب إحصاءات الجيش.

'منطقة الموت' في أكبر مستشفى في غزة
ووصف فريق بقيادة منظمة الصحة العالمية، الذي زار مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، المستشفى بأنه 'منطقة الموت'، بعد أيام من استيلاء القوات الإسرائيلية المتقدمة على المبنى للقضاء على مركز قيادة مزعوم تحت الأرض لحماس.

ورصد فريق منظمة الصحة العالمية وجود علامات على إطلاق نار وقصف ومقبرة جماعية عند مدخل مستشفى الشفاء، وقال إنه يضع خططاً للإجلاء الفوري لـ 291 مريضاً متبقين، بمن فيهم جرحى الحرب، و25 موظفاً.

وقالت وزارة الصحة في غزة إنه تم يوم الأحد إجلاء 31 طفلا خدجا من مستشفى الشفاء في عملية مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني وسيتم نقلهم عبر معبر رفح الحدودي الجنوبي إلى مصر لتلقي العلاج هناك.

وأضافت أن ثمانية أطفال خدج توفوا في السابق في مستشفى الشفاء بسبب نقص الكهرباء والأدوية الضرورية للرعاية.

وغادر مئات المرضى والموظفين والنازحين الآخرين الذين كانوا يحتمون في الشفاء يوم السبت، حيث قال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن القوات الإسرائيلية طردتهم بشكل غير إنساني، وقال الجيش إن المغادرة كانت طوعية.

ظل سكان غزة المصابون بصدمات نفسية يتنقلون منذ بداية الحرب، فيلجأون إلى المستشفيات أو يتنقلون من الشمال إلى الجنوب، وفي بعض الحالات يعودون مرة أخرى، في إطار جهود يائسة للبقاء بعيدا عن خط النار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل وحركة حماس أكبر مخيم للاجئين إطلاق سراح التوصل إلى اتفاق الجهود القوات الإسرائيلية التوصل إلى اتفاق مستشفى الشفاء إطلاق سراح یوم السبت یوم الأحد فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تؤكد تسلمها مقترح ويتكوف الجديد بشأن غزة.. نتنياهو يعلن موافقته وواشنطن تعلق

أكدت حركة حماس، الخميس، أنها استلمت مقترحا جديدا قدمه المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أنها ستعمل على درساته والرد بشأنه.

وقالت الحركة في بيان، إن "قيادة حركة حماس استلمت من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد، وتقوم بدراسة هذا المقترح بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع".

من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات المحتجزين بقبول اقتراح وقف إطلاق النار الجديد في غزة والذي قدمه مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وكانت حركة حماس، أعلنت أنها تبذل جهودا كبيرة لوقف العدوان على قطاع غزة، وكان آخرها التوصل إلى اتفاق مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف على إطار عام يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفق المساعدات، وتولي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.

من جانبه قال البيت الأبيض، إن المبعوث ستيف ويتكوف والرئيس ترامب أرسلا مقترح وقف إطلاق النار لحماس بعد موافقة الاحتلال عليه.

وأضاف البيت الأبيض: "إسرائيل وافقت على مقترح، ويتكوف وحماس لم ترد بعد".

وشدد البيت الأبيض، على أن المحادثات لا تزال مستمرة بشأن وقف إطلاق النار ولا علم لنا بموافقة حماس عليه.

وتابع: "نأمل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة حتى يعود جميع الرهائن".


وقالت حماس في تصريح صحفي، الأربعاء، إن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين وعددا من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وذلك بضمان الوسطاء، وتنتظر الحركة الرد النهائي على هذا الإطار.

والثلاثاء، أعلن عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم، الموافقة على المقترح الذي قدمه ويتكوف، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة. 

وأوضح نعيم في تصريحات صحفية، أن المقترح يشمل وقفا شاملا لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.

وأشار إلى أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال، وأن حماس تنتظر ردا رسميا من جانب الاحتلال بشأن المبادرة. 


علام ينص مقترح ويتكوف؟
وكانت تقارير أشارت إلى أن الاتفاق ينص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما كمرحلة أولى، تتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين على دفعتين، إضافة إلى تبادل جثث مقابل أسرى فلسطينيين. 

ووفقا للمصادر، سيتم الإفراج عن 5 أسرى للاحتلال في اليوم الأول من الاتفاق، على أن يتم الإفراج عن الخمسة الآخرين في اليوم الستين، فيما سيبدأ انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من قطاع غزة استنادا إلى اتفاق تم التوصل إليه في كانون ثاني/ يناير الماضي. 

كما كشفت المصادر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب سيكون الضامن لتنفيذ الاتفاق خلال فترة الستين يوما، على أن تتولى الوساطات الدولية ضمان استمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء المدة المحددة، ضمن رؤية سياسية طويلة الأمد لإنهاء الحرب.

مقالات مشابهة

  • حماس تحمّل إسرائيل وأمريكا مسؤولية مجــ.ـازر مواقع توزيع المساعدات
  • حماس تشيد بقرار برشلونة قطع العلاقات مع إسرائيل
  • بلدية خزاعة بغزة: المنطقة أصبحت منكوبة نتيجة هجمات الاحتلال المستمرة
  • تفاقم الكارثة بغزة مع شح المساعدات والاحتلال يهجر 250 ألفا من جباليا
  • مجازر جديدة في غزة.. والاحتلال يقتل عائلة كاملة في جباليا
  • الاحتلال يعلن إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة المحتلة وحماس تدعو لمقاومته
  • الاحتلال يعلن عن مناطق قتـ.ال خطيرة في غزة ويحذر السكان من البقاء
  • البيت الأبيض: إسرائيل وافقت على خطة ويتكوف لوقف إطلاق النار بغزة
  • الصحة الفلسطينية: العدوان الإسرائيلي بات يهدد بانهيار تام في القطاع الصحي بغزة
  • حماس تؤكد تسلمها مقترح ويتكوف الجديد بشأن غزة.. نتنياهو يعلن موافقته وواشنطن تعلق