مسقط ـ «الوطن» :
في إطار سعي وزارة الثقافة والرياضة والشباب لدعم الابداع والابتكار في المجال الفني، تنظم الوزارة مساء غد الثلاثاء حفل ختام جائزة الفنون تحت رعاية صاحب السمو السيد نادر بن الجلندى آل سعيد، والذي سيقام في متحف عمان عبر الزمان، حيث سيتم الاعلان عن المراكز الفائزة في هذه المسابقة التي أطلقتها الوزارة سابقا، وكان التسجيل عبر رابط في موقع الوزارة، في ثلاثة مجالات؛ هي جائزة الافلام الدعائية، جائزة الفنون الرقمية (الرسوم المتحركة) وجائزة الموسيقى التصويرية.


وقد أعلنت الوزارة عبر حساباتها عن أسماء المتأهلين في مسابقة جائزة الفنون: وهم في مجال الموسيقى التصويرية سعود مجيدي إيهاب وطارق بن جلال الرئيسي وحسين بن عمر الحسيني، وفي الأفلام الدعائية محمد بن عبد الله العجمي وشهد بنت أحمد الخمبشية ويعقوب بن محفوظ الخنجري، وفي مسابقة الرسوم المتحركة عدنان بن سعيد الهاشمي وأسامة بن كامل الشنفري وحنان بنت محمد المعمرية ومحمد بن راشد الحبسي.
فرصة للمبدعين
وحول الجائزة يقول إبراهيم بن سيف بني عرابة مدير عام مساعد للفنون: جائزة الفنون لهذا العام أدخلت مجالات إبداعية جديدة تواكب التطور الرقمي في المجال الفني، حيث تعد مجالاتها من المجالات الإبداعية التي تعتمد على التكنولوجيا وتجذب العديد من المواهب، وتتيح لهم ابتكار الكثير من الأفكار التي يمكن ترجمتها إلى منتج ثقافي لتحقيق القيمة المضافة في هذا القطاع.
جائزة فنون
تعد هذه الجائزة من الجوائز الفنية التي ترعاها الوزارة وتحرص على تطويرها ونشرها واستفادة المهتمين بمجالاتها والجائزة مخصصة للفنانين والمواهب والمبدعين في المجالات الفنية، ويقام حفل توزيع جوائزها بشكل سنوي في شهر نوفمبر من كل عام بإحدى محافظات سلطنة عمان، حيث تشمل هذا العام مجالات فنية ثلاثة هي: جائزة الافلام الدعائية، جائزة الفنون الرقمية (الرسوم المتحركة) وجائزة الموسيقى التصويرية. تهدف الجائزة إلى تحفيز المشاركين للارتقاء بمواهبهم الى مستوى احترافي وتقديم اعمال ابداعية تسهم في تطوير الفن، رعاية الموهوبين والمبدعين في المجال الثقافي، استثمار التنوع الثقافي وجعل الثقافة وسيلة للترويج والتعريف بسلطنة عمان، تعزيز الانتاج الثقافي المبني على التجديد والابداع، توظيف التكنولوجيا والتقنية في توثيق الهوية الثقافية وانتاج ونشر المحتوى الثقافي العماني، تعزيز الحراك الثقافي ومشاركة المجتمع في الفعاليات الثقافية في مختلف محافظات سلطنة عمان، دعم حركة الابداع الثقافي في عمان.
وفيما يخص مجال الأفلام الدعائية، فأنها موجهة لإنتاج محتوى دعائي للمعالم السياحية في عمان بهدف ابراز تلك المعالم، حيث تشترط الجائزة استخدام تقنية عالية الجودة مع وجود الترجمة بهدف إيصال المحتوى إلى أكبر شريحة ممكنة مع مراعاة الجوانب المتعلقة بالملكية الفكرية.
اما في مجال الرسوم المتحركة (الانيميشين) فهي عبارة عن انتاج محتوى فني باستخدام تقنيات الرسوم المتحركة المختلفة المنفذة بالكمبيوتر ثنائية أو ثلاثية الابعاد، تحريك الصلصال، الورق المقصوص، أو الرسوم المتحركة التقليدية وستوب موشن. وذلك بهدف اكتشاف المواهب في مجال الرسوم المتحركة ويشترط في الدخول للمنافسة أن يكون الإنتاج من أعوام 2012 حتى 2023م بالإضافة إلى الاشتراطات الفنية، فيما يتعلق بالجودة والمواصفات وكذالك حقوق الملكية الفكرية. وفيما يتعلق بمجال الموسيقى التصويرية، فتعد من المجالات النادرة، التي سعت الجائزة لإبرازها من خلال هذه الدورة، حيث يتم ربط الموسيقى بالأفلام والاعمال الفنية المصورة وتركز على الإيقاعات الموسيقية وتهدف الى دعم وتشجيع المواهب الشابة في مجال الموسيقى، وذلك عن طريق إتاحة الفرصة للموسيقيين الشباب للمشاركة في المسابقة والتعرف على مواهبهم وتشجيعهم على الإبداع والتميز بالإضافة إلى تطوير صناعة الموسيقى التصويرية عن طريق تشجيع الابتكار والتجريب، كما تسهم في تعزيز التعاون الفني بين الموسيقيين والمنتجين والمخرجين وغيرهم في مجال صناعة الموسيقى.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الموسیقى التصویریة الرسوم المتحرکة جائزة الفنون فی مجال

إقرأ أيضاً:

كيف وُلـِدَتْ الموسيقى؟

بدر بن خميس الظفري

@waladjameel

تعود تسمية «الموسيقى» إلى كلمة Muses، أي «الميوزات»، وهي آلهة الإلهام في الأساطير اليونانية القديمة نُسبت إلى مختلف الفنون والمعارف. وكان «فن الميوزات» يُعرف باليونانية بـ Mousikē، وهو اللفظ الذي انتقل إلى اللاتينية ثم إلى اللغات الأوروبية، حتى بلغ العربية بصيغته الحالية وهي «موسيقى».

تُعدّ الموسيقى جزءًا أصيلًا من التجربة الإنسانية، فهي لغة عالمية تتجاوز الحواجز الثقافية والزمنية، تُستخدم للتعبير عن المشاعر، وللاحتفال، وللتواصل، ولأداء الطقوس الدينية. وهي من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، حتى إن أصلها لا يزال موضع جدل بين الباحثين، ولا يُعرف على وجه التحقيق متى بدأت.

وقد نُسب الفضل في إيصال هذا الفن إلى الآلهة أو الأنبياء في بعض الروايات القديمة. إذ تشير التوراة إلى «يوبال»، من نسل قايين (قابيل)، بوصفه أول من عزف على القيثارة والمزمار. وكانت القيثارة حينها مكوّنة من عشرة أوتار، وتتشابه في شكلها مع المثلث المتساوي الأضلاع، بينما كان المزمار أطول وأضخم من النسخة الحديثة. وتشير بعض الروايات إلى أن أبناء نوح عليهم السلام نقشوا شكل الآلتين على عمودين بعد الطوفان، تخليدًا لابتكارهما. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه القصة واردة في الكتاب المقدس، وليست جزءًا من التراث الإسلامي.

 

بدأت الموسيقى بصوت الإنسان الطبيعي، ثم ألهمته الطبيعة اختراع الآلات؛ فكان صفير الرياح عبر الثقوب باعثًا على التفكير في النفخ، كما لاحظ أن أوتار القوس تُصدر صوتًا عند ارتدادها، فاستلهم منها فكرة شدّ الأوتار والعزف عليها لإنتاج النغمات. ويُرجّح أن أولى آلات النفخ كانت الناي والبوق والمزمار، وربما كان الناي أولها، وهو الآلة التي نقلها الإغريق عن المصريين القدماء.

وقد ورد في كتاب «أصل الموسيقى» الصادر عن مؤسسة هنداوي، أن المصريين القدماء استخدموا الموسيقى في طقوسهم الدينية داخل الهياكل وخارجها، وفي حفلات الزواج والحداد والمعارك. كما اعتمد الكهنة على فن الغناء لعلاج بعض الأمراض العقلية.

وترى بعض الدراسات، كما في مقال «في نشأة الموسيقى وعلاقتها باللغة» بموقع «ديوان العرب»، أن الموسيقى واللغة نشأتا معًا، باعتبار أن الموسيقى شكل من أشكال التواصل غير اللفظي، تنقل العواطف والمعاني عبر الإيقاع والنغمة. وربما كانت الأصوات البدائية، مثل الغناء والدندنة، هي اللبنات الأولى لكلّ من اللغة والموسيقى.

وقد ذكر الباحث أنطون كيلين، من قسم الفلسفة بجامعة بيليفيلد الألمانية، في مقالته «أصول الموسيقى: الأدلة والنظرية والآفاق»، أن الموسيقى سمة متأصلة في جميع الثقافات البشرية المعروفة، تؤدي أدوارًا متعددة في تفاصيل الحياة اليومية. وبيّن أن أقدم الآلات الموسيقية المعروفة في السجل الأثري تعود إلى نحو ٤٠ ألف عام، مرجّحًا أن الموسيقى البدائية قد ترسخت في أواخر العصر البليستوسيني الأوسط، أي قبل حوالي ٤٠٠ ألف سنة.

وتُظهر الاكتشافات الأثرية أن الإنسان القديم صنع آلات موسيقية باستخدام أدوات للنحت والثقب. من أبرز هذه الآلات: «فلوت ديفيه بابِه»، المصنوعة من عظم فخذ دب الكهوف، ويُقدّر عمرها بما يزيد على ٤٠ ألف سنة. كما عُثر في الصين على مجموعة من الآلات الموسيقية يعود تاريخها إلى ما بين عامي ٦٦٠٠ و٧٠٠٠ قبل الميلاد.

وفي سياق آخر، قدّم البروفيسور ستيفن جان، أستاذ الاقتصاد الصحي بجامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا، في كتابه «الموسيقى في سياق التطور والتطور في الموسيقى»، تحليلًا للعلاقة بين نظرية التطور البيولوجي والموسيقى. وتناول ما وصفه بـ«الخوارزمية التطورية» التي تنظّم تطوّر الموسيقى على المستويين الجيني والثقافي، مشيرًا إلى أن دراسة الموسيقى تفتح آفاقًا جديدة لفهم نظرية داروين، والعكس كذلك.

وفي بلاد الرافدين، ابتكر السومريون أول نظام موسيقي مدوّن، وصنعوا أول آلة موسيقية تُعرف باسم «قيثارة أور»، والتي تعود إلى نحو عام ٢٥٠٠ قبل الميلاد. وقد اكتُشفت في المقبرة الملكية بمدينة أور جنوب العراق، وتوجد نسخة منها اليوم في المتحف البريطاني بلندن، كما ورد في مقال بمجلة «الموسيقى العربية» عام ٢٠٢٠.

أما في مصر القديمة، فقد كانت الموسيقى جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية. استخدم المصريون القيثارة، والجنك، والناي، والمزمار، والأرغول، وآلات الإيقاع. وكانت هناك فرق موسيقية تشارك في الاحتفالات والطقوس. وكان السلم الموسيقي المصري يعتمد على خمس درجات، وهو ما يُعرف بالسلم البنتاتوني، كما ورد في مقال «تاريخ الموسيقى العربية من الأندلس إلى العصر الحديث» على موقع «نبض العرب».

وفي الحضارة اليونانية، أدّت الموسيقى دورًا جوهريًا في الحياة العامة والفكر الفلسفي. وقد أسهم فلاسفة كفيثاغورس في وضع الأسس النظرية للموسيقى الغربية، إذ رأى أن قوانين التناغم الموسيقي تعكس نظام الكون ذاته.

وفي العصور الوسطى، سيطرت الكنيسة على الموسيقى، وكان «الغناء الغريغوري» هو النمط الأبرز. وفي المقابل، كان شعراء التروبادور يجوبون جنوب فرنسا بأغانيهم التي تتناول الحب والفروسية.

ومع حلول عصر النهضة، ازدهرت الفنون، وتطورت الألحان، وتوسعت الطبوع الموسيقية، وساهم اختراع الطباعة في نشر التدوين الموسيقي. ومن الآلات المشهورة آنذاك: «الهاربسيكورد»، وهي الآلة التي تُعد سلفًا للبيانو الحديث.

وفي العصر الباروكي، برز التعقيد اللحني والعمق العاطفي، مع أعلام مثل باخ وهاندل. أما العصر الكلاسيكي فتميّز بالاتزان والوضوح، واشتهر فيه هايدن وموزارت وبيتهوفن. وفي العصر الرومانسي، ازدهر التعبير الفردي، وانتشرت الأوبرا وتوسعت الأوركسترا.

وفي القرن العشرين، ظهرت أنماط جديدة، مثل الجاز، والبلوز، والروك، والبوب، وصولًا إلى الموسيقى الإلكترونية والرقمية التي باتت اليوم جزءًا من كل هاتف ذكي.

وقد ورد في مقال بعنوان «التأثير التاريخي للموسيقى عبر الزمن: من اليونان القديمة حتى اليوم»، الصادر عن «معهد الموسيقيين» عام ٢٠٢٣، أن الموسيقى كان لها دور فاعل في مجالات التعليم، والطقوس الدينية، والتعبير عن القضايا الاجتماعية. وكانت أداة للتوعية والاحتجاج في كثير من الحركات الشعبية. كما أشار المقال إلى أن الموسيقى تطورت من أداء بسيط إلى شكل فني معقد.

وتُسهم الأبحاث الحديثة في علم الآلات الموسيقية، أو «الأرغانولوجيا» كما أسماه كورت زاكس عام ١٩١٣، في تصنيف الأدوات الموسيقية إلى آلاتٍ هوائية، ووترية، وإيقاعية، وفقًا لآلية إصدار الصوت. ويعتمد هذا العلم على الأدلة الأثرية، والرسوم والمنحوتات، والنصوص الأدبية القديمة.

وفي بيان صدر عن جامعة أكسفورد عام ٢٠١٢، أُعلِنَ عن اكتشاف مزامير مصنوعة من عظام الطيور وعاج الماموث في كهف «غايسنكلوسترله» بألمانيا، ويعود تاريخها إلى ما بين ٤٢ و٤٣ ألف سنة، مما يجعلها أقدم الآلات المعروفة المرتبطة بثقافة «أورينياسية» التي يُعتقد أنها تعود إلى أوائل البشر المعاصرين في أوروبا.

وهكذا، تتبدى الموسيقى كرافد خالد من روافد الحضارة، لا يكفّ عن التجدد والتنوع. بدأت همسًا بدائيًا، ثم أصبحت علمًا وفنًا، وشاهدًا على تطوّر الوعي الإنساني. من الكهوف إلى المسارح، ومن الطقوس إلى الهواتف، ومن أوتار القيثارة إلى الذكاء الاصطناعي، تظل الموسيقى حاضرة، تعبّر عن الإنسان في كل زمان ومكان.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • اجتماع برئاسة المولد لمناقشة خطة وبرامج وزارة الشباب والرياضة
  • منتخب مصر لكرة السلة على الكراسي المتحركة يغادر إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في بطولة العالم 3×3
  • كيف وُلـِدَتْ الموسيقى؟
  • مكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب..هذه أبرز الخطوات التي خطتها الجزائر
  • غدا.. التصويت على جوائز الدولة وإعلانها بالمجلس الأعلي للثقافة
  • «الشارقة للتراث» يبحث سبل تعزيز صون الموروث الثقافي مع زنجباز
  • انطلاق مهرجان «صيف الأوبرا 2025» لأول مرة داخل استاد الإسكندرية
  • اختتام امتحانات النقل البحري باللاذقية بتنظيم مثالي وكفاءة عالية
  • المركز الثقافي في عجلتون نعى زياد الرحباني: أثره باقٍ فينا
  • إعلان الفائزين في ختام مسابقة "الرواية" عن يحيى السنوار بمسقط